[align=justify]محمد جياد

في خضم الظروف الامنيــة القلقة التي يعيشها المواطــن ويشهدها الشـــارع من خلال تصاعـــد وتيرة الانفجارات وتزايد مظاهر الاغتيال والاختطاف فضلا عن حوادث الطرق والحالات الطارئة تنبري الى السطح حاجات ماسة وضرورية افرزتها متطلبات المرحلة الراهنة متمثلة بالدواء والمستلزمات الطبية واهمية الاسراع في معالجة المصابين وتسهيل مهمة الملاكات الطبية في اجراء العمليات الجراحية..لكن تبقى الحاجة الاهم والضرورية التي لايمكن الاستغناء عنها هي الحاجة للدم السائل الحيوي الذي يمثل شريان الحياة ولايمكن تصنيعه او التعويض عنه الامن خلال القيام بحملات التبرع او من خلال قدوم متطوعين للتبرع بهذا السائل الحيوي وتوفير كميات كبيـــرة وفي مختلف الاصناف بغية تلبية احتياجات صالات العمليات وردهات الطواريء بشكل فوري وعاجل حيث يتخوف البعض من المواطنين احيانا من اقتناء قناني الدم من المراكز المخصصة لنقل الدم ويشككون في مدى القيام باجراءات الفحص بشكل دقيق وعلمي نظرا للسرعة التي يتم فيها احيانا سحب الدم من المتطوعين والبعض الاخر من ذوي الجرحى والمصابين يطالبون الاطباء بتحويل دم طازج وبشكل مباشر الى جرحاهم المحتاجين له في صالات العمليات للاسباب نفسها ويبقى المواطن صاحب حق حتى ولو كان على خطأ نظرا للضغوط النفسية التي يعانيها في مثل هذه الظروف والمواقف.. لكن حكمة الاطباء والعاملين في المؤسسات الصحية تمتص احيانا ظواهر التشنج والتعصب التي يعانيها المواطن ويتم السيطرة على هذه المواقف من خلال توضيح الوسائل والاساليب المعتمدة في اجراء الفحوصات للتاكد من خلو الدم الذي يتم خزنه في مصارف الدم من الامراض او التأثيرات الصحية الاخرى.ويشير مصدر مسؤول في المركز الوطني لنقل الدم في بغداد الى انه يتم تطبيق الفحوصات المختبرية على جميع نماذج الدم للمتطوعين في المركز او من خلال الفرق الجوالة او التبرع العوضي من قبل ذوي المصابين منوها الى استخدام اجهزة مختبرية دقيقة ذات قدرات عالية في هذا المجال فضلا عن اعتماد وسائل خزن وحفظ جيدة جدا للدم ومشتقاته المختلفة ويؤكد المصدر ان عدد المتبرعين الكلي خلال شهري اذار ونيسان فقط وصل الى 26327 متبرعا فضلا عن متبرعي الفرق الجوالة والتبرع العوضي والذي وصل الى 8328 متبرعا من خلال 64 حملة تبرع تم تنظيمها لهذا الغرض منوها الى تجهيز مستشفيات بغداد بـ (23620) قنينة دم و (16317) بلازما و (14037)اقراص دموية و(9029)راسب مجمدوكذلك مستشفيات النجف الاشرف والديوانية وواسط وكربلاء ونينوى وبابل وذي قار بمشتقات الدم من البلازما والراسب مجمد مبينا ان وحدتي فصل مكونات الدم وفصل خلايا الدم تضطلعان بدور كبير في مجال انتاج الدم وفصل الخلايا وتبديل البلازما العلاجي حيث تم استقبال 105 متبرع بهذا الخصوص فضلا عن تبديل البلازما العلاجي لـ 18 من المرضى والحوامل خلال الفترة هذه واوضح المصدر ان وحدة المتابعة في المركز الوطني لنقل الدم نظمت زيارات ميدانية الى مستشفيات اليرموك ودار التمريض الخاص وابن القف وغيرها من المستشفيات الحكومية والاهلية في بغداد لغرض متابعة اعمال مصارف الدم فيها والقيام باجراء التفتيش اللازم بغية التأكد من الالتزام بالتدابير والضوابط الصحية المعتمدة خدمة للصالح العام، مشيرا الى ان مصارف الدم تحتاج في اغلب الاحيان لاصناف معينة من الدم لاسيما السالبة في الظروف التي تزداد فيها الانفجارات والحوادث بالرغم من توفير خزين جيد من بقية الاصناف الموجبة.وبين المصدر انه سيتم اعتماد مصارف جديدة للدم في عموم العراق لتلبية الاحتياجات المتزايدة لهذه المادة الحيوية فضلا عن القيام بتكريم المتبرعين الدائميين بالدم واعطائهم شهادات شكر وتقدير مشيرا الى انه سيتم نصب اجهزة حديثة ومتطورة لفحص الدم في هذه المصارف بهدف التسريع في القيام باجراءات سحب الدم والتأكد تماما من دقة وصلاحية الدم للمتبرعين وخلوه من الامراض.[/align]