دان رئيس الجمهورية جلال طالباني، الجريمة النكراء التي راح ضحيتها عشرين مواطنا قرب بلدة العظيم، وطالب الأجهزة المعنية باتخاذ كافة الإجراءات لمعاقبة الارهابيين الجناة، وجاء في بيان بهذا الشأن:"ارتكب الإرهابيون التكفيريون جريمة دموية نكراء ستظل وصمة عار على جباههم و لطخة على كل من يواليهم أو يهادنهم. فقد قتلوا عشرين مواطناً قرب بلدة العظيم، بينهم طلبة يؤدون امتحاناتهم و شيوخ عجزة و أطفال أبرياء، ليس لذنب اقترفوه إلا لكونهم من أهل الشيعة أو من أبناء القومية التركمانية".
وتابع البيان "مما يزيد من فداحة هذا العمل الجبان أن مقترفيه جاهروا باستهدافهم أشخاصا من طائفة معينة واثنية محددة، و ذلك تأكيداً لولوغهم في جريمة إبادة طائفية – عرقية.
ولا بد لرجال السياسة وعلماء الدين وحملة الأقلام أن يدينوا هذه وغيرها من الجرائم التي يدفع مرتكبوها نحو إثارة الفتن والاحتراب و دفع البلاد نحو حرب أهلية مدمرة.
الجريمة البشعة التي ارتكبت صباح الاحد ادت الى مقتل 21 طالباً كانوا متوجهين لاداء الامتحانات في بعقوبة مركز محافظة ديالى، وأفاد أحد الناجين من مجزرة العظيم "أن معظم ضحايا العملية الإرهابية كانوا من الطلبة وهم في طريقهم من ناحية (قرتبة) الى بعقوبة لأداء الإمتحانات النهائية للعام الدراسي الجاري، وأنهم تعرضوا لكمين لجماعة إرهابية قرب قرية (عين ليلى) على الطريق الواصل بين بعقوبة وبغداد".
ونقلت وكالة اكي الايطالية عن حقي اسماعيل الذي هو أحد الناجين من المجزرة قوله: "كنا في ثلاث سيارات نقل من نوع كيا، وما أن وصلنا الى قرب العظيم بحدود الساعة السابعة صباحا حتى اعترضتنا سيارة تقل عددا من الإرهابيين الملثمين يقدر عددهم بـ 15 مسلحا يحملون بنادق كلاشينكوف ورشاشات (بي.كي.سي)، حيث أنزلونا من السيارات الثلاث ووجهوا أسلحتهم نحونا، وعندما صرخنا بهم أننا مسلمون مثلكم، أجابونا، ونحن نقتلكم باسم الإسلام، ثم صوبوا نيرانهم نحونا فقتل 21 من الطلبة معظمهم من الأكراد والتركمان وبينهم عدد من الشيعة الذين فروا من مناطقهم السابقة بسبب الأوضاع الأمنية".
وقال حقي اسماعيل الذي يرقد حاليا في مستشفى السليمانية لتلقي العلاج من إصابة في الرأس "عندما أطلقوا النار علينا لم أشعر الا بحرارة في جسمي ففقدت الوعي تماما، واستيقظت وأنا راقد في المستشفى".
وأضاف "في البداية فرقوا الراكبين، حيث أخذوا أربعة من السنة وقتلوا البقية، وبعد فترة وجيزة أطلق الإرهابيون سراح ثلاثة من السنة وأبقوا على الأخير".
وبحسب مصادر مطلعة فان السلطات الأمنية الكردية اعتقلت هؤلاء الثلاثة للتحقيق معهم للاشتباه بوجود دور لهم في العملية، باعتبار المجزرة طالت الأكراد والشيعة والتركمان من دونهم.
وكانت وزارة داخلية إقليم كردستان قد أصدرت بيانا استنكرت فيه الحادث، وتوعدت بملاحقة الجناة، فيما أرسل الرئيس العراقي جلال طالباني ممثلا شخصيا عنه للمشاركة في مراسيم عزاء الطلبة الضحايا.
يشار الى أن ناحية قرتبة هي إحدى المناطق المنزوعة عن حدود إقليم كردستان يطالب الأكراد باعادة ربطها بحدود الإقليم وهي ذات غالبية كردية وفيها مقرات تنظيمية عديدة للأحزاب الكردستانية.