النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي العيارات النارية ترافقنا في افراحنا واحزاننا

    علــي الشــاعر

    [align=justify]تركة ثقيلة تلك التي خلفها النظام البائد ومن تلك التركة هو الهوس باستخدام السلاح في المناسبات او بدونها حيث نجد ان الافراح واجواءها بحاجة الى اصوات الرصاص أكان ذلك ليلا ام نهارا. وكذلك في الاحزان وخاصة في المدن التي يغلب عليها الطابع القبلي عندما يتوفى احدهم يقوم اهله وبنو عمومته بتشييعه على اصوات الرصاص تعبيرا عن قيمة ومكانة المرحوم بين اهله وعشيرته.. هذا هو الحال في الاوضاع العادية ولكن كيف يكون الحال ونحن الذين اعتدنا على اصوات اطلاقات النار عبر الحروب المستمرة حتى ان البعض منا قد يستغرب اذا لم يسمع صوت الرصاص خلال نصف ساعة في احسن الاموال ولكن السؤال هل تعرف اين تستقر تلك الرصاصة التي نطلقها.. ومن هو الضحية.. وماهي المضاعفات التي تنتج عن ذلك اسئلة كثيرة تحاصرنا ولا نجد لها اجابة. وحتى لوجدنا تلك الاجابة فانها تكون خجلى امام الحوادث والمآسي والكوارث التي خلفتها تلك الرصاصة.. لهذا ولا همية هذا الموضوع في حياتنا قامت صحيفة (المؤتمر) بهذا الاستطلاع..

    من الناحية القانونية..


    تقول المحامية صابرين علي ان هناك ثلاثة انواع من الاسلحة هي الاسلحة الحربية التي يمنع تداولها وبيعها وحيازتها. والاسلحة النارية التي تحتاج الى ترخيص لحملها وحيازتها اما الاسلحة التذكارية فهي لا تحتاج الى اي موافقة وهذا ما يشر اليه القرار رقم 13 لسنة 1992 الى الموافقة على حيازة الاسلحة النارية الصغيرة في اماكن العمل او الدور لحماية النفس والممتلكات

    ولكن بشرط الحصول على الموافقات الرسمية وترخيص رسمي من جهة مخولة رسميا وتتمثل باجهزة وزارة الداخلية وتؤكد المادة 27 الفقرة الثالثة على ان عقوبة حيازة السلاح دون ترخيص تصل الى الحبس لمدة سبع سنوات او الغرامة اما عقوبة مطلقي الرصاص فان القرار 570 يشير الى حبس المخالفين له بالحبس لمدة تتراوح بين 1 - 3 سنوات وتشير المحامية صابرين علي. ان اللافت للنظر وبرغم كثرة المخالفين والمتجاوزين لهذا القرار ان الشرطة لم تقم باحالة اي مخالف الى المحكمة.

    ضوابط منح الاجازة..


    اكد القانون الذي مازال نافذا ان طالب اجازة حمل السلاح يتم رفض طلبه اذا كان محكوما بجنحة مخلة بالشرف مثل الاحتيال والرشوة او تسريب الاسئلة الامتحانية. كما ان عقوبة تهريب الاسلحة تتراوح بين السجن المؤبد والاعدام الا ان ضبط هذه الجرائم من قبل الجهات الرسمية ظل قليل رغم كل ما يحصل من حوادث وتفشي ظاهرة انتشار الاسلحة وبعد ان عرفنا وجهة النظر القانونية فيما يتعلق بالسلاح والاجازة وما يترتب على ذلك من ضوابط نحاول ان نسرد بعض القصص كانت على لسان اصحابها او عن طريق بعض المحققين في بعض مديريات الشرطة والذين ساعدونا كثيرا خلال اعداد هذا الاستطلاع من خلال فتح بعض الملفات والقضايا او التحدث عما تحتفظ به ذاكرتهم عن الحوادث التي تتعلق بهذا الموضوع.

    عندما تتبدل الافراح الى احزان

    قصص كثيرة منها ماكنت محتفظا به في ذاكرتي منذ سنوات والبعض الاخر عشنا وقائعها عن قرب او سمعنا عنها عن طريق اصحابها الحقيقيين والبعض ما عرفناه من خلال الاوراق التحقيقية التي اطلعنا عليها في احدى مديريات الشرطة والتي ساعدنا فيها مشكورا نقيب حسين ومفوض سعد عزيز قصص بدأت بلحظات سعيدة سبقتها احلام وامنيات ولم تنتهي الا بدموع ساخنة وحسرات موجعة وصراخ مؤلم.. وفصل عشائري احرق الاخضر واليابس وثارات ماتزال بين هذا وذلك والسبب رصاصة طائشة لا اكثر لكل قصة مرت..

    حكاية معلم..

    احمد عباس ذلك الجنوبي الذي عاش يحلم بالتخرج ليصبح احد معلمي قريته (الصداقة) وهي احدى قرى ناحية الفجر والذي استهل حياته وشبابه بحلم جميل وعاش بامل الزواج من تلك الانسانة التي اختارها لتكون شريكة حياته وتحقق ذلك الحلم ولكن الاقدار ابت ان يتم ومعه تتم تلك السعادة المنشودة حيث يقول احمد تلك الكلمات والاسى والتأثر يبدو ان من خلال نبرات صوته نعم اطلاقة رصاص واحدة اقتلعت احلامي الجميلة وامنياتي العذبة. في ليلة الزفاف حصل ما لم يكن في الحسبان عندما كنا جالسين نستمتع باصوات الزغاريد والتصفيق من قبل الاهل والاقارب ومعها اختلطت اصوات الرصاص الذي لايرحم واذا برصاصة تخترق قلب زوجتي ليصبح ذلك الفرح حزنا وكارثة حيث قمت ودون شعور مني باطلاق الرصاص على الناس بشكل عشوائي نتج عن ذلك قتل امرأة قريبة لزوجتي وجرح ثلاثة اخرين.. لارقد بعد ذلك خمسة سنوات في السجن وافقد زوجتي وكل ما حلمت به.

    الاستخدام العشوائي للسلاح..

    بعد تكاثر الاسلحة بشكل مفرط وانتشار امكان بيعها واقتنائها والمتاجرة بها والاستهانة بالمخاطر التي تنتج عنها مما جعلها متوفرة بايدي الشباب والمراهقين بشكل كبير والتي كان سببها الاول اعمال السلب والنهب التي طالت مخازن السلاح التابع للجيش ومراكز الشرطة وغيرها حيث يقول مرتضى كامل كاظم لقد اضطر جارنا لدفع مبلغ خمسة ملايين دينار كفصلا عشائريا لعائلة احد المواطنين بعد ان اقدم ولده باطلاق مخزن من العتاد اثناء مراسيم زفاف ابن خاله واثناء تلك المراسيم وبسبب عدم سيطرته على البندقية فقد اتجهت الاطلاقات الى المحتفلين واودت بحياة امرأة كانت تحمل جنينا في بطنها بينما يؤكد ناصر صويح غالي وهو موظف في التربية ان زوجته راحت ضحية رصاصة طائشة لايعرف مصدرها اثناء نومهم على سطح المنزل في العام الماضي بعد ان رقد في المستشفى لاكثر من عشرة ايام ولخطورة مكان الرصاصة توفيت بعد تلك الفترة مخلفة اربعة اطفال لايتجاوز عمر اكبرهم ثمانية سنوات.

    العراضة ومراسم التشييع..

