الأميركيون يعتقلون مئات في العراق ومنشورات تحذر من اسرائيليين
بغداد، واشنطن، لندن - عبداللطيف السعدون الحياة 2003/06/11
تعهد وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد "القضاء على فلول النظام العراقي" السابق، لكنه أكد ان ذلك سيستغرق "شهوراً"، وأكد رئيس "المؤتمر الوطني" أحمد الجلبي أن الرئيس المخلوع صدام حسين شوهد شمال بغداد، وأنه يدفع مقابلاً مالياً مغرياً لكل من يقتل جندياً أميركياً.
وفي الوقت ذاته شنت القوات الأميركية سلسلة غارات على مسلحين واعتقلت 384 شخصاً، وأصيب أربعة من جنودها في اشتباكات مع المقاومة. والقي القبض في بغداد على مسؤولين عراقيين سابقين من لائحة المطلوبين هما لطيف نصيف جاسم والجنرال حسين العوضي، فيما اتهم الحاكم الأميركي بول بريمر "عناصر في الحكومة الايرانية" بالتدخل في الشؤون الداخلية للعراق.
ووزعت في بغداد منشورات تحذر العراقيين من التعامل مع رجال أعمال اسرائيليين قيل انهم وصلوا الى العاصمة العراقية، تمهيداً للحصول على عقود لإعادة إعمار البنى التحتية، وأوردت صحيفة عراقية ان اسرائيل ستفتح سفارة لها في بغداد عندما يستتب الأمن.
في لشبونة (أ ف ب)، قال رامسفيلد خلال مؤتمر صحافي في ختام لقاء مع نظيره البرتغالي باولو بورتاس ان "استئصال فلول نظام صدام سيستغرق وقتاً ونعتزم الوصول الى ذلك". ونسب الهجمات على القوات الأميركية الى موالين للرئيس المخلوع لا سيما الحرس الجمهوري.
وأضاف ان "فدائيي صدام والبعثيين وعلى الأرجح الحرس الجمهوري لا يزالون هناك. انهم يهاجمون قوات التحالف، وفي بعض الأحيان يتمكنون من ذلك".
وتساءل: "هل سيزول ذلك في شهر أو أثنين أو ثلاثة"؟ وهل سيزول ذلك مع وصول فرقتين أو ثلاث من قوات التحالف الى البلاد"؟ وأجاب: "لا".
وذكّر بأن للولايات المتحدة 165 ألف عسكري في العراق ولحلفائها ما بين 12 و15 ألفاً.
الى ذلك، اعتقلت القوات الأميركية 384 عراقياً في سلسلة غارات على بلدتي بلدة وبعقوبة، شمال بغداد، وقال ناطق عسكري ان 30 منهم، من أنصار الرئيس المخلوع صدام حسين، وحاول 12 من المعتقلين الهرب عبر نهر دجلة لكن دورية اميركية القت القبض عليهم.
وأكد الناطق اصابة أربعة جنود أميركيين في اشتباكات مع المقاومة، نقل ثلاثة منهم الى المانيا لتلقي العلاج، والتحق الرابع بوحدته لأن اصابته كانت طفيفة. ويعتقد الجيش الأميركي بأن الهجمات على قواته يخطط لها أعضاء في حزب "البعث" محلياً، ولا تخضع لقيادة مركزية. ولم يستبعد الناطق الأميركي أن يشارك اسلاميون حزب "البعث" في المقاومة.
وأكد الجلبي ان صدام شوهد يتنقل شمال بغداد في قوس يمتد من محافظة ديالى الى تكريت فعشائر الدليم. وأضاف ان آخر مرة شوهد فيها الرئيس العراقي المخلوع كانت قبل اسبوعين. وزاد انه "تعهد دفع مبلغ ضخم لكل من يقتل جندياً أميركياً"، لذلك ازدادت الغارات على قوات "التحالف".
وطالب الجلبي في شهادة له أمام مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن، الولايات المتحدة بالاسراع في تشكيل وحدات عسكرية عراقية، لتتولى ملاحقة المسلحين والذين يشنون هجمات على قوافل القوات الأميركية. ودافع عن المعلومات التي قدمها لوزارة الدفاع الاميركية حول أسلحة الدمار الشامل قائلاً، ان هذه الأسلحة موجودة "ولا بد من العثور عليها".
على صعيد آخر، تردد في العاصمة العراقية نبأ وصول مجموعة من رجال الاعمال وممثلي الشركات الاسرائيلية الى العراق لاستكشاف السوق والتمهيد للحصول على عقود لاعادة اعمار البنى التحتية، ودرس امكانات التعامل التجاري.
وعلم ان بعض الشركات الاسرائيلية بصدد فتح مكاتب في بغداد او ايكال اعمالها لتجار عراقيين، وتعد هذه الاجراءات خطوات اولى لتطبيع العلاقات.
ووزعت في العاصمة العراقية امس منشورات تحذّر المواطنين من بيع دورهم او محلاتهم الى "يهود اسرائيليين"، مشيرة الى ان هذا ما حدث للفلسطينيين في النصف الاول من القرن الماضي، وأدى الى هجرة اعداد كبيرة منهم واقامة دولة اسرائيل.
ونبّهت المنشورات الى ضرورة "عدم الاقتراب من احد الفنادق لأن فيه ضباطاً من الاستخبارات الاسرائيلية (موساد) وعدم التعامل مع احد المستشفيات في منطقة الكرادة الشرقية بعدما اشتراه رجال اعمال يهود وبدأوا العمل من داخله، وسيتحول ريعه الى طلقات في صدور اخوانكم المجاهدين في فلسطين".
ونقلت صحيفة عراقية عن "مصادر خاصة" ان اسرائيل ستفتح سفارة لها في بغداد في وقت قريب جداً، بعدما يستتب الامن.
وأضافت صحيفة "القبس" المستقلة ان ديبلوماسياً اسرائيلياً لم تسمه له خبرة في السياسة العراقية، سيرأس أول بعثة ديبلوماسية اسرائيلية في العراق. لكن مسؤولاً في الخارجية العراقية اكد لـ"الحياة" عدم علمه بهذه الاجراءات، مستبعداً اي تعامل ديبلوماسي مع اسرائيل قبل تشكيل حكومة عراقية.
ورجح ان تحصل تعاملات في الاطار التجاري والتعاون الاقتصادي مع مؤسسات اجنبية، اميركية مثلاً، بمشاركة اسرائيلية، او ان تفتح السوق العراقية أمام بضائع اسرائيلية.
وجاء في تحقيق أجرته وكالة "اسوشييتد برس" على مدى خمسة أسابيع أن عدد المدنيين العراقيين الذين قتلوا خلال الحرب يبلغ، على الأقل 3240، بمن فيهم 1896 قتيلاً في بغداد وحدها. وأكدت الوكالة العدد يمكن أن يكون أكثر من ذلك بكثير.