صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 20
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    1,216

    افتراضي مقارنة بين فضل الله و الوحيد الخراساني

    في هذه المقارنة نأخذ نموذجين لمدرستين فكريتين عميقتين في مذهب أهل البيت عليهم السلام الا و هما سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى الشيخ حسين الوحيد الخراساني حفظه الله و السيد محمد حسين فضل الله (عديل الكوراني ) و من خلال المقارنة بينهما نستطيع تكوين فكرة عن معالم المدرستين

    و هذه محاور المقارنة :

    -المؤلفات و تأثيراتها على قطاعات الأمة
    -التأريخ الجهادي
    -النشاط الدعوي و الخيري
    -الاندكاك بالأمة و تلمس همومها
    -توفر خصائص المرجع الناجح
    -سعة الصدر و الهدوء
    -التنوع و الشمولية
    -الفكر و العرفان

    أتمنى من الأخوة التجرد من أي انتماء و تحيز لأي من الشخصين قدر الامكان و محاولة اعطاء رأي موضوعي
    السلام عليك يا ابا عبدالله

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    367

    افتراضي أعطني موضوعاً واحداً لفضل الله.. بمستوى هذا الموضوع ..

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الأخ بهبهاني ،

    لم آتك بموضوع أصولي أو فقهي .. فذاك يَـُعرف به المجتهدوين.. وكلامك أقل من هذا المستوى .. بل أتيتك بموضوع فيه تحليل نص قرأني ..
    ----------------
    تفسير: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ

    بسـم الله الرحمن الرحيم

    قال الله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً . ( سورة المائدة :3 ) .

