النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    30

    افتراضي في رحاب الزهراء(بقلم الشيخ اسعد الناصري)

    تمر الذكرى السنوية لاستشهاد سيدة نساء العالمين الصديقة المباركة الطاهرة الزكية الراضية المرضية المحدثة الزهراء فاطمة صلوات الله وسلامه عليها.

    ونحن مهما بذلنا من جهد حقيقي لأجل الحديث عن الزهراء عليها السلام فإننا سوف نبقى في دائرة القصور عن الإحاطة التامة بحقيقتها، وكيف يكون السبيل إلى ذلك وهي بضعة النبي صلى الله عليه وآله وروحه التي بين جنبيه وهي أفضل من جميع المعصومين من الأولين والآخرين ما عدا أبيها رسول الله وزوجها أمير المؤمنين.

    وأنا أعتقد أن أولادها المعصومين(عليهم السلام) أيضاً لا يمكنهم الإحاطة التامة بكامل حقيقتها عليها السلام، وكيف يمكن للأدنى أن يحيط بالأعلى كائناً من كان، بل أن الأئمة المعصومين من الحسن والحسين والتسعة من أولاد الحسين كلهم يتشرفون بأن تكون الزهراء أمهم سلام الله عليهم أجمعين.

    ولكننا نتحدث بهذا اللسان القاصر المقصر بما هو الممكن عن بعض فضائلها عليها السلام بإذن الله وحسن تأييده.

    فأما عن كيفية حملها فقد روى الشيخ عباس القمي قدس سره في منتهى الآمال الجزء الأول ص 255: أنه بينا النبي جالس بأبطح ومعه عمار بن ياسر والمنذر بن الضحضاح وأبو بكر وعمر وعلي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب، إذ هبط عليه جبرئيل في صورته العظمى وقد نشر أجنحته حتى أخذت من المشرق إلى المغرب، فناداه يا محمد، العلي الأعلى يقرأ عليك السلام وهو يأمرك أن تعتزل عن خديجة أربعين صباحاً.

    فأقام النبي أربعين يوماً يصوم النهار ويقوم الليل، حتى إذا كان في آخر أيامه تلك بعث إلى خديجة بعمار بن ياسر وقال: قل لها يا خديجة لا تظني أن انقطاعي عنك هجرة ولا قلى، ولكن ربي عز وجل أمرني بذلك لينفذ أمره، فإذا جنك الليل فأجيفي (رديها) الباب وخذي مضجعك من فراشك فإني في منزل فاطمة بنت أسد.

    فجعلت خديجة تحزن في كل يوم مراراً لفقد رسول الله فلما كان في كمال الأربعين هبط جبرئيل فقال: يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام وهو يأمرك أن تتأهب لتحيته وتحفته، ثم هبط ميكائيل ومعه طبق مغطى بمنديل سندس، فوضعه بين يدي النبي وأقبل جبرئيل على النبي وقال: يا محمد يأمرك ربك أن تجعل الليلة إفطارك على هذا الطعام.

    فقال علي بن أبي طالب: كان النبي إذا أراد أن يفطر أمرني أن أفتح الباب لمن يريد إلى الإفطار، فلما كان في تلك الليلة أقعدني النبي على باب المنزل وقال: يا بن أبي طالب أنه طعام محرم إلا عليًّ.
    قال علي: فجلست على الباب وخلا النبي بالطعام وكشف الطبق فإذا عذق من رطب وعنقود من عنب، فأكل النبي منه شبعاً وشرب من الماء رياً ومدَّ يده للغسل فأفاض الماء عليه جبرئيل وغسل يده ميكائيل وتمندله اسرافيل.

    فارتفع فاضل الطعام مع الإناء إلى السماء، ثم قام النبي ليصلي فأقبل عليه جبرئيل فقال: الصلاة محرمة عليك في وقتك حتى تأتي إلى منزل خديجة فتواقعها، فإن الله عز وجل آلى على نفسه أن يخلق من صلبك في هذه الليلة ذرية طيبة، فوثب رسول الله إلى منزل خديجة.

    قالت خديجة: وكنت قد ألفت الوحدة، فكان إذا جنني الليل غطيت رأسي وأسجفت (أرسلت) ستري وغلقت بابي وصليت وردي وأطفأت مصباحي وآويت إلى فراشي، فلما كان في تلك الليلة لم أكن بالنائمة ولا بالمنتبهة إذ جاء النبي فقرع الباب، فناديت من هذا الذي يقرع حلقة لا يقرعها إلا محمد؟ قالت خديجة: فنادى النبي افتحي يا خديجة فإني محمد، قالت خديجة: فقمت فرحة مستبشرة بالنبي وفتحت الباب ودخل النبي المنزل.

    وكان إذا دخل المنزل دعا بالإناء فتطهر للصلاة ثم يقوم فيصلي ركعتين يوجز فيهما ثم يأوي إلى فراشه، فلما كان في تلك الليلة لم يدع بالإناء ولم يتأهب للصلاة غير أنه أخذ بعضدي وأقعدني على فراشه، فلا والذي سمك (رفع) السماء وأنبع الماء ما تباعد عني النبي حتى حسست بثقل فاطمة في بطني.

    ويمكن التعليق على هذه الرواية باختصار بما يلي:

    أولاً: إن هذه الخصوصية في اختيار نطفتها بهذا الشكل إنما أعطيت للزهراء فقط ولا يشاركها في ذلك أحد مهما ارتفع شأنه، بدليل أن النبي قد منع من أن يأكل معه أحد حتى أمير المؤمنين نفسه.
    ثانياً: يمكن أن يستفاد من هذه الرواية أن الانقطاع إلى الله تعالى والتوجه إليه بالعبادة يمكن أن يؤثر بوضوح على طهارة النطفة وخلوصها من الشوائب.
    ثالثاً: يمكن أن يستفاد من هذه الرواية أيضاً أن عطاء الله تعالى لا يكون مجاناً وإنما لابد للعبد من أن يقدم المقدمات لاستحقاق العطاء الإلهي، حيث رأينا النبي يبتعد عن داره وأسرته وينصرف كلياً للعبادة فينزل بعد ذلك العطاء الإلهي لوجود الاستحقاق لنزوله.
    رابعاً: إن الرواية تدل بوضوح على أن ولادة الزهراء كانت بعد البعثة، فإن هناك ادعاءً يقول بأنها ولدت قبل البعثة، والغرض من هذا الإدعاء هو نفي أمثال هذه الرواية التي تدل على أن نطفة الزهراء قد انعقدت من طعام خاص من قبل الله تعالى.
    أما كيفية ولادتها، فقد ورد في نفس المصدر ص257 عن الشيخ الصدوق بسند معتبر عن مفضل بن عمر أنه قال: قلت لأبي عبد الله: كيف كانت ولادة فاطمة؟ فقال: نعم، إن خديجة لما تزوج بها رسول الله هجرتها نسوة مكة فكن لا يدخلن عليها ولا يسلمن عليها ولا يتركن امرأة تدخل عليها، فاستوحشت خديجة لذلك وكان جزعها وغمها حذراً عليه، فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة تحدثها من بطنها وتصبرها وكانت تكتم ذلك من رسول الله.

    فدخل رسول الله يوماً فسمع خديجة تحدث فاطمة، فقال لها: يا خديجة من تحدثين؟ قالت: الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني، قال: يا خديجة هذا جبرئيل يخبرني أنها أنثى وأنها النسلة الطاهرة الميمونة وأن الله تبارك وتعالى سيجعل منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفائه في أرضه بعد انقضاء وحيه.

    فلم تزل خديجة على ذلك إلى أن حضرت ولادتها فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم أن تعالين لتلين مني ما تلي النساء من النساء، فأرسلن إليها أنت عصيتنا ولم تقبلي قولنا وتزوجت محمداً يتيم أبي طالب فقيراً لا مال له فلسنا نجيء ولا نلي من أمرك شيئاً.

    فاغتمت خديجة لذلك فبينا هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم، ففزعت منهن لما رأتهن، فقالت إحداهن: لا تحزني يا خديجة فأرسلنا ربك ونحن أخواتك، أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثوم أخت موسى بن عمران، بعثنا الله إليك لنلي منك ما تلي النساء من النساء، فجلست واحدة عن يمينها وأخرى عن يسارها والثالثة بين يديها والرابعة من خلفها، فوضعت فاطمة طاهرة مطهرة، فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة، ولم يبق في شرق الأرض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طست من الجنة وإبريق من الجنة وفي الإبريق ماء من الكوثر.

    فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضاً من اللبن وأطيب ريحاً من المسك والعنبر فلفتها بواحدة وقنعتها بالثانية ثم استنطقتها فنطقت فاطمة بالشهادتين وقالت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن أبي رسول الله سيد الأنبياء وأن بعلي سيد الأوصياء وولدي سادة الأسباط.

    ثم سلمت عليهن وسمَّت كل واحدة منهن باسمها وأقبلن يضحكن إليها وتباشرت الحور العين وبشر أهل السماء بعضهم بعضاً بولادة فاطمة، وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك، وقالت النسوة: خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة بورك فيها وفي نسلها، فتناولتها فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها فدر عليها فكانت فاطمة تنمى في اليوم كما ينمى الصبي في الشهر، وفي الشهر كما ينمى الصبي في السنة.

    وروى ابن بابويه بسند معتبر عن يونس بن ظبيان أنه: قال أبو عبد الله: لفاطمة تسعة أسماء عند الله عز وجل: فاطمة والصديقة والمباركة والطاهرة والزكية والراضية والمرضية والمحدثة والزهراء.

    ثم قال: أتدري أي شيء تفسير فاطمة؟ قلت: أخبرني يا سيدي، قال: فطمت من الشر، قال: ثم قال: لولا أن أمير المؤمنين تزوجها لما كان لها كفء إلى يوم القيامة على وجه الأرض آدم فمن دونه.
    وهذا الخبر يدل بوضوح على أمرين:

    الأول: إن زوجها أمير المؤمنين هو أفضل من جميع الأنبياء والمرسلين الذين سبقوا رسول الله.

    الثاني: إنها هي أيضاً أفضل منهم جميعاً لقول الإمام: لما كان لها كفء إلى يوم القيامة على وجه الأرض آدم فمن دونه.

    مع الالتفات إلى أن قوله: فمن دونه أي من هو بعده في الزمان وليس المقصود به دونه في الفضل ليخرج غيره من الأنبياء الذين هم أفضل منه.

    وقد روت الخاصة والعامة بأحاديث معتبرة متواترة أن النبي قال: إنما سميت فاطمة فاطمة لأن الله عز وجل فطم من أحبها من النار.

    وروى الشيخ الطوسي عن عائشة أنها قالت: ما رأيت أحداً أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله من فاطمة، كانت إذا دخلت عليه رحب بها وقبَّل يديها وأجلسها في مجلسه، فإذا دخل عليها قامت إليه فرحبت به وقبلت يديه.

    أقول: وليس الدافع للنبي أن يفعل ذلك هو العاطفة الأسرية وحنو الأب على ابنته من الناحية الدنيوية، بعد أن نعلم أنهم منزهون عن العواطف الدنيوية بكل تأكيد، وإنما يدل ذلك بوضوح على التركيز المكثف من الناحية الإعلامية لأجل تسليط الضوء على هذه الشخصية العظيمة وأنها محل اهتمام عظيم من قبل الله ورسوله، ولذا استغلت الزهراء هذا الاهتمام وهذا التركيز حين احتجت على الخصم بقولها: نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول: رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني، قالا: نعم سمعناه من رسول الله، قالت: فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه.

    وقد روى ابن شهر آشوب والقطب الراوندي أن علياً استقرض شعيراً من يهودي –أسمه زيد- فاسترهنه شيئاً فدفع إليه ملاءة فاطمة رهناً وكانت من الصوف فأدخلها اليهودي إلى داره ووضعها في بيت.
    فلما كانت الليلة دخلت زوجته البيت الذي فيه الملاءة لشغل فرأت نوراً ساطعاً أضاء به البيت، فانصرفت إلى زوجها وأخبرته بأنها رأت في ذلك البيت ضوءاً عظيماً.

    فتعجب زوجها اليهودي من ذلك، وقد نسي أن في بيتهم ملاءة فاطمة، فنهض مسرعاً ودخل البيت فإذا ضياء الملاءة ينتشر شعاعها كأنه يشتعل من بدر منير يلمع من قريب.

    فتعجب من ذلك، فأنعم النظر في موضع الملاءة فعلم أن ذلك النور من ملاءة فاطمة، فخرج اليهودي يعدو إلى أقربائه وزوجته تعدو إلى أقربائها فاجتمع ثمانون نفراً من اليهود فرأوا ذلك وأسلموا كلهم.

    وهذا يدل على أنهم بعثوا رحمة عامة لجميع الناس على اختلاف مذاهبهم وأديانهم، وأن نورهم وعطائهم يمكن أن يصل وأن يؤثر في القاصي والداني والقريب والبعيد.

    وروى ابن بابويه بسند معتبر عن الإمام الحسن أنه قال: رأيت أمي فاطمة قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها شيء.

    فقلت لها: يا أماه لِمَ لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بني الجار ثم الدار.

    وروى الثعلبي عن الإمام الصادق أنه قال: دخل رسول الله على فاطمة وعليها كساء من ثلة (الصوف والشعر والوبر إذا اجتمعت) الإبل وهي تطحن بيدها وترضع ولدها، فدمعت عينا الرسول لما أبصرها فقال: يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة، فقالت: يا رسول الله، الحمد لله على نعمائه والشكر على آلائه، فأنزل الله تعالى: ﴿ ولسوف يعطيك ربك فترضى ﴾.

    ونقل عن الحسن البصري أنه قال: ما كان في الدنيا أعبد من فاطمة كانت تقوم حتى تتورم قدماها.

    وقال النبي لها: أي شيء خير للمرأة؟ قالت: أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل فضمها إليه وقال: ذرية بعضها من بعض.

    فالسلام عليها يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تشفع لمحبيها

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    252

    افتراضي

    هي بنت من ....... هي زوج من .............. هي ام من ........... ومن


    هي بشخصها وهل يجرؤ العالم على مقارنتها فهي سيدة نساء العالمين من الاولين واخرين

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني