كايسي يحدد ثلاث مراحل للعمل قبل الانسحاب من العراق
خبير اميركي يقترح اقامة ثلاث فيدراليات في العراق لانهاء نزيف الدم
25/6/2006
الملف – بغداد
كشف مسؤولون اميركيون ان أي انسحاب اميركي من العراق مرهون بتطور العملية السياسية ومدى جاهزية القوات الامنية والعسكرية، وعدم توسع التمرد ضد الوجود الاميركي خارج الحدود الناشط فيها حالياً.
وقالوا ان اي انسحاب او تخفيض لعدد القوات الامريكية في العراق سيعتمد بالدرجة الاولى ليس على ماصرح به الرئيس بوش مرارا من ان القادة العسكريين الامريكيين في الميدان هم الذين سقررون اجل وطبيعة وحجم اي انسحاب او تخفيض امريكي في العراق ، بل ان هذا التخفيض سيعتمد على التطور المستمر في العملية السياسية في العراق وفي اطارها مدى تطور قوات الامن العراقية وانخفاض مستوى عداء السنة العرب للحكومة العراقية وافتراض ان المتمردين لن يتوسعوا الى خارج المحافظات الستة المتواجدين فيها .
ومع ذلك فان خطة سحب القوات الامريكية في عام 2007 تبدو ذات اهمية قصوى كما يتوقع الخبراء المعنيين ذلك، ولاجل ذلك ابقيت جلسة استجواب الجنرال جورج كايسي قائد القوات الامريكية في العراق امام الكونغرس سرية ولم يسمح الاطلاع عليها، لما تضمنته من معلومات مهمة في هذا الصدد.
وقال مسؤولون امريكيون ان هذا الموضوع اكتسب اهمية خاصة بعد اسابيع من احتدام النقاش في الكونغرس حول اجل بقاء القوات الامريكية في العراق واصرار الديمقراطيين على تحديد الامد الذي سيتم فيه سحب جميع القوات الامريكية . ولكن منتقدي الرئيس بوش سلموا بالمصاعب التي تكتنف اي انسحاب امريكي لتأثير ذلك على حفظ الامن والنظام بعد الانسحاب والتصور الذي بدا واضحا حول مرونة المتمردين بالعودة السريعة من المناطق التي يتم اخراجهم منها بالرغم من من العمليات الكبيرة التي قامت بها القوات الامريكية ضدهم .
وسربت اوساط بعض تفاصيل خطة الجنرال كايسي امام الكونغرس التي اكدت ان مستقبل الدور الامريكي في العراق مقسم الى ثلاثة مراحل ، الاثنى عشرة شهرا المقبلة ستكون كمرحلة لتكريس الاستقرار ، ومن صيف عام 2007 الى صيف عام 2008 ستكرس لاعادة اصلاح اجهزة السلطة العراقية ، ومن صيف 2008 ولغاية صيف 2009 ستكرس لتمكين الحكومة العراقية من الاعتماد على نفسها، بالتزامن مع تعزيز القواعد العسكرية الامريكية في العراق، بينما سيتم في الوقت نفسه تقليل هذه القواعد وصولا الى الابقاء على القواعد الدائمة في بغداد والانبار والمنطقة الجنوبية.
وفي تطور كان الامريكيون يتفادون حتى الان الحديث عنه ، ابدى العديد من المسؤولين والخبراء الاستراتيجيين الامريكيين تخوفهم من حالة اراقة الدماء السائدة في العراق وهوما افضى الى اعادة الاهتمام بمشروع يؤدي في حالة تطبيقه الى تجزئة العراق حسب مكوناته الطائفية، بالتزامن مع مبادرة المصالحة والحوار التي تفادى فيها المالكي الاشارة الى حملات التهجير القسري .
وقال الخبير الاستراتيجي ( لسلي جيلب) الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية في تحليله للوضع العراقي ، ان التباين في الانقسامات الطائفية يمكن ان يقود الى اقامة ثلاثة مكونات فيدرالية تتمتع بالحكم الذاتي والتي يمكن ان تساعد في تجنب الحرب الاهلية والاهم تجنب تقسيم نهائي كامل للعراق .
ورغم ماتثيره فكرة التقسيم الطائفي للعراق الى مكونات فدرالية، من جاذبية ضمن الاصوات التي تنادي بها ، الا ان المسؤولين الامريكيين حذروا من ان هناك مشكلة كبيرة تعيق هذا المشروع وهي تركيبة المدن العراقية التي يمكن ان يؤدي المشروع الى حروب دموية بشأنها. لكن الخبير الامريكي أشار الى ان هذا المعوق سيبدو هامشيا بالقياس الى الاخطار التي سيفضي لها البقاء على الحال الحاضر واستمرار العنف الطائفي .
وبحسب مؤيدو الفيدرالية ليس هناك مانع في تخطيط حدود جديدة للمناطق الفدرالية الجديدة تتم بشكل عادل ، فالسنة يأخذون الغرب والشيعة الجنوب والاكراد الشمال . وفي بغداد وكركوك والموصل ليس هناك خطوط جغرافية سياسية فاصلة بين المجموعات المختلفة، لكن الوقوع في مواجهة الاقلمة الاثنية سوف يؤدي الى تصعيد الضغوط على العوائل للخروج من المناطق المختلطة للالتحاق مع مجموعاتهم التي ينتمون اليها ، في وقت يتم فيه التطهير العرقي والطائفي منذ مدة في مناطق مختلفة في العراق ولكن باسلوب غير معلن وبصيغة الامر الواقع .
وفي الوقت الذي يبدو ان هناك تقسما واقعيا على الارض بين السنة والشيعة في الموصل وبغداد فان اقامة التقسيمات الرسمية يتطلب بدوره ترحيلا كبيرا للسكان يمكن ان يتسبب بالكثير من المشاكل كما تتنبأ الدوائر الاستخبارية الامريكية المعنية بمتابعة هذا التصور . ولكن تبقى مدينة كركوك المدينة الاكثر تعقيدا ، حيث يتواجد فيها العرب والاكراد والتركمان وفي اطارهم السنة والشيعة من كل القوميات اضافة للمسحيين الذين يتواجدون ايضا في العديد من المدن العراقية . والمشكلة الاولى في كركوك هي كيفية معالجة موضوع ترحيل الاكراد في الماضي ،وكيفية تقسيم عائدات النفط الضخمة التي تتوفر احتياطيات كبيرة منه في كركوك .