العراق والتقسيم ... جهاد العين
كتابات - طالب الشطري
تتمدد القوى العظمى خارج حدودها لدوافع داخلية صرفة ...استحقاق القوة يجعل القوى العظمى تتصرف بطريقة مشابهه لبعضها عبر التاريخ.
تمدد الاغريق خارج حدودهم والفرس والرومان والعرب واليابانيون والانكليز والالمان والروس وجاء دور الانكلو ساكسون وكل من يصبح قويا تفرض عليه قوته أن يستخدمها لاخضاع غيره.
احتلال العراق مشهد جزئي في صورة كلية...تم اخضاع امريكا اللاتينية بحروب طويلة وانقلابات واساليب متشعبة وضغطت الجامعات الامريكية بخريجيها لامساك إفريقيا وعبر الحروب والانقلابات والعملاء والهزات الاقتصادية والحرب الإعلامية تم دك قلاع آسيا واخذت تستسلم الحصون تباعا في تطابق لايخفى بين المغول والاميركيين مع فارق الاتجاهات الجغرافية في تحرك الجيوش المحتلة.
طبق على كل بلد محتل نظام معين وكان من نصيب العراق أن يطبق عليه اسلوب التقسيم أسوة بيوغسلافيا والاتحاد السوفيتي وشبه الجزيرة الكورية.
في حالة العراق فان التقسيم تتضح خطوطه مع الايام وهو من النوع الذي سيقع دون أن يكون موضع نقاش لأنه يكتسب قوة الأمر الواقع بالتدريج وكل خطوة تؤسس لمابعدها واللاحق يمنع الالتفات للسابق.
في الوضع الطبيعي فان أي بلد يتعرض لكارثة ما يلجا إلى إعلان حالة الطوارئ ...في مصر يتواصل العمل بالطوارئ منذ ربع قرن وفي سوريا كذلك وفي امريكا ذاتها تعلن حالة الطوارئ في المدن المنكوبة أو في الحوادث الضخمة وفي حالة الطوارئ تغلق الحدود وتقيد التحركات المؤثرة ويتم العمل بقوانين استثنائية تطبق بسرعة وتوضع كل المقدرات لتحقيق الهدف الذي اعلنت من اجله حالة الطوارئ وتؤجل كل الاهداف الأخرى التي قد تعيق تحقيقه وكنقطة دالة على إستراتيجية تقسيم العراق فان التقسيم الجغرافي كان يحتاج لانقسام ديني وعرقي وسياسي واجتماعي على أن يترجم هذا الانقسام إلى حرب تتطلب لاحقا الفصل ليس عبر المصالحة إنما وفق التقسيم الذي كان هدفا أصلا وعليه فان عدم إعلان حالة الطوارئ وابقاء الحدود مفتوحة وتشجيع الفرز السكاني وعدم اعتبار عمليات القتل اليومي مشكلة إنما هي بديهيات تشير إلى التقسيم فضلا عن طرح خطط صريحة من قبل جهات اميركية تخاطب تقسم العراق.
إذا كانت السيارات المفخخة مشكلة امنية في العراق فكيف يتم العمل على جلب الوف السيارات عبر سوريا والاردن ودول الخليج وتركيا ؟
ينشط الأكراد وجهات حكومية وأحزاب تساند الأميركيين على ضخ المزيد من السيارات في العراق والمنطق الامني يقول أن الدولة يفترض أن تعمد إلى إيقاف دخول السيارات للعراق منذ انفجار السيارة المفخخة الأولى قرب السفارة الاردنية لكن الأمر اتخذ منحنى عكسيا.
أن ثلاثة أيام وليس ثلاث سنوات كافية لحصر ملكية السيارات في العراق عبر حاسوب شخصي لايكلف أكثر من ألف دولار والسيارات المفخخة التي تضرب بالصميم وحدة المجتمع العراقي وهي الاداة المادية الرئيسية التي تم بها وضع الخطوط الأولى للانقسام المذهبي كان يمكن السيطرة عليها بطرق شتى لو كانت القضية فعلا غير مبيتة من قبل قوات الاحتلال والأحزاب المندكة بمشروع التقسيم.
أن ابقاء الحدود العراقية مفتوحة بدون أي رقابة كانت دعوة رسمية من قبل حكومة الولايات المتحدة الأميركية لدخول الذباحين إلى العراق وقد تحقق من وراء ذلك الانقسام المذهبي ولان المشروع كان تقسيميا ويعود لعقود خلت فقد كانت الحاجة لخلق الصراع بشتى السبل ولو ربطنا حوادث بعينها لاتضح أن قوى القتل كلها ملكية اميركية غير مسجلة...ضرب البيرق في مدينة الثورة وخلق مقدمات معركة النجف ...عدم إغلاق الحدود...ضخ المزيد من السيارات في الشارع العراقي...ارسال مجندين عراقيين للقتال في الفلوجة...التناقض في التعامل مع المقبوض عليهم من المجرمين...عدم التعامل بحزم مع الدول التي تنطلق من أراضيها عمليات الاعداد للهجمات الارهابية...
