عزيزي رئيس الوزراء
باسمي وباسم الشعب العراقي أعبر لكم عن أسفي العميق لوفاة جنود بريطانيين في البصرة وندين يشدة هذه الجريمة النكراء ضدهم .ونود ان نقدم أعمق التعازي ومشاعر التضامن لعائلات وأصدقاء الضحايا وأصدقائهم ولشعب المملكة المتحدة على هذه المأساة.
إنني أؤكد لكم أن العراقيين يواصلون تقديرهم وامتنانهم للجهود والتضحيات التي قدمتها و تقدمها القوات البريطانية وما تزال تقدمها أولا لتحريرنا من الدكتاتورية الصدامية البشعة ثم من أجل بناء أسس عراق مسالم وديموقراطي.
جلال طالباني
رئيس جمهورية العراق
هذا هو النص الذي تناقلته وكالات الأنباء عن فحوى رسالة بعث بها الطالباني الى سيده توني بلير على ضوء الأحداث والمستجدات الأخيرة التي جرت في البصرة.
الطالباني يبدي اسفه (العميق) لموت اربعة من حثالات الإحتلال من الذين عاشوا من غير أن يعرفوا آبائهم وماتوا وهم يعتدون على حرمات هذا الشعب المظلوم...
ولأن الرئيس (ولا يقوى قلمي على كتابة كلمة العراقي) يمثل تطبيقاً حياً لما روي عن رسول الله (ص) قبل اكثر من الف واربعمائة سنة حينما قال (إن لم تستح فافعل ماشئت) ، فإن جبين (المام) جلال يبدو أنه لا يعرف التعرق وهو الذي يتخذ من منتجعات كردستان العراق مقرا له . وضميره لا يعرف الخجل وهو يواسي القاتل و (يعبر) عن إمتنان الضحية لسكين الذبح البريطانية الصنع اليهودية التوجيه....
لم يفعلها – ولن يفعلها مسؤول حكومي على مر التاريخ ....فدول المشرق مليئة بالعملاء من الذين لا هم لهم إلا مصالحهم الشخصية ، إلا أنهم لا يجرؤون على افعال وأقوال (الحكام الجدد) الذين ابتلي بهم هذا الشعب المظلوم وكأنهم قدره الذي لا محيص عنه .فهم يتناقلون بين المناصب والمسؤوليات منذ ايام مجلس الحكم سيء الصيت والى الآن في حلقات مملة وسمجة من (لعبة) الكراسي الأمريكية .
وفي هذا السياق أيضاً استغل بعض اعضاء مجلس محافظة البصرة هذا الحادث ليعلنوا على استحياء استئناف علاقاتهم مع قوات الاحتلال البريطانية و(انتهاء) المقاطعة التي اعلنت منذ اشهر بعد الإتفاق على عدم دخول الدبابات البريطانية الى وسط المدينة واتبلاغ مجلس المحافظة عن عمليات المداهمة والاعتقال قبل تنفيذها!
ونحن نرى الى الآن ان مدرعات الاحتلال تجوب الشوارع والاعتقالات لا تزال مستمرة ولم يخفف من وطئة الوجود العسكري البريطاني إلا ضربات الكجاهيدن الذين جعلتهم يعيدون حساباتهم وخططهم .
فمتى يتعلم الذين يحسبون انفسهم (ساسة) وهم لا هم لهم الا المصالح الذاتية ، أن قدر البلد لا يصنعه إلا المجاهون .والاحتلال لا يرغم أنفه إلا الأبطال....
ألم يتعلموا الدرس جيداًُ من الأمريكان ؟؟
الأمريكان ورغم ما رددته وسائل اعلامهم عن إلصاق تهمة ( الإرهاب) بالمقاومة العراقية الشريفة ، إلا أنها في آخر المطاف اضطرت تحت وابل النيران الى التوسط والتوسل من أجل عقد اللقاءات والمباحثات مع ما باتوا يسمونهم بـ (المسلحين) وقد كانوا من قبل يعرفون بـ (الإرهابيين).
وبلغ بهم الامر الى أن يأتون بوجوه غريبة عن العراق والعراقيين الشرفاء وجعلهم يتحدثون معهم CIAكممثلين للمقاومة رغم انهم صناعة امريكية 100% وتم صناعهتم على أعين الـ
وذلك لأن المقاوم العراقي (الخالص) من كل ارتباطات اقليمية أو دولية لا يرضى لنفسه الجلوس مع الغازي المحتل وهو يرى اخوانه وأخواته في السجون والمعتقلات ويرزخزن تحت التعذيب بشتى وسائله...
والسؤال الذي ظل يحيرني كثيراً :هو لماذا تظهر اشرطة (الزرقاوي) كلما ضاقت البلاد بامريكا واتباعها وسياسييها وعملاءها؟
ولماذا كلما ظهرت بادرة للإجماع الوطني على نبذ الفرقة والطائفية والتوحد بوجه قوى الاحتلال سارعت وكالات الانباء الى بث التسجيلات الزرقاوية المملوءة بالتهديد والوعيد لكل ما هو وطني ومخلص وبالذات شيعة أمير المؤمنين عليه السلام ؟؟
ألا يكفي ذلك كدليل على صحة النظرية التي تقول بالإندماج الفكري والمصلحي بين التكفيريين والمحتلين؟
ولعل أروع ما شهدناه في احداث البصرة الأخيرة ...هو ذلك التوحد الوطني ومن جميع الإتجاهات الفكرية والعقائدية في هذه المحافظة العزيزة....
إسلاميين وعلمانيين ، موطفين وعاطلين عن العمل ، شباب وشيوخ ...اجمعوا على الفرحة البصرية ، بل وأصروا عليها رغم (التملق) الذي مارسته بعض رموز مجلس المحافظة وشخصياتها من المستفيدين من وجود الظلم سواء في عهد الهدام أم في عهد الإحتلال....
أجل أصر البصريون أن لا تفوتهم هذه الفرحة –وهم المحرومون من الفرح- و أعلنوا رسالتهم الأقوى منذ سنوات ....للمحتل ....للعملاء والمستفيدين....لكل العالم.....
أن لا حياة مع الإحتلال....ولا إحتلال مع الإصرار على رحيله.