    على مدى قرون ، وعلماء المسلمين يكتبون في تفسير آية إكمال الدين ، وفي صاحب هذه الآية عليه السلام ، وأحداث ذلك اليوم.
    اليومَ.. تبدأ الآية بكلمة اليوم محلاةً بالألف واللام ، لتشير الى أهمية ذلك اليوم وعظمته ، فما هو سر ذلك اليوم ؟
    ذلك اليوم الذي روى فيه أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله أن صيامه يعدل عند الله عبادة ستين سنة ! (1)
    اليوم.. الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله للمسلمين: ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. فقال: من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، فنهض عمر بن الخطاب وقال: بخٍ بخٍ لك يا أبا الحسن أصبحت مولايَ ومولى كل مسلم ومسلمة. ( النهاية لابن كثير:7 /386 ).
    إن أهمية ذلك اليوم بأهمية صاحبه ، صاحبه الذي سُئل عنه الخليل بن أحمد فقال: (ماذا أقول في رجل أخفى أعداؤه فضائله حسداً ، وأخفاها محبوه خوفاً ، وظهر من بين ذين وذين ما ملأ الخافقين! ).
    والذي قال فيه أحمد بن حنبل: (ما جاء في أحد من الصحابة من الفضائل ما جاء في علي بن أبي طالب ) ! (2)
    ما الذي حدث في ذلك اليوم؟
    حدث أولاً ، أن الله أكمل لنا ديننا .
    وحدث ثانياً، أنه أتم علينا نعمته . وحدث ثالثاً ، أنه رضي لنا الإسلام ديناً !
    فما معنى الإكمال والإتمام والرضا؟
    إن هذه المفاهيم القرآنية قضايا كبيرة تبين معنى الدين الإلهي وتاريخ تنزله، وفيها بحوث كثيرة ، قد يستغرق الحديث فيها سنة من الزمان ، وإنما نتكلم حولها بكلمات مختصرة !
    ولكي نعرف ما هو الدين ، وما هو الإسلام ، الذي رضيه الله لنا ديناً في هذا اليوم ، ينبغي أن ننظر في الآيات التي تحدثت عن الدين والإسلام ، من أول آية الى آخر آية .
    ينبغي أن نعرف أن الإسلام الذي قال الله تعالى عنه: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ ... وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ. (سورة آل عمران: 85).هو الإسلام الذي صار الجانب التنفيذي منه ركناً في بنائه ، من يوم جدد إبراهيم عليه السلام بناء البيت ودعا ربه كما أمره ، أن يكون نبي الأمة المسلمة خاتمة الأمم ، وأئمتها ، من ذريته: وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( سورة البقرة: 127)
    فبعد أن أتم ابراهيم بناء قِبْلَةَ الحق للعالم ، طلب من ربه ما وعده به ، فقال إلهي أنا معمار بيتك وهذا ابني العامل معي في بناء بيتك.. فاجعل أجر بنائنا ما وعدتنا: رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ . ( سورة البقرة: 128 ) .
    هذا الإسلام الذي أسس قبلته وأساسه إبراهيم عليه السلام ، ثم بعث الله به سيد المرسلين من ولد إبراهيم صلى الله عليه وآله فأشاد صرحه، وبنى أمته، بجهاد وجهود مباركة مقدسة طيلة ثلاثٍ وعشرين سنة، وكان عامل البناء معه بدل إسماعيل: علي بن أبي طالب عليه السلام !
    هذا الإسلام الذي أنزله الله تعالى، بقي الى أواخر عمر النبي صلى الله عليه وآله ناقصاً ، وبالذات الى اليوم الثامن عشر من ذي الحجة ، فأعلن الله إكماله !!
    يا لله ، ما هو قدر ذلك اليوم ، الذي ظل الإسلام يفتقد كماله حتى وجده؟! هنا ليس موضع الكلام لأمثالي ، بل موضع الإستغفار من الكلام ! فأي قضية قيلت للبشر في هذا اليوم فلم يفهموها ، والى يومك هذا ؟!
    أي يوم كنت يايوم الغدير ، حتى جاء الخطاب الرباني فيك لرسول الله صلى الله عليه وآله بهذا الحسم غير المعهود في خطابه له: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ، وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ، إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ . (سورة المائدة: 67) . فنحن نعرف أن خطاب الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله أرقُّ خطاب وأحناه: مَاأَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى. ( سورة طـه: 2 ) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ( سورة الأنبياء: 107 )، بل نراه أقسم بعمر نبيه الحبيب: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ. ( سورة الحجر: 72 ) ، لكنه في هذا اليوم خاطبه بحسم خاص فقال: بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ !
    يقول له بذلك إن هذا اليوم مركزي في تبليغ الرسالة ، والعمل الذي ستقوم به ، به يكمل الدين ، وبدونه يبقى ناقصاً وتضيع فائدة جهودك في تبليغه !!
    نعم ، إن الرحمة التي تنزلت يوم الغدير أكبر من أن يتعقلها بشر ! والسبب أن الله تعالى إنما خلق هذا العالم ، لأنه أراد أن يوجد موجوداً ويودع فيه جوهرين نادرين هما: العقل والنفس ، ولابد لهذين الجوهرين أن يصلا الى مرحلة الإثمار .
    إن مشروع بعثة الأنبياء عليهم السلام إنما كان من أجل إيصال جوهر العقل الى درجة الكمال النظري،وجوهر الإرادة الى درجة الكمال العملي،وكانت بعثتهم مقدمات لكي تبلغ هدفها وأوجها ببعثة نبينا صلى الله عليه وآله : لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ. ( سورة آل عمران: 164 )
    إن قوله تعالى: لَقَدْ مَنَّ اللهُ رمزٌ لقوله: وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي. فبعثة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله لا تتم بتعليم الكتاب والحكمة فقط ، بل لابد من يوم الغدير!
    ذلك أن تعليم الكتاب هو الجانب العلمي وبناء الوعي البشري ، وتعليم الحكمة هو الجانب العملي وبناء الإرادة البشرية ، وتكميل هذين الجانبين يحتاج الى مفسر رباني وحكيم رباني ، يواصل المهمة بعد النبي صلى الله عليه وآله .
    مفسرٌ رباني ، يستطيع تفسير الكتاب الإلهي الذي قال فيه منزله عز وجل: الر. كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ. ( سورة ابراهيم: 1 ) ، وقال فيه: وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شئ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ. ( سورة النحل: 89 )
    وقال عن الذين يفهمونه ويفسرونه: لايَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ . ( سورة الواقعة:79 ) .
    لقد تم تنزيل الكتاب الإلهي لكنه بدون مفسر رباني بعد النبي يبقى ناقصاً ، لأن مفسره المؤهل تأهيلاً ربانياً هو الوحيد الذي يستطيع أن يستخرج من خزائن العلم الإلهي فيه ، كل ما يحتاج اليه العقل البشري.
    إن القرآن الكريم كان وما زال خزائن الله العظيمة ، التي يراها العلماء ولا يستطيعون وصفها ، ويحومون حول كنوزها ولايستطيعون استخراجها ! كان وما زال بكراً على عقولهم، مهاباً في صدورهم ! ومع أنه غني في عطائه لهم ، فإن كل حصيلتهم من خزائنه الدنيا ، أما خزائنه العليا فهي أعلى منالاً من مستواهم ، لايمسها إلا المطهرون ، الذين يملكون الوسائل العليا التي تمكنهم من استخراج ما يحتاجه البشر من القرآن !
    هل يستطيع أحدٌ من العلماء في عصرنا أو غير عصرنا ، أن يدعي أنه يمكنه أن يستخرج كنوز القرآن؟! فليتفضل علماء الأزهر ، وكل علماء الحواضر الإسلامية من مذاهب السنة والشيعة ، هل يستطيع أحد منهم أن يفتح فمه بعلم فيخبرنا عن معنى: ألف.لام. ميم.؟
    هل يستطيع أحد منهم أن يخبرنا عن المعنى المكنون في:ح. م. ع. س. ق.؟! هل يوجد منهم أحد يخبرنا عن رمز ق، وعن سر: أ. ل . ر. ؟!
    إن هذا الكتاب العظيم ، كان وما زال بحاجة الى معلم رباني يعلمه للأمة وللبشرية ، ومعلم هذا الكتاب بعد النبي صلى الله عليه وآله ، هو فقط من يقول: سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني عما دون العرش !
    إن البشرية لم ترَ بعد النبي صلى الله عليه وآله من قال:سلوني ، ولم يعين حداً لما يسأل عنه في الأرض ولا في السماء ! فهذا الشخص فقط يستطيع أن يفسر كتاب الله الذي فيه تبيان كل شئ !
    اليوم أكملت لكم دينكم.. لأنا إن اكتفينا بتنزيل الكتاب عليكم ، ولم نجعل له مفسراً له بعد رسولنا، فقد جعلنا الكتاب خزائن مقفلة! ولكم مَنْ يستخرج منها ما تحتاجه عقول البشر في كل جيل، فالنعمة العلمية على البشر لاتتم إلا بمفسر للكتاب الإلهي.

    وكذلك النعمة العملية في بناء الإرادة البشرية وتحقيق عدالة الكتاب الإلهي لا تتم إلا بمن يجسدها ويعلمها للناس.
    قد نجدُ من يدعي أنه يستطيع تحقيق العدالة الإلهية التي نزل بها القرآن ! لكن الواقع أن تحقيق العدالة القرآنية النظرية والعملية ، الفردية والإجتماعية.. إنما يستطيع تطبيقها من وصل في تحقيق العدالة مع نفسه الى أن يقول: والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعير ما فعلت. ! فمثل هذه الإرادة ، هي التي تستطيع أن تحقق الحكمة العملية القرآنية ، وتعلمها للبشرية !
    الذي يحق له أن يقول إنه يطبق العدالة القرآنية ، هو فقط الذي كان يملك بلاد كسرى وكثيراً من بلاد قيصر وخيراتها وكنوزها ، ومع ذلك كان طعامه خبز شعير وملح، وربما سمح لأولاده أن يضيفوا اليه شيئاً من لبن! فقد كان يقول: إن الله فرض على أئمة العدل أن يساووا أنفسهم بضعفة الناس... أوَ أرضى بأن يقال لي أمير المؤمنين ولاأشاركهم في مكاره الدهر ! أأبيتُ مبطاناً وحولي بطونٌ غرثى وأكبادٌ حرَّى ، ولعل بالحجاز أو اليمامة من لاطمع له بالقرص ، ولاعهد له بالشبع ؟! (3)
    هذا عن طعام أمير المؤمنين عليه السلام ، أما عن ملبسه فكان يلبس الكرابيس، وهو نوع من الثياب العادية لعامة الناس! ولم يختلف ملبسه طوال عمره ، في فقر مرَّ عليه أو غنىً ، وحتى عندما كانت تحت يده خزائن الدولة الإسلامية المترامية الأطراف ، وكان قسم من الناس يعيشون السعة والثروة ، كان ملبسه نفس ملبس خادمه قنبر ! بل كان يخص قنبر بالقميص الأجود الذي سعره ضعف سعر قميصه ، يقول إنه شاب ينبغي أن يفرح !

    اليوم أكملت لكم دينكم.. أكمله بهذا العالم الرباني الذي يستطيع أن يتناول من خزائن القرآن، وبهذا الإنسان الكامل الذي يستطيع أن يطبق عدالة القرآن! أما الآخرون ، فهم مساكين ، من أين لهم هذا العلم ، وهذه الإرادة ؟!
    لقد تصور عمر بن الخطاب يوماً أن العدالة القرآنية في المهور أن تكون متساوية الى يوم القيامة ، فخطب على المنبر ناهياً المسلمين عن زيادة المهر على مهر نساء النبي صلى الله عليه وآله ،وحذر من يخالفه وهدد بالعقوبة!
    فقامت اليه عجوز وقالت: بل قول الله أصدق من قولك يا عمر ، قال الله تعالى: وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً . ( سورة النساء: 20 ) فتعجب عمر من قولها ، وقال: كل الناس أفقه من عمر ، حتى المخدرات في الحجال.
    فأيهما يجب أن يضم الى القرآن حتى يكمل الدين ؟
    الذي يقول: كل الناس أفقه من عمر ؟!
    أم الذي يقول فيه عمر: علي أعلم الأمة !
    ويقول فيه رسول الله صلى الله عليه وآله : أنا مدينة العلم وعلي بابها ؟!

    إن ما ذكرناه عن أمير المؤمنين عليه السلام هو ألف باء صفاته ، وإلا فهو في مقام أعظم وأعظم ، صلوات الله عليه. قال الإمام الصادق عليه السلام لمحمد بن مسلم الثقفي: إذهب الى قبر أمير المؤمنين عليه السلام ، وقف مقابله ، وزره بهذه الزيارة.. الى أن يقول فيها: السلام على اسم الله.. لكن أي إسم ؟
    السلام على اسم الله الرضي .
    السلام على وجه الله المضي .
    السلام على جنب الله القوي .
    السلام على صراط الله السوي .
    الى أن يقول: السلام على نور الله الأنور ، وضيائه الأزهر . (4)
    والفرق بين النور والضياء كالفرق بين نور الشمس والقمر، فالشمس مضيئة والقمر منير ، لأنه يعكس نورها بنسبة بسيطة ، والشمس المضيئة هنا رسول الله صلى الله عليه وآله ونورها الجلي علي عليه السلام ! لكن ما معنى الأنور ؟ وما معنى الأزهر ؟
    هنا يحق للملائكة أن تتعجب من مقامات علي عليه السلام ، وقد تعجبت !
    ذاك هو علي بن أبي طالب عليه السلام ، الذي يحق له عندما سمع شخصاً تحت منبره يقول إني مظلوم ، أن يقول له: إنك ظلمت مرة ، لكني ظلمت عدد المدر والحصى !!
    السلام عليك يا أول المظلومين . (5)
    *********
    التعليقات

    (1) تورط علماء الجرح والتعديل السنيون في حديث أبي هريرة في آية إكمال الدين، وأنها نزلت في يوم غدير خم بعد خطبة النبي صلى الله عليه وآله ووصيته للأمة بالقرآن والعترة، وبعد أن أصعد علياً معه على المنبر ورفع يده وأعلنه خليفة من بعده . وقد روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله أمرهم أن يصوموا ذلك اليوم شكراً لله تعالى ، وأن أجر من صامه كمن صام ستين سنة !
    قال أبو هريرة: (من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي (ص) بيد علي بن أبي طالب فقال: ألست ولي المؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر بن الخطاب بخ بخ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم! فأنزل الله عز وجل: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً) . انتهى. (تاريخ دمشق:42/233، وغيره).
    وسبب تحيرهم أنهم لايمكنهم الطعن في سند الحديث ، لأن رجاله رجال الصحاح والطعن فيهم طعن في الصحاح كالبخاري ومسلم !
    ولايمكنهم أيضاً قبول متن الحديث لأن عمر سئل عن الآية فأنكر أنها نزلت في يوم الغدير ، وقال إنها نزلت قبله بأيام في حجة الوداع !
    وقبول حديث أبي هريرة يعني تكذيب عمر في سبب نزول الآية ، وأن ولاية علي وخلافته عليه السلام نزلت من الله تعالى وبلغها النبي صلى الله عليه وآله للمسلمين، وأن عمر هنأه وبخبخ له !

    وعادة المتعصبين لعمر عندما يقعون في مثل هذا المأزق أن يخرجوا عن توازنهم ، ويردوا الحديث النبوي المعارض لقول عمر بأي وسيلة، فإن لم يجدوا وسيلة ردوه (دفعاً بالصدر) وهو مصطلح لمن رد الحديث بلا حجة ، تشبيهاً له بمن يدفع أحداً بصدره !
    وفي هذ الحالة يصفون الحديث بأنه منكر أو مكذوب ، لأنه يخالف قول عمر !
    قال السيد حامد النقوي في خلاصة عبقات الأنوار:7/246: (روى حديث صوم يوم الغدير بطريق صحيح رجاله كلهم ثقات ، فقد أخرج الحافظ الخطيب ، عن عبد الله بن علي بن محمد بن بشران ، عن علي بن عمر الدار قطني ، عن أبي نصر حبشون الخلال ، عن علي بن سعيد الرملي، عن ضمرة بن ربيعة ، عن عبدالله بن شوذب، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير خم ... الخ.).

    وقال الراضي في سبيل النجاة ص192: (فضل صوم عيد الغدير: عن أبي هريرة.... هذا يوجد في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر:2/75 ح575 و 576 و 577 ، شواهد التنزيل للحسكاني: 1/158 ح210 و213 ، الغدير:1/402 ، تاريخ بغداد:8 /290 وفي بعض الروايات بدل ستين شهراً ستين سنة ، كما في فرائد السمطين للحمويني: 1/77 ب 13 ، المناقب للخوارزمي) .