شجع الأميركيون بطرق لاتدينهم نمو الوضع الحالي وحيث كان الاعتقاد أنهم في حرب مع الإرهاب كانوا يتصرفون بذكاء مفرط وبحسابات دقيقة لخلق فوضى مسيطر عليها في العراق تبقيهم جزر مخضرة وسط حريق هائل وقد نجحوا .
استبق الأميركيون ظهور اخطر مايهددهم وهو موقف عراقي موحد من الاحتلال سواء كان سلميا أو مسلحا ونقلوا المعركة إلى ساحة الخصم وجعلوا من التقسيم حلا وحيدا بل مطلبا وواقعا وهذا هو الاهم وعليه يشتغلون إلى أخر الامد ؟
الخطوات التي تؤسس لبعضها تتلاحق...
أسلحة دمار شامل
تحقيق الديموقراطية
الحرب الأهلية
التقسيم
تمنع كل خطوة من الالتفات لماسبقتها ...في عهد الانكليز نست الناس انه قبل الوهابية كان في جزيرة العرب دين اسمه الدين الإسلامي يحرم القتل وفي عهد الاميركان سينسى الناس أن جامع ابن تيمية كان اسمه جامع أم الطبول وان العراق لم تكن فيه إلا عددا متهالكا من السيارات لاتصلح اداة لمعركة التفخيخ وستنسى الناس أن العراق لم تكن فيه ميليشيات ولا جيوش من أي نوع عدا جيش نظامي ملك للدولة وجيش القدس ملك للسلطة وكان ممقوتا مدانا تجر الناس إليه سحلا وستنسى الناس أيضا أن العراق لم تكن فيه مشكلة امنية ولا مشكلة طائفية إنما مشكلة سياسية ومانحن بصدده أن الناس ستنسى أن العراق كان بلدا موحدا وعضوا في الامم المتحدة ومؤثر بمحيطه الاقليمي وان كانت فيه مشكلة حقيقة على صعيد تداول السلطة وهي مشكلة مزمنة تكاد تدمغ كل تاريخ الشرق.
قتلت كلمة الجهاد واصبح لها معنى بشعا في اذهان المسلمين أنفسهم والتحقت بها كلمة المقاومة وأيضا كلمة الانقاذ وكلمة الخلاص وكلمة التحرير لقد افرغ الأميركيون جعبة الشعوب حتى من الكلمات...
بدون أي مصطلح نعرف أن من حق الشعوب أن تدافع عن وجودها وعن اوطانها وعند المسلمين مصطلح اسمه جهاد العين وجهاد الكفاية والاخير يسقط عن البعض أن مارسه بعض إما العين فهو يعني ادوار الناس بدون استثناء ولايسقط عن احد وهذا الأخير به الحفاظ على وحدة العراق وافشال المشروع الأميركي.
المفكرون والكتاب والادباء وحملة القلم هم عيون الأمة ويفترض أن يعلنوا حالة الطوارئ مؤجلين كل اعمالهم ومشاريعهم لما بعد تحقيق هدف الحفاظ على وحدة العراق.
لقد خبطها الأميركيون فليشربوا كدرها ...إنها ادوارنا...لنتحرك ولنحرك ولنكن حطبها أن كنا أصحاب وطن ...
لقد بقيت من آل الحكيم جذوة تتمثل بسيد يوسف وهذا للعلم هو الشق العراقي من الفرع الحكيمي وهو من أم عراقية على خلاف القرش الأسود عزيز الحكيم عراب المشروع التقسيمي من الام اللبنانية ويفترض بسيد يوسف أن يقول كلمته بما يفعله أخيه وحزب أخيه تحت راية الاحتلال ومثل سيد يوسف فان السيستاني لابد أن يقول كلمته ازاء قضية تقسيم العراق.
للفتيا اوان وهذا اوان الإفتاء بحرمة الاشتراك بأي عمل يؤدي لتقسيم العراق ...
معدة القوى العظمى كبيرة بإمكانها هضم مانعتقده عسيرا على الهضم ...لقد جاؤا لتقسيم العراق ...وجهاد العين لو تامل المرجع به قليلا لوجد أن هذا اوانه قبل أن نصبح نسيا منسيا وقبلنا حدث هذا لغيرنا...
وصلنا إلى الاسوء تحت الاحتلال ...ليس أسوء من أن تكون محتلا...انسحاب أميركي سيكشف القتلة على حقيقتهم...سنعرف من يقتل من...سنعرف بأي وضع وطني نحن...أيا كان ما نصل إليه بعد الجلاء لن يكون أسوء مما نحن فيه ...ليس من قعر ابعد لجهنم التي هوينا بها بوجود الاحتلال ...لن نقول دعونا نجرب أن نكون دولة مستقلة فهذا قمة العار ...أن هذا حق الشعوب وهي حرة بتحديد مصيرها ...
للقوى العظمى حججها دائما في احتلال البلدان الأخرى...إما أن يكون الهدف سافرا...وبهذا الوضوح ...تقسيم بلد موحد...فاي احتقار يكنونه لشعب العراق...