راصد ... تحاور الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة
شبكة راصد الإخبارية - 6 / 7 / 2006م - 6:14 م
الملحق السياسي والاقتصادي في القنصلية الأمريكية العامة بالظهران دفيد قلبريث ومديرة الشئون العامة في القنصلية الأمريكية في الظهران أليس قلبريث عبد الله
دبلوماسيان أمريكيان: سكان الشرقية «خوش شعب» وقضينا في السعودية «سنة العسل»
أجرت «شبكة راصد الإخبارية» لقاءً صحفياً مع الملحق السياسي والاقتصادي في القنصلية الأمريكية العامة بالظهران دفيد قلبريث ومديرة الشئون العامة في القنصلية الأمريكية في الظهران أليس قلبريث عبد الله.
وقال دفيد قلبريث في تصريحاته للشبكة أنه سعد كثيراً بالتنوع الثقافي والتعددية الفكرية الموجودة في السعودية.
وأشار قلبريث الذي يوشك على مغادرة المملكة بعد انتهاء فترة خدمته أن الأجواء السائدة في المنطقة الشرقية بصفة عامة هي أجواء الحوار وليست الأجواء العدائية للولايات المتحدة.
وفي معرض تعليقه على الحملة الموجهة ضد الشيعة من قبل مسئولين عرب في العالم العربي والعاصمة واشنطن للتأثير على الإدارة الأمريكية قال قلبريث بأن الولايات المتحدة تحكم على تصرفات الأفراد أو الجهات بمعزل عن أي جانب ديني.
مضيفا القول أنه خرج بانطباعات قيمة حول الخطوات والجهود من جانب الناس هنا في المنطقة الشرقية لتحسين أوضاعهم كأفراد وكمجتمع.
من جهتها وصفت مديرة الشئون العامة في القنصلية الأمريكية في الظهران أليس قلبريث عبد الله تعامل الشعب السعودي معها بالكريم والمنفتح، وأنها مسرورة جداً بأن أتيحت لها فرص اللقاء مع الكثير من السعوديين.
وقالت «أليس» أنها لاحظت في المنطقة الشرقية تحديداً أن تاريخ العلاقة بين الأمريكيين وسكان المنطقة على خلفية الصناعة النفطية ألقى بظلاله الإيجابية على أجواء الحوار والعلاقة بينهم وبين سكان المنطقة.
وأضافت لا زلنا نشعر بحساسية البعض وهم قلة تجاه التعاطي معنا، حتى مع توجيهات الملك عبد الله ومؤتمر الحوار الوطني التي تدفع باتجاه الانفتاح والحوار مع الآخر.
ووصف المسئولان الأمريكان المتزوجان منذ عدة شهور حياتهما في السعودية بأنها «سنة العسل» وأن سكان المنطقة الشرقية «خوش شعب».
وفيما يلي نص الحوار:
• قبل الدخول في تفاصيل أنشطتكم القنصلية في المنطقة وأنتم على وشك مغادرة المملكة، هناك سؤال روتيني يتمثل في إمكانية أن توجزا لرواد شبكة راصد الإخبارية؛ كيف كانت انطباعاتكم عن المنطقة قبل حضوركم إلى هنا، وكيف هي الآن مع نهاية عملكم؟
أليس: في البداية نشكر شبكة راصد الإخبارية لدعمها فرصة الحوار لأن مسألة الحوار بين مختلف الأطراف تعد بحد ذاتها إحدى القيم البناءة، أما عن انطباعاتنا عن المملكة فهذه ليست المرة الأولى التي نزور فيها العالم العربي لكنها المرة الأولى التي تتاح لنا فيها فرصة العمل في السعودية التي لم نكن نعرف عنها الكثير سابقا، وكما هو معلوم فإن للسعودية وضعها الخاص أو ما اصطلح عليه بـ «الخصوصية».
قبل مجيئنا قرأنا الكثير عن المملكة وكنا متحمسين جدا للتعرف على المملكة لكننا مع ذلك لم نمتلك التصور التام لحقيقة الأمور هنا على أرض الواقع، فقد ظل يراودني هاجس دائم بل استطيع أن أصفه بالمشكلة الكبرى، والمتمثلة في كوني مديرة للشئون العامة بالقنصلية ومن مهماتي الرئيسية بطبيعة الحال السعي للاتصال المباشر بمختلف الشرائح في الشعب السعودي، إلا أنه اتضح لي فيما بعد أن جميع ذلك لم يكن بالمشكلة الحقيقية التي واجهتني، فقد تعامل معنا الشعب السعودي بكرم وانفتاح، ولقد سررنا كثيراً بأن أتيحت لنا فرص اللقاء مع الكثير من السعوديين الذين استضافونا في بيوتهم واستضفناهم في بيوتنا، فهذا شيء جميل جداً.
كما سررنا كذلك بالتنوع البيئي والجغرافي في المملكة حيث الصحراء والبحر والجبال فقد زرنا العديد من المناطق في أبها بعسير وجدة والرياض والقطيف والجبيل والنعييرية والخبر بطبيعة الحال.
كما سررنا جداً للاطلاع على التعددية في الآراء لدى السعوديين بمختلف مشاربهم. من جانبنا نشكر كل سعودي ونشكركم جميعا كشعب.
ديفد: ليس لي إلا أن اتفق بالطبع مع جميع ذكرته زوجتي أليس -يضحك-. وقد كان لي تصور عام عن المملكة كبلد كبير وصحراوي وأن الدين يعد أحد أهم الأشياء لدى الحكومة والشعب، لكن كما ذكرت «أليس» لم تكن عندي فكرة عن مدى التنوع والتعدد في آراء وعادات الناس من منطقة لأخرى، وربما كانت هذه إحدى الفوائد الذي يكتسبها المرء من العيش في البلدان الأخرى.
• كيف تقيمون أجواء العمل في المنطقة خصوصا في ظل ما يصفه البعض بالأجواء العدائية لسياسة الولايات المتحدة المتبعة في مناطق أخرى من العالم العربي والإسلامي؟
أليس.. عندما يستمع الواحد إلى شيء من هذا النوع قد يتخيل مواجهة أعباء كثيرة، لكننا بصراحة لدينا كامل الاستعداد والإمكانية لمواجهة الناس والتحدث إليهم مباشرة. لقد تحدثنا مع الكثير من الناس في الحكومة وقطاع الأعمال والإعلام وفعاليات المجتمع المدني إلى جانب عامة الناس، ولم يصادفني شخصيا سوى القليل جداً من الحالات غير المريحة وقد كانت حالة أو اثنتين التي أواجه فيها بقسوة، ولكن يبقى مع ذلك إيماننا المطلق بأن قيمة الحوار هي التي يجب أن تسود فهي بحد ذاتها شيء عظيم.
ديفد.. من واقع خبرتي الشخصية ومع اطلاعي المستمر على ما تتناوله الأقلام الصحفية هنا أو حتى من خلال الكلام مع بعض الناس ألمس أن هناك شيئا ما من هذا القبيل، لكن ومن واقع خبرة أقول أن الأجواء السائدة هنا بصفة عامة هي أجواء الحوار والتفاهم وليست الأجواء العدائية.
أليس.. في المنطقة الشرقية تحديداً لاحظنا جيداً أن تاريخ العلاقة بين الأمريكيين وسكان المنطقة على خلفية الصناعة النفطية ألقى بظلاله الإيجابية على أجواء الحوار والعلاقة مع سكان المنطقة.
• ما هو موقفكم إزاء ما يروج في بعض الكتابات الصحفية حول سعي الولايات المتحدة الحثيث لإذكاء الخلافات القومية أو الطائفية والمذهبية في بعض المناطق؟
ديفيد: هذا غير صحيح إلى حد أنه معاكس لكل قيمنا.
أليس: هذا الكلام غير صحيح تماماً ومن الصعب التعاطي معه أو الرد عليه. شخصيا أشعر كأمريكية أن من الصعب عليّ استيعاب مثل هذا الكلام، فبلد متنوع كأمريكا قائم في الأساس على مبدأ التعددية والتنوع والتسامح بين مختلف الأجناس، ويمثل ذلك التنوع أحدى عوامل القوة لدى بلدنا.
لكني أقول أن ذلك الهاجس الخاطئ ربما يعود في الأصل لإيمان الولايات المتحدة بمبدأ المساواة بين الجميع فيظن البعض أو يخلط بين دعوة الولايات المتحدة للمساواة بين مختلف الأجناس في جميع المناطق وبين إثارة المشاكل والخلافات. أنا أرى بأن هناك سوء فهم في هذه المسألة، فنحن نؤمن بأن لكل شخص كامل الحق في المساواة مع الآخر بدون تمييز لا بسبب الدين ولا الأصل العرقي.
ديفيد: أنا أدعو الجميع للتمعن واتخاذ الأحكام انطلاقاً من أعمال الولايات المتحدة لا من خلال أي شيء آخر. فنحن من جانبنا لا نتخذ المواقف تجاه الأطراف المختلفة استناداً إلى أديانهم بل بناء على تصرفاتهم وأعمالهم.
• هناك من يحسن الظن في التقارير الصادرة عن الجهات الرسمية في الولايات المتحدة حول حقوق الإنسان سواء في منطقتنا أو مناطق العالم المختلفة، فيما يصر البعض الآخر على أن هذه التقارير ليست نابعة من اهتمام حقيقي بحقوق الإنسان، وإنما هي أوراق ابتزاز تستخدمها الولايات المتحدة للضغط على الأنظمة الاستبدادية لانتزاع تنازلات أو الدخول في تحالفات إزاء قضايا مختلفة، ما تعليقكم على ذلك؟
ديفيد: أستطيع القول بأن الولايات المتحدة كانت على الدوام مهتمة بمسألة حقوق الإنسان وأعتقد أن الدعوات والتشجيع على احترام حقوق الإنسان هي عملية مستمرة في داخل الولايات المتحدة وخارجها. لا يمكنني هنا التعليق على أهداف التقارير لمختلف المنظمات الحقوقية، لكن فيما يخص التقارير التي تصدرها الخارجية الأمريكية أستطيع القول بأنها جزء من عملية التشجيع على احترام حقوق الإنسان، فنحن في كل عام نصدر تقريراً عن وضع حقوق الإنسان في كل بلد خارج الولايات المتحدة، وهذه التقارير تعد بناء على طلب قانوني من الكونغرس.
أما عن أهداف هذه التقارير فمن الممكن أن اقتبس من كلام الوزيرة رايس في تعليقها على التقرير الأخير لوضع حقوق الإنسان في عام 2005م:
2005 International Religious Freedom Report on Saudi Arabia (in English):
http://www.state.gov/g/drl/rls/irf/2005/51609.htm
والصادر في شهر مارس الماضي حيث قالت الوزيرة «نحن نأمل أن يشجع هذا التقرير الحكومات ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام وعموم الناس على معالجة مشاكل حقوق الإنسان واعتبار التقرير مصدراً من مصادر المعلومات حول حقوق الإنسان بما يشجع الجميع على السعي نحو التغيير السلمي الديمقراطي».
وأنا أشجع جميع قراء «شبكة راصد الإخبارية» ومن عنده أية شكوك حول أهداف التقرير، أدعوهم للاطلاع عليه مباشرة ثم الحكم على أهدافه بعد ذلك، وهناك بالمناسبة ترجمة رسمية للتقرير منشورة على موقع السفارة الأمريكية هنا في السعودية.
الترجمة رسمية للتقرير:
2005 Human Rights Report on Saudi Arabia (translated into Arabic):
http://riyadh.usembassy.gov/saudi-ar...5816/Final.doc
• لماذا يغيب الكلام عن تطبيق الديمقراطية في السعودية عن ألسن المسئولين أو الإعلام الأمريكي بقدر ما نجد الكلام عن ذات المسألة حول مناطق أخرى من العالم؟
ديفيد: شكراً على هذا السؤال، لكني مع كامل الاحترام لا أتفق مع هذا الطرح، فلا اعتقد أن الكلام عن الديمقراطية في السعودية غائب عن ألسن المسئولين الأمريكيين، فالرئيس بوش تحدث عن السعودية في خطابه أمام منظمة الأوقاف الوطنية الديمقراطية في نوفمبر 2003م، وهنا أكرر على قراء شبكة راصد بالاهتمام والاطلاع على التصريحات المهمة للمسئولين الأمريكيين.
الوزيرة رايس تحدثت كذلك عن موضوع الإصلاح في السعودية خلال زيارتيها الأخيرتين للمملكة، فقد قالت في يونيو 2005م: «أننا نعتقد أن هناك تقدما من جانب الحكومة السعودية فيما يتعلق بموضوع الإصلاح» كما شجعت على أن يمضي موضوع الإصلاح بالصورة المناسبة والمطلوبة. هذا إلى جانب الحديث المباشر مع المسئولين الأمريكيين حول هذه المسألة بالذات.
• يشعر البعض بخيبة أمل إزاء موقف الولايات المتحدة تجاه دعم المنادين بمزيد من الديمقراطية في المملكة، ويضربون مثلاً على ذلك بمسألة اعتقال الإصلاحيين الثلاثة دعاة الملكية الدستورية الفالح والدميني والحامد ورد فعل الإدارة الأمريكية الفاتر تجاه مسألة احتجازهم؟
أليس: حضرنا للسعودية للمرة الأولى في الصيف الماضي وكان ذلك بالتزامن مع عفو الملك عبد الله عن الإصلاحيين الثلاثة، ولكني شخصيا كنت حاضرة ضمن المؤتمر الصحفي للوزيرة رايس ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في الرياض وقد تحدثت الوزيرة في ذلك المؤتمر عن هذه القضية.
ديفيد: أما بخصوص فتور الموقف الأمريكي فلربما يكون ذلك عائد لمسألة كون التوقعات عادة ما تكون كبيرة بإزاء مختلف المواقف.
• وصف أحد الكتاب ذات يوم علاقة الولايات المتحدة بالسعودية بعد سبتمبر 2001م بأنها بمثابة النوم مع الشيطان، وذلك في ظل اتهامات موجهة للحكومة السعودية بتفريخ الإرهاب، فهل العلاقة بالفعل هكذا أم هي بمثابة النوم في العسل، خصوصاً مع ضمان تدفق الواردات السعودية من النفط الخام للأسواق العالمية؟
ديفيد: عبارة النوم في العسل ذكرتني بطرفة خفيفة نحتفظ بها أنا وأليس حول حياتنا في السعودية وهي أننا قضينا هنا «سنة العسل» لأن حضرنا إلى هنا في العام الماضي بعد شهر واحد من زواجنا دون أن نقضي سويا شهر عسل حقيقياً في أمريكا.
أما فيما يتعلق بالعلاقات الأمريكية السعودية فهي تعود إلى تاريخ طويل من الشراكة بما يتجاوز كثيرا مسألة النفط، ولو اطلعتم على مجريات الحوار الاستراتيجي بين البلدين والذي يعقد مرتين في كل عام، مرة الرياض والأخرى في واشنطن، وعقدت آخر جلساته في مايو الماضي، نرى أن المواضيع التي يتضمنها الحوار بين الحكومتين كثيرة، منها مناقشة الوضع الإقليمي في المنطقة كالصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومسألة العراق ومكافحة الإرهاب والشئون الاقتصادية كمسألة انضمام السعودية لمنظمة التجارة الدولية -قبل انضمام المملكة-، فالشئون الاقتصادية لا تقتصر على مسألة النفط. ومن المواضيع المطروحة أيضا قضية الإصلاح والحريات الدينية في السعودية، ومنها ما يتعلق بالشئون القنصلية وهذا ما ترتبط بصميم عملنا كأشخاص، فما أود قوله هو أن العلاقة السعودية الأمريكية تتجاوز في حقيقة الأمر مجرد مسألة النفط.
لا أعلم حقيقة من الذي أطلق عبارة النوم مع الشيطان في وصف علاقتنا بالسعودية بعد سبتمبر، ولكن الوزيرة رايس وصفت في إحدى زيارتيها الأخيرتين العلاقة بين أمريكا والسعودية بالصداقة.
• قال الرئيس بوش ذات يوم وكذلك وزيرة الخارجية الأمريكية بأن الولايات المتحدة أخطأت في الرهان على الأنظمة الاستبدادية طوال سبعين عاما فكيف نلمس على أرض الواقع مؤشرات «تصحيح هذا الخطأ»؟
ديفيد: هذا سؤال جيد، وبهذا الصدد استطيع القول أنه كان لي شرف الحضور للاستماع لخطاب الوزيرة رايس في الجامعة الأمريكية في القاهرة، هنا أود تصحيح ما قالته الوزيرة في ذلك اللقاء حيث ورد في سؤالكم ضمن صياغة مختلفة. فقد قالت الوزيرة تحديداً أن الولايات المتحدة سعت لإرساء الاستقرار في الشرق الأوسط على حساب الديمقراطية خلال ستين عاماً ولم تحقق أياً منهما، أما الآن فنحن نتخذ سبيلاً آخر من خلال تأييد التطلعات الديمقراطية لكل الشعوب.
ونحن بدورنا نسعى لتحقيق رؤية الوزيرة رايس والرئيس بوش عبر أكثر من طريق، فهناك مبادرة الشراكة للشرق الأوسط وكذلك منتدى المستقبل. هذه من المبادرات التي تعزز الشراكة بيننا وبين حكومات المنطقة ومنظمات المجتمع المدني وشعوب الشرق الأوسط.
فبالاطلاع على نصوص مبادرة الشراكة للشرق الأوسط نرى أن أحد هدافها هو تأييد الإصلاحيين المحليين لتحسين الأوضاع في بلادهم والمنطقة بشكل عام.
• بعيداً عن اللغة الدبلوماسية الفضفاضة ما هو موقفكم إزاء التمييز الطائفي ضد الأقليات المذهبية في السعودية ومنهم الشيعة بطبيعة الحال؟
ديفيد: كما سبق وأن تكلمنا عن تقارير حقوق الإنسان التي تصدرها الخارجية في كل عام، إلى جانب تقرير الحرية الدينية حول العالم، وهذا يعد بناءً على طلب الكونغرس، ولو اطلعتم على مقدمة التقرير الأخير الصادر في 2005م ستدركون أن الحرية الدينية تعد قيمة مهمة لدى الولايات المتحدة.
وقد تطرق التقرير الأخير والمنشور في موقع السفارة إلى أوضاع الحرية الدينية في السعودية، وتناول التقرير أوضاع الشيعة والمذاهب الإسلامية الأخرى، إلى جانب أوضاع المسيحيين وأتباع الديانات الأخرى المقيمين في السعودية.
كما أود الإشارة هنا إلى أن التقرير تطرق في جزء منه إلى مؤتمر الحوار الوطني واعتبره مؤشراً على جهود الحكومة السعودية لتحسين أجواء التسامح في المنطقة.
• بات من المعروف بأن جهات رسمية مختلفة في العالم العربي تحاول بكل السبل تشويه صورة الشيعة لدى صانع القرار في واشنطن، ما تعليقكم على ذلك؟
أليس: في الحقيقة لا أستطيع أن أعبر عن وجهات نظر الآخرين، لكن من الممكن القول بكل صراحة أن صانع القرار في الولايات المتحدة يحدد نظرته وحكمه على الأفراد والجماعات والكيانات بحسب مواقفهم وسياساتهم وليس بناء على دينهم، فالصبغة الدينية للآخرين غير مطروحة على بساط البحث أصلا.
ديفيد: دعني أتحدث عن نفسي، فلو جاءني كائناً من كان وتكلم لي عن أي طرف من الأطراف من زاوية دينية كونه شيعياً أو سنياً أو أي دين، فلن أملك ساعتها إلا أن أسأل ما هي سياسات هذا الشخص أو هذه الجهة وما هي مواقفه وتعامله.
• كيف تجدون تأثير الوضع العراقي من جهة والمسألة النووية الإيرانية من جهة أخرى على وضع الشيعة في دول مجلس التعاون الخليجي؟
أليس: في الحقيقة لا يجب أن يوجه هذا السؤال لنا، بل لدول مجلس التعاون. ومع ذلك يمكننا القول هنا بأن نشوء أي توتر بين الولايات المتحدة وإيران فذلك لا يعود لمشكلة مع الشعب الإيراني بقدر ما هي خلافات سياسية مع الحكومة الإيرانية.
• بمقارنة سطحية بين المنطقة الشرقية الغنية بالنفط في السعودية ومنطقة «دارفور» القاحلة في السودان تميل الكفة لصالح الأخيرة في مجال الاهتمام بحقوق الإنسان ومحاربة التمييز وتطبيق المساواة..، ما تعليقكم على ذلك؟
ديفيد: من خلال اطلاعي عبر زملائي الدبلوماسيين ومن خلال تقارير وسائل الإعلام أجد أن الأوضاع بين المنطقتين مختلفة تماماً تماماً تماماً بما لا يدع مجالا للمقارنة، والحمد لله أننا مقيمون هنا في الشرقية وليس في «دارفور». فظروف الحياة السيئة جداً للسكان المدنيين في «دارفور» هي ما تدفع الحكومة الأمريكية للاهتمام بتلك المشكلة.
أليس قلبريث على رأس وفد من السفارة الامريكية في زيارة جمعية الفلك بالقطيف
• بعيدا عن العمل القنصلي الرسمي هل ثمة جهود فعلية تقومون بها لإرساء جسور التفاهم مع القنوات الشعبية في المنطقة وعموم المملكة؟
أليس: بناء جسور التفاهم بين الشعب الأمريكي والشعب السعودي هو جزء من مجال عملي ووظيفتي الرسمية هنا في المملكة، فقد سعيت طوال العام الماضي لتحقيق هذا الهدف ونجحت إلى حد ما في هذه المهمة، وذلك بالتواصل مع أكبر قدر من الناس هنا، ولأن السعوديين بصفة عامة كرماء ولطفاء أتاح لي فرصة أكبر بأن أتعرف عن قرب على هذا الشعب، وأتمنى أن أكون قد عكست صورة واقعية للولايات المتحدة في أذهان من التقيت بهم.
لدينا في السفارة الأمريكية العديد من البرامج المشتركة التي تسعي لتقوية العلاقة بين الشعبين السعودي والأمريكي منها ابتعاث السعوديين لزيارة الولايات المتحدة بغرض التعرف عن قرب على الولايات المتحدة وفي المقابل ابتعاث مواطنين أمريكيين للمملكة لذات الغرض. ومنها إحضار مجموعة من الأساتذة الأمريكيين الذين اجتمعوا بالطلبة المرشحين للابتعاث للدراسة في أمريكا بغرض تعريفهم بالنظام التعليمي والجامعي الأمريكي.
وكجزء من عملنا نعمل على مساعدة الطلاب السعوديين الدارسين في أمريكا أو الراغبين في الدراسة هناك. وأحضرنا ذات مرة خبيرة أمريكية في مرض التوحد وأقامت ورشة عمل لمدة أسبوعين بالتعاون مع وزارة التعليم، وكان الهدف من ذلك هو التبادل الثقافي في مجال التعليم، وهناك أيضا برامج خاصة بسيدات الأعمال.
وإلى جانب عملنا الحكومي هناك أيضا منظمات غير حكومية تعمل في سبيل تعزيز التفاهم بين الشعبين، ومن ذلك مؤسسة الصداقة السعودية وهي مؤسسة جديدة يديرها حفيدين للقائدين الذين دشنا العلاقة السعودية الأمريكية، أحدهما حفيد الرئيس روزفلت والآخر حفيد الملك عبد العزيز.
وهناك أيضا مجالات أخرى للتعاون مثل إطلاق «شراكة أمريكية-شرق أوسطية جديدة للتوعية بسرطان الثدي وأبحاثه» والتي أعلنتها السيدة الأولى «لورا بوش» في 12 يونيو، وبطبيعة الحال تهدف هذه الشراكة لبناء المزيد من جسور التفاهم بين الشعبين، فالاتصال المباشر هو أحسن وسيلة لذلك.
ومع ذلك لابد من القول أننا في الوقت الذي لا نملك أي حساسية من الاتصال بأي طرف، لا زلنا نشعر بحساسية البعض وهم قلة تجاه التعاطي معنا، حتى مع توجيهات الملك عبد الله ومؤتمر الحوار الوطني التي تدفع باتجاه الانفتاح والحوار مع الآخر.
ديفيد: من جانبنا أعتقد أن من المهم أن نتكلم مع الناس وان نتبادل الرأي سواء على مستوى الحكومة أو على المستوى الشعبي فهذا جزء من مبادرة الوزيرة رايس «الدبلوماسية التحولية». والتي تسعى لفتح باب الاتصال مع الناس.
أليس: أود أن أشير أيضا إلى أن لدينا مكتبا للإرشاد التعليمي وهذا يخدم بفعالية الطلبة السعوديين المتوجهين للدراسة في الولايات المتحدة.
• مع انتهاء فترة عملكم في المنطقة الشرقية ما هي الرسالة التي تودون توجيهها لسكان المنطقة؟
ديفيد: أولاً نشكركم جزيلا لإتاحة الفرصة للحوار وتبادل الرأي حول عدة مسائل مهمة، وكرسالة أخيرة أوجهها للشعب في المنطقة الشرقية أقول لكم شكراً وباللهجة الخليجية «أنتم خوش شعب»، لقد تشرفنا بفرصة التعرف عليكم وترحيبكم بنا ضيوفا عليكم في مكاتبكم وبيوتكم، سعدنا كثيراً بتواجدنا بينكم وتعلمنا منكم الكثير، وخرجنا بانطباعات قيمة حول الخطوات والجهود من جانب الناس هنا في المنطقة الشرقية لتحسين أوضاعهم كأفراد وكمجتمع، نحن مسرورون أيضاً لجهة اهتمام الطلبة السعوديين بالتوجه للدراسة في الولايات المتحدة، ونأمل أن نقابل بعضكم هناك في الولايات المتحدة.
نحن متأكدون بأننا سنغادر المملكة قريباً ولدينا العديد من الصداقات الجديدة والذكريات الجميلة.. حياكم الله «يقولها بلهجة خليجية ويضحك».
http://64.246.58.199/artc.php?id=11866