 |
-
خرزة صدام
خرزة صدام
عبد الامير الهماشي
Wednesday, 30 August 2006
أكثر ما يقلق الطغاة ويؤرقهم هو الهاجس الامني ،لذلك لانجد طاغية أو دكتاتورا لم يتنام لديه هذا الخوف والهلع حتى من أقرب المقربين وهذه ظاهرة عاشها طغاة التاريخ وعلى مر العصور
وصدام أحد هؤلاء الطغاة ولكنه زاد عليهم في هذا الامر الى الحد الذي دعاه الى استحداث أجهزة أمنية بمرور الزمن يراقب بعضها بعضا وتحول العراق الى دائرة امنية كبيرة ، وبات العراقيون يراقبون السنتهم وهمساتهم خوفا ممن يسترق السمع ،وقد كتم معظم العراقيين احلامهم التي بات النظام يعاقب عليها بالاعدام ......!1
ولم يكتف طاغية العراق بذلك بل استعان بالشعوذة والدجل والسحر وقراءة المستقبل عن طريق الفلكيين وهو امر لا يعد عرفا جديدا عند الحكام وخصوصا العرب منهم وللقضية امتداد تاريخي فقد حدثنا القران عن احدى تلك الاستخدامات عندما قال فرعون لقومه بعد أن عجز عن مواجهة النبي موسى -ع-:(لعلنا نتبع السحرة ان كانوا هم الغالبين....)ا
ولعل موضوع استخدامه للاحجار (الخرز ) قد أخذت حيزا واسعا من حديث العراقيين أثناء فترة حكمه
وكلما فشلت محاولة انقلابية او عملية لاغتياله حقيقية أم مزعومة كانت تروجها أجهزة مخابراته لزرع اليأس في قلوب العراقيين يبرز معها حديث استخدامه للخرز التي تحفظه من كل سوء!!!!!!0
لقد كان صدام بارعا في إشاعة الدعايات التي تهدف الى زرع حالة اليأس في قلوب العراقيين للوصول الى استسلامهم للقدر الصدامي
وكانت أخبار خرزته أو لنقل خرزه تتناقله العجائز بعد الرجال وبقينا حتى هذه اللحظة بين الوهم والحقيقة فالتاريخ حافل باستخدام الخرز والاحجار من قبل الحكام والملوك لان لهذه الاحجار قوة ولكل نوع من هذه الاحجار اختصاص في مجال معين كما يتحدث أصحاب الخبرة عن ذلك
وللحجر علاقة وطيدة مع الانسان منذ قدم الزمان فقد كان الها مرة ومرة الة يستخدمها لاغراضه المختلفة، وكان للحجر حضورا في الحضارات الاغريقية والفارسية والفرعونية وصولا الى الحضارة العربية الاسلامية
فحجر الزمرد مثلا مهدئ للاعصاب وهو رمز القوة والحياة كماكان يعتقد الفراعنة وهو رمز الخصوبة والديمومة كما كان الرومان لذلك رّصَع الامبراطور الروماني يوليوس قيصر تاجه بالزمرد وكان هاويا لجمعه لما ينسب لهذا الحجر من امور خارقة صدقها واعتبرها الاخرون خرافة،و تتحدث أساطيرهم عن الهة الامومة والخصوبة بانها تضع الزمرد على عصابة رأسها!!!0
ولم يكن الامبرواطور الرماني منفردا بهذا الامر فتيجان الملوك كانت مرصعة باحجار الزمرد لاستخدامه باستمالة الاخرين ومساعدته في حدة البصر وحسن البصيرة وهو رمز الخصوبة
وانتقلت هذه الاخبار الى العرب في الجاهلية وبعد ظهور الاسلام كذلك وحدثتنا كتب التراث عن الاحجار وكراماتها وان العقيق من أهم تلك الاحجار لانها سجدت لله قبل البقية(إن أول من سجد لله من الجبال العقيق)0
ونتبارك بالتختم بالعقيق وبقية الاحجار كسنة نبوية لان الرسول كان ممن يتختم باليمين بخاتم حجره من العقيق
وبين ماهو مشروع وغيره استمر تداول هذا الامر حتى يومنا هذا
والعراق من أكثر البلاد رواجا لتجارة الاحجار فقد يصل سعر الحجر الى مئة الف دولار أمريكي كما قال أحد تجار الاحجار في حديث صحفي لمجلة زهرة الخليج الامارتيةفي عددها1400لشهر كانون الثاني من هذه السنة وهو مخصص(لمنع الرصاص )!!1
وايستطرد هذا التاجر بالحديث عن الاحجار فيقول (بالرغم من قيمة الحجر إلاأنه من دون طلاسم لاقيمة له)1
اما عن الحجر المقاوم للرصاص فيقول انه نادر جدا والذي يشتريه لايبيعه لذا فُقد من خزائن المهتمين ليدخل الى خزائن المسؤولين
وربما كان صدام أحدهم و قد اُعيد الحديث عن خرزه أثناء إختفائه بسبب طيلة المدة التي اختفى فيها بسبب فشل الامريكيين في العثور عليه قصورا أو تقصيرا لحاجة في نفوسهم
وبعد إعتقاله في الحفرة الشهيرة وعرض لنا التلفزيون عملية الفحص الاولية من قبل الطبيب الذي كان يعبث بشعره ولحيته ويفتح فكيه خوفا من الامراض السارية ومن المؤكد انه ليس كل الفحص الذي جرى لان الفحص الطبي يشمل جميع المواضع الجسدية الحساسة وفي ذلك الوقت فكرت بخرزته الخارقة هل اكتشفها الامريكان أم مازال محتفظا بها ولذلك يطالب باعدامه بالرصاص بدلا من شنقه!!1
عبدالامير علي الهماشي
alhamashi@hotmail.com
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |