سلام عليكم
يرجى قراءة هذا الموضوع المكتوب من قبل داود البصري :

حسن نصر الله... والوصاية على شيعة العراق ؟

داود البصري
dawoodalbasri@hotmail.com

مايدور في عالمنا العربي اليوم من أمور وتحركات وتربيطات لاتثير العجب والتساؤل فقط ، بل تستنفر كل المحفزات الإنسانية ، وتثير أكثر الأعصاب هدوءا ، وتستفز أبرد الهادئين ! خصوصا وأن الفزعة الشاملة لإنقاذ صدام ومحاولة تعويم نظامه الساقط المنهار لاتأتي من الأطراف الإرتزاقية المعروفة تاريخيا وشعبيا بإرتباطها بمن يدفع أكثر ؟ بل أنها إستطالت وتشعبت لتشمل من كنا نعتقدهم حلفاء طبيعيين للشعب العراقي وإذا بنا نفاجأ في ربع الساعة الأخير من عمر النظام بإنقلاب المعادلات وتغيير التحالفات وبطرق تتعدى الذرائع والمبررات الميكافيلية بكثير؟ ولقد تعمدت الصمت والمراقبة طيلة الأيام الماضية وأنا أتابع تلكم التصريحات المحمومة للسيد حسن نصر الله زعيم الطبعة العربية لحزب خدا الإيراني وهو يتعهد لوفد النقابات والمنظمات الشعبية الأردني الذي يضم عناصرا إرتزاقية مرتبطة بصدام وأجهزته الإستخبارية وعلى رأسهم المرتزق المسعور وناكر الجميل ليث شبيلات والعميل البعثي هاني الخصاونة وبقية جوقة الحمارنة والحصاونة والبغالنة في الساحة الأردنية ؟؟ فلقد تعهد السيد اللبناني نصر الله لهذه الجماعات الإرتزاقية التي أمته طلبا للنصرة والمشورة ! من أنه سيمنع نعم سيمنع شيعة العراق عبر الضغط على المجلس الأعلى من التماشي مع المخططات الأميركية ؟؟ كما تعهد بأنه سيضغط نعم سيضغط على إيران من أجل أن تضغط بدورها على المعارضة الشيعية الموجودة هناك ؟؟؟ ترى ماهي مصلحة حسن نصر الله من كل ذلك ؟ وهل أن وقوف شيعة العراق موقفا حياديا من النظام العراقي سيخدم قضية الشيعة المستقبلية ويساهم في حل المشكلة الطائفية ؟ ثم وفق أي منطق يتصرف نصر الله وهو ينصب نفسه وصيا على جماعات سياسية ودينية عريقة تتجاوز إمكانياته بكثير ؟ وماهي الصورة والصفة الشرعية التي يمثلها نصر الله وهو يهب الوعود والعهود لمرتزقة الأردن ؟ ألا ينطبق عليه القول من أن من لايملك قد أعطى من لايستحق ؟؟! أي أن نصر الله لايملك القرار العراقي لاشيعيا ولاسنيا ولاإسلاميا وإن قوته التي مصدرها الدعم الإيراني عبر الدولارات الإسلامية المباركة والتغطية السياسية والإستخبارية التي يوفرها له الحكم السوري لاتصل لحد تقرير مصير العراقيين ، وإذا كانت قناة المنار الفضائية التابعة لحزبه قد تجاوزت حدودا خطيرة في إساءتها للعراقيين والوقوف بشكل صريح لجانب نظام صدام فإن تعهداته التي لاقيمة لها لمرتزقة الأردن تعني الكثير والكثير جدا ؟ ولايحاول أحد إبتزازنا بحكاية الصراع والنضال ضد إسرائيل رجاءا ؟ فهذه إسطوانة مشروخة لن ترهبنا وتجعلنا نخشى التصدي لممارسات لاتعطي لصاحبها حصانة وعصمة من النقد فمن يتجاوز حجمه علينا تذكيره به ؟
لقد كنت أتمنى فعلا لو أن أحزاب المعارضة العراقية قد تصدت لما طرحه وتعهد به حسن نصر الله لمرتزقة الأردن ولكن يبدو أن المعارضة لاتحب الصداع بعد أن إختلفت على جنس الملائكة وعلى مكان عقد المؤتمر القادم والذي أقترح عليهم أن يكون في (بوركينا فاسو ) حتى يرضى الجميع ولايزعل علينا السيد حسن نصر الله المشغول هذه الأيام بعقد الوصاية على شيعة العراق ؟
ترى مارأي جماعة إعلان شيعة العراق ؟