    من العادات والتقاليد التي اعتاد عليها اهلنا واجدادنا منذ سنوات طويلة هو ما يعرف بـ (العراضة) والعراضة تعني تشييع جنازة المتوفي ومهما كانت اسباب الوفاة فان اصوات الرصاص والاهازيج الحماسية التي تمجد (بالمرحوم ) تعلو وكأن الارض خالية الا من المشيعين وكان اغلب الذين يشيعون بهذه الطريقة هم من شيوخ العشائر وابناؤهم واولاد عمومتهم وكثيرا ما تحدث حوادث لاتحمد عقباها حيث يقول علي حميد وهو من مدينة الفلوجة خلال تشييع جنازة شيخ عشيرتنا قبل سنة واثناء قيام المشيعين بالتعبير عن حزنهم وحبهم لذلك الشيخ باطلاق الرصاص الى الاعلى لكن رصاصة طائشة اصابت ابن اخت المتوفي فاصبح المأتم مأتمين وعادوا ثانية ليضعوا الجنازتين على نفس السيارة ويتوجهوا بها الى المقبرة والغريب كما يقول علي حميد صاحب الرواية ان بعض المشيعين لم يتعضوا واطلقوا النار من جديد!! لكن المشيعين الاخرين القوا القبض عليه واخذوا البندقية وانهالوا عليه بالضرب لانهم لايريدون من احد الذين اطلقوا العيارات ان يفقدوا شخصا ثالثا..

    حجج واهية..

    البعض يفسر اطلاق الرصاص في هذه المناسبات وغيرها بانه تعبير عن احياء بعض التقاليد التي ورثت عن الاجداد في هكذا مناسبات الا ان ذلك لم يصمد امام الحقائق حيث يقول كريم فرحان لفتة اننا في العراق وخاصة في المناطق الريفية وشبه الريفية نمتلك من التقاليد والارث الاخلاقي والديني الكثير وفي كل مجالات الحياة فلماذا نحتفظ بالتقاليد السيئة المؤذية ونقوم باحيائها والاستمرار عليها وندع التقاليد الريفية الصادقة التي تعبر عن الامان والسعادة والسلام؟

    مواسم اطلاق الرصاص في المدينة..
    تختلف المدينة عن الريف في التعاطي مع بعض التقاليد فلم نرى العراضات واطلاق الرصاص الا في الاحياء البعيدة عن مركز العاصمة وخاصة في مدينة الصدر ذات الكثافة السكانية العالية والاجواء العشائرية الا ان هناك مواسم محددة لاتفرق بين المدينة والريف في اطلاق الرصاص وهي مناسبة فوز احد الفرق الرياضية او فوز المنتخب الوطني وهذا ما تكرر عشرات المرات حيث نجد وخاصة في الليل وبعد اعلان الفوز تشتعل بغداد من اقصاها الى اقصاها بوابل من الرصاص وبريق النيران.

    اطلاق الرصاص وغياب القانون..

    قبل سقوط النظام اعلنت وزارة الداخلية في ذلك الوقت وفي احصائية دقيقة ان عدد ضحايا الرمي العشوائي لعام 2002 هو 3500 ضحية في كل محافظات العراق وخاصة في المناسبات الا ان في تلك الفترة صدر قرار ينص على تغريم من يطلق النار مليون دينار وبسبب هذا الاجراء شهدنا انحسار لهذه الظاهرة ومعها انخفضت الحوادث بشكل كبير .. بل كادت تختفي نهائيا من الشارع العراقي الا ان سقوط النظام وما رافقه جعل هذه الظاهرة تعود من جديد وبشكل اكبر واكثر خطرا.. واول اسباب ذلك هو غياب الرادع القانوني وغياب الوعي عند الكثير من الناس حيث اكد احد خطباء الجمعة قبل اسبوع على هذا الموضوع موضحا ان اطلاق النار بشكل عشوائي مسألة غير حضارية بل هي ضد التوجه العام للمؤمن خاصة وان الاغلبية من العراقيين من المسلمين واكثرهم متمسكون بالسنة النبوية حيث يقول رسول الله (ص) (لا تروعوا المسلم فان روعة المسلم ظلم عظيم).

    الاعلام ودوره في هذه الظاهرة..
    الاعلام هو احد واهم الوسائل في نشر ما نريد ان يشاع في المجتمع هذا ما يؤكده الزميل ثمين سلطان الفهد مدير تحرير صحيفة الناصرية ويضيف ان المراقب لما يعرض من شاشات التلفزيون وما يكتب في الصحافة وما يطالع من روايات وكتب حتى ما يتعلق بادب الطفل يجد ان هناك كم هائل من ثقافة الحرب والقتل حتى انه في العهد المباد كانت تطلق على بعض الروايات والافلام ثقافة وادب الحرب طول 35 عام.. اذن ماذا تنتظر من طفل يسمع وفي ساعات الصباح الاولى اصوات الطائرات والرصاص وتفخيخ السيارات وحتى الاحاديث داخل العائلة تصب في هذا المجال ولا يتعدى ذلك.. لهذا فان الطفل وفي هذه المرحلة من العمر يحاول التقليد والتأثير بكل شيء وما نراه من اطلاق الرصاص في كل المناسبات هو نتيجة حتمية لتلك الثقافة والاجواء التي تربى عليها اكثر من جيل وللاسف . اذن علينا ان نسلك الطريق الصحيح من جديد من خلال اشاعة ثقافة السلام والامن ولنبدأ من الاسرة العراقية والطفل وكذلك نقوم بتفعيل القوانين والقرارات الرادعة فيما يخص اطلاق الرصاص بشكل عشوائي..

    رأي علم النفس بهذا الموضوع

    الانسان بصورة عامة كائن يؤثر ويتأثر بما حوله سواء كان التأثير سلبا ام ايجابا.. ونظرة سريعة للانسان العراقي وعلى مدى اكثر من ربع قرن من الزمن عاشها في بؤس وشقاء وفي حروب وحصار ترافقه الويلات اينما حل ورحل ماذا تنتظر من مجتمع تغلب عليه ثقافة القتل والموت هذا ما يؤكده الدكتور محمد حسن اختصاص علم النفس ويضيف لقد طالع العالم باسره كيف يظهر الرجل الاول في الدولة وهو يرتدي ملابس الكابوي ويطلق الرصاص مقلدا ابطال الافلام.. فاذا كان هذا صدام رئيس الدولة بهذا المستوى الاحمق من التفكير فبماذا يفكر ويتصرف المواطن العراقي.. لقد حول صدام العراق الى غابة وارضه الى ثكنة سلاح وما يحصل الان وسوف يحصل هو نتيجة تلك التصرفات الهوجاء لهذا استطيع القول ان الانسان العراقي عاش وترعرع في بيئة واجواء غير طبيعية قياسا لما هو مألوف في كل بقاع الارض..

    فالحرب وما رافقها ولدت ثقافة هي من اسوء الثقافات في المجتمع تركت اثرا في كل ماهو حي يرزق لايمكن تجاوزه بسهولة وهذا في نفس الوقت خلف اجيالا غير مستقرة نفسيا الا في بعض الاستثناءات التي قد تكون هنا او هناك نتيجة ابتعادها عن محور الحدث واجوائه كل هذا وغيره جعل من الانسان العراقي يبحث عن ذاته محاولا اثبات وجوده في اي صورة ومهما كان الطريق الذي يسلكه والاقبال على استخدام السلاح والتباهي في اقتناءه هو احد الاسباب التي ولدتها الظروف التي عاشها في العراق وفي ختام هذا الاستطلاع نتوصل الى نتيجة مفادها ان قلة الوعي والرواسب النفسية والمخلفات التي تركتها الانظمة الفاشية هي وغيرها كانت دوافع لاستمرار هذه الظاهرة لذلك نستطيع القول ان تكاتف وسائل الاعلام ونشر الوعي وتغيير الخطاب الاعلامي والفكري والسياسي وتوفير المناخ الملائم للسلام والامان وتفعيل القوانين الرادعة وتطبيقها كل ذلك يساعد في القضاء على هذه الاخطار التي تولدها عمليات اطلاق الرصاص بشكل عشوائي.
    [/align]
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    4

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    موضوع جيد ويراد ان ينشر في اكثر من صحيفه يذاع في اكثر من اذاعه وقناة تلفزيونيه . لاني من الناس الذين ذاقو مرارة هذه الرصاصات الطائشه . بارك الله فيك .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني