هنالك شركات محاسبة دولية تخصصها هو التدقيق المحايد لأداء المؤسسات العامة والخاصة (مثل مؤسسة Ernst & Young ) في كافة أنحاء العالم. بما أن الفساد المالي والإداري داء مستشر في كل مكان بالعراق أنصح أن تقوم المرجعية بتخصيص جزء من ميزانية العتبات المقدسة لتغطية تكاليف مؤسسات (أو مكاتب) محاسبة محايدة تدقق حسابات الأضرحة، مواردها ومصارفها، حتى تعطي مثلاً أعلى في النزاهة والشفافية والحث على الخير. وكما أن المؤسسات المالية الضخمة التي يديرها الأبناء والأصهار يتم الحرص على تدقيق أموالها من خلال مؤسسات محاسبية، فالأحرى نقل هذه التجربة إلى الأماكن التي تديرها المرجعيات والوكلاء في بلد دمره الفساد المالي والإداري.
هذا تحقيق قامت به جريدة كل العراق عن الأضرحة في كربلاء. والأمر لا يحتاج ذكاء كي نفهم مدى أهمية الحاجة إلى أنظمة محاسبة وتدقيق لأداء من شاءت الصدف أن يدير هذه الأماكن.
التحقيقات: إجابة لتساؤلات مشروعة حول إدارة العتبات المطهرة في كربلاء المقدسة
كل العراق - سامي الشواي
في لقاء مع السيد افضل الشامي مسؤل اعلام حضرة الامام الحسين(ع) توجهت له كل العراق بالأسئلة التالية: من هي الجهات التي تدير العتبات المطهرة في كربلاء المقدسة؟
فأجاب متفضلاً بعد الإطاحة بنظام الطاغية في 9/4/2003م ، تشكلت ولأول مرة في تأريخ الدولة العراقية الحديثة، إدارة شرعية معينة من قبل المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، أصطلح عليها فيما بعد بـ(اللجنة العليا لإدارة العتبات المطهرة في كربلاء المقدسة) واختارت المرجعية الدينية العليا شخصيات عراقية دينية وطنية معروفة بعدالتها وجهادها أيام النظام السابق وما بعده وذلك لعضوية اللجنة المذكورة وهم:العلامة الحجة السيد محمد الطباطبائي (قدس سره) والعلامة الحجة السيد أحمد الصافي والعلامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي دام عِزهما، وقد حصلت هذه اللجنة على التخويلات الشرعية لإدارة هذه العتبات من المراجع الأربعة في النجف الأشرف (آيات الله العظام) المرجع الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني والمراجع سماحة السيد محمد سعيد الحكيم و سماحة الشيخ محمد اسحاق الفياض وسماحة الشيخ بشير النجفي دام ظلهم الوارف،
وبتشكيل هذه الإدارة تعود هذه العتبات إلى القيادة الشرعية كما كانت في السابق قبل قيام العثمانيين بالسيطرة على أدارتها ومن ثم تعاقب الحكومات الجائرة بعدهم عليها والتي لم تراع حق هذه العتبات ولم تعطها مكانتها اللائقة بها. سألناه أيضاً: رأينا في العتبات المطهرة في كربلاء المقدسة تخصصاً لكل شخص أو مجموعة أشخاص، فكيف يتم تنظيم المئات من خدم الروضتين مع هذا التنوع في الأعمال التي يؤدوها؟ فاجاب قامت اللجنة العليا باعتبارها المخول شرعاً باصدار التعليمات والقرارات المنظمة لعمليات خدمة العتبات هنا من إعمار وصيانة ومتابعة وحماية للزائرين وما يتعلق بها، قامت بتقسيم عمل خدم الروضتين إلى لجان وهي بدورها إلى أقسام ومن ثم شُعب، تختص كل منها بعمل معين ترتبط بإدارة كل روضة وتم تشكيل إدارة ثالثة لما بينهما تسمى الإدارة العامة لحماية ورعاية بين الحرمين وهي قُسمت بدورها إلى أقسام وشُعب، لتقديم الخدمات فيها (التنظيف والتنظيم والصيانة) والحماية (بمشاركة قوات الشرطة) للشوارع المؤدية لها.
سألناه ايضاً اسؤال التالي: يلاحظ الزائر أحياناً عمالاً من جنسيات غير عراقية كالهنود والإيرانيين يعملون في العتبات المقدسة فهل هم موظفون فيها؟
فأجاب: لا يوجد أي موظف غير عراقي في العتبات، وما يراه الزوار أحياناً من عمال يعدون على أصابع اليد من غيرالعراقيين إنما هو تبرعٌ منهم لأداء بعض الأعمال البسيطة تبركاً ولساعات أو أيام معدودة وبضوابط تضعها الإدارة يخضعون لها بما يحفظ قدسية العتبة واستقلاليتها. أما السؤال الآخر: هل من الممكن إعطاء فكرة بسيطة عن اللجان التي تشكلت من ادارتي الروضتين المقدستين؟ وكان الجواب: قبل سقوط النظام لم تكن الروضة الحسينية لمقدسة مثلاً تحوي أي تشكيل من التشكيلات الحالية وإنما فقط قاعة الضيوف وقاعة القرآن الكريم المستخدمة سابقاً للإحتفالات الدينية، ولا يوجد أكثر من 40 موظفاً يؤدون أعمال خزن الهدايا والنذور والتنظيف وبعض الأعمال، أما بعد سقوط النظام السابق فإن المرجعية الدينية العليا أرادت تحويل العتبات المقدسة إلى مراكز إشعاع فكري وحضاري يليق بمن ضمته في جنباتها من الأئمة وأبنائهم صلوات الله عليهم وهذا يتطلب طبعاً استحداث تشكيلات كثيرة ضمن كل روضة مقدسة، ومنها لجنة حفظ النظام، وهي موجودة في كل روضة ومقسمة إلى أقسام، وعلى شكل قسم بين الحرمين مقسم إلى شُعب يختص كل منها بجزء من العمل، وهكذا في كل روضة كذلك، وكان لها مواقف مشهودة في حماية أمن الزائرين للعتبات المطهرة والمناطق المحيطة بها أمام مختلف المخاطر حينما غابت السلطة وأثناء وجودها عندما كانت ضعيفة والآن بعد قوتها، وما زالت تواصل عملها وبحمد الله لم يحصل اي خرق أمني في المناطق الخاضعة لها بشكل كامل (وليس مشترك كما في الشوارع المحيطة)منذ سقوط النظام السابق وحتى كتابة هذه السطور،
وهناك عدة لجان أخرى مثل المشاريع والصيانة، المختصة بتصميم وتنفيذ كل مشاريع الخدمة للزائرين،الإعلام، الهدايا والنذور والمفقودات(خزنها ورعايتها )، الإتصالات السلكية واللاسلكية، النظافة ،السادة الخدم ، القانونية، التوجيه الديني والإستفتاءات الشرعية، الحسابات،المكتبتين العامتين، المضيف، المنشآت الصحية، وهي لجان توجد في كلا الروضتين المطهرتين وبعضها بشكل أقسام بين الحرمين، تقوم كل لجنة بواجبات مكملة لعمل اللجان الأخرى، كما إن هناك شـُعب وأقسام مرتبطة بكل إدارة وغير تابعة للجان لتسيير العملية الإدارية كقسم الطباعة والإستنساخ (تصميم وتنضيد وطباعة وكبس حراري)وشعبة الأفراد ويتم تسييركثير من أعمال هذه اللجان بالحاسوب.
سألناه ايضاً: نرى أن هناك مدرسة للعلوم الدينية في كل روضة لم تذكروها كلجنة ؟ فأجاب: بالنسبة لمدرسة الإمام الحسين عليه السلام للعلوم الدينية الدينية الواقعة ضمن الصحن الحسيني الشريف ومدرسة دار العلم في الصحن العباسي المطهر ترتبط بالمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف ، لكن تتم عمليات البناء والإعمار والخدمة لبناياتها من قبل لجان الروضتين الأخرى. فسألناه: أين تذهب أموال الروضتين المقدستين؟
فأجاب: تنظم الأموال إيداعاً وصرفاً، وفق آلية دقيقة تحت رقابة دينية وقانونية مشددة ووفق النظام المحاسبي الموحد ، توزع منها رواتب الخدم وصرفيات شراء المواد والأجهزة الخدمية لأقسام الروضة المقدسة وينفذ بالباقي عدة مشاريع أنجزتها لجنة المشاريع والصيانة التابعة لإدارة الروضة الحسينية المقدسة بكوادرها العراقية وما زال العمل مستمراً بالباقي. منها مشروع إنشاء مضيف الإمام الحسين عليه السلام على أنقاض قاعة مهملة مملوئة بالإنقاض في الضلع الشرقي للسور الشريف حيث يتكون من طابقين واحد للرجال وآخر للنساء ويحوي مطبخ ومصعد لنقل الطعام بين الطابقين و قاعتين للطعام مزينة بالنقوش المغربية والمرايا والثريات والأثاث المطبخي والعادي. منها مشروع إنشاء بناية مدرسة الإمام الحسين عليه السلام الدينية في الضلع الشرقي للسور الشريف بطابقين تقع المكتبة الخاصة بطلابها في الطابق الثاني، وشعبة الحاسبة والإنترنيت والإدارة وقاعة حلقات الدروس الدينية في الطابق الأرضي، وقد زُينت جدران وسقوف المدرسة بالنقوش المغربية والمرايا والثريات والأثاث.
وهناك مشروع إنشاء إعلام الروضة الحسينية المقدسة بعدة أقسام ضمن قاعتين كانتا مهملتين سابقاً في الضلع الغربي من السور وطورتا بالتغليف بالمرمر والنقوش والسقوف الثانوية والمرايا والإنارة، حيث حوى الإعلام أقسام النشر والإنترنيت والإنتاج المرئي والسمعي وإذاعةالروضة الحسينية المقدسة على موجة FM والإذاعة الداخلية مع التجهيز بالحاسبات وأجهزة استقبال الإنترنت والكاميرات والمرسلة وعدة أجهزة متطورة ، مع الأثاث. مشروع التبريد المركزي الجديد الذي تضمن تصنيع وتجميع المئات من الإجزاء في ورش الروضة المقدسة كلوحات السيطرة الإلكترونية والموزعات المغلفة بالمرايا لتحل محل القديمة التي كانت تشوه منظر الحرم المقدس من الداخل بالإضافة لاستيراد منظومة التبريد الجديدة من اليابان. مشروع تطوير منظومتي كهرباء الضغطين العالي والواطيء الذي تضمن إضافة عشرات الأجهزة الجديدة وتصنيع الكثير من الأجزاء الملحقة في ورش الروضة المقدسة. مشروع إنشاء مكتبة ودار مخطوطات الروضة الحسينية المقدسة الحاوية على المكتبة العامة والأليكترونية وقسم المخطوطات وقسم الدراسات والبحوث الذي يتكفل برعاية البحوث الخاصة بالإمام الحسين عليه السلام وطباعتها على نفقة الروضة المقدسة، وتضمن الإنشاء التغليف بالمرمر للجدران والمرايا والنقوش للسقوف مع شراء الرفوف الجديدة وآلاف الكتب بمختلف الإختصاصات وتجهيز الحاسبات والأقراص والأثاث.
مشروع رفع الذهب القديم المتضررللمنارتين وإبداله بآخر جديد بواقع 12 ألف مثقال ذهب عيار 24 و8 آلاف كيلو نحاس يستخدم لصناعة الكاشي الجديد يؤمل الإنتهاء منه خلال سنة 1427هـ إن شاء ا..ّ. ، وتم خزن الكاشي الذهبي القديم في مخازن الروضة المقدسة. بالإضافة لعشرات المشاريع المتوسطة والصغيرة كإنشاء عدة غرف وقاعات جديدة وغرف الأمانات وغرف التفتيش وممراته، والأسيجة الأمنية والمظلات الواقية والنافورات والبرادات وغير ذلك، بالإضافة لإفتتاح ورش متخصصة كالثريات (لتجميعها وصيانة التالف منها وتنظيفها) و ورشة المراوح (لتصليح العاطل منها وإدامتها وبالتالي توفير مبالغ ذلك كما كان يجري أيام النظام السابق) و ورشة النجارة (تقوم بصناعة الأثاث والأبواب والزخارف والصيانة)و ورشة الحدادة (صناعة هياكل الغرف والأسيجة وبعض الأثاث المعدني) إدامة لأعمال لجنة المشاريع وجعل الإكتفاء الذاتي بقدرات خدم الروضة المقدسة شعاراً لها.
كما إن اللجنة في كل روضة تقوم بأعمال الصيانة الدورية لموجودات الروضة المقدسة الكهربائية والميكانيكية وغيرها، وتبديل أو تصليح ما يعطب منها، وتشرف على المشاريع والأعمال التي يقوم بها المؤمنون للعتبة المطهرة وكان سؤالنا الأخير هو: ما دور لجنة المشاريع والصيانة في الروضة الحسينية بمشروع المجاميع الصحية في باب القبلة؟ فأجاب: أشرفت اللجنة على إنشاءه تحت الأرض من قبل شركة الأبحاث الهندسية العالمية بإدارة الخبير العراقي الدكتور محمد علي الشهرستاني دامت بركاته، وبتمويل جمع من المؤمنين من محبي أهل البيت عليهم السلام، وبواقع 359وحدة صحية بين مرافق وحمام وبقسمين للرجال والنساء، ووفق أحدث المواصفات العالمية، حيث تحوي شبكة من الماء الحار وشبكة أنابيب للصابون السائل(الشامبو) بالإضافة للماء والمجاري، ويغطي سطح المشروع العشرات من النافورات الكبيرة والزجاجية الصغيرة والمظلات الخشبية التي تظلل أماكن استراحة الزائرين ومجاميع من الحدائق الغناء تزينها عشرات الشتلات من أشجار الزينة والورود. وتشرف الإدارة على مشروع إنشاء الطابق الجديد للسور الشريف للروضة المقدسة ليضم قاعات وغرف جديدة سيستخدم جزءً منها كمتحف للنفائس وجزء هو طابق جديد للمكتبة ودار المخطوطات التي افتتحت في شعبان ء1426هـ وأقسام أخرى إدارية وفنية ، ليكون الطابق مقدمة لمشروع تسقيف الصحن الشريف وضمه إلى الحرم المقدس وبالتالي توسيعه عدة أضعاف ليتم بذلك إكتمال العمارة الثامنة للروضة المطهرة إن شاء الباري عز وجل بعد العمارة السابعة الموجودة حالياً منذ سنة 767هـ وقد روعي في التصميم النسيج المعماري للروضة المقدسة. وفي نهاية الحديث توجهنا بالشكر الجزيل للسيد أفضل الشامي وتمنينا ان نرى عتباتنا المقدسة بأحلى صورة.
http://www.kululiraq.com/modules.php...icle&sid=21286