ياشيعة العراق ياسنة العراق احذروا الاكراد



كتابات - د.سامي الربيعي



لاني لست سياسيا ولا امتهن السياسة ,ولاني ايضا على مايبدو لست نجيبا كفاية, فقد جلست ذات يوم اتكلم وانظّر بين جمع من الناس كانوا يهاجمون الكرد على مواقفهم شارحا بتفلسف وتكلّف موقف القيادات الكردية والشعب الكردي.



رحت اقول وانا اقترب من قول الشعر فيهم, ان كرد العراق هم الضمانة الحقيقية للمسيرة الديمقراطية في العراق, وان احزابهم تحمل فكرا علمانيا يتناغم مع التحضروبناء الدول الحديثة ,وانهم يعملون بجد وهدوء وبدون شعارات ثورية صمّت اسماعنا حقبا طويلة واوردت عراقنا موارد التهلكة, وانهم نجحوا في تجربة بناء منطقتهم بشكل كلّل هاماتنا جميعا بالفخر والعزة, وانهم شاركوا بصياغة العملية السياسية في العراق كما اسهموا مع قوات التحالف بتحريره.



وتمضي الايام ليخيب ظني ويضيع املي, فهاهم من حسبتهم وطنيون حريصون على استثمار الفرصة التاريخية التي قدمتها لنا الاقدار على طبق من ذهب, يذهبون ليضعون ايديهم مع قوى رجعية ظلامية فشلت في ان تقدم للعراق مشروعا وطنيا ولايوجد قاسم مشترك يجمعهم بها ,على وعد من تلك المجموعات بالمضي قدما في تحريك قضية كركوك وتطبيع الاوضاع فيها تمهيدا لعمل استفتاء تكون نتيجته محسومة سلفا من خلال تهجير العوائل الكردية اليها بحجة عودتهم الى دورهم واراضيهم التي سلبت منهم فتكون كركوك قد صارت جزءا من اقليم الشمال في غمضة عين.



في تلك المرحلة كنت اعتب على الّذين ينكرون على الكرد اختيار التسميةالتي يرغبون لتسمية اقليمهم, وكنت استعمل كلمة كردستان عن طيب خاطر, يوم كنت حسن الظن صافي النية والمقصد,اما وقد صارت التوجهات الكردية اكثر وضوحا لديّ, وزالت الغشاوة عن عينيّ, فاني لست ادري كيف يمكن لي ان اصادق على تلك التسمية فاسلم ابناء شعبي من القوميات الاخرى والتي تقطن اقليم الشمال لاناس يعتبرون انفسهم كردا وحسب, وان ارضهم هي ارض الكرد فحسب ,وليست ارضا عراقية فاكون كمن يسلم الحمل الى الذئب لينشب انيابه فيه.



سعار متواصل لضم كركوك! وكانهم يتكلمون عن ضم مدينة تنتمي لدولة اخرى اليهم! وكأن كركوك ليست عراقية !وكان اقليمهم ليس عراقيا! وكانهم هم ليسوا عراقيين !والتفسير الوحيد لهذا التهافت الخطير هو رغبتهم الجامحة بتوفير الادوات اللازمة للانفصال, واعلان دولتهم لمّا يكون الظرف مواتيا.



وقد يقول قائل لكن القيادات الكردية تقول بغير ذلك ,وانها ماانفكت تصرح برغبتها بان يكون الكرد جزءا من عراق موحد فيدرالي ديمقراطي ,وانا اقول نعم فالقيادات الكردية تقرأ الواقع السياسي بشكل جيد, وهي تعلم ان الوضع الاقليمي والدولي لايسمح باعلان دولة وللاسباب التي ذكرتها في مقالة سابقة, وفي النهاية فامر الانفصال شأن لايقرره العرب او الكرد بل العالم وعلى وجه التحديد امريكا, لذلك صار لزاما على الكرد ان يسايروا العالم فيلبسوا اقنعة ويدعّون ايمانهم بوحدة العراق, وفي نفس الوقت تستثمر تلك القيادات المخادعة عذابات الماضي الاليم التي عانى منها المواطن الكردي حتى الثمالة في تغذية الحس القومي المتعنصر ومشاعر الكره والبغضاء اتجاه اخيه العراقي العربي حتى صار يهوى لقاء الموت على رؤية وجه عربي.



يذهب المواطن الكردي للانتخابات لينتخب قوميته(شأنه في ذلك شأن باقي القوميات والمذاهب) ويضع في صندوق اخر ورقة يقول فيها نعم للانفصال واقامة الدولة الكردية, مالضير في هذا اليست ديمقراطية؟ هذا مايريده الشعب الكردي,تحريض مكشوف وتهيئة للمواطن الكردي ليكون مستعدا اذا ماحان الحين وصار الوقت ملائما للانفصال ليتحزب ويتخندق ويتمنطق ويدافع عن هذا المشروع المشبوه.



افأذا كان الامر هكذا فنحن نقول لكم انتم وماتريدون, انفصلوا واعلنوا دولتكم لكنّا نرفض ان نبنيها لكم باموالنا ,ونرفض ان نسلمكم كركوك كجزء خرج من كل, وعاد الى جزء, وكل الاجزاء متوحدة تشكل كلا واحدا ,ثم من بعد هذا تعطونا ظهوركم وتوّلون الادبار بعد ان تكون دولتكم المارقة قد حازت ينبوع الحياة - كركوك.



انفصلوا ومعكم دعواتنا بالسلام والامان, ولكم ظهورنا واسمعانا الطرشى وابصارنا البصيرة وانتم تبنون سجن كردستان بين دول تختلف فيما بينها حول كل شيء, وتتفق في شأن واحد هو خطورة السماح باقامة دولة كردية في العراق, لان هذا يعني ان مشاكل لها اول وليس لها اخر ستخلق داخل حدودها, وستكون مستعدة وجاهزة لمواجهة هكذا احتمال بكل جدية وقوة.



الكرد يستغلون حالة التشرذم العربي العراقي السني الشيعي ,وحالة الاحتراب الطائفية التي تشغلهما عن رؤية المكائد التي تحاك لهم ,والكرد يساومون الاطراف المتنازعة على مكاسب حزبية ظرفية ضيقة, حول كيان دولة لاتعنيهم بشيء, بغية ان تقدم لهم تلك الاطراف كمقابل مطلبهم الاساس والذي بدونه لن يتحقق حلم الدولة الكردية ابدا الا وهو كركوك الغنية بالنفط(اسمع بين الحين والحين عن اكتشافات نفطية في مناطق اخرى من شمال العراق ولكني لااصدقها فاما هي مسرحية او ان الاكتشافات ليست بذي قيمة يروج لهذه الاخبار الكرد لكي يوهموا العالم ان دأبهم الاساس في ضم كركوك هو لاسباب تاريخيه وليس من اجل النفط).



ما لا يعرفه الكرد ان احدا من القادة العرب ايا كان انتماءه السياسي والمذهبي لايملك الحق بان يتبرع بكركوك ,وان فعل فوعده هذا غير ملزم لنا ,وهو اما ان يكون انتهازيا يلعب نفس لعبة الكرد فيبيع لهم من الكلام ماتود اسماعهم ان تشتري غير ناو بالحقيقة ان ينفذ وعده او انه سافل حقير لايتوانى عن بيع العراق من اجل المنصب, وهذا الاخير له رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه كفيلين برده الى جادة الصواب ,فكركوك خط احمر من يفكر بتجاوزه فقد قرر ان ينتحر سياسيا.



القيادات الكردية خدعت شعبها فجعلت من الجرائم التي ارتكبت بحقه من قبل الحكومات السابقة ذنبا يتحمل وزره العرب العراقيين وهكذا صار المواطن الكردي يتحدث بلغة نحن وانتم,كنا وكنتم,صرنا ومازلتم وبدأت في كردستان عملية كبرى لتزوير تاريخ الارض, فصار كل شيء في تلك المنطقة كرديا حتى اني لأظن بان ادم وحواء سيصيران عما قريب كرديان! بل لعل الله هو الاخر سيصبح بع حين كرديا! ومع اني لااحفل كثيرا بقصص التاريخ والارض لمن كانت ولمن اصبحت فانا دوما ارفع شعار( الارض لساكنيها) لكني ارى ان هذا الفكر لايختلف عن الفكر القومجي الذي كان يتشدق به الطاغية صدام, مثلما هي ممارسات الزعيمين الاوحدين لكردستان لاتختلف عن دكتاتورية الملعون ابدا بعد ان صار الحكم بايديهما ملكية خاصة لعائلتيهما ونهبا مشاعا للمقربين منهما ,وذلك الحشو اللامجدي لتلك العقول البسيطة لمواطني الشارع الكردي والتي لابد ستفضي لكارثة, ساهمت في اعلاء الشعور القومي العنصري الكردي البغيض, فصار الكردي ودونما حياء يصرح علنا بانه كردي وليس عراقي ,او يقول لايوجد شيء اسمه العراق وانه ينتمي لكردستان وكردستان فقط.



ياشيعة العراق وسنته, كلما طال زمن الخصام كلما هلل الكرد لذلك ,فبضعفكم هم اقوياء واذا ماهيأ لكم الشيطان سبل الحرب الاهلية فذاك يوم عيد عندهم ,فلا تجعلونهم فينا شامتين, ولا تعطوهم الفرصة لالتهام ماليس من حقهم, انتم ثمانون بالمائة من اهل العراق واذا ماصرختم سوية صرخة رجل واحد لأهتزت من حولكم الكواكب والاقمار, فكونوا معا من اجل العراق ,وتساموا على خلافاتكم ,واعلموا ان هناك نفرا يعمل من بين ظهرانيكم ويسند موقف الكرد من دون وجه حق, ليقضم هو الاخر جزءا من العراق ويضعه في جيوب اسياده, فتفكروا وعوا فالشر الذي يتربص ببلدنا عظيم ,والوقفة المطلوبة منكم اليوم عظيمة ايضا.



اما انتم ياكرد العراق, ثبوا لرشدكم ولتحكم وطنيتكم وحبكم للعراق ضمائركم واقوالكم وافعالكم,فبكم العراق اقوى ,وانتم بالعراق اكثر منعة, ولا تلهثوا وراء خيالات ستضيعنا جميعا, وتضع عراقنا على شفير الهاوية.

.



samialrubaiee@msn.com