    وعدَّد الأميني رحمه الله في الغدير:1/236، ستة عشر من علماء السنة رووا هذا الحديث: فقال: (15- جلال الدين السيوطي الشافعي المتوفى911 ، رواه في الدر المنثور:2/259 من طريق ابن مردويه والخطيب وابن عساكر بلفظ مر في رواية ابن مردويه، وقال في الإتقان:1/31 في عد الآيات السفرية: ( منها اليوم أكملت لكم دينكم: في الصحيح عن عمر أنها نزلت عشية عرفة يوم الجمعة عام حجة الوداع ، له طرق كثيرة. لكن أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت يوم غدير خم ، وأخرج مثله من حديث أبي هريرة وفيه:إنه اليوم الثامن عشر من ذي الحجة مرجعه من حجة الوداع. وكلاهما لايصح.) ا ه .
    وقال الأميني: قلنا إن كان مراده من عدم الصحة غميزة في الإسناد ففيه أن رواية أبي هريرة صحيحة الإسناد عند أساتذة الفن، منصوص على رجالها بالتوثيق، وسنفصل ذلك عند ذكر صوم الغدير، وحديث أبي سعيد له طرق كثيرة كمامر في كلام الحمويني في فرائده.
    على أن الرواية لم تختص بأبي سعيد وأبي هريرة فقد عرفت أنها رواها جابر بن عبد الله، والمفسر التابعي مجاهد المكي، والإمامان الباقر والصادق صلوات الله عليهما، وأسند إليهم العلماء مخبتين إليها.
    كما إنها لم تختص روايتها من العلماء وحفاظ الحديث بابن مردويه وقد سمعت عن السيوطي نفسه في دره المنثور رواية الخطيب وابن عساكر ، وعرفت أن هناك جمعا آخرين أخرجوها بأسانيدهم وفيها مثل الحاكم النيسابوري ، والحافظ البيهقي، والحافظ ابن أبي شيبة ، والحافظ الدارقطني ، والحافظ الديلمي ، والحافظ الحداد وغيرهم. كل ذلك من دون غمز فيها عن أي منهم .
    وإن كان يريد عدم الصحة من ناحية معارضتها لما روي من نزول الآية يوم عرفة ، فهو مجازف في الحكم بات بالبطلان على أحد الجانبين ، وهب أنه ترجح في نظره الجانب الآخر لكنه لا يستدعي الحكم القطعي ببطلان هذا الجانب ، كما هو الشأن عند تعارض الحديثين ، لا سيما مع إمكان الجمع بنزول الآية مرتين كما احتمله سبط ابن الجوزي في تذكرته ص18 كغير واحدة من الآيات الكريمة النازلة غير مرة واحدة ، ومنها البسملة النازلة في مكة مرة ، وفي المدينة أخرى ، وغيرها مما يأتي.
    على أن حديث نزولها يوم الغدير معتضد بما قدمناه عن الرازي وأبي السعود وغيرهما من أن النبي صلى الله عليه وآله لم يعمر بعد نزولها إلا أحداً أو اثنين وثمانين يوماً . فراجع ص230.
    والسيوطي في تحكمه هذا، قلد ابن كثير فإنه قال في تفسيره:2/14 بعد ذكر الحديث بطريقيه: لايصلح لاهذا ولاهذا . فالبادي أظلم !) . انتهى كلام الأميني رحمه الله .

    ولا يتسع المجال لنقل كلام ابن كثير وشيخه الذهبي ومناقشته ، وقد كان العجلوني أقل تزويراً وتحريفاً من بقيتهم ، فقد نقل تكذيب الذهبي للحديث بدليل واه ، ولم يردَّه ، ولا ذكر أسانيد الحديث الصحيحة التي لايمكن دفعها !
    قال في كشف الخفاء:2/258: (من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهراً . هذا الحديث ذكره الحلبي في سيرته في أواخرها قبل باب ذكر عمره(ص)من غير عزو لأحد ، ثم نقل عن الحافظ الذهبي أنه ( حديث منكر جداً بل كذب فقد ثبت في الصحيح أن صيام شهر رمضان بعشرة أشهر فكيف يكون صيام يوم واحد يعدل ستين شهراً ؟ هذا باطل فليتأمل . انتهى ما في السيرة . وذكر فيها قبيل ذكره أن الرافضة اتخذوه عيداً لهم لأمر ذكره فيها ، فليراجع ) . انتهى.

    أما من طرقنا فرواه الصدوق رحمه الله في الأمالي ص50: (حدثنا الحسن بن محمد بن الحسن بن إسماعيل السكوني في منزله بالكوفة قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري قال: حدثنا أبو جعفر ابن السري وأبو نصر بن موسى بن أيوب الخلال قال: حدثنا علي بن سعيد قال: حدثنا ضمرة بن شوذب ، عن مطر ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة، قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة ، كتب الله له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم ، لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي بن أبي طالب وقال:
    يا أيها الناس، ألست أولى بالمؤمنين؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال له عمر: بخ بخ يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ، فأنزل الله عز وجل: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) .

    وفي الكافي:4/148: (علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين ؟ قال: نعم يا حسن أعظمهما وأشرفهما ، قلت وأي يوم هو ؟ قال هو يوم نصب أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه فيه علما للناس، قلت: جعلت فداك وما ينبغي لنا أن نصنع فيه؟ قال: تصومه يا حسن وتكثر الصلاة على محمدوآله وتبرأ إلى الله ممن ظلمهم فإن الأنبياء صلوات الله عليهم كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيداً .
    قال قلت: فما لمن صامه؟ قال: صيام ستين شهراً ، ولا تدع صيام يوم سبع و عشرين من رجب فإنه هو اليوم الذي نزلت فيه النبوة على محمد صلى الله عليه وآله وثوابه مثل ستين شهراً لكم). انتهى. ونحوه في الفقيه:2/90، وتهذيب الأحكام:4/305 ، وثواب الأعمال ص74.
    ~ ~
    (2) قال المناوي في فيض القدير:4/468: (قال الإمام أحمد: ما جاء في أحد من الفضائل ما جاء في علي . وقال النيسابوري: لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأحاديث الحسان ما ورد في حق علي رضي الله عنه ).
    **
    (3) قال الأحنف بن قيس وهو رئيس قبيلة تميم المشهورة: ( دخلت على معاوية فقدم إلي من الحلو والحامض ماكثر تعجبي منه ، ثم قدم لونا ما أدري ما هو فقلت: ما هذا ؟ قال: مصارين البط محشوة بالمخ ، قد قُلي بدهن الفستق ، وذُرَّ عليه الطبرزد . فبكيت فقال: ما يبكيك؟ قلت: ذكرت علياً، بينا أنا عنده فحضر وقت إفطاره فسألني المقام ، إذ دعا بجراب مختوم . قلت: ما في الجراب؟ قال: سويق شعير .
    قلت: خفت عليه أن يؤخذ أو بخلت به ؟
    قال: لا ، ولا أحدهما ، ولكني خفتُ أن يلِتَّهُ الحسن والحسين بسمنٍ أو زيت .
    قلت: محرمٌ هو يا أمير المؤمنين ؟
    قال: لا ولكن يجب على أئمة الحق أن يعتدُّوا أنفسهم من ضَعَفَة الناس لئلا يطغي الفقيرَ فقرُه ! قال معاوية: ذكرت من لا ينكر فضله !) انتهى.
    (شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي:23/261: عن كتاب التذكرة الحمدونية لمحمد بن حمدون ، ص69 طبعة بيروت ـ وذكره في مواقف الشيعة سعيد منصور بن الحسين الآبى المتوفى سنة 422 ه . والكتاب مخطوط بدار الكتب المصرية رقم 2604 ) .
    **
    (4) في كتاب المزار لابن المشهدي رحمه الله ص205 ، من زيارة لأمير المؤمنين عليه السلام :
    (السلام على اسم الله الرضي ، ووجهه المضئ ، وجنبه القوي ، وصراطه السوي ، السلام على الإمام التقي المخلص الصفي ......
    ومنها: السلام على النبأ العظيم ، الذي هم فيه مختلفون ، وعليه يعرضون ، وعنه يسألون . السلام على نور الله الأنور ، وضيائه الأزهر ورحمة الله وبركاته ).

    وفي إقبال الأعمال لابن طاووس:3/133 من زيارة لأمير المؤمنين عليه السلام :
    (السلام على اسم الله الرضي ووجهه المضئ وجنبه القوي وصراطه السوي) .
    **
    (5) في المناقب لابن شهرآشوب:1/382: (روى ابراهيم بإسناده عن المسيب بن نجية قال: بينما علي يخطب وأعرابي يقول وا مظلمتاه، فقال عليه السلام : أدْنُ ، فدنا ، فقال: لقد ظُلِمْتُ عددَ المدر والمطر والوبر ) !

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    628

    افتراضي رجاءا مقارنة أخرى على حسابي

    المقارنق يعني نضع ( گرن يم گرن )
    أرجو المقارنق بين صدام الطار
    --------------------و صدام الهابط
    وأن كنت لا تعلم من هو صدام الهابط فالمصيبة أعظم

    والسلام


    للجد يوم واحد
    و باقي الأيام لعب ولهو وزينة وتفاخر

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    الدولة
    البحرين
    المشاركات
    82

    افتراضي

    "فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين " " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم "

    لا يمكن أن تموت أمة تعيش في أعماقها روح محمد ، و علي ، والصفوة من آل محمد و أصحابه - السيد الشهيد .

  5. #5

    افتراضي

    السلام عليكم,
    هل يريد الشيخ ان يقول ان الالف واللام في كلمة (اليوم) تفيد التوكيد؟
    تبدأ الآية بكلمة اليوم محلاةً بالألف واللام ، لتشير الى أهمية ذلك اليوم وعظمته

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    367

    افتراضي بسـم الله الرحمن الحيم

    الأخ العطار ،

    الألف واللام للتعريف.. فيوم الغدير بحكم الله تعالى ( معرفة) وكونه

    معرفة يستبطن أموراً عديدة ، ويدل على أمور عديدة.. أحدها التأكيد .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    965

    افتراضي

    عذراً

    لكني أقرأ انشاء جميل وكلمات تطغي عليها الصفة الأدبية .. لا أدري من هو المفسر لهذه الآية .. واذا ما خاب ظني هو الشيخ العاملي أو على الأقل هي ترجمته ..
    مثالاً لا حصراً
    يا لله ، ما هو قدر ذلك اليوم ، الذي ظل الإسلام يفتقد كماله حتى وجده؟! هنا ليس موضع الكلام لأمثالي ، بل موضع الإستغفار من الكلام ! فأي قضية قيلت للبشر في هذا اليوم فلم يفهموها ، والى يومك هذا ؟!
    أي يوم كنت يايوم الغدير ، حتى جاء الخطاب الرباني فيك لرسول الله صلى الله عليه وآله بهذا الحسم غير المعهود في خطابه له
    لا انتقص من الموضوع ولا إشكال عليه وحقيقة أن مفسرينا لا يخرجون عن هذا المضمون والاختلاف ربما فقط ببعض الألفاظ والمؤدى واحد ..
    وما أردت قوله أن الاشكال على السيد فضل الله في أمثال هذه التفاسير وحتى في بحوثه الفقهية يُقال أنه يصلح كلام للأدب !! ..

    تحياتي
    إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم

  8. #8

    افتراضي

    السؤال هو: كيف ساعدت الالف واللام على التوكيد؟ وكيف تكون الجملة بدون ذلك التوكيد.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    367

    افتراضي بسم الله الرحمن الرحيم

    الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الخزاعي
    عذراً .. لكني أقرأ انشاء جميل وكلمات تطغي عليها الصفة الأدبية .. لا أدري من هو المفسر لهذه الآية .. واذا ما خاب ظني هو الشيخ العاملي أو على الأقل هي ترجمته .. مثالاً لا حصراً ،
    لا انتقص من الموضوع ولا إشكال عليه وحقيقة أن مفسرينا لا يخرجون عن هذا المضمون والاختلاف ربما فقط ببعض الألفاظ والمؤدى واحد ..
    وما أردت قوله أن الاشكال على السيد فضل الله في أمثال هذه التفاسير وحتى في بحوثه الفقهية يُقال أنه يصلح كلام للأدب!!..
    تحياتي
    الأخ الخزاعي ،
    عندما تقرأ موضوعاً من صفحتين أو أكثر ،
    تسأل نفسك عن أفكاره التي تضمنها ،
    أما كونها مصاغة بقالب أدبي فلايضرها بل يجملها ،
    وأصل هذا الموضوع موجود بالفارسي إن أردته ،
    لتكتشف هل تصرفت أنا فيه أم لا ؟

    وأحياناً تقرأ موضوعاً ، بألفاظ وقوالب أدبية ، ولا تجد فيه أفكاراً ، وهذا

    يحط من قيمته العلمية.. وبعض المرات ترى صاحبه تكلم بهلامية وإبهام

    أو بابن عم الكلام ، أو علك الفكرة فقال كل شئ ولم يقل شيئاً !!

    * ومادام الموضوع مقارنة بين الشيخ الوحيد وفضل الله ،

    فالمقارنة بالأصل يجب أن تكون بالأبحاث الفقهية والأصولية ، فإن إجماع

    العلماء على أن الأعلمية ميزانها هذه البحوث ، وحتى السيد الخميني

    والسيد الخامنئي يفتون بأن الأعلم هو الأقدر على الإستنباط ، بدون

    إضافة وعيه السياسي أو الحركي أو العملي ..

    * وعليه يمكن المقارنة بين بحوث الوحيد الأصولية والفقهية ، وبين بحوث فضل الله لمن أراد ،

    * وقد تنزلت أنا فوضعت موضوعاً في التفسير ، تضمن مجموعة أفكار

    مهمة ومنها جديد ..

    ولعديلنا أبي علي تفسير للآية .. يمكن لمن أراد أن يقارنه به ..

    والأمر واضح لدي.. أصولاً وفقهاً وعقائد... الخ.

    ولا أريد الخوض في مواضيع عديلنا.. في جو من يغالي فيه الى قريب العصمة !!

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    367

    افتراضي بسم الله الرحمن الرحيم

    الرسالة الأصلية كتبت بواسطة العطار
    السؤال هو: كيف ساعدت الالف واللام على التوكيد؟ وكيف تكون الجملة بدون ذلك التوكيد.
    الأخ العطار ،
    كلامنا طبعاً على مبنى الطائفة وإجماعها من أن نزول الآية في يوم الغدير ..
    كان يمكن أن يقول الله تعالى مثلاً :يا أيها الذين آمنوا أكملت لكم دينكم ، فلا يذكر ذلك اليوم ،
    وكان يمكن أن يقول مثلاً :أشكروني يوم أكملت لكم دينكم ، فيكون كلاماً عن يوم الغدير بدون تعريف ..
    لكنه تعالى اختار أن يقول: ( الْيَـــــــوْمَ أَكْمَــــــلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِينا) ،
    فذكر اليوم ، وبدأ به كلامه ، وأتى به معرفاً ..
    أي : انتبهوا لهذا اليوم.. وما فيه من حدث عظيم ، وتكميل ماكان ناقصاً ، وتتميم ماكان غير مستوفى ..ففيه أكملت لكم دينكم ...

    وهنا تكمن المعاني والدلالات العظيمة .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    1,216

    افتراضي

    لقد وضعت محاور للمقارنة لتنظيم عملية النقاش

    و هذه محاور المقارنة :

    -المؤلفات و تأثيراتها على قطاعات الأمة
    -التأريخ الجهادي
    -النشاط الدعوي و الخيري
    -الاندكاك بالأمة و تلمس همومها
    -توفر خصائص المرجع الناجح
    -سعة الصدر و الهدوء
    -التنوع و الشمولية
    -الفكر و العرفان

    أتمنى تناول تلك المحاور لنضمن النقاش الموضوعي , مع التأكيد بأن موضوع واحد لا يكفي للحكم
    السلام عليك يا ابا عبدالله

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    367

    افتراضي وضعت من عندك موازين للأعلمية.. لم يقل بها حتى السيد الخميني والسيد القائد !

    الأخ بهبهاني ،

    أنت ذكرت المقارنة مطلقة ، وأول ما يفهم منها المقارنة في الفقاهة ..

    فإن أردت أن تضع موازين غير الموازين المجمع عليها عند الفقهاء ،

    فذلك إليك ،

    لكنها المقارنة تصير في درجة أنزل كثيراً مما يفهم من العنوان .

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    1,216

    افتراضي

    شيخنا العاملي

    لاحظ ان المحاور التي طرحتها كانت شمولية و أحد هذه المحاور :
    -توفر خصائص المرجع الناجح
    و التي تشمل كل مؤهلات المرجعية و من ضمنها الفقاهة العالية
    السلام عليك يا ابا عبدالله

  14. #14

    افتراضي

    هذا التفاف على السؤال يا سماحة الشيخ.
    فالتوكيد يشدد معنا موجود اصلا, اي اننا عند حذفنا له, يبقى المعنى ويقل التشديد.
    وقد سقت مثالين للدلالة على ان الالف واللام تفيدان التوكيد:
    الاول
    كان يمكن أن يقول الله تعالى مثلاً :يا أيها الذين آمنوا أكملت لكم دينكم ، فلا يذكر ذلك اليوم
    وفيه حذفت كلمة (اليوم) بشكل كامل فخرجت عن موضوع النقاش الذي هو حول الالف واللام. ناهيك عن ان حذف كلمة (اليوم) يزيل جزءا من المعنى وهو ما يتعلق بتوقيت اكمال الدين.

    والمثال الثاني
    وكان يمكن أن يقول مثلاً :أشكروني يوم أكملت لكم دينكم ، فيكون كلاماً عن يوم الغدير بدون تعريف ..
    وهنا قمت يا سماحة الشيخ بتغيير الجملة تماما واضفت معان وحذفت اخرى.
    كما انه قد فات عليك ان الـ (يوم) في هذا المثال معرفة وليست نكرة, وهي معرفة بالإضافة الى جملة (اكملت لكم دينكم) والتي تقع في محل مضاف اليه.

    ان الالف واللام في (اليوم) لا يفيدان التوكيد, بل يفيدان تعيين وقت اكمال الدين. فهو (اليوم) وليس قبل فترة مثلا. اما التوكيد فهو في تقديم ضرف الزمان على الفعل حيث ان السياق الطبيعي للجملة يكون:
    (اكملت لكم دينكم اليوم) وقدمت كلمة (اليوم) للتوكيد على اهمية ذلك التاريخ.
    بصراحة يا شيخنا الكوراني, مثالك الذي اردت به اثارة اعجابنا بالشيخ الخراساني, اثار شكوكي حول مدى المامه باللغة العربية.

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    367

    افتراضي بسم الله الرحمن الرحيم

    الأخ العطار ،

    خلطت بين تأكيد المطلب وهو ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ،

    وتأكيد كلمة اليوم بالألف واللام ، فجعلت الموضوع فيها ..

    وكلامي وأمثلتي في تأكيد المطلب باختبار كلمة ( اليوم )

    ثم تأكيده بتعريفها ، وتعريف ذلك اليوم فيه دلالات ، كلها تؤكد عليه ..

    أرجو أن لا تستعجل ،

    * كما ألفت جنابك الى أن الظرف تكتب بالظاء وليس بالضاد .



صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني