المؤتمر

[align=justify]تقول فاجأني ولدي ذو الاعوام التسعة بقدرة جديدة مضافة لقدراته المتنامية!

ماما انا استطيع ان اخطف اي (واحد)!

ماذا؟ بفزع وخوف كبيرين ردت الام

الطفل: لقد استطعت ان اخطف رجلا وقتلت الشرطي.

الام صعقت وتركت كل شيء لحاله فما عاد تحضير الطعام في اوانه ضروريا ولا تنظيف الدار بل الضروري الآن عودة الاب لمناقشة ما يقوله ابنهم هذا.

وملخص الحكاية، حكاية هذا الولد وآخرين مثله كثيرين ان الالعاب الالكترونية على شاكلة (إكس بوكس) التي تنتشر بكثرة في احيائنا السكنية او التي يجلبها الآباء لابنائهم دون معرفة مسبقة تضم اقراصا (تعلم وتدرب) الاطفال على كيفية القيام باختطاف الرهائن والسطو على بنك وسرقة سيارة وقتل الشرطة واستعمال الاسلحة بانواعها ولاحدث انواعها. هنيئا لنا بنعم العولمة!

* التعويض عن الحرمان*

يفسر بعض اولياء الامور اقتناء الالعاب الالكترونية لابنائهم على انه تعويض عن الحرمان الذي صاحبهم في السنوات الماضية وتحسن دخل الاسرة كفيل بمحو هذا الحرمان ففتحت الاسر على نفسها ابوابا لا تجد مغاليق لها.

وعللت نوال كامل (ام لاربعة ابناء اثنان منهم صبية) سماحها لاولادها بارتياد محلات الالعاب الالكترونية المحاذية للمنزل انه تعويض عن حرمانهم من النزهة التي وجدوا انفسهم مجبرين عليها ومضت تقول: حقيقة لم اكن اعرف طبيعة هذه الالعاب الا بعد ان استمعت لاحاديثهم الجانبية مع ابن الجيران وكيف بدءوا يتفاخرون بقدراتهم على القتل والسطو والاختطاف بمجرد التحكم بأزرار هذه اللعبة الالكترونية. قررت مع نفسي ونقلت قراري اليهم لا ألعاب الكترونية بعد اليوم!.

وترى نسرين خضر ان السيطرة على هذا الامر صعبة فأما المنع التام واما مصاحبتهم لاقتناء (اقراص) لا تحوي مثل هذه الجرائم ! بعد ان منع ضيق ذات اليد من شراء جهاز كومبيوتر في الدار والتحكم بنوع ما يتابعه الابناء.

* مسؤولية مشتركة*

ويرى التربوي والاستاذ الجامعي حازم فتوحي ان الاسر وجدت نفسها في مشكلة احاطتها من جميع الجهات فتأثير هذه اللعب على سلوكية الاطفال وادمانهم عليها وسرقتها لذاكرة الطفل وتحفيزها ودورها في انخفاض المستوى العلمي المنهجي للاطفال كلها مشاكل وجدت الاسرة نفسها مرغمة على ايجاد حلول لها في الوقت الذي يجب ان تتحمل فيه اطراف عدة هذه المشكلة ومنها ضرورة ايجاد لجام لفحص وتقرير نوع هذه الالعاب، وقيام امانة بغداد بمنع اجازة محال الالعاب المحاذية للمدارس، وتوجيه المكاتب الاستشارية العلمية وذوي الموهبة والخبرة سواء المحلية او العربية على انتاج اقراص تنمي الرياضة الفكرية او العلمية ورهن ذلك بجوائز ويفضل ان تتبنى مثل هكذا مشروع منظمات اليونسيف او اليونسكو او الجمعيات والاتحادات النفسية المعنية بالطفولة والشباب لايجاد بدائل عن هذه الاقراص المعنية بتحطيم المفاهيم التربوية الصحيحة.

* مخاطر.. مخاطر*

هذه الالعاب التي تلقى طلبا متزايدا من قبل الاطفال وحتى الكبار لاقتنائها او الاشتراك بها فضلا عن مخاطرها الصحية (معظمها يعمل بالكهرباء او الليزر او الذبذبات) بالتالي يقع الطفل تحت تأثير اشعاعات تلك الالعاب الخطرة لها تبعات على الاطفال خصوصا عندما يصاحب ذلك سوء استخدام من قبل الطفل يقول عنها الدكتور عبد الهادي اسود العبيدي/ استاذ علم النفس: اثبتت الاحصاءات والدراسات العلمية اثر هذه الالعاب على صحة وسلوك الاطفال والتي تقع ما بين الادمان على ممارسة هذه الالعاب وبين الاصابات المختلفة لاعضاء الجسم اما في الجانب السلوكي فقد تأكد تأثيرها على الطفل في تشتيت ذهنه وانتباهه مما يؤدي الى تخلفه الدراسي فضلا عن الميل الى العدوانية والعنف والتقليد.

ويرى الدكتور العبيدي: ان اتباع الاسر لاسلوب التراخي والتدليل اسهم في تفشي مثل هذه الظواهر فاصبح منظر ارتياد الاطفال لهذه المحال او بشراء هذه الاجهزة واخرى مثل جهاز الهاتف النقال (رغم انتفاء حاجتهم اليه) وهذا الاسراف في تدليل الطفل له عواقب وخيمة شتى اذ ينطوي التدليل على التراخي والتجاوز عن الاخطاء وفي التدليل يأخذ الطفل ولا يعطي وهو غير العطف الذي يفسره بعض الاهل خطأ.

* عود على بدء*

عودة الى موضوع لا ننكر بعض ما يعده الآباء والامهات من (فوائد) هذه الاجهزة اذ تعلمهم وتمرنهم مبكرا على كيفية التعامل مع الحاسوب (جهاز العصر) فضلا عن كونها تحد من خروج الطفل خارج محيط بيته او كبديل لتعويض الابناء عن النزهات ورؤية الاقارب لاسباب عادت معروفة ولكن الادمان عليها ولتوعية هذه الاقراص ودورها في زرع افكار وسلوك جديد على نشأة الطفل وتراثه فبعض الالعاب كما يقول ستار العاني تمرن الطفل على (قتل القانون) من خلال قتل الشرطي كما تعلمه الالعاب كما انها سرقت منه بعض الهوايات كالرسم والرياضة المنظمة والاشغال اليدوية.

وهنا نعود مرة اخرى للدكتور العبيدي فنسأل ماذا امام الاسرة؟

يعتبرالمنزل منطقة الدفاع الاولى لكل سلوك او عادات وافدة ودخيلة لذا فدور الاسرة كبير في توجيه وترشيد وقت الابناء بحيث يكون محددا ومتفقا عليه بما في ذلك الوقت المخصص للالعاب.. واللجوء الى ادارات المدارس وضرورة تنبيه التربويين على مخاطر هذا الادمان والسلوك المؤثر في المستقبل مادامت تلوح في الافق برامج جديدة على مستوى الوزارات وعزم على تغيير المناهج واستخدام الحاسوب، نأمل ان يتم ترغيب الابناء عبر برامج مسلية وتعليمية في آن واحد وفي وقت مبكر لتقنين اعتياد الطفل على الستخدام هذه الاجهزة. واعتماد مبدأ الجائزة في مباراة لحفظ القرآن وقصائد مفيدة وحتى اغاني تحث على سلوكيات معينة.

عسى ان ينظر بجدية لمخاطر هذه الالعاب التي تجاوزت وظيفتها كونها العابا! فأطفالنا يسرقون ويقتلون ويخطفون بـ (250) دينار فقط يدفعونها مناصفة مع اصدقائهم!
[/align]