وصف تمر رمضان محافظ دهوك، الوجود الأمني المكثف في شوارع مدينته، بانه من اجل المحافظة على الأمن والامان. وقال الاسبوع الماضي في لقاء مع «الشرق الأوسط»، وعدد محدود من ممثلي الصحافة العربية، ان هناك معلومات امنية تلقاها عن محاولة للارهابيين التسلل من الموصل القريبة الى مدينته. ونفى ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، ان تكون الاجراءات الأمنية حماية لموكبه في طريقه من منزله الى مقر المحافظة، وقال انه رجل عسكري من قيادات البيشمركة تربي على الايمان بالقضاء والقدر. وفي معظم الاحوال يتنقل رمضان بين عدد قليل من حراسه، حتى اذا ما لحقه اذى يكون الضرر اقل ما يمكن بين رجاله. وقال ان الخوف هو من السيارات المفخخة القادمة من الموصل القريبة، لانها ستحصد ارواح الابرياء من نساء واطفال. واضاف ان مدينته لم تتعرض لأي فعل ارهابي منذ اكثر من عام. واشار الى ان تضاريس دهوك الجغرافية تساعد على ضبط السيارات المشبوهة من الموصل او خارج الحدود. وكشف عن وجود نقاط امنية من عناصر الأمن «أسايش» والبيشمركة سرية وعلنية في الشوارع وحتى داخل التجمعات، لاقتفاء اثر المشبوهين.
وكشف رمضان عن هجرة عدد كبير من العوائل العربية الى مدينة دهوك، جاءت تبحث عن واحة الامن والامان والاستقرار في مدينته. واوضح توجد على الاقل 3 الاف عائلة عربية نزحت الى دهوك وأدى ذلك الى ارتفاع اسعار الايجارات. وقال ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، عن حشود تركية على حدود دهوك واربيل، بزعم مكافحة الارهاب، ان قرية كردية قصفت من قبل القوات التركية منذ نحو 3 اسابيع، بزعم وجود عناصر من حزب العمال الكردستاني فيها، واعتذر الاتراك عن الحادث. وقال ان القوات التركية الموجودة داخل الاراضي الكردية، جاءت من اجل ضبط الحدود، ضمن اتفاق سابق مع الرئيس المخلوع صدام حسين، مشيرا الى ان وجود القوات التركية داخل اراضي كردستان يضايق المواطنين، «وقد طلبنا في اكثر من مناسبة انسحاب القوات التركية من داخل كردستان، الا ان قوات التحالف لا تساعدنا في هذا الطلب». وشاهدت «الشرق الأوسط» قطعات تركية بالقرب من قرية كاني ماسي ومطار بامرني. وتحدث المحافظ عن خطط جادة لجذب المستثمرين نحو المجال السياحي، لما تتمتع به مناطق الاقليم من مناظر طبيعية خلابة. ومن جهة اخرى تحدث مسؤولون في محافظة دهوك عن دفع حكومة اقليم كردستان لنحو 6 مليارات دولار سنويا للجانب التركي مقابل النفط الخام عبر ممر ابراهيم الخليل الحدودي، فيما تدفع محافظة دهوك نحو 12 مليون دولار، مقابل تزويدها بالكهرباء. ورغم التطور الواضح في جميع مناحي الحياه في دهوك، الا ان هناك الكثير من المعوقات التي القى تمر رمضان الضوء عليها بكلمات منتقاة وبهدوء شديد يعبر عن شخصيته، منها مشكلة نقص الكهرباء والبطالة في اوساط الشباب وغلاء الاسعار. وتحدث كذلك عن مشكلة المرحلين والعائدين الى القرى الكردية بعد سنوات التغريب، حيث اراد صدام تشتيت الهوية الكردية، وتحدث عن تلك المشكلة باستفاضة نائبه الاشوري المحامي شليمون كوركيس. وزارت «الشرق الأوسط» عددا من القرى الكردية مثل كاني ماسي، وبعشيقة، وقرقوش، وسرسنك، وداودية وفيش خابور، والقوش التي بها كنيسة كلدانية كبيرة تأسست عام 1858 في زمن الانبا اليشاع الدهوكي، وتحمل اسم « السيدة مريم العذراء حافظة الزروع». واحتلت قوات صدام كنيسة السيدة مريم العذراء، خلال سنوات الحرب العراقية حتى عام 1991. ومن جهته قال القس فادي ايشو حنا لـ«الشرق الأوسط»، ان هناك عوائل عربية اسلامية ستأتي الى القوش بعد نهاية فترة الامتحانات. والقس حنا درس في الفاتيكان ما بين 1991 و1995، وحصل على ماجستير في اللاهوت عام 1999. وقال انه شخصيا يشعر في القوش بالامان التام. مشيرا الى انه خدم في الموصل قبل نقله الى القوش التي تعتبر الحد الفاصل بين كردستان والحكومة المركزية. وكشف انه خلال فترة عمله في كنيسة مار جرجيس في الموصل تلقى تهديدات بالاختطاف وتفجير مطرانيته، ما لم يدفع 10 الاف دولار. وتحدث المحامي شليمون كوركيس نائب محافظ دهوك عن منح مالية للعائدين من حكومة كردستان تقدر بـ10 الاف دولار لكل عائلة، بالاضافة الى قطعة ارض لبناء منزل عليها. وقال شليمون كوركيس، ان بعض القرى الكردية تعاني من الفقر والاهمال ولا يوجد دعم من الخارج باستثناء مساعدات حكومة الاقليم. واشار الى ان العوائل العربية تستهدف قرى كردستان في الاجازات، مشيرا الى ان العوائل المسيحية تجيء نحو القرى المسيحية للاستقرار فيها. واوضح ان العوائل النازحة من بغداد والموصل مثلا الى القوش، لا تستطيع بناء منازل لها في تلك القرية بسبب عدم الحصول على ترخيص بناء في الموصل. وتعرفت «الشرق الأوسط» على عدد من الاشوريين جاءوا من استراليا وكندا وبريطانيا للاستقرار في قرى دهوك، بعد ان عاد اليها الامن والاستقرار. وفي قرية بعشيقة التابعة للموصل التقت «الشرق الأوسط» بمدير ناحيتها ذنون يونس، الذي اكد استقرار الحالة الامنية، الا انه اشار الى مشاكل مزمنة للبطالة وغلاء المعيشة ونقص التمويل اللازم لتطوير المشاريع الانمائية في ناحيته الادارية. وقال ان المستوصفات الطبية في القرى الكردية، شبه مهجورة وان اقرب مستشفى لبعشيقة تقع في الموصل او دهوك، ولان الموصل منطقة غير آمنة فان المرضي يتكبدون مشقة السفر للذهاب الى دهوك.