 |
-
أحمد الجلبي: "المحتال" الذي تحول إلى عميل أميركي – إيراني مزدوج
إنه رجلهم، الزعيم المعارض الذي جلس خلف السيدة الأولى في المقصورة الرئاسية أثناء خطاب حالة الإتحاد الذي هيأ فيه بوش البلاد للحرب، الذي تبين أنه كان يعمل لصالح إيران طوال الوقت".
جيمس بامفورد، مؤلف كتاب "إيران: الحرب القادمة"
لقد مثل أحمد الجلبي الكثير من الأشياء للكثير من الناس عبر السنوات الماضية. فقد إعتبره المسؤولون في الأردن مجرما تافها وأدانوه بتهم احتيال مصرفية وحكموه بالسجن غيابا بإثنين وعشرين عاما.
كان الجلبي في فترة ما زعيما لمجموعة معارضة سميت المؤتمر الوطني العراقي، وتسلم الملايين من الدولارات التي يدفعها دافعوا الضرائب الأميركيين بفضل خطة تحرير العراق. وهذا جعله مصدرا إخباريا لمراسل النيويورك تايمز جودي ملر، الذي استخدم معلوماته الكاذبة حول أسلحة الدمار الشامل العراقية لتخويف الشعب ودفعهم للحرب .
استمتع الجلبي بلحظات قصيرة براقة تحت الأضواء أثناء خطاب بوش الركيك والذي وجهه إلى الأمم المتحدة في أيلول 2003، حيث كان عمر الاحتلال آنذاك 6 أشهر فقط، وكان بوش قبل هذا مصرا على تبرير هذا الأمر برمته.
وفي مقعد العراق جلس الجلبي كما لو أنه كان فعلا في موقع السلطة . كذلك جلس الجلبي إلى جانب السيدة الأولى لورا بوش خلال خطاب بوش عن حالة الاتحاد الذي دفع فيه الولايات المتحدة نحو الغزو. وبالنسبة لدونالد رامسفيلد، وديك شيني وباقي العقول المدبرة لغزو العراق، فإن الجلبي, على أية حال, كان بالنسبة لهم الرجل الأفضل، وقائد الدولة المقبل, والذي سيحل محل صدام حسين بمجرد أن يتوصلوا إلى طريقة لمهاجمته وخلع نظامه، واختير الجلبي لهذا المنصب منذ أوائل عام 1997، وقبل أن تكون هذه الفوضى أكثر من مجرد طرفة عين بالنسبة لرئيس الوزراء.
وتماشيا مع الأحداث، فإن هجمات الحادي عشر من سبتمبر أعطت لتشيني ورامسفيلد السيناريو المعد والمطلوب. وبمجرد إنتهاء ما سمي بـ"الزحف السهل" لغزو العراق (cake walk)، اعتقدوا بأنه من الممكن تنصيب الجلبي كقائد جديد للعراق, وعندها ستتمكن أميركا بسعادة أن تدير العراق عن بعد (بالريموت كونترول) من واشنطن وهيوستن من خلاله.
ولكن الأمور لم تجري بعدها بهذا الشكل تماما . وبالتأكيد فقد اختلطت الأمور بالنسبة للجلبي . فحين رشح نفسه لمنصب رئيس الوزراء, لاقى هزيمة كبرى ولكنه أنقذ نفسه ليصبح وزيرا للنفط . لكنه كان متحركا, وبرع في لعب النهايتين إلى المنتصف، ففي نقطة ما كان يقف ليجسد النفوذ الأميركي ، وفي نقطة أخرى يطرح نفسه على أنه منقذ الشيعة العراقيين ومعاديا للأميركيين .
بعد ذلك جاءت مداهمة منزله، وبدأت الهمس يتسرب . شيئا ما قد حدث مع إيران، شيئا سيئا، وتبين بسرعة بأن الجلبي كان يلعب دورا مزدوجا . لقد وعده رامسفيلد أن يضعه في موقع السلطة، وإعطاؤه وصولا غير مقيد للثروة العراقية النفطية الواسعة، ولكنه لم ينفذ وعده . ولهذا .. فقد غير الجلبي وجهته.
لقد أزاح الكاتب جيمس بامفورد في مقالة بحثية دقيقة في (Rolling Stone) عنوانها (إيران : الحرب القادمة)، ازاح الغطاء تماما عما كان يفعل الجلبي بينما كان يرتدي ثوب الحليف لإدارة بوش .
كتب بامفورد, "لعدة سنوات ، امتلكت وكالة الأمن القومي شيفرات تستعملها إيران لتشفير رسائلها الدبلوماسية، الأمر الذي مكن الحكومة الأميركية التصنت عمليا على كل اتصالات طهران مع كل سفاراتها.
وبعدما غزت الولايات المتحدة العراق استخدمت وكالة الأمن القومي هذه الشيفرات للتصنت على عمليات إيران العسكرية السرية داخل العراق .
ولكن في عام 2004، اعترضت الوكالة عددا من الرسائل المستعجلة من السفارة الإيرانية في بغداد, لقد اكتشف موظفو السفارة الإختراق الأمني الكبير، إثر معلومة من قبل شخص ما على علم بعملية الإختراق الأميركي للشفرات الإيرانية".
ويواصل بامفورد "لم يكن ممكنا أن تأتي الضربة الموجهة لجمع المعلومات الإستخباراتية الأميركية في وقت اسوأ، لقد شكت إدارة بوش أن الحكومة الشيعية في إيران كانت تساعد المتمردين الشيعة في العراق، الذين يقتلون الجنود الأميركيين ، وكانت الإدارة الأميركية قلقة أيضا من ان طهران كانت تطور بصورة سرية أسلحة نووية، والمشكلة الآن هي أن المعلومات الاستخبارية الحاسمة التي كان من الممكن أن تلقي الضوء على هذه العمليات قد قطعت، مما يعرض حياة الأميركيين فعلا إلى الخطر".
ويقول بامفورد أيضا "في العشرين من أيار، وبعد فترة قصيرة من اكتشاف هذا التسريب، داهمت الشرطة العراقية مدعومة بالقوات الأميركية منزل ومكتب الجلبي في بغداد, إذ شك مكتب التحقيقات الفيدرالية (FBI) بأن الجلبي، الرجل الشيعي الذي يمتلك فيلا فارهة في طهران، والذي كان مقربا من المسؤولين الإيرانيين الكبار، لعب دور الجاسوس للحكومة الشيعية في إيران, ومن الواضح إن جعله الولايات المتحدة تغزو العراق كان جزءا من خطة لإقامة حكومة شيعية موالية لإيران في بغداد، يترأسها الجلبي.
وشك المكتب أيضا أن رئيس استخبارات الجلبي قد زود إيران بمعلومات عالية الحساسية عن تحركات القوات الاميركية، والاتصالات الفائقة السرية، وخطط الحكومة المؤقتة, ومعلومات أخرى وثيقة الصلة بالعمليات الأميركية في العراق.
وفي ليلة المداهمة, عرضت قناة CBS في نشرتها الإخبارية المسائية تقريرا حصريا لمراسلها ليزلي ستال بأن الحكومة الأميركية لديها "أدلة دامغة" بأن الجلبي كان يسرب معلومات استخباراتية فائقة الحساسية إلى إيران، وأنها من الحساسية والدقة لتكفي "لقتل الأميركيين" واستنتج بامفورد فيما يخص تجسس الجلبي بأن هذا الاكتشاف صدم أعضاء في وكالة الاستخبارات العسكرية، وهذه المزاعم إن صدقت فإنها تعني بأن الأميركيين أشعلوا حربا ليضعوا في السلطة عميلا لألد أعدائهم، إيران.
رجلهم – زعيم المعارضة الذي جلس خلف السيدة الأولى في المقصورة الرئاسية خلال خطاب بوش عن حالة الاتحاد والذي اعد فيه بوش البلاد للحرب- تبين ان رجلهم كان طوال الوقت يعمل لصالح ايران".
من الممكن، وبسلسلة من الأنفاس العميقة الطويلة، الإحاطة بموضوعية بالصف الطويل من الحماقات والعثرات والكوارث التي مهدت الطريق لإدارة بوش . لقد خسرنا برجين في نيويورك، وقد خسرنا مدينة نيواورلينز. لقد غزونا واحتلينا بلدا لم يكن يشكل لنا تهديدا، بقصد تدمير أسلحته للدمار الشامل التي لم تكن موجودة أصلا . لقد قتل وعوق العديد من الناس وقد غرق حسابنا المصرفي الوطني تحت الخط الاحمر.
وتنكشف الآن مفاجأة الجلبي، وتتوقف الأنفاس العميقة . لقد تلاعب هذا الرجل بالمحافظين الجدد في الإدارة الأميركية لجعلهم يقدمون على غزو العراق بمعلومات كاذبة، كانوا مستعدين جدا لتصديقها، وقد عمل الجلبي هذا كله ليحصل على العراق وعلى ثرواته النفطية. وبمجرد أن فشل هذا الأمر معه، باع هذا الرجل الجنود الأميركيين والمخابرات الأميركية إلى إيران على أمل أن يصل إلى الحكم عن طريق حكومة عراقية يهيمن عليها الشيعة وتدار عن بعد (بالريموت) من طهران.
لقد تمكن أحمد الجلبي من فعل هذا كله لإن إدارة بوش ورامسفيلد قد اختاروه، سيسوه، اطروا عليه، شجعوه، وساعدوه في كل خطوة في المشوار . لقد كان الجلبي هو التجسيد العملي لأحلامهم في العراق. ولكنه بدلا عن ذلك أصبح التجسيد العملي تماما لكل شيء خرج عن التخطيط منذ تبينهم هذه الكارثة.
لقد قتل (2570) جندي أميركي، إلى جانب عشرات الألآف من المدنيين العراقيين . إن هؤلاء المدنيون يقتلون اليوم بمعدل (100 شخص يوميا) طبقا لصحيفة الواشنطن بوست، وهم يقتلون في الشوارع في موجات عنف طائفي جر الأمة إلى فوضى كاملة . وإيران تجني أكثر من أي أمة أخرى منافع هذه الحالة الكارثة .
لقد مثل أحمد الجلبي أشياء كثيرة للعديد من الناس . وبعد افتضاح الأمر الآن كليا، نعلم الآن أنه جاسوس لإيران يطعن الأميركيين من الخلف.
ونعلم أنه مسؤولا عن عدد خرافي من القتلى, بفضل المساعدة التي قدمها لإيران لتعقب القوات الأميركية وإحباط الشبكات الاستخبارية الأميركية.
نعرف أيضا أنه صديق الطفولة والمرح لدونالد رامسفيلد .
المصدر: مجلة تروث آوت – وليام ريفرز
الكاتب: ترجمة: قسم الترجمة- الملف
التاريخ: 6/8/2006
-
هذا الكاتب يخدع القرّاء ... فكل ما ذكره مجرد سخافات وتحميل الجلبي وِزر غزو العراق ... لا أعرف هل يريد أن يقنعنا كاتب المقال حقاً أن أمريكا حركت أساطيلها وجيّشت جيوشها بسبب معلومات الجلبي أفندي!
[align=center] .gif) [/align]
-
ماسبب هذه العوده مره اخرى لطرح موضوع الجلبي وسبق وان طرح بشكل موسع في هذا المنتدى.....
فالرجل غائب عن الانظار ولايملك اي منصب حاليا ولا ينافس اي رجل ..
ولم يجني من عمالته لامريكا او لايران اي منصب!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!1 اليس كذلك
الم يقولوا مره جاؤو على دبابه امريكيه...ثم قالو الشيعه تحركهم ايران...وقالو وقالو الكثير
كلها زوبعات اعلاميه كاذبه لاهداف مقصوده.
-
المعلومات التي تناولها المقال فيها مغالطات تاريخية واضحة فمداهمة بيته كانت بسبب خلافاته مع بريمر حول امور بيع النفط وجاءت المداهمة مع الصميدعي الذي اصبح وزيرا للداخلية في مجلس الحكم
ولااعتقد ان الادارة الامريكية تتساهل في هذا الموضوع لو كان الجلبي مدانا لانه سيحاكم وفق القانون الامريكي باعتباره حاملا للجنسية الامريكية
علاقة الجلبي ساءت بالامريكان عندما استلمت الخارجية الامريكية ملف العراق وتم تقديم علاوي عليه اضافة الى المحيط العربي لم يرغب بالجلبي ابتداءا من الاردن الذي لفق للجلبي تهمة بنك البتراء بسبب امور خارجة عن موضوع البنك الذي كانت الاسهم فيه للعائلة الحاكمة وكبار رجال الدولة انذاك
ربما عودة الدكتور الجلبي الى هذا المنتدى مقابل عودة الدكتور علاوي
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |