 |
-
الجمهورية الاسلامية الايرانية تواجه أصعب تحد لها
الجمهورية الاسلامية الايرانية تواجه أصعب تحد لها
الاتهامات بسعيها لامتلاك اسلحة نووية، وتظاهرات المعارضين، والتواجد الأميركي على حدود البلاد يجعل ايران تواجه وضعا لا تحسد عليه.
ميدل ايست اونلاين
طهران - من فرشيد مطهري
ليست احتجاجات الطلبة وغيرهم من المعارضين والتهديدات الامريكية والاتهامات بانتهاك حقوق الانسان وتلك المتعلقة بالمشروعات النووية بالشيء الجديد على إيران.
لكن الجديد حقا هو أن يثور كل ذلك في وجه إيران في وقت واحد وهو ما يعد حتى في نظر المسئولين عن الحكم أصعب تحد يواجه الجمهورية الاسلامية منذ تأسيسها عام 1979.
أما مسألة نشر قوات "الشيطان الاكبر" كما توصف الولايات المتحدة إلى الشرق من إيران في أفغانستان وفي العراق غربا فضلا عن الاتهامات الامريكية لطهران بدعم الارهابيين وإيوائهم والسعي لحيازة أسلحة دمار شامل فهي ليست سوى جزء من المعضلة.
وتذكر مثل هذه الاتهامات الامريكية لايران كثيرا بتلك التي ساقتها الولايات المتحدة لطهران قبل توجيه الضربات العسكرية إلى العراق ولذا يأخذ الزعماء السياسيون في إيران هذا التهديد الملموس على محمل الجد.
قال كاظم جاجالي عضو لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الايراني الذي يغلب الاصلاحيون على أعضائه "يجب أن نتقبل حقيقة أننا نواجه بالفعل تحديا جديدا وخطيرا ولن نستطيع الحفاظ على أمننا القومي في مواجهة أي تهديدات أمريكية إلا باتحادنا".
ولكن حتى الوحدة الداخلية أصبحت في ما يبدو أحدث مأزق تواجه إيران حاليا. ودأب عدد من الطلبة وغيرهم من الخصوم يقال إنهم من أنصار الملكية على الدعوة خلال سلسلة من تجمعاتهم الاحتجاجية إلى إجراء تغييرات جذرية في البلاد عبر استفتاء يتم تنظيمه.
وكان الاصلاحيون المقربون من الرئيس محمد خاتمي أول من طرح مثل هذه الدعوة لاجراء استفتاء على إصلاح الوضع السياسي الراهن وذلك بعد رفض المتشددين في مجلس صيانة الدستور مشروع قانون لتعزيز سلطة خاتمي.
غير أن أحدث دعوة طلابية لاجراء استفتاء باستخدام شعارات نددت حتى بخاتمي الذي يوما المرشد السياسي والروحي للطلبة ينظر إليها باعتبار أنها قضية تسير في اتجاه مختلف.
وكان رجال الدين المتشددون قد اعتبروا منذ البداية أن الدعوة لاجراء الاستفتاء ليست سوى مقدمة للاطاحة بالنظام الاسلامي واستبداله بنظام علماني.
ويعصف بمعسكر المحتجين رأيان مختلفان تماما الاول يحبذ تعزيز المسار الديمقراطي لخاتمي بينما يدعو الرأي الثاني إلى تغيير النظام برمته.
ويطالب الطلبة من أنصار الرئيس الايراني الذين يتفقون مع المسئولين المنادين بالاصلاح بالابقاء على الاطار الاسلامي الحالي مع تعزيز دور خاتمي ليصبح رئيس الجمهورية، وهو منصب يتقلده حاليا بنص الدستور آية الله خامنئي مرشد الثورة الاسلامية.
أما الجماعات الطلابية الاخرى التي أصابها الاحباط بسبب عجز خاتمي عن مواجهة خصومه المتشددين طوال السنوات الست الماضية فتريد إحلال ديمقراطية على النمط الغربي محل المؤسسة الاسلامية.
ومن الصعب تحديد أي من الجماعات الطلابية هي التي لها اليد العليا بين الطلبة ولكم أحد المحلليت السياسيين يقول إن خاتمي سيخسر ما تبقى من تأييد الطلاب إذا لم يتخذ خطوات فعالة ضد خصومه السياسيين.
وتقول الادارة الايرانية إن احتجاجات الطلاب "الحقيقيين" تركز فقط على المسائل المتعلقة باتحادات الطلبة، رغم أن ذلك دفع وزير التعليم العالي مصطفى منعم إلى التشكيك والتساؤل عن أسباب تنظيم مثل هذه الاحتجاجات الطلابية بعد منتصف الليل.
وتصف المؤسسة الايرانية المحتجين السياسيين الذين يرددون هتافات وشعارات قاسية مناهضة لخامنئي وحتى لخاتمي بأنهم مرتزقة سياسيون يعملون لحساب الولايات المتحدة التي تقول طهران إنها لا تزال تواصل العمل على تحقيق هدفها الرئيسي الذي تتطلع إليه منذ زمن طويل وهو الاطاحة بالادارة الاسلامية الحاكمة في إيران.
ولقي المحتجون الذي قدر عددهم بالمئات أو حتى بالالاف في غياب أي تأكيد واضح أصوات مؤيدة لهم في وزارة الخارجية الامريكية التي أعربت أيضا عن قلقها العميق إزاء اعتقال السلطات الايرانية لنحو 80 طالبا.
ونشرت الحكومة عددا كبيرا من رجال الشرطة وقوات مكافحة الشغب في مسرح المظاهرات بوسط طهران، وذلك بإشراف مباشر من قائد شرطة طهران.
وتحظر السلطات الايرانية إلى حد بعيد على المراسلين الصحفيين تغطية أحداث الاحتجاجات. ويتعرض هؤلاء المراسلون في بعض الحالات للضرب بأيدي قوات الشرطة والامن وللاعتقال المؤقت ومصادرة أجهزتهم.
كما يتوجه أيضا الاسلاميون الموالون لاوساط رجال الدين المتشددين إلى مسرح الاحداث لاستفزاز الطلبة المحتجين والدخول معهم في مواجهات، وذلك رغم الحظر الذي تفرضه الشرطة على دخول هؤلاء الاسلاميين إلى مكان احتجاج الطلبة.
وتقول تقارير غير مؤكدة إن بعض أولئك الاسلاميين يحملون حتى أسلحة نارية.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |