هل يستطيع المالكـي النجاح في العراق الجـديد





بغداد - ترجمة مرتضى صلاح
عن نيويورك تايمز- الواشنطن بوست
إختار زعماء الإئتلاف العراقي الموحد جواد المالكي رئيسا للوزراء مساء الجمعة ليفتحوا الباب أمام اول حكومة دستورية دائمية بعد سقوط صدام عام 2003.ورغم شكوك الأكراد وقائمة التوافق المبكرة فإنهم إختاروا طريق دعم المالكي الذي يبلغ من العمر 56 عاما

ويعد من المحافظين ومفاوضا صعبا إضافة الى كونه مقربا من رئيس الوزراء الحالي الدكتور إبراهيم الجعفري .
ويوصف المالكي بأنه من المتشددين في سياسة إجتثاث البعث ، وعلى العكس من سياسيين عراقيين آخرين فإنه لا يوافق على سياسة الحوار مع المسلحين لغرض دمجهم في العملية السياسية ، بل إنه دفع بإتجاه الحكم بالإعدام على كل من ثبت إرتكابه جريمة القتل من المسلحين ، كما طالب بالتشديد على الحلقات التي تمول وتروج للإرهاب .
ويجب على المالكي الحصول على موافقة البرلمان على ترشيحه لكي يستعد للخطوة القادمة المتعلقة بالتشكيلة الحكومية في مدة أقصاها شهر.
المالكي تنتظره معركة سياسية ساخنة بخصوص اختيار وزراء الدفاع والداخلية والنفط والمالية ، حيث علق السفير الأميركي زلماي خليلزاد قائلا بأن حدثا إيجابيا قد وقع في ذلك اليوم بإختيار المالكي ، وهو شخصية وطنية وقوية ، ولكن هنالك أيام شديدة تتعلق بتسمية وزراء الحكومة القادمة . وقال أنه تطرق في حديثه مع المالكي الى أهمية كون الوزراء مستقلين وضرورة إبعاد الميليشيات عن عمل قوات الأمن . وأضاف أنه طلب منه إعادة النظر في برنامج إجتثاث البعث الذي تدعمه قائمة الإئتلاف الموحد والذي يتضمن إبعاد البعثيين من مؤسسات السلطة والإدارة ، كما قال زاد أنه التقى مطولا مع المالكي الذي كان إيجابيا .
والمالكي ، الذي ولد في عام 1950 في قضاء الهندية بين محافظتي كربلاء وبابل والحاصل على الماجستير في اللغة العربية من جامعة السليمانية ، يعد من كبار قيادات حزب الدعوة الذي إنتسب اليه منذ عام 1968 . وقد هرب الى إيران وسوريا بعد صدور حكم غيابي بالإعدام ضده من قبل سلطات صدام في عام 1980 . وقبيل عودته من المنفى صدر له تصريح في صحيفة النهار اللبنانية يحذر فيه من أخطاء الإحتلال الأميركي في العراق خاصة إذا كان يزيد عدد الأرامل والأيتام وقوائم الديون .
وبعد سقوط صدام وعودته الى العراق ، لعب المالكي دور الوسيط بين التيار الصدري والإدارة الأميركية عند نشوب أزمة مصادمات 2004 .
ويصف عدنان الباججي المالكي بأنه من المتشددين إزاء الإرهابيين ، وأنه متحدث لبق ويدافع عن آرائه بشكل دبلوماسي وصلب بدون تأثر بردود الأفعال المقابلة .
غير إن دبلوماسياً غربياً قال أن هنالك فرق كبير بين الجعفري المعتدل نوعاً ما والمالكي المعروف بتشدده في مواجهة المشاكل الأمنية في البلاد .
ويمضي الدبلوماسي الغربي ، الذي لم يذكر إسمه ، في القول أن المالكي يعطي إنطباعاً بأنه صاحب تجربة وخلفية قوية كزعيم قوي قادرعلى تقديم الأداء الأفضل، كما أنه ذو عـــقلية متشددة.
وكان قادة جبهة التوافق والأكراد يفضلون علي الأديب ، القيادي البارز في حزب الدعوة ، على جواد المالكي لكونهم يعتقدون بعدم إنسجام الأخير مع طروحاتهم ، ولكن لم يعرف سبب تحولهم عن الأديب الى ما قبل يوم واحد .
وكان رأي قادة الإئتلاف بالأغلبية مؤيداً لترشيح المالكي بإستثناء حزب الفضيلة ، حسب تصريح الشيخ همام حمودي احد قيادات الإئتلاف الموحد .
وربما كانت رغبة التوافق والأكراد بتجنب معركة جديدة على منصب رئيس الوزراء والأمل بقدرة الحكومة على توفير الإستقرار من دواعي القبول بالمالكي . فقد قال طارق الهاشمي معلقا بأنهم ليس لديهم خيار غير القبول لغرض دفع العملية السياسية ، وأضاف ( سوف نتعاون معه وندعمه ) ، فيما قال محمود عثمان أن الأكراد لا اعتراض لهم عليه وأنهم يتمنون له النجاح ، ولكنه أبدى عدم إرتياحه لترشيح المشهداني لرئاسة البرلمان .
ويواجه رئيس الوزراء الجديد وضعا أمنيا متدهورا بالإضافة الى شحة الخدمات ووجود عمليات إرهابية ضد الحكومة والأهالي من قبل الإرهابيين في حين يبرز التوتر الطائفي كتحد جديد يواجه البلاد .