تمرت علينا في هذا الأسبوع الذكرى السنوية لاستشهاد الإمام العاشر والبدر الباهر أبي الحسن الثالث مولانا الهادي الإمام علي النقي صلوات الله وسلامه عليه فيحسن بنا أن نكرس الكلام في هذه الخطبة عن طرف من فضائله، وأن نأخذ شيئاً من حياته ونرتشف رشفة من معينه وأنواره المقدسة.
فنذكر الآن بعض الروايات التي تحدثت عن ذلك بما يتسع له المجال لأخذ العظة والعبرة، ولكي لا أطيل عليكم فإنني سأختصر في التعليق على بعضها مراعاة للوقت تاركاً التوسع في فهمها لفطنة السامع، بعد عناية الله وحسن توفيقه.
فقد ورد في الأمالي للشيخ الطوسي(قدس سره) ص 298:
عن أبي محمد الفحام، قال: حدثني عمي عمر بن يحيى، قال: حدثنا كافور الخادم، قال: قال لي الإمام علي بن محمد(عليهما السلام): اترك السطل الفلاني في الموضع الفلاني، لأتطهر منه للصلاة، وأنفذني في حاجة، وقال: إذا عدت فافعل ذلك ليكون معداً إذا تأهبت للصلاة، واستلقى(عليه السلام) لينام، وأنسيت ما قال لي، وكانت ليلة باردة، فحسست به وقد قام إلى الصلاة، وذكرت أنني لم أترك السطل فبعدت عن الموضع خوفاً من لومه، وتألمت له حيث يشقى بطلب الإناء، فناداني نداء مغضب فقلت: إنا لله ما عذري أن أقول نسيت مثل هذا؟ ولم أجد بداً من إجابته، فجئت مرعوباً فقال لي: يا ويلك، أما عرفت رسمي، أنني لا أتطهر إلا بماء بارد، فسخنت لي ماء وتركته في السطل؟! قلت: والله يا سيدي، ما تركت السطل ولا الماء. قال: الحمد لله والله لا تركنا رخصة ولا رددنا منحة، الحمد لله الذي جعلنا من أهل طاعته، ووفقنا للعون على عبادته، إن النبي(صلى الله عليه واله) يقول: إن الله يغضب على من لا يقبل رخصة.
ولنا على هذه الرواية بعض التعليقات:
أولاً: إن الإمام كان يتعمد الوضوء بماء بارد في الشتاء، ولا يسمح للخادم أن يسخن له الماء، وفي ذلك مسلك لمجاهدة النفس وحملها على المصاعب عن علم وعمد، ليضاعف الأجر لنفسه ويتكلف العناء والتعب والشدة في سبيل طاعة الله سبحانه وتعالى وفي ذلك مضاعفة للثواب أكيداً.
ثانياً: إن هذا الأسلوب من الإبتلاءات ما يعبر عنه بعض علماء الأخلاق بالابتلاء الإختياري، حيث يسير الإنسان باتجاهه باختياره، لا أنه يقع فيه من دون اختيار فيكون بلاءً اضطرارياً. وتعمد إيقاع النفس بالبلاء الاختياري يصعد من درجات التكامل بشكل واسع قد لا ينتجها البلاء الاضطراري.
ثالثاً: إنهم سلام الله عليهم يزهدون عن الدنيا بهذا المستوى من الزهد مع عدم حاجتهم إليه ويجاهدون أنفسهم بهذه المجاهدات البسيطة مع عدم احتياجهم لها، وذلك إنما يكون أدباً أمام الله سبحانه وتعالى وتواضعاً له جل شأنه. فإنهم وإن كانوا واقعاً لا يحتاجون إلى مثل هذه المستويات، إلا أنهم يشعرون بتدنيهم أمام الحق المطلق سبحانه وتعالى وإنهم لا يتكبرون على أي عمل مهما قل قربة إلى الله جل وعلا.
رابعاً: لقد ورد في بعض الروايات ما مضمونه: "من أعرض عن الدنيا أقبلت الدنيا عليه" فتكون هذه الحادثة مصداقاً للرواية حيث حصلت الكرامة للإمام عليه السلام بتسخين الماء له بفضل الله سبحانه وتعالى.
وعن الأربلي في كشف الغمة ج 3 ص 192:
عن محمد ابن الحسين الأشتر العلوي قال: كنت على باب المتوكل وأنا صبي في جمع من الناس ما بين طالبي إلى عباسي إلى جندي وكان إذا جاء أبو الحسن ترجل الناس كلهم حتى يدخل فقال بعضهم لبعض: لم نترجل لهذا الغلام وما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا سناً والله لا ترجلنا له. فقال له أبو هاشم الجعفري: والله لترجلن صاغرين إذا رأيتموه. فما هو إلا أن اقبل حتى ترجلوا أجمعين. فقال أبو هاشم: أليس زعمتم أنكم لا تترجلون. فقالوا: والله ما ملكنا أنفسنا حتى ترجلنا.
وهذا يدل على علو منزلة الإمام عليه السلام ورفعة شأنه، حتى أصبحت القلوب تنقاد له من دون وجود السلطة الدنيوية له. وهي هيبة عظيمة منحها الله سبحانه وتعالى لهم في قلوب العباد جميعاً، لعمق علاقتهم سلام الله عليهم به جل شأنه.
وروي في بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج5 ص 175:
عن محمد بن طلحة أنه قال: خرج عليه السلام يوماً من "سر من رأى" إلى قرية لمهم عرض له، فجاء رجل من الأعراب يطلبه. فقيل له: قد ذهب إلى الموضع الفلاني، فقصده. فلما وصل إليه قال له: ما حاجتك؟ فقال: أنا رجل من أعراب الكوفة المتمسكين بولاية جدك علي بن أبي طالب عليه السلام وقد ركبني دين فادح أثقلني حمله، ولم أر من أقصده لقضائه سواك. فقال له أبو الحسن: طب نفساً وقر عيناً ثم أنزله فلما أصبح ذلك اليوم قال له أبو الحسن عليه السلام: أريد منك حاجة الله الله أن تخالفني فيها، فقال الأعرابي: لا أخالفك. فكتب أبو الحسن عليه السلام ورقة بخطه معترفاً فيها أن عليه للأعرابي مالاً عينه فيها يرجح على دينه، وقال: خذ هذا الخط فإذا وصلت إلى "سر من رأى" احضر إلي وعندي جماعة، فطالبني به وأغلظ القول علي في ترك إبقائك إياه الله الله في مخالفتي فقال: أفعل، وأخذ الخط.
فلما وصل أبو الحسن إلى "سر من رأى"، وحضر عنده جماعة كثيرون من أصحاب الخليفة وغيرهم، حضر ذلك الرجل وأخرج الخط وطالبه وقال كما أوصاه، فألان أبو الحسن عليه السلام له القول ورفقه، وجعل يعتذر، ووعده بوفائه و طيبة نفسه، فنقل ذلك إلى الخليفة المتوكل فأمر أن يحمل إلى أبي الحسن عليه السلام ثلاثون ألف درهم. فلما حملت إليه تركها إلى أن جاء الرجل فقال: خذ هذا المال واقض منه دينك، وأنفق الباقي على عيالك وأهلك، واعذرنا. فقال له الأعرابي: يا ابن رسول الله والله إن أملي كان يقصر عن ثلث هذا، ولكن الله اعلم حيث يجعل رسالته، وأخذ المال وانصرف.
أقول: فقد عرَّض الإمام عليه السلام نفسه لمثل هذا الكلام الغليظ أمام الناس على مختلف أشكالهم قربة إلى الله تعالى ولكي يقضي حاجة مؤمن، فهو يضحي بالمصلحة الخاصة بهذا الشكل لأجل المصلحة العامة ولخدمة المجتمع.
وفي الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي ج 1ص 414:
إن المتوكل أو الواثق أو غيرهما أمر العسكر وهم تسعون ألف فارس من الأتراك الساكنين بسر من رأى أن يملا كل واحد مخلاة فرسه من الطين الأحمر، ويجعلوا بعضه على بعض في وسط برية واسعة هناك، ففعلوا. فلما صار مثل جبل عظيم صعد فوقه، واستدعى أبا الحسن عليه السلام واستصعده؟ وقال: استحضرك لنظارة خيولي، وقد كان أمرهم أن يلبسوا التجافيف ويحملوا الأسلحة وقد عرضوا بأحسن زينة، وأتم عدة، وأعظم هيبة (وكان غرضه أن يكسر قلب كل من يخرج عليه ، وكان خوفه من أبي الحسن عليه السلام أن يأمر أحداً من أهل بيته أن يخرج على الخليفة).
فقال له أبو الحسن عليه السلام: وهل تريد أن أعرض عليك عسكري؟ قال: نعم. فدعا الله سبحانه فإذا بين السماء والأرض من المشرق إلى المغرب ملائكة مدججون فغشي على الخليفة، فلما أفاق قال أبو الحسن عليه السلام: نحن لا ننافسكم في الدنيا نحن مشتغلون بأمر الآخرة، فلا عليك شئ مما تظن.
وهذا واضح الدلالة على ارتباط الخليفة بالدنيا واعتماده على قدراته العسكرية والدنيوية، وليس لذلك كله أي قيمة أمام القدرة الإلهية، وأمام جنود الله سبحانه وتعالى التي سخرها كلها للمعصومين عليهم السلام.
وفي مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ص820:
روى إسحاق بن عبد الله العلوي العريضي، قال: اختلف أبي وعمومتي في الأربعة الأيام تصام في السنة فركبوا إلى مولانا أبي الحسن علي بن محمد عليه السلام وهو مقيم بصربا قبل مصيره إلى "سر من رأى"، فقالوا جئناك يا سيدنا لأمر اختلفنا فيه، فقال: نعم! جئتم تسألوني عن الأيام التي تصام في السنة فقالوا: ما جئناك إلا لهذا، فقال عليه السلام: اليوم السابع عشر من ربيع الأول، وهو اليوم الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وآله، واليوم السابع والعشرون من رجب، وهو اليوم الذي بعث الله فيه رسول الله صلى الله عليه وآله، واليوم الخامس والعشرون من ذي القعدة، وهو اليوم الذي دحيت فيه الأرض واستوت سفينة نوح على الجودي، فمن صام ذلك اليوم كان كفارة سبعين سنة. واليوم الثامن عشر من ذي الحجة وهو يوم الغدير يوم نصب فيه رسول الله صلى الله عليه وآله علياً أمير المؤمنين علماً، ومن صام ذلك اليوم كان كفارة ستين عاماً.
وفي بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج 5 ص 207:
وحدثنا ابن أبي الأزهر، عن القاسم بن أبي عباد، عن يحيى بن هرثمة قال: وجهني المتوكل إلى المدينة لإشخاص علي بن محمد بن علي بن موسى عليه السلام لشيء بلغه عنه، فلما صرت إليها ضج أهلها وعجوا ضجيجاً وعجيجاً ما سمعت مثله. فجعلت أسكنهم وأحلف أني لم أؤمر فيه بمكروه، وفتشت منزله، فلم اصب فيه إلا مصاحف ودعاء وما أشبه ذلك، فأشخصته وتوليت خدمته، وأحسنت عشرته.
فبينا أنا في يوم من الأيام والسماء صاحية والشمس طالعة، إذ ركب وعليه ممطر قد عقد ذنب دابته فتعجبت من فعله، فلم يكن من ذلك إلا هنيئة حتى جاءت سحابة فأرخت عزاليها، ونالنا من المطر أمر عظيم جداً فالتفت إلي فقال: أنا أعلم أنك أنكرت ما رأيت، وتوهمت أني أعلم من الأمر ما لم تعلم. وليس ذلك كما ظننت ولكني نشأت بالبادية، فأنا أعرف الرياح التي تكون في عقبها المطر فتأهبت لذلك.
فلما قدمت إلى مدينة السلام بدأت بإسحاق بن إبراهيم الطاهري وكان على بغداد، فقال: يا يحيى إن هذا الرجل قد ولده رسول الله صلى الله عليه وآله والمتوكل من تعلم، وإن حرضته عليه قتله، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله خصمك، فقلت: والله ما وقفت منه إلا على أمر جميل.
فصرت إلى سامراء فبدأت بوصيف التركي وكنت من أصحابه، فقال لي: والله لئن سقط من رأس هذا الرجل شعرة لا يكون الطالب بها غيري، فتعجبت من قولهما وعرفت المتوكل ما وقفت عليه من أمره، وسمعته من الثناء فأحسن جائزته، وأظهر بره وتكرمته.
أقول: وفي ذلك ما يدل على عمق منزلة الإمام في النفوس، حتى وصل الأمر إلى أبرز رجال الدولة الظالمة نفسها، حيث كانوا يحسنون به الظن ويعظمونه ويعرفون قدره. وهذا ما تعلمه الدولة بكل تأكيد، فلابد من زاوية نظرها أن يكون تحت نظرها المباشر لتحجيم دوره ونشاطه في المجتمع، مما حدى بها إلى إشخاصه إلى سامراء، ومما انتهى بها في نهاية المطاف إلى الإجهاز عليه وقتله سلام الله عليه.
وفي البحار للمجلسي ج 5 ص 211:
عن المسعودي في مروج الذهب أنه قال: سعي إلى المتوكل بعلي بن محمد الجواد عليهما السلام أن في منزله كتباً وسلاحاً من شيعته من أهل قم، وأنه عازم على الوثوب بالدولة، فبعث إليه جماعة من الأتراك، فهجموا داره ليلاً فلم يجدوا فيها شيئاً ووجدوه في بيت مغلق عليه، وعليه مدرعة من صوف، وهو جالس على الرمل والحصى وهو متوجه إلى الله تعالى يتلو آيات من القرآن.
فحمل على حاله تلك إلى المتوكل وقالوا له: لم نجد في بيته شيئاً ووجدناه يقرأ القرآن مستقبل القبلة، وكان المتوكل جالساً في مجلس الشرب ،فدخل عليه والكأس في يد المتوكل. فلما رآه هابه وعظمه وأجلسه إلى جانبه، وناوله الكأس التي كانت في يده فقال: والله ما يخامر لحمي ودمي قط، فاعفني فأعفاه، فقال: أنشدني شعراً، فقال عليه السلام: إني قليل الرواية للشعر فقال: لابد. فأنشده عليه السلام وهو جالس عنده:

باتوا على قلل الاجبال تحرسهم
واستنزلوا بعد عز من معاقلهم
ناداهم صارخ من بعد دفنهم
أين الوجوه التي كانت منعمة
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم
قد طالما أكلوا دهرا وقد شربوا
غلب الرجال فلم تنفعهم القلل
وأسكنوا حفرا يا بئسما نزلوا
أين الأساور والتيجان والحلل
من دونها تضرب الأستار والكلل
تلك الوجوه عليها الدود تقتتل
وأصبحوا اليوم بعد الأكل قد أكلوا

قال: فبكى المتوكل حتى بلت لحيته دموع عينيه، وبكى الحاضرون، و دفع إلى علي عليه السلام أربعة آلاف دينار، ثم رده إلى منزله مكرماً.
وفي بحار الأنوار ج 29 ص 234:
عن زرافة حاجب المتوكل وكان شيعيا أنه قال: كان المتوكل لحظوة الفتح بن خاقان عنده وقربه منه دون الناس جميعا، ودون ولده وأهله، أراد أن يبين موضعه عندهم. فأمر جميع مملكته من الأشراف من أهله وغيرهم، والوزراء والأمراء والقواد، وسائر العساكر، ووجوه الناس، أن يزينوا بأحسن التزيين، ويظهروا في أفخر عددهم وذخائرهم، ويخرجوا مشاة بين يديه، وأن لا يركب أحد إلا هو والفتح بن خاقان خاصة بسر من رأى، ومشى الناس بين أيديهما على مراتبهم رجالة، وكان يوماً قائظاً شديد الحر، وأخرجوا في جملة الأشراف أبا الحسن علي بن محمد عليهما السلام وشق ما لقيه من الحر والزحمة.
قال زرافة: فأقبلت إليه وقلت له: يا سيدي يعز والله علي ما تلقى من هذه الطغاة، وما قد تكلفته من المشقة، وأخذت بيده فتوكأ علي وقال: يا زرافة ما ناقة صالح عند الله بأكرم مني أو قال: بأعظم قدراً مني، ولم أزل أسائله وأستفيد منه وأحادثه إلى أن نزل المتوكل من الركوب، وأمر الناس بالانصراف. فقدمت إليهم دوابهم فركبوا إلى منازلهم، وقدمت بغلة له فركبها وركبت معه إلى داره فنزل وودعته وانصرفت إلى داري.
ولولدي مؤدب يتشيع من أهل العلم والفضل، وكانت لي عادة بإحضاره عند الطعام، فحضر عند ذلك وتجارينا الحديث، وما جرى من ركوب المتوكل والفتح، ومشي الأشراف وذوي الأقدار بين أيديهما، وذكرت له ما شاهدته من أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام وما سمعته من قوله: "ما ناقة صالح عند الله بأعظم قدرا مني". وكان المؤدب يأكل معي فرفع يده وقال: بالله إنك سمعت هذا اللفظ منه؟ فقلت له: والله إني سمعته يقوله، فقال لي: اعلم أن المتوكل لا يبقى في مملكته أكثر من ثلاثة أيام، ويهلك، فانظر في أمرك وأحرز ما تريد إحرازه وتأهب لأمرك كي لا يفجؤكم هلاك هذا الرجل فتهلك أموالكم بحادثة تحدث أو سبب يجري.
فقلت له: من أين لك ذلك؟ فقال: أما قرأت القرآن في قصة صالح والناقة وقوله تعالى: "تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب" ولا يجوز أن تبطل قول الإمام، قال زرافة، فوالله ما جاء اليوم الثالث حتى هجم المنتصر ومعه بغا ووصيف والأتراك على المتوكل فقتلوه وقطعوه والفتح بن خاقان جميعاً قطعاً حتى لم يعرف أحدهما من الآخر، وأزال الله نعمته ومملكته، فلقيت الإمام أبا الحسن عليه السلام بعد ذلك، وعرفته ما جرى مع المؤدب، وما قاله، فقال: صدق إنه لما بلغ مني الجهد رجعت إلى كنوز نتوارثها من آبائنا هي أعز من الحصون والسلاح والجنن، وهو دعاء المظلوم على الظالم، فدعوت به عليه فأهلكه الله