موقف جماعة الفضلاء من الأحداث الجارية في العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
بالنظر لتعقد الظروف وحراجة الساعة التي يمر بها العراق والمتمثلة بتصاعد وتيرة العنف وتمادي الإرهاب، وبواد ر تلوح في الأفق حول الانقضاض على العملية السياسية التي دفع العراقيون من أجلها الدماء الزاكية وتحملوا جميع العناءات منذ ثلاثة سنوات..لذا ترى جماعة الفضلاء الأمور التالية:
1.إننا كجهة دينية نحرم سفك دماء العراقيين الأبرياء من أي قومية أو طائفة كانوا، ونعتقد إن الإنسان هو من أعلى المقدسات التي كرمها الله تعالى ،وأكد على احترامها وأن الله سبحانه وتعالى يعاقب كل من يساهم في قتل النفس المحترمة ولو بنصف كلمة.
لذا فنحن وبما نمتلك من غطاء مرجعي وقاعدة جماهيرية واسعة ونفوذ ديني واجتماعي ،لم ندخر جهدا في العمل على إيقاف نزيف الدم ووأد الفتنة وردع الظالمين وإنصاف المظلومين وإشاعة ثقافة الحوار والتسامح والتعايش السلمي على هذه الأرض الطيبة ونشد على يد كل من يسعى بهذا الاتجاه الايجابي.
2.إن جميع الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة والبرلمان والقوات المحتلة،لا رقى إلى المستوى الذي يوقف حمامات الدماء وفجائع العراقيين اليومية،لذا ترى الجماعة ضرورة اتخاذ إجراءات فورية وحازمة وشجاعة وأن تعلن هذه الجهات عن تشكيل غرفة طوارئ جادة للإسراع بمعالجة ما يجري.
3.إن جميع الأشخاص الذين يشغلون مناصب قيادة الدولة، مسئولون عن دعم العملية السياسية والالتزام بالقانون الذي وصلوا به إلى هذه المناصب،ويدخل ضمن ذلك ضرورة أن تكون لهم مواقف صريحة وقوية من الإرهاب ومصادره وأشخاصه،وأن يعلنوا البراءة الواضحة والرفض القاطع لكل عمليات القتل والتهجير القسري ومناهضة العملية السياسية وفي خلافه فعلى البرلمان أن ينظر وبشجاعة في صلاحية هؤلاء لقيادة البلد وتسنم هذه المناصب.
4.ترى الجماعة أن فسحة الحرية وضعف النظام تركا المجال واسعا للخطابات المحرضة على الفتنة والمصعدة لوتيرة الأزمة..لذا ترى الجماعة ضرورة رصد كل التصريحات وعبر جميع النوافذ الإعلامية وتفعيل قانون الإرهاب وإنزال سلطة القضاء إلى حيز الوجود..وتسمية الأشياء بمسمياتها الواضحة في مجال تحديد المسؤوليات.
5.إن سيف البغي مهما كان ظالما فسوف يندحر ويرجع بغيه عليه وعلى جميع الظلمة أن يعرفوا إن صبر الأمة له حدود،وإلا ستكون ردة الفعل عنيفة وقوية ولا تترك للتوبة منفذا.
6.إن الجماعة ترى إن هناك تزييفا وتضليلاً في بيان حقيقة مايجري وخلطاً للأوراق،وإن الخطاب العام يخلط بين القاتل والمقتول والظالم والمظلوم..لذلك ترى إن هذا الفعل سيعقّد الأمور و يأزم الأحدث ويشيع الظلم والتعسف الذين يجعلان الديار بلاقع.
7.إن الجماعة تتساءل وباستغراب عن مصير القضايا التي تم إحالتها إلى لجان للتحقيق فيها وبيان الموقف الصحيح،وقد تم تذويب هذه القضايا عبر هذا الأسلوب،وعلى رأس تلك الأحداث عمليات التفجير الكبيرة والتصفيات الجسدية المميزة وجملة من الأحداث البارزة التي أحيلت على هذا الأسلوب..ولذلك تطالب الجماعة وباسم الجماهير العراقية المظلومة حسم هذه الملفات وبيان الحقائق على الملء مهما كانت الجهات التي المتورطة في تلك الأحداث.
8.إن الجماعة تستنكر مفهوم حصانة القوات المحتلة وترى بأن هذا مدخل واسع يمكنها من فعل أي شيء وبدون رادع..لذا نطالب وبإلحاح رفع هذه الحصانة وأن يصدر البرلمان قراراً واضحاً وصريحاً يطالب بهذا المطلب ويتابع تنفيذه بجدّية وحزم.
9.تحمل الجماعة قوات الاحتلال مسؤولية ما يجري في العراق..وتطالبها بتحمل مسؤولياتها التي ألتزمت بها أمام مجلس الأمن والأمم المتحدة وشعوب العالم.
10.تتوجه الجماعة إلى جماهير العراق كافة وتطالبهم بضرورة قطع الطريق أمام المحاولات والمؤامرات التي تستهدف وحدة العراق وسلامة أرضه وشعبه والمكاسب التي حققتها عملية التغيير.
ولا يفوت الجماعة أن توجه ندائها إلى كل أبناء الامة الإسلامية أن يتخذوا من هذه المواقف والأزمات مناسبة للتوحد ولَمْ الشمل والتعالي على الخلافات الجزئية وإظهار الشوكة للعدو وليكونوا مصداقا لقوله تعالى (أشداء على الكفار رحماء بينهم ) .
وفق الله تعالى العاملين في سبيله لكل خير ونحمده في السراء والضراء ونصلي على المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين.
الأمانة العامة لجماعة الفضلاء
النجف الأشرف 21/ج2/1427
الموافق 16/7/2006