علي الشاعر

تشهد السوق حضورا كبيرا للصناعة المستوردة مقابل غياب الصناعة المحلية في كل المجالات. وكأن هناك غزوا منظما لهذا السوق الذي يواجه اصلا ظروفا غيـــر عادية لم يعرفها سابقا مما سهـــل عملية الاستيراد الصناعي قياسا لما هو معروف من الصناعة المحلية التي جعل صناعة عاجزة عن الصمود رغم وجود الخبرة والكفاءات وكذلك اليد العاملة مما دفع بعض الشركات الى غلق ابوابها وانتقال الرأسمال المحلي خارج العراق. عن ذلك يقول المهندس (اكرم عبدالحميد) ان اول المشاكل التي تواجـــه الصناعة العراقية هو الظروف الامنية وكذلك التراكمات السابقة التي خلفتها السياسة اللامدروسة من قبل النظام البائد والذي جعل من الصناعة العراقية صناعة عسكرية او تخدم الالة العسكرية يضاف الى ذلك غياب الدراسات الاقتصادية والعلمية التي تبنى عليها الصناعة الحديثة بما يتلاءم وروح العصر والتطور الحاصل في الصناعة العالمية ويضيف المهندس(اكرم) ولاننسى فقدان الثقة من قبل المواطن العراقي في الصناعة الوطنية والتي جاءت نتيجة النظرة اللامسؤولة واللاعلمية للصناعـــات الوطنية وعـــزز ذلك غياب الدعم الاعلامي الذي يبرز اهمية الصناعة العراقية ومواصفاتها اما المواطنة (مها عبدالله) صاحبة معمل الالبسة النسائية تقول ان الزيادة التي نراها في المنتوج المستورد سببها يعود الى ان اصحاب المعامل والمصانع العراقيين فضلوا الخروج من العراق بسبب غياب الامن وعدم قيام الدولة بدعم هذا القطاع المهم يضاف الى ذلك ان الكثير من المعامل والمصانع التابعة للدولة لازالت غير مؤهلة ولم تؤهل لحد الان وهذا ما شجع الصناعة الاجنبية الى ان تغزو الاسواق العراقية بهذه السهولة وتعرض بضاعتها باسعار تنافسية حيث نجد ان المواطن دائما يبحث عن المنتوج الاجنبي وحتى وان كان المنتوج العراقي من خلال المؤتمرات التي تعقد وخاصة خارج العراق له تأثير كبير على هذه الصناعة وتطورها خاصة وان للصناعة العراقية باع طويل في التطور الانتاجي في كافة حقول الانتاج والتصنيع التي شهدها العراق لهذا فان المنتوج العراقي وخاصة الخياطة العراقية تشهد تراجعا وركودا بسبب ما تشهد الاسواق من استيراد الكثير من الملابس والتي اقول جازمة انها لا تضاهي ما ينتج في العراق فقط الفرق الماركة التي تعرف بها ليس اكثر من ذلك..

اما صاحب معمل المناهل المواطن (صبحي عبدالجبار) يقول ان من يريد اعادة الهيبة للصناعة العراقية وكذلك في نفس الوقت القضاء على البطالة لابد ان يخطو في الاتجاه الاول وهو الدعم المالي والمعنوي من خلال دعم الصناعة حتى يستطيع صاحب المعمل او المصنع من استيراد ماكنة حديثة واجهزة متطورة تواكب التطور الحاصل في العالم يضاف الى ذلك ايجاد دراسات اقتصادية متطورة تأخذ بعين الاعتبار وما وصلت له الصناعة وخاصة في مجال استخدام التكنلوجيا الحديثة والاهتمام بنوعية المنتوج لتكون للصناعة العراقية هوية مميزة تميزها عن باقي الصناعات وكذلك العمل على تأهيل المصانع التي تعطلت نتيجة الحروب في القطاعين العام والخاص والاستفادة من الكوادر الهندسية ذات الخبرة المتراكمة يضاف الى ذلك تشجيع الكادر الهندسي وخاصة الذين يمتلكون الخبرة في الصناعة من خلال منحهم بعض المزايا التشجيعية في الرواتب والمخصصات والسكن وغيرها وهذا قد يساعد على اعادة بعض ما فقدته الصناعة العراقية وبناء الاساس السليم لصناعة وطنية