بغداد ـ القبس: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انه سيبحث موضوع ترسيم الحدود بين العراق والكويت 'إذا رغب الإخوة الكويتيون في طرح الموضوع' خلال زيارته المرتقبة للكويت خلال ساعات. واضاف المالكي في حديث خص به 'القبس'، عشية جولته الخليجية التي بدأها أمس من الرياض وتقوده إلى الإمارات العربية المتحدة ثم الكويت، ان 'الكويت دولة شقيقة وجارة عانت من ويلات النظام الصدامي المقبور (..)، وأنا في الوقت الذي اتطلع فيه الى ردم كل مخلفات ذلك النظام، فانني اؤكد ان مقولة الكويت تابعة للعراق كلام فارغ لا عودة إليها'.
شأن الحدود العراقية - الكويتية رهن بالقواعد الدولية
مقولة 'الكويت تابعة للعراق' كلام فارغ لا عودة إليه
اتهامات إيرانية بريطانية متبادلة.. وقلنا للإيرانيين اضبطوا حدودكم
العراق بالنسبة لي بلد واحد وشعب واحد والمساس بمصلحته خط أحمر
مبادرة المصالحة الوطنية تمهيدية لخطط هدفها ترسيخ الأمن أولا
بغداد - القبس: جولة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الخليجية، التي تعد الاولى منذ تسلمه مقاليد المسؤولية الحكومية وتقوده الى السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والكويت، اعتبرها الشارع العراقي مؤشرا واضحا على اهتمام المالكي بضرورة تقوية وتنشيط العلاقة بين بلاده ومحيطها العربي المجاور، لا سيما ان زيارته هذه تأتي عشية اطلاقه مبادرة 'المصالحة الوطنية' التي كانت الجامعة العربية قد سعت الى تحقيقها حفاظا على وحدة العراق.
والواضح ايضا انه لو لم يول هذا الامر اهمية استثنائية ما كان قد عمد الى هذه الجولة لانه غير راغب في مغادرة البلاد في ظل ظروفها الحساسة خصوصا على الصعيد الامني الذي ما زال يسير على صفيح ساخن رغم مرور اكثر من عشرة ايام على اعلانه الخطة الامنية في بغداد.
الليلة قبل الماضية دخلت عليه في الساعة العاشرة ليلا، كان متعبا جدا بسبب اللقاءات الماراثونية التي كان يستقبل خلالها مسؤولي تكتلات سياسية وحكوميين وبرلمانيين ورؤساء عشائر فضلا عن المسؤولين في سلطة التحالف.
'اتمنى ان تخفف علي في موضوع الوقت لأنك تراني مشغولا للغاية وغدا على جناح السفر'.
بهذه العبارة بادرني لحظة دخولي الى منزله.
ماالهدف من جولتك في الوقت الراهن على الدول الخليجية الثلاث؟
- ابعاد هذه الجولة هي الرغبة في فتح آفاق العلاقة الاخوية والاستراتيجية بيننا وبين هذه الدول الشقيقة والصديقة، وانا آثرت ان ابدأ زياراتي خارج البلد الى الدول الخليجية واعني في هذه الزيارة الكثير وآمل منها الكثير على صعيد تنمية التبادل الاخوي والودي والسياسي بما ينعكس ايجابا على وضع العراق سياسيا وامنيا واقتصاديا وبما يعزز استقرار المنطقة واتمنى ان يكون لاشقائنا العرب دور فاعل في هذا الامر.
مشروعكم للمصالحة الوطنية هل ترون بامكان هذه الدول مساعدتكم فيه من اجل انجاحه؟
- انا اطلب من الدول العربية دعم مشروع المصالحة بما تؤثر، ودعمها في الجوانب الامنية والاقتصادية بما تؤثر ايضا، وكما تعلم ان الدول العربية تتحدث عن ضرورة عراق موحد عربي لذا وانا اقول ان استمرار الارهاب سيتسبب في تمزيق وحدة العراق ويفتح الباب واسعا امام تدخلات خارجية تستهدف الوحدة العراقية ارضا وشعبا، وحينها يصبح الكلام عن عروبة، وضرورة عروبة العراق لا معنى له.
منعطف خطير
افهم من كلامك ان العراق في منعطف خطير؟
- بالتأكيد وعلى مفترق طريق وهنا اشدد على اننا اذا ما اخفقنا في المعركة مع الارهاب فلن يكون هناك عراق، لذا يتعين على كل الحريصين على وحدة هذا البلد ان يعينوا حكومتنا لانها تمثل الفرصة الاخيرة.
ربما هناك حسابات طائفية او عرقية تلعب دورا في التعاطي مع حكومتكم؟
- انا بالنسبة لي ليس في حسابي موضوع طائفي او عرقي، المهم عندي هو عراق واحد وشعب واحد وسنفعل كل شيء من اجل الانتصار على الارهاب دفاعا عن بلدنا وشعبنا.
هل انت راض على الخطة الامنية؟
- لست راضيا بالكامل عنها لكن اود ان اشير الى ان هذه الخطة هي تمهيدية لخطط اخرى لاحقة وانا مطمئن انها ستنجح لان الملف الامني عندي فيه طروحات كثيرة وافكار عميقة سنمضي بها تباعا، كما ان المصالحة الوطنية هي جزء من هذا الملف.
معضلة الميليشيات
كيف سيكون بامكانكم حل الميليشيات خصوصا الشيعية؟
- اذا ما انجزنا خطة المصالحة الوطنية بنجاح، وحققنا الامن بحيث يشعر المواطن العراقي يصبح موضوع حل الميليشيات سهلا، فمن الآن اجرى بعض مسؤولي هذه الميليشيات اتصالات بنا من اجل الانخراط في العملية السياسية.
اذا ما توافر مثل هذا المناخ الملائم لحلها وبقي بعضها متعنتا ورافضا القاء السلاح؟
- سيكون لنا موقف واضح وصريح وستترتب عليه آثار عملية من اجل ابقاء السلاح بيد الحكومة واجهزتها المعنية فقط.
هناك كلام كثير عن تدخلات ايرانية بالشأن العراقي؟
- هذا الكلام موجود، صور وملفات موجودة ايضا، وعن تدخل سوري ايضا يوجد مثل هذا الكلام، وفي المقابل هناك كلام عن تدخل بريطاني في الشأن الايراني، وانا تحدثت مع البريطانيين وقلت لهم انتم تتهمون الايرانيين وتأتون بارقام وهم في المقابل يتهمونكم وياتون بارقام، وكلا الطرفين ينفيان هذه الاتهامات المتبادلة، ولذا.. مادام الامر كذلك فنحن من جهتنا كعراقيين سنتعاطى مع هذه الاشكالية من خلال مراقبتنا لكلا الجانبين، وقرارنا في ذلك هو اننا لن نتساهل مع اي طرف كان يحاول ان يجعل من ارضنا مسرحا للصراع، وهذا بالنسبة لنا مبدأ راسخ سنعتمده مع جميع الدول، ومن يرد ان يكون قريبا منا فعليه الا يتدخل في شؤوننا الداخلية بصرف النظر عن هذه الدولة او تلك لان المساس بالعراق بالنسبة لي خط احمر.
وبالمناسبة نحن نعلم ان هناك ارهابيين يتسللون من افغانستان الى العراق عبر الاراضي الايرانية وبالتالي نحن في الوقت الذي لا نحمل حكومة طهران المسؤولية نطالبها بضبط حدودها.
الحدود مع الكويت
خلال زيارتك للكويت هل ستبحث موضوع الحدود بين البلدين؟
- هدف الزيارة كما اشرت لك غير ذلك، لكن اذا كان الاخوة الكويتيون يرغبون في طرح هذا الموضوع فسنبحثه معهم.
كيف تنظر لآفاق العلاقة العراقية ـ الكويتية؟
- الكويت دولة شقيقة وجارة وعانت من مغامرات النظام الصدامي المقبور من خلال غزوه لها بذريعة انها تابعة للعراق، وانا في الوقت الذي اتطلع الى ردم كل مخلفات الماضي المتصل بذلك النظام اؤكد ان مقولة 'الكويت تابعة للعراق' هي مجرد كلام فارغ وينبغي الا يعود مرة اخرى، وطموحنا هو تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين والارتقاء بها الى مستوى افضل، اما موضوع الحدود يمكن ان ألخصه بالتالي فمثلا :'الاخوة الكويتيون يقولون ليست ثمة مسألة حدودية عالقة، ونحن نقول بوجود هذه المسألة، وبالتالي لا يمكن اعتبار هذا الموضوع بمثابة ازمة طالما هناك قواعد وقوانين دولية كفيلة بحل هذه الاشكالية، ويدعمها في ذلك نمو علاقاتنا وتطورها بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين.