د. سامي ناصر خليفة - 26/07/2006م




لا أبلغ من الخطاب الذي وجهه الامين العام لحزب الله وإمام المجاهدين في لبنان السيد حسن نصرالله في كلمته المتلفزة الثانية قبل أيام عدة حين أكد أن المقاومة لا تخوض المعركة باسم لبنان، إنما تخوضها نيابة عن الأمة العربية والإسلامية كافة، موجها سؤاله إلى الشعوب بشأن دورها في ظل المعركة المفتوحة مع العدو الصهيوني



وأمام تأكيد سيد المقاومة أن حزب الله لا يحتاج إلى إضافة عدد آخر من المجاهدين في صفوفه، فإن السؤال البدهي هو ماذا يقصد السيد بدور الأمة العربية والإسلامية في مواجهة هذا الاعتداء الصهيوني الآثم إذن؟ وهذا يستدعي بحثا في طبيعة الأدوار التي ينبغي أن يقوم بها الشارعان العربي والإسلامي في تعاطيهما مع ما يجري في لبنان.
وقد يعتقد البعض أن التظاهرات العارمة والاعتصامات التي تجوب شوارع وأزقة مختلف المدن العربية والمسلمة هي الرد على النداء الذي وجهه السيد حسن نصرالله إلى الشعوب, وهذا في نظري فهم خاطئ أن تلك المظاهرات قد تنتهي بانتهاء الحدث ما يستدعي البحث أكثر في الرد على تساؤل سيد المقاومة بعمق وأنات.
أحسب أن السيد حسن أراد أن يقتلع ثقافة الهزيمة والاستسلام للأمر الواقع والمفردات الواقعية البائسة التي أرادت بعض النخب السياسية ترويجها في ذهنية الشعوب، وأراد أن يكرس نموذجا عمليا في انتصار العزم والإرادة على الضعف والوهن وانتصار الدم على السيف، خصوصا ونحن نعيش عصر الهزائم المتلاحقة منذ أكثر من نصف قرن اذ تكرست مفردات الهزيمة في الخطابات الإعلامية والسياسية والثقافية وبقية مجالات الحياة الأخرى، وأصبح الواقع الظالم الذي يفرضه الحكام العرب من مسوغات الحكمة والعقلانية وحسن إدارة الأمور للأسف الشديد!
فرسالة السيد حسن هي أكبر من التظاهرات الوقتية وأعمق من الانفعالات اللحظية وأحاديث المدح والتبجيل، فهي تدعو إلى اقتلاع ثقافة الهزيمة وتشرّب ثقافة الانتصار والثورة على كل مواطن الضعف بهدف استبدالها بمواضع القوة والجبروت في إرادة الأمة.
وفي مخيلة الهزيمة، فإن الجبروت الإسرائيلي الذي خيم على الذهنية العربية منذ عقود عدة لا يجب أن يواجه بأدوات بسيطة لا ترتقي إلى مستوى التحدي، فتلك برسمهم مغامرة غير محسوبة، أما السيد حسن ومن ورائه المقاومة، فقد أكدوا صحة المعادلة التي جسدها الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في معركة بدر: «كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله» ليؤسس عصر الانتصارات في زمن الخنوع العربي.


.... وعــــــد .... دعــم حــركــة الــمــقــاومــة

http://www.wa3ad.org/index.php?show=...article&id=157