زعيم شيعي عراقي يدعو الى تشكيل لجان امنية

بغداد 13 اغسطس آب (رويترز):

دعا زعيم شيعي عراقي الى تشكيل لجان في الاحياء لتوفير الامن في مناطقها مما يلقي مزيدا من الشكوك على قدرة القوات العراقية والامريكية على تقليل مستويات العنف في بغداد.

وفيما يبرز مشاكل العنف قالت الشرطة إن ما يصل الى 25 شخصا قتلوا وأصيب 75 آخرون في عدة هجمات بمنطقة ذات أغلبية شيعية جنوب بغداد في وقت متأخر من يوم الاحد.

واوضحت ان الهجمات المتزامنة شملت تفجيرا نفذه انتحاري بدراجة نارية وصواريخ وتفجير قنبلة على جانب طريق بسوق في حي الزعفرانية بجنوب بغداد.

في الوقت نفسه قالت الشرطة ان قذيفتي مورتر على الاقل أصابتا بناية سكنية بنفس المنطقة في الوقت الذي انفجرت فيه سيارة ملغومة في حادث منفصل.

وقال مصدر في الشرطة إن 20 شخصا على الاقل قتلوا بينما قال مسؤول آخر في الشرطة أن القتلى 25.

وقال هادي العامري عضو البرلمان الذي يرأس ميليشيا شيعية ان لجان الأحياء ضرورية للامن لان القوات العراقية ما زالت تفتقر الى التدريب وليست مستعدة للتعامل مع المسلحين والمتمردين.

وقال العامري في حوار مسجل بثه التلفزيون الحكومي اليوم الاحد ان القوات العراقية لم تكتمل بحيث تستطيع مواجهة ما وصفه "بالارهاب الواسع".

ولم يتضح بعد ما إذا كانت عملية تشكيل تلك اللجان قد بدأت أم لا وإن كان من المعروف أنه تمت مفاتحة شبان في مساجد في الأمر وطلب إليهم الانضمام.

وجاءت تصريحات العامري بعد ان بدأت قوات امريكية وعراقية عملية تصفانها بانها مهمة لاستعادة السيطرة على أخطر معاقل المتمردين وتفكيك ميليشيات في محاولة لزيادة الثقة في الحكومة الجديدة التي يقودها الشيعة.

وقالت الشرطة إنه لم يكد يهبط الظلام حتى أصابت قذيفتا مورتر على الأقل مبنى سكنيا في منطقة الزعفرانية حيث يمتزج السنة بالشيعة في جنوب بغداد مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 61 آخرين.

وقالت الشرطة إنه في وقت سابق أصيب ثلاثة أشخاص عندما انفجرت فيهم قنبلة وضعت على جانب طريق على مقربة من أحد مساجد الشيعة في شرق بغداد.

ويشارك اكثر من 50 الف جندي امريكي وعراقي في عملية "معا الى الامام". وكانت حملات مماثلة قد فشلت في الماضي لكن واشنطن تأمل في تقليص العنف بدرجة ملموسة بحلول نهاية شهر سبتمبر ايلول.

ويتحدث ضباط امريكيون علانية حاليا عن احتمال نشوب حرب اهلية شاملة اذا لم يتمكنوا من تهدئة الموقف في بغداد.

وذكر حيدر الملا ممثل حزب الحوار الوطني العراقي السني خلال الحوار التلفزيوني ان اي لجان شعبية ستعتبر ميليشيات واعرب عن اعتقاده بان موضوع اللجان الشعبية ما هو الا مناورة للالتفاف حول سن قانون لتفكيك الميليشيات.

وكان رئيس الوزراء نوري المالكي الذي تولى منصبه قبل اقل من شهرين وهو شيعي قد تعهد بقمع الميليشيات في إطار برنامجه للمصالحة الوطنية الذي يهدف الى توحيد العراق.

لكن تفكيك الجماعات المسلحة مهمة بالغة الصعوبة لانها وثيقة الصلة باحزاب سياسية بعضها يشارك في الائتلاف الشيعي الذي يتزعمه المالكي.

وقال العامري الذي يتهم زعماء من السنة العرب ميليشيا منظمة بدر التي يتزعمها بادارة فرق للاعدام ان اللجان الشعبية تتيح سبيلا لتحسين الامن. وتنفي الجماعة اتهامات السنة وتقول انها اصبحت حركة سياسية بعد ان ناضلت ضد نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين من المنفى.

وقال العامري الذي يرأس لجنة شؤون الدفاع والامن في البرلمان ان الموقف اذا استمر على ما هو عليه فسيعني ذلك استمرار وجود الميليشيات. وقال انه تحدث الى الامريكيين قبل عامين وابلغهم بان الملف الامني اذا لم يحل فسيكون هناك مئات الميليشيات وهو ما حدث.

واضاف ان حراس جميع المسؤولين والوزراء والشركات والاحزاب والحركات حاليا من افراد الميليشيات.

وقال انه يمكن تحسين الاوضاع الامنية اذا تولى كل من الشيعة والسنة حماية احيائهم بينما يمكن ان تتولى دوريات مشتركة حماية المناطق المختلطة.

ويقول العراقيون ان الميليشيات -التي تطوف الشوارع وتقتل الذين لا يستجيبون لتهديدات بترك منازلهم- قسمت بغداد الى مناطق طائفية.