لابد لنا من الاشارة الى ان مبادرة المصالحة الوطنية كانت احدى شروط القوى التي رفضت دخول العملية السياسية وماتحقق اليوم من خلال اعلان السيد رئيس الوزراء يعتبر انجازا سياسيا لهم!!!
وهذا ما يتبادر الى الذهن من ابناء المقابر الجماعية التي كانت بانتظار معاقبة من أساء الى العراق الجديد ولكن بعد تفحص كلام السيد رئيس الوزراء في مؤتمره الصحفي من أن المبادرة ستشمل فقط من لم تتلوث يداه بدماء العراقيين ومن لم تثبت ادانته من القضاء العراقي وعدم توفر الادلة الكافية لتقديمه الى المحاكمة لنيل جزاءه قد نتأمل قليلا بحكمنا ووجهة نظرنا.
جاءت مبادرة رئيس الحكومة العراقية بعد ان وعد العراقيين بمصالحة وطنية بعد تشكيل حكومة وطنية وجدد وعده اثناء المؤتمر الصحفي مع رئيس الكونغرس الامريكي ليؤكد أن رئيس الوزراء لكل العراقيين وليس لجهة واحدة وان الحكومة هي حكومة الكل وليبرهن للمشتركين في الحكومة أنه جاد في طريق المصالحة وقد وفى بالتزامه باصدار أوامره باطلاق سراح حوالي 2000 معتقل قيد التحقيق الجنائي كمبادرة وطنية وأبوية من رئيس الحكومة
هذه المبادرة الشجاعة تعبر عن حرص رئيس الوزراء من فتح كل الابواب بوجه العملية السلمية ولغلق أفواه المشككين ممن اصبح لهم قدما في الحكومة ومازالوا محتفظين بالقدم الاخرى خارجها
والسؤال الذي يتبادر الى الذهن من المستفيد من هذه المبادرة؟ وقبل الاجابة لابد من التوضيح بان العمل السياسي بحاجة الى تقديم بعض التنازلات هنا لاكتساب فوائد هناك ،خصوصا ان وضع العراق الشائك والمعقد بوجود الضغوط والتدخلات الامريكية في كل صغيررة وكبيرة يدعونا الى التأمل وعدم الاسراع في اطلاق الاحكام على سياسينا في اية خطوة يتخذوها ولنرى المستفيدين من هذه المبادرة
اولا:في اللحظة الانية تكون جبهة التوافق (السنية)قد نجحت في الايفاء بوعودها من خلال طارق الهاشمي وسلام الزوبعي اللذان كررا مررا وعودهما باطلاق سراح المعتقلين
ثانيا:السفير زلماي زاد الذي يرى في مشروعه بوادر النجاح في جعل الحكومة متعددة الاطراف وان المشكلة عراقية -عراقية وبذلك تنخفض الهجمات المسلحة ضد القوات الامريكية بمشاركة المعارضين للعملية السياسية في السلطة بحكومة وحدة وطنية يكون لكل طيف عراقي ثلث الحكم!!!!!!!!
ثالثا:الائتلاف العراقي من خلال رئيس الوزراء يبرهن مرة اُخرى انه لاينحى المنحى الطائفي باستلامه الحكم وانه يعمل لكل العراقيين وان روح (الابوة)هو المنهج السائد في التعامل
وبهذه المبادرة يكون رئيس الوزراء قد اغلق باب المشككين الطائفيين وفتح صفحة جديدة في العراق الجديد ولتكون الحكومة طرفا أو فريقا واحدا لا أطراف متعددة
وقد تكون هذه المبادرة الحد الفاصل بين من يدعي حرصه على العراق وبين الارهابين
وان على الاطراف الاخرى الالتزام بما اُتفق عليه لان رئيس الحكومة قد أدى ما عليه وعلى الاخرين العمل بما هو مقرر ،
وبهذه المبادرة يكون رئيس الحكومة قد نزع احدى فتائل الفتن التي يثيرها المشككون ضد الائتلاف وحكومته
وبالنظر الى ايحاءات رئيس الوزراء للشروط التي وضعها لاطلاق سراح المعتقلين قد نجد بوادر هذه المبادرة على المدى القادم من الايام
ويبقى السؤال الذي طرحته كعنوان للمقال هل يف الابناء ؟ أم إن العقوق هو الديدن