 |
-
الشهيد الصّـدر الأول .. ومظلومية العهد القديم والجديد !!
الشهيد الصّـدر الأول .. ومظلومية العهد القديم والجديد !!
بقلم / أحمد رضــا المؤمن
لا أرى حاجة في الكتابة ولو قليلاً عن شخصية المفكر الخالد المرجع الديني الشهيد البطل آية الله العظمى السيّد مُحمّد باقر الصّدر ( رض ) ، فهو وكما يُعبرون أشهر من نار على علم .
ولكنني بحاجة للكثير من الكلام عندما يكون الحديث حول مظلومية هذا الرجل في أثناء حياته وبعد شهادته ، إذ أن مظلومية هذا الرجل لا تزال مُستمرة وبشكل فضيع حتى بعد أن سقط صنم بغداد الطاغية صدام الهدام وفي أكثر من ناحية .
فمن يتصور بعد كُل هذه السنوات من حُرية التعبير التي أنعم الله بها علينا أن نرى ضريحاً مُتواضعاً في مكان نائي لا يتناسب مع مكانة هذا الرجل العظيم !!
جُثمانه نقلت أكثر من مرة خوفاً عليها من حقد الصداميين حتى إستقر بها الحال إلى مكانها الحالي في مقبرة كُلما رأيتها إرتد طرفي مليئاً بالحسرة على أبا جعفر .. أبا العراقيين .. أبا الأحرار .. مُعلم الثوار .. مُفجر الثورة والصحوة الإسلامية في العراق ..
أيُعقل أن يكون هذا قبره ؟! أيُعقل أن يتأخر بناءه كُل ذلك الوقت ؟؟!
لا أدري لماذا تذكرت ضريح المرجع المجاهد آية الله العظمى السيّد روح الموسوي الخميني ( رض ) في طهران عندما وجدته قطعة من الجنان ( ولا زال بناؤه لم يكتمل ) وكانت مساحته تفوق مساحة ضريح الإمام أمير المؤمنين ( ع ) في النجف الأشرف !!
ربما لأنني قارنت وفاء الشعب الإيراني فوجدتهُ جميلاً مع قائدهم ومؤسس دولتهم العتيدة ولم أجد شيئاً من ذلك الوفاء أو بعضه في العراق وللأسف الشديد تجاه شهيدنا الخالد السيد أبو جعفر ( رض ) ..
وللأمانة فإن الشعب العراقي عموماً والشيعة خصوصاً لا ينقصهم ( جزاهم الله خير جزاء المحسنين ) شيئاً من الوفاء والمحبة والعرفان تجاه هذا الرجل العظيم وحقه علينا ولكن التقصير كُل التقصير للأسف الشديد من قبل الأحزاب والتيارات الإسلامية سيما تلك التي تدعي وراثة أو إمتداد فكرهُ ونهجه .
ويهمني جداً أن أقرع ( للتذكير ) في أذن السادة المسؤولين في المجلس الأعلى والتيار الصدري وحزب الدعوة وبقية من يقول بالسير على نهج وفكر السيد أبو جعفر بأن يلتفتوا سريعاً إلى تقصيرهم تجاه هذا ضريح هذا الرجل العظيم والحاجة إلى إعادة النظر تجاه الوضع الحالي للضريح وما هو عليه من بساطة البناء والمساحة ( بالمقارنة مع شخصيته التي ملأت أفكارها بيت كُل مؤمنين العراق ) وكذلك بطء الإنجاز في البناء وقلة الخدمات ولاسيما مشكلة المواصلات وصعوبة الوصول إلى الضريح إلاّ بسيارات الأجرة ( التاكسي ) وضعف دعم الدولة ولا أقول الحكومة لأنه رمز يفتخر به كل عراقي شريف ولا يقتصر ذلك على حكومة دون أخرى رغم مرور سنوات على زوال كابوس الطاغوت الصدامي البعثي البغيض .
وفاءً لدماء السيد أبا جعفر .. وفاءً لدماء العلوية بنت الهدى .. وفاءً للدماء الزاكيات الطاهرة المسفوكة على طريقهما والتي أريقت في محراب الشهادة والحياة والكرامة الأبدية وفي معبد الحرية الحسينية التي من أبرز معالمها الوقوف والبروز بوجه الظلم والطغيان بشجاعة وإباء فكان وقوف الشهيد الصّدر الأول بوجه الطاغية الجرذ صدام الهدام هو تجسيد وتجديد لتلك الوقفة الخالدة لجده الإمام الحسين ( ع ) بوجه طاغية زمانه يزيد بن معاوية بن أبو سفيان سليل الفسق والفجور .
حري بنا نحن العراقيون .. أبناء الشهيدين الصّدرين والشهيد الحكيم .. حري بنا نحن ( الإسلاميين ) .. نحن الأحرار تحت أي مُسمّى .. حري بنا أن نكون على قدر عالي من الوفاء والمسؤولية في تقديرنا وإجلالنا لشهدائنا .. فإن الأمة إذا لم تكن وفية لشهداءها ونهجهم ( بمايليق ) فهي أمة لا تستحق الحياة . والحمد لله رب العالمين .
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |