ربقلم: اسعد راشد
ظاهرة القصف بالهاونات صارت تشكل احد ابرز مخطط التطهير الطائفي الذي بدأ ومنذ تدمير المقامين الشريفين الطاهرين في "سامراء" ينفذ بكل قوة وقد اخذ الطائفيون والبعثيون بدفع عدد كبير من المواطنين الشيعة لتهجير مناطق سكناهم من خلال التهديد ونشر الرعب والقتل .
الارقام المخيفة حول عدد المهجرين تدق ناقوس الخطر لشيعة اهل البيت حيث تفيد تلك الارقام ان عدد العوائل المهجرة من مدنهم وقراهم قد وصل الى اكثر من 120الف عائلة وهو عدد كبير وضخم وفي الاونة الاخيرة بدأت القوى الارهابية والطائفية باستخدام قذائف الهاون في قصف مدن واحياء الشيعة وقد طالت تلك القذئف الكاظمية والشعلة ومدينة الصدر وغيرها بهدف تهجير الشيعة واخلاء العاصمة بغداد او جل مناطقها من الشيعة وجعلها سنية خالصة كمقدمة لاقامة "محميات" لجماعات القتل والارهاب الطائفية .
ولعل عمليات الاغتيال واستهداف حتى الافراد العاديين في مناطق وبلدات مختلطة بين الشيعة والسنة واجبار المواطنين الشيعة من ترك ديارهم والنزوح الجماعي الذي يحصل تدخل ضمن سياق التطهير الطائفي الذي يستهدف طائفة معينة من الشعب العراقي ‘ الا دخول الهاونات كاحد الاساليب المتبعة لتهجير الشيعة من مناطقهم يشكل منعطفا خطيرا في ظل التدهور الامني المستمر وعدم قدرة الحكومة العراقية الجديدة من استغلال نقاط القوة التي تملكها خاصة الدعم الدولي الذي حظيت به لضرب الارهاب وفرض هيمنة الدولة على المناطق التي اصبحت مغلقة س طائفيا ولم يسمح حتى لدخل قوات الامن اليها كالاعظمية والغزالية والعامرية التي غدت تشكل قاعدة للتنظيمات والميليشيات السنية الارهابية وقد تحولت حسب تقرير "نهريت نت" الى جمهوريات مستقلة تتحكم بها القوى السلفية والقاعدة والبعث ضمن تحالف مصلحي يهدف خلق حالة مستمرة من عدم الاستقرار وكمنطلق للعمليات الارهابية تسرح وتمرح فيها عناصر الشر واصبحت بمثابة "ترابورا" بغداد ومدرسة لتخريج المتطرفين والارهابيين .
الا ان استمرار قصف مناطق معينة والتركيز عليها من من خلال الهاونات والعبوات الناسفة مثل مدينة الكاظمية المقدسة يطرح السؤال التالي :
لماذا تحاول القوى الشريرة النيل من مدينة الكاظمية واستهدافها بالقصف العشوائي بعد مدينة الصدر التي تشهد اعتدءا ارهابيا يوميا تقريبا عبر السيارات المفخخة فيما الكاظمية تتعرض يوميا للقصف وكان اخرها هو يوم امس في السوق الشعبي القديم الذي سبب الاعتداء الغاشم الى حريق اتى على السوق باكمله وتدمير منزلين للمواطنين الشيعة؟
وهل المناطق التي تنطلق منها القذائف والهاونات هي مجهولة وغير معروفة للدولة ولقوات "متعددة الجنسيات" خاصة وان القذائف حسب المصادر الامنية المطلعة تطلق من قواعد قريبة جدا من الكاظمية بل من داخل مجمعات سكنية وحواضن للارهابيين غير بعيدة عن الاعظمية والطارمية ؟
بلا شك ان السياسة التي تتبعها القوى الارهابية والظلامية بعثية وسلفية قاعدية عبر استهداف الكاظمية هي السياسة ذاتها التي يستخدمها الارهابيون في ابوغريب والتاجي ومناطق اخرى في ديالي حيث الهدف الاساسي تهجير الشيعة من موطنهم وتشريد ابناءهم ليكونوا مهاجرين ولاجئين داخل وطنهم وبلدهم وباالتالي لفرض سياسة الامر الواقع وتكوين كانتونات سنية تشكل مقدمة لاقامة "جمهورية" الخوف والارهاب ولكن هذه المرة في ظل الاحتلال و تحت سمع وبصر الكتل السنية المشاركة اليوم في الحكومة والتي تتشدق بموضوع "المصالحة الوطنية" الا ان نهجها لا يشير الى شيئ من هذا الامر .
فهل نكتفي نحن كشيعة فقط ببيانات التنديد ونشر اعلانات المظلومية في الفضائيات حول التهجير دون القيام بخطوة عملية ان لم تكن تضاهي وتتحدى اعمال الجبانة للارهابيين الا انه يجب ان تكون توازيها واكثرشجاعة في الرد لتكون رادعا لتلك القوى الشريرة لتحول دون استمرار معاناة اتباع اهل البيت في وطنهم ؟ والرد هو الحق الطبيعي ضد مصادر الشر والنيران وقذائف الحقد وهو امر يقوم به كل الذين يتعرضون للاعتداء وحتى قوات المتعددة الجنسية عندما تتعرض للقصف فانها تشخص مصادر النيران والاعتداء وترد لتسكتها فلماذا نحن الشيعة نمتنع عن الرد ونترك المجال لقوى الغدر والطائفية كي تستمر في غيها وبطشها دون ان تجد اي رد مؤلم يوجه اليه ‘ فهل نتركهم هكذا كي يبيدونا عن بكرة ابينا ويخرجوا اهالينا من ديارهم بغيرحق ؟
لسنا هنا من دعاة الانتقام من المواطنين ولا ان يتم استهداف المدنيين الا ان سكوت اهالي الاعظمية على افعال الارهابيين وايوائهم واحتضانهم ورفع يافطات طائفية وتحريضية وعنصرية في مناطقهم والتي تدعوا علانية الى منع دخول الشيعة الى الاعظمية بل والرضى بما يقومون به يجعلنا نشك في ان لا يكون للاهالي ضلع ويد في ما تقوم بها الميليشيات الارهابية السلفبعثية التي تحبذ الفضائيات والاعلام العربي عن قصد بتسميتها بالجماعات المسلحة والحال هي ميليشيات ارهابية هي التي تقف بالدرجة الاولى خلف اغلب اعمال العنف والارهاب والتدهور الامني في العراق ولعل حادثة الاعتداء الاجرامي الارهابي ظهيرة يوم امس الجمعة على جموع الزاحفين المصلين الى مسجد براثا من قبل الميليشيات السنية والتي واجهت مقاومة من قبل اهالي الشيعة في المنطقة وردوهم على اعقابهم رغم ان الامر ليس كافيا خاصة وان الطائفيين والارهابيين يسعون لتنفيذ مخطط التطهير الطائفي تكشف عمق تعاون الاهالي واحتضانهم لتلك الميليشيات المجرمة والتغطية عليها ‘ ان الرد الذي يمكن ان يكون شافيا وكافيا وفي مستوى التحدي هو ان يرد ابناء المقابر الجماعية الصاع صاعين "ويردوا الهاونات من حيث جاءت فان الهاون لا يرده الا الهاون" وهو ما يعني ان نرد "الحجر من حيث جاء فان الشر لا يرده الا الشر"..
فهل ابناء الصدر وبدر عاجزين عن الرد وهم يملكون مايشفع للمكلومين والمظلومين غليلهم ويهدأ من روعهم ويردع اؤلئك المجرمين عن اجرامهم ؟ اليس العالم يحكمه توازن الرعب فلماذ لا نتبع سياسة توازن الرعب لنوقف ما يجري من تنفيذه بحق ابناء الشيعة في بلدهم ونوصل رسالة الى الارهاببين ومن يقف خلفهم بان "الهاون لا يرده الا الهاون"