بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مجموعة تساؤلات كمحاولة لفهم بعض ما يجري و ما سيجري!
بداية نعلم أن حلم كل مسلم هو حلم الأنبياء جميعاً و هو سيادة شريعة الله العزيز الحكيم في أرض الله ليقوم الناس بالقسط ، ليحكموا بالعدل ، و ليحترموا حرية الإنسان (( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط )) الحديد/25.
لاشك أن الإسلام هو مطلب جماهيري ، و في الأيام الأخيرة و خصوصاً بعيد سقوط نظام البعث خرجت مظاهرات قوية في الشارع العراقي تنادي بالحكم الإسلامي ، و بالرغم من الفرح التلقائي الذي يعتمر القلب و هو يسمع هذه الشعارات و هذا الحماس الجماهيري المتقد
لكننا نريد أن نسأل و نتجاوز مرحلة الشعارات :
(1) هل يوجد مشروع اسلامي عراقي ؟ و ما هو ؟
(2) هل هذا هو الوقت المناسب لطرح هذا المشروع ؟
ما هي معالم المشروع الإسلامي العراقي – إن وجد - و من شارك في وضعه و صياغته ؟ هل سيستوعب الإختلاف الطائفي ( السنة و الشيعة ) و الخلاف الديني ( الأقليات الدينية الأخرى ) ؟ هل يعتقد الأخوة أننا وصلنا إلى مرحلة النضوج في فهم فقه الإختلاف إلى الدرجة التي نستطيع أن نلتقي بها على الأساسيات العامة للشريعة و مقاصدها مع الإحترام المتبادل للخصوصية المذهبية لكل من السنة و الشيعة؟ هل سينظر المسلمون إلى المسيحي على أنه "كافر نجس" عليه دفع الجزية و أن "يُضطر إلى أضيق الطرق" مما لا يقول به الإسلام أصلاً ؟ هل علامات الحكم الإسلامي هي التطبيق الأعمى لبعض الحدود الشرعية ( على الطريقة السعودية و الطالبانية ) أم أنها عملية بناء الإنسان و إشاعة العدل الإلهي أمام الناس جميعاً ؟
إن لم يوجد هكذا مشروع ، فأي شيء تعني هذه الشعارات إذن و كيف ستترجم على أرض الواقع ؟
و إن وجد هذا المشروع، فهل هذا هو الوقت مناسب لطرحه بهذه القوة تحت أعين أعدائه ؟ ما هي ضمانات حماية هذا الطرح و المحافظة على رموزه و نحن نعلم من التجربة الجزائرية و التجربة التركية أن قوى الإستكبار سوف لن تقف مكتوفة الأيدي أمام طرح يهدد مشروعها ، فكيف لو كانت هذه القوى هي أميركا نفسها و أمام فكيها ، و الإمام علي (ع) يقول (( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان )) و (( أفلح من نهض بجناح )) ! إلا تعتبر المجاهرة بهذا المشروح مجازفة بحق الحركة الإسلامية؟ ربما يقول قائل أن هذه ستمثل ورقة ضغط ضد أميركا لتأخذ بالحسبان تطلعات الشعب العراقي و حساسيته لشكل الحكومة المقبلة ، أقول منذ متى تنظر أميركا بعين الإعتبار لتطلعات الشعوب و خاصة الإسلامية منها؟
هل نستطيع أن نتجاوز الإنفعالات العاطفية لنفكر في طريقة أكثر عملية للإستفادة من هذا الواقع؟ ربما يكون موضوع الأخ العقيلي ( ماذا نريد حقاً ) بداية حقيقية في هذا الإتجاه.