[align=justify]اطلقت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونسيف) تقريرا عالميا عنوانه (التقدم من اجل الاطفال: التغذية لعام 2006) لفتت فيه الانتباه الى اقتران اسباب الوفاة لنحو 5 ملايين و600 الف طفل دون الخامسة من العمر في انحاء العالم بنقص التغذية وقال مصدر في المنظمة من العاصمة الاردنية عمان، ان هذا التقرير، وهو الرابع ضمن سلسلة لرصد التقدم الذي يتحقق للاطفال لبلوغ الاهداف الانمائية للالفية، يعد اداة قياس لاداء دول العالم في مجال التغذية لانه يعتمد انتشار نقص التغذية بين الاطفال دون الخامسة مؤشرا رئيسا. واضاف المصدر انه على الرغم من الوعود التي قطعت لخفض معدلات نقص الوزن بين الاطفال الى النصف من عام1990 الى عام 2015 يشير تقرير منظمته الى ان المجتمع الدولي مازال بعيدا عن تحقيق هذه الوعود يذكر ان 25% من اطفال العراق الذين تتراوح اعمارهم بين ستة اشهر وخمسة اعوام يعانون في الوقت الحاضر من سوء التغذية المتمثل بالهزال (سوء التغذية الحاد) والتقزم (سوء التغذية المزمن) ونقص الوزن عن المعدل الطبيعي وقال مصدر في وزارة الصحة ان هذه النسبة تتباين حتى ضمن المناطق المختلفة للعراق مؤكدا انها تزداد كلما اتجهنا جنوبا لاسيما في محافظات البصرة والنجف والديوانية وواسط حيث يعاني واحد بين كل ثلاثة اطفال من سوء التغذية. واضاف المصدر ان مقاومة الاطفال الذين يعانون نقصا في التغذية للامراض تقل كما تزداد احتمالات وفاتهم لدى الاصابة بالامراض الشائعة في الطفولة كالاسهال والتهابات الجهاز التنفسي موضحا ان التغذية الجيدة تعد ركنا اساسيا لبقاء الاجيال وصحتها وتطورها ورأى ان النساء اللواتي يحصلن على تغذية جيدة لايواجهن مخاطر اثناء فترتي الحمل والوضع وانهن يضعن اطفالا اصحاء يستهلون مسيرة الحياة على اساس اكثر رسوخا من مسيرة تطورهم البدني والنفسي وان الاطفال الذين يحصلون على تغذية جيدة يتميزون في ادائهم المدرسي وينعمون بصحة جيدة حتى يبلغوا سن الرشد ليصبحوا بدورهم قادرين على منح ابنائهم افضل بداية للحياة من جهته علق الممثل الخاص لليونسيف في العراق على الظروف الراهنة بقوله (ان نقص التغذية امر مرفوض في بلد غني بالثروات والموارد كالعراق) داعيا الى بذل كل الجهود للحد من انتشاره واضاف روجر رايت انه على الرغم من انحسار انتشار امراض الطفولة كالحصبة والنكاف والحصبة الالمانية بسبب حملات التطعيم التي تنفذها الحكومة العراقية والامم المتحدة منذ عام 2003 بشكل جيد وناجح الا انه ليس كل العراقيين يحصلون على الخدمات الوقائية الاساسية. واكد رايت ان استمرار غياب الامن يقف عائقا بوجه اولياء الامور الذين يرتادون المراكز الصحية للحصول على الخدمات الضرورية مشيرا الى استهداف اعمال العنف في العديد من اجزاء العراق وبشكل مباشر العاملين الصحيين والاطباء علاوة على عمليات الاختطاف والقتل ومنبها الى انه يتعين على الجميع السعي بكل الوسائل لحماية العراقيين الابطال الذين يعرضون انفسهم للخطر في كل يوم من اجل توفير الخدمات المنقذة لحياة الاطفال والنساء وكان روجر رايت قد اعرب عن اسفه العميق لما تؤكده دراسة من ان الاطفال يشكلون الجزء الاكبر من ضحايا انعدام الامن الغذائي وقال رايت ان معدلات سوء التغذية المزمن تصل في الاسر التي انعدم امنها الغذائي الى 33% اي ان واحدا بين كل ثلاثة اطفال يعاني من سوء التغذية موضحا ان اثار سوء التغذية المزمن على الاطفال الصغار الاكثر عرضة للخطر والذين تتراوح اعمارهم بين 12 شهرا و23 شهرا تكون اكثر وطاة. واضاف ان سوء التغذية يعيق النمو العقلي والادراكي السليم للطفل مشيرا الى ان سوء التغذية الحاد كان كذلك مبعثا للقلق حيث ان 9% من اطفال العراق مصابون به كما ان اعلى المعدلات والتي بلغت 12% و13% سجلت ايضا بين الاطفال الذين تقل اعمارهم عن 24 شهرا جدير بالذكر ان الجهاز المركزي للاحصاء وتكنولوجيا المعلومات في وزارة التخطيط والتعاون الانمائي ومعهد بحوث التغذية في وزارة الصحة كانا بدعم من برنامج الغذاء العالمــي ومنظمة الامم المتحدة للطفولة (يونسيف) قد اتما بنجاح اجراء دراسة كانت الحاجة اليها كبيرة اذ انها تجيب على تساؤلات ناجمة عن تقارير تبدو متناقصة بشأن الوضع التغذوي في العراق ولدعم تطوير السياسات وتحديد الاولويات للتعامل مع المشكلات المحددة. وقال مسؤول الاعلام والعلاقات الخارجية لمركز مساعدة برنامج اليونسيف في العراق من عمان ان النتائج الاولية لمسح الامن الغذائي الذي نفذ من خلال هذه الدراسة تؤكد ان نقص التغذية مايزال خطرا يهدد حياة واحد بين كل اربعة اطفال في العراق. واضاف ديفيد سنغ انه على الرغم من الجهود التي تستحق الثناء لنظام توزيع المواد الغذائية بالبطاقة التموينية يبقى الامن الغذائي معدوما لدى الكثير من الاسر العراقية الاشد فقرا وفق التحليل الخاص بالامن الغذائي وانعدامه والذي اعتمد اخر البيانات المستخلصة خلال العام الماضي بدوره قال مصدر في الجهاز المركزي للاحصاء وتكنولوجيا المعلومات ان المسح كان شاملا وغطى 98 ناحية و22050 اسرة في المدن والارياف مستخدما سبعة مؤشرات رئيسة هي التقزم ونقص الوزن والهزال ونسبة السكان الذين يعيشون في فقر مدقع (اي الذين نسبة انفاقهم تقل عن 15 دولارا في الشهر) ونسبة الاعتماد على الحصة التموينية وستراتيجيات التكيف والمعالجة بالاضافة الى الدخل. واضاف المصدر ان انعدام الامن الغذائي لا يعزى لاي عامل منفرد بل انه نتيجة لاسباب عديدة بضمنها الاثار العميقة التي خلفتها الحروب والعقوبات علاوة على استمرار الصراعات وانعدام الامن وما لها من انعكاسات وتفاعلات عقدة الامر الذي ادى الى ارتفاع معدلات البطالة والامية وتداعي البنى التحتية ولاسيما خدمات الطاقة الكهربائية والماء والاصحاح البيئي بالاضافة الى خسارة الكثير من العائلات لكسبتها الرئيسين وراى المصدر ان نظام توزيع المواد الغذائية بالبطاقة التموينية يعد الى حد بعيد المصدر الوحيد والاهم لحصول المواطنين على الغذاء موضحا انه مازال عاملا رئيسا في استقرار الامن الغذائي في العراق حيث ان 15% من الاسر التي تعيش فقرا مدقعا اضطرت الى اتباع اليات التكيف التي تنطوي على تناول مواد غذائية اقل فائدة لانها اقل سعرا وتقليل عدد الوجبات اليومية او الاستدانة لشراء المواد الغذائية على الصعيد نفسه قال مصدر في معهد بحوث التغذية بان الدراسة اكدت ان سبب انعدام الامن الغذائي في العراق لايقتصر على الافتقار لانتاج الكميات الكافية من المواد الغذائية الكافية لسد احتياجات السكان على الصعيد المحلي فحسب بل انه الفشل في تامين حصول الاسرة على الغذاء الكافي. واضاف المصدر ان الدراسة تشير الى ان مستويات التعليم لها اثر على فرص الحصول على الغذاء موضحا ان الاشخاص الاكثر تعليما هم اكثر قدرة على التكيف مع الاوضاع الصعبة كما تزداد احتمالات حصولهم على الوظائف فضلا على اشارتها الى المخاوف بشأن تزايد اعداد الطلبة المتسربين من المدارس والذين تقل اعمارهم عن 15سنة وختم المصدر بان الدراسة تخلص الى ان 25% من الطلبة دون سن الـ 15 عاما من الذين يعيشون في الريف ضمن اسر تعاني فقرا مدقعا قد تسربوا من المدارس منوها الى ان من بين الاسباب الرئيسة لهذه الظاهرة عدم مقدرة الاسرة على دفع كلفة التعليم وبعد المسافة بين المدرسة والبيت ومؤكدا ان بعضهم اضطر الى ترك المدرسة للعمل على دعم دخل اسرته يشار الى ان مسح الاحوال المعيشية لعام 2004 كان قد اقر بانخفاض في معدلات الوفيات بين الاطفال دون الخامسة من العمر في العراق منذ عام 1999.[/align]