النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    1,538

    افتراضي جريمة الطالباني بحق الكورد

    جريمة الطالباني بحق الكورد



    من اطلع على مجريات الازمة الوزارية التي انتهت بتنازل الجعفري تحت الضغط المتواصل يدرك بجلاء ان الراس المدبر لعملية الاطاحة بالجعفري هو الطالباني ،ولا يحتاج المراقب الى كثير من الجهد ليعرف ان الطالباني انما فعل ذلك تلبية لرغبة امريكية، فالرئيس بوش لم يترك مجالا للتحليل والتاويل عندما اتصل بالسيد عزيز الحكيم معربا عن عدم رغبته رؤية الجعفري رئيسا للوزراء، الامر الذي كشف عنه جواد تقي علنا على الفضائيات.



    ولا اريد ان احلل موقف الحكيم هذا ومدى الحكمة التي ينطوي عليها ، فهذا متروك للائتلاف نفسه ليقيّمه وسيرى الجميع يوما ما آثار تلك الخطة (الامريكية الطالبانية الحكيمية) على العراق عامة والكورد خاصة، وهو ما اريد ان اسجله هنا للتاريخ ولتنبيه الشعب الكوردي على عمق جريمة الطالباني بحقه.

    لقد دق الطالباني بتلك العملية اسفينا في التحالف الكردي الشيعي والذي كان ركيزة مهمة من ركائز نضال الشعب الكوردي للتخلص من الدكتاتورية والسعي لنيل الحكم الذاتي لكردستان العراق والذي يشكل(وبصراحة) مقدمة ضرورية لتحقيق الدولة الكوردية التي تضم كل كورد الشرق الاوسط وهو الحلم الذي يراودهم جميعا منذ حقب طويلة .

    وقد برر الطالباني عملية اسقاط الجعفري بانها خدمة كبيرة للشعب الكوردي لانها وضعت قيودا على اي رئيس وزراء قادم بحيث لا يستطيع ان ينفرد باتخاذ اي قرار ، إذ ان العملية (وما صاحبها من اتفاقات قبل تنحي الجعفري) ادت الى تقسيم صلاحيات رئيس الوزراء بين مجموعة من اللجان التي تضم مثلين عن اغلب الكتل السياسية، وبذلك اصبحت الحكومة المركزية في بغداد عاجزة عن اتخاذ اي اجراء قوي وهو الضعف الذي يصب في مصلحة الكورد.وبهذا التحليل الساذج تمكن طالباني من تضليل بعض القيادات الكوردية التي ارتاحت لهذا "الانجاز السياسي الكبير" حسب ما فهمته.

    لكن التفكير الصحيح هو ان فقدان رئيس وزراء شيعي قوي يعتبر خسارة للكورد انفسهم، لان الشيعة لم يغدروا بالكرد يوما ما، واذا كان للكورد ان يطمئنوا لحليف ستراتيجي في عراق ديمقراطي فلن يجد افضل من الشيعة، وعليهم ان يحتفظوا بقوة هذا المركز لينفعهم في تشكيل اغلبية مريحة. لكن اضعاف مركز رئيس الوزراء( الذي يحتله الشيعة عادة) قد ترك في الذاكرة الشيعية انطباعا عن خيانة الكورد لحلفائهم التاريخيين، وانهى عقودا من التحالف المثمر والتعاون الفعال بين اكبر ضحيتين لعصور الدكتاتورية (الكورد والشيعة) الامر الذي سوف يحتاجه الكورد يوما فلا يحصلون عليه.فالسنة لا يمكن باي حال من الاحوال ان يوافقوا (وان لانوا موقتا)على الفيدرالية لانهم مرتبطون بالنظام العربي السني مباشرةً, وعن طريقه بالولايات المتحدة التي يرعى مصالحَها السنةُ العرب في الخليج والاردن ومصر والمغرب العربي, ولانهم يشكلون الواجهة أو الأداة الرافعة لاي فعل امريكي ضد ايران، وما حرب صدام على ايران ببعيدة عن الاذهان.



    ان مصلحة امريكا مع النظام العربي السني اقوى بكثيير من مصلحتها الفعلية مع الشعب الكوردي، ولا يمكن ان تفرط برضا الدول العربية لسواد عيون الكورد ، وما هذا التحالف الامريكي مع شعبنا الا ضرورة مرحلية سوف تنتهي باعادة تسليم الحكم(او حصة كبيرة منه) الى السنة الذين مارسوا بكفاءة لعبة المقاومة لابتزاز امريكا سياسيا ولاقناعها بأن الشيعة ليسوا هم الذراع المناسب لاية مواجهة مع ايران، هذه المواجهة التي اثبتت احداث الملف النووي الايراني عدم استغناء امريكا عنها.

    اما الشيعة فمن الممكمن ابعادهم عن ايران بتخويفهم بالتلويح بتهمة العمالة لها( وما أسهل تخويف الشيعي من تهمة ايران، وما اسرع استجابته له)، ويكفي هذا التخويف في تحقيق الابتعاد عنها(علىخلاف السنة الذين لا يستحون ولا يخافون من اي علاقة مع امريكا في كل الدول العربية)، لكن هذا الابتعاد الشيعي عن ايران لا يصل الى حد الاستعداد لشن الحرب عليها كما فعلت أغلب الانظمة العربية بقيادة عراق صدام في حرب الخليج الاولى.

    وقد ادركت الولايات المتحدة هذه الحقيقة ففتحت الطريق واسعا امام السنة بعد ان تلقت تطمينات سرية (عن طريق وسطاء عرب) وعلنية ( اقربها تصريح ايهم السامرائي) بأن المقاومة العراقية لا تستهدف في النهاية القوات الامركية بل النفوذ الايراني.



    كل هذه المعطيات جعلت امريكا ترجح كفة السنة وتعطيهم امتيازات لم يحصلوا عليها بالانتخابات، لكي يصلوا الى مركز القرار في العراق، انهاءا للعمليات الارهابية التي اضرت بسمعة امريكا، و استعدادا لمواجهة ايران اذا تطلب الامر، أو لوضع سدّ عربي سني امامها كاجراء احتياطي دائم.

    ان الثمن الذي قبضته القوى السنية لم يكن التمدد في مركز القرار العراقي فقط، بل هناك دلائل على تطمينات امريكية للسنة في المنطقة بالحيلولة دون قيام الفدرالية، وهو ما يلتقي فيه النظام العربي مع تركيا (الحليف الامريكي الاقوى الذي لا تريد امريكا أن تخسره). ولا ينبغي ان ننسى ان الخطة العسكرية لاسقاط صدام تغيرت بالكامل لاجل ارضاء تركيا، وأن تركيا لا يمكن ان تتساهل في تمدد كورد العراق او في حصولهم على امتيازات سياسية مهمة لانها تخشى سراية العدوى لكورد تركيا، وهو ما تفهمه امريكا جيدا، وتحترمه.

    لذا سيجد الكورد في العراق يوما انفسهم بلا حليف دولي أو اقليمي، فلا توجد مصلحة لاي من دول المنطقة في قيام كيان سياسي كوردي،وأمريكا لا تريد ان تخسر عرب المنطقة وتركيا من اجل ارضاء الاكراد الذين لم تعد اليهم حاجة بعد سقوط صدام وتحجيم الشيعة, ..وسنة العراق لا يشعرون أن الاسلام الذي يربطهم بالشعب الكوردي المسلم اقوى من المكاسب السلطوية التي تربطهم بالنظام الاامريكي النصراني، ولا الرابطة الدينية أو المذهبية أقوى من العصبية القومية ، وتركيا مستعدة لاجتياح شمال العراق عند الضرورة، وايران تقدم مصالحها الامنية على مبادئ الاخوة الكوردية الايرانية(في العنصر الآري)، وقد تدخل مع امريكا في تسوية سلمية يكون الكورد فيها كبش فداء(ضمن صفقة امريكية ايرانية حول الملف النووي، أوبتعاون ايران مع سوريا وتركيا وهي الدول التي تملك موقفا مشتركا من المسألة الكوردية، ولها لقاءات تنسيق دوري مستمر في هذا الشأن)، وعندها سوف لن يجد الكورد قوة شيعية تتحالف معهم لتشكل ثقلا جبهويا يقف معهم في المساحة الوحيدة المتبقية لهم وذكرى خيانة جلال الطالباني(في اسقاط الجعفري) ماثلة في الاذهان.

    والآن هل عرفتم أية جريمة ارتكب الطالباني بحق الشعب الكوردي؟



    شيرزاد عثمان

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    DEARBORN
    المشاركات
    1,421

    افتراضي

    السلام عليكم

    أعتقد بإن جرائم الطالباني هي أكثر وأكبر من أن تنحصر بظلمه للاكراد فقط ..
    فمن شيمه الاساسية الغدر .. نعم الغدر وماضيه وحاضره يشهدان على هذا القول
    ومكانه الصحيح ليس في رئاسة العراق .. بل من المفروض أن يكون في السجن الان .. عقابا له على الكثير من الجرائم
    التي إرتكبها بحق الكورد وبحق بقية العراقيين ..
    لايوجد أي مشكلة من أن تكون الرئاسة لعراقي كوردي .. لكن المشكلة تكمن في الطالباني فقط .. فهو لايصلح لهذا المنصب على الاطلاق .. لان وظيفته
    كانت .. ولازالت .. هي خلق المشاكل .. سواء في الشمال مع غريمه البرزاني .. أو في بغداد مع القادة السياسيين ..

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني