 |
-
بعد فشلها من خلال العدوان الإسرائيلي على إضعافه.. حكومة بوش تريد منافسة حزب الله في م
بعد فشلها من خلال العدوان الإسرائيلي على إضعافه.. حكومة بوش تريد منافسة حزب الله في ميدان إعادة الإعمار
واشنطن- الوطن – خاص - تخطط الولايات المتحدة إلى تحسين صورتها لدى الرأي العام اللبناني والعربي بعد أن قوضها الدعم اللامحدود الذي قدمته وما تزال للعدوان الإسرائيلي على لبنان. وتجد الحكومة الأمريكية أن الطريقة الوحيدة الآن لتحقيق ذلك هو المشاركة الفاعلة في إعادة إعمار بنية لبنان التحتية التي دمرتها إسرائيل بالأسلحة الأمريكية الفتاكة.
وقد بدأت الحكومة الأمريكية بحث مشاركتها في إعادة الإعمار عقب قرار حزب الله ببدء العمل فور بدء تنفيذ وقف العمليات الحربية حيث تخشى أن يؤدي عدم تحركها بسرعة لإظهار التزامها إلى أن يزداد تأييد الشعب اللبناني لحزب الله الذي باشر بالفعل برنامج إعادة الإعمار الذي تزعم واشنطن أنه سيكون ممولا من إيران. كما يعتقد المسؤولون الأمريكيون بضرورة استعادة واشنطن لنفوذها في لبنان للحيلولة دون عودة النفوذ السوري.
ويرى خبراء في واشنطن أن بوادر الحملة الأمريكية في هذا الاتجاه بدأت في الحملة التي شنها يوم الخميس رئيس كتلة تيار المستقبل في مجلس النواب سعد الحريري ورئيس كتلة نواب اللقاء الديمقراطي في المجلس وليد جنبلاط.
ويخشى مسؤولون أمريكيون أن يعيق الكونغرس الأمريكي أي تمويل لبرنامج مساعدات موسع إلى لبنان حيث يعتقد أنه في حال تقديم ذلك إلى الكونغرس فإن أنصار إسرائيل فيه سيطالبون بتقديم مساعدات كبيرة إلى إسرائيل لتعويضها عن الأضرار التي ألحقتها صواريخ حزب الله إلى جانب تعويضها عن الأسلحة التي استخدمتها في قصف وغزو لبنان.
ونقلت صحيفة لوس أنجيليس تايمز عن مسؤول أمريكي كبير قوله "إنهم (الكونغرس) يعرفون أننا في سباق مع الزمن للالتفاف حول هذه الانطباعات."
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليسا رايس إن "الولايات المتحدة تساعد في قيادة جهود الإغاثة للشعب اللبناني وسوف تدعمه تماما أثناء إعادة بناء بلده" مشيرة إلى أن واشنطن قدمت :كخطوة أولية بزيادة مساعدتنا الإنسانية الفورية إلى 50 مليون دولار." تعتبر الولايات المتحدة أن المساعدات الإنسانية التي أرسلتها مؤخرا إلى لبنان وبلغت 30 مليون دولار هي جزء من الرقم الذي ذكرته رايس.
ويقول الخبراء إن مثل هذا المبلغ الذي ذكرته رايس هو رقم لا يساوي شيئا في التقديرات الخاصة باحتياجالت عملية إعادة الإعمار التي تصل إلى عدة مليارات من الدولارات. لذلك تسعى الحكومة الأمريكية إلى الاعتماد على دول أخرى "صديقة" للمساهمة بشكل كبير في برنامج إعادة الإعمار. وقال الناطق باسم البيت الأبيض توني سنو يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة ودولا أخرى من بينها السعودية والعراق قد تعهدت بتقديم 425 مليون دولار. وقال سنو إن قيمة المساعدات الإنسانية التي قدمتها واشنطن إلى لبنان بلغت 24 مليون دولار حتى الآن من أصل مبلغ الـ 30 مليون دولار.
ومن المقرر أن يعقد مؤتمر للدول المانحة للبنان يوم الحادي والثلاثين من شهر أغسطس الجاري تبحث فيه الدول المشاركة "إعادة إعمار لبنان."
ويقول مسؤولون أمريكيون إن الحديث يدور حول دور أكبر في إعادة إعمار لبنان وخاصة الـ 150 جسرا التي دمرها العدوان الإسرائيلي ومحطات توليد الكهرباء ومطار بيروت وتنظيف الشاطئ اللبناني من التلوث النفطي الذي تسبب به العدوان الإسرائيلي. ويقر هؤلاء المسؤولون أن الرأي العام العربي ينظر إلى الولايات المتحدة كمشارك فعلي في العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة، لذلك فإن الدور الأكبر الذي قالوا إن حكومة بوش تبحثه يتضمن إطلاق مبادرة دبلوماسية واقتصادية واسعة حول المنطقة تهدف إلى زيادة انخراط الولايات المتحدة في التوسط لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي وتحقيق تنمية سياسية واقتصادية في المنطقة.
وبالرغم من أن الكونغرس الآن في عطلة حتى موعد الانتخابات التشريعية القادمة فإن عدد من أعضائه البارزين قد أعربوا عن ضرورة قيادة الولايات المتحدة لجهود إعادة الإعمار في لبنان. وقال العضو الديمقراطي البارز في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي جوزيف بايدن إنه يريد أن تقوم الولايات المتحدة بدور قيادي في هذا الشأن وذلك بتقديم دعم جوهري وتنظيم اجتماعات للمانحين. أما رئيس اللجنة نفسها العