 |
-
جواد الزعيم العراقي الجديد - عبد الرحمن الراشد
اعتدنا على مناداة رؤسائنا بأسمائهم الأولى بعد ان كنا نعرفهم في السابق عائليا، عبد الناصر وبورقيبة. الا ان رئيس الجمهورية العراقية الحديثة جلال طالباني نسي الاسم الأول لرفيق دربه في لحظة ارتباك، عندما كان يريد اعلان تنصيب جواد المالكي كأول رئيس وزراء دائم للعراق. لهذا سيظل يعرف باسمه المالكي وان أعطاه الله العمر لإتمام فترة الرئاسة فسيعرف الناس كامل اسمه، لأنه يقود البلاد في اكثر مراحلها خطورة وأهمها تاريخيا.
جواد المالكي، الزعيم الجديد بما تعنيه الكلمة من مدلولات، سيكون الرجل الذي يقرر مصير العراق، اكثر مما أتيح لمن سبقه من رؤساء وشركاء في الحكم. فقد حكم العراق في ثلاث سنوات اكثر عددا من كل من حكموه في ستين عاما، وحان الوقت ليقف الرجل المسؤول مسؤولا عن شعبه مسؤولية كاملة.
مشاكل العراق عديدة الا ان اخطرها وأكثرها استحقاقا للمعالجة هو الانحدار نحو الطائفية، وهي افلاك لا قاع لها، وستجر البلاد الى حروب داخلية لعقود طويلة. انسوا الزرقاوي والبعثيين وبقية فلول المهزومين الذين فشلوا في تعطيل العملية السياسية التي اكملت نجاحها في الانتخابات الأخيرة. فالإرهابيون جيوب موجودة وربما سيستمرون شوكة في خاصرة البلاد لفترة ليست بالقصيرة، كما حدث في الجزائر، لكنهم لن يستطيعوا هدم البلاد او نظامها السياسي. اما في حال الطائفية فإنها ليست جيوبا بل هي فكر عام، يتحول الى تيارات سياسية شعبية همجية قادرة على هدم كل الدولة، وتمزيق المجتمع لأجيال وأزمنة طويلة.
رئيس الوزراء الجديد لا يحتاج الى تذكيره بخطورة سرعة انتشار الحديث الطائفي وتبادل الاتهامات بشأنه، على كل الأصعدة بما فيها الحكومية، لكنه يحتاج الى دفعه ليجعل محاربة الطائفية مشروعه الأول حتى يستطيع ان يطفئ نارا في بدايتها.
المالكي يمثل الاغلبية، ويتميز عمن سبقه بأربع سنوات مقبلة، تجعل قراراته اقل خضوعا للظروف الآنية والضغوط المحلية. فتطلعات الناس كبيرة، أولها الأمن الذي ظل انعدامه يمثل الهزيمة المستمرة منذ اسقاط نظام صدام، وصار البعض يعير به النظام الجديد عازفين على موسيقى الحنين لأيام البطش.
والى جانب تسييد النظام لضمان الامن، لا بد ان في ذهن رئيس الوزراء الجديد مشروع دولة لبلد آمن مستقر ومزدهر، البلد الذي حلم به العراقيون منذ خمسين عاما. فالعراق الغني بثرواته عاش طوال العقود الخمسة الماضية فقرا مدقعا، رغم انه يملك ثاني احتياطي للبترول في العالم، وأرضا خصبة وشعبا طموحا لم يعط الفرصة لبناء بلده. في يد الرئيس الجديد ان يشغل امته بمشاريع المستقبل الكبيرة، حتى لا تلهيها الخلافات الشخصية والمحاسبات التاريخية والوقوع في مصيدة الطائفية.
انه، مع بقية فريق الحكومة الجديدة، قادر على ان يدفع بمشروع للبناء والإصرار على ان يكون وحده محل الحركة، ومحور توجه كل فرقاء الدولة، ومحاسبة الجميع وفقا له.
-
والله اخاف مكتوب علي العراق القهر الدائم !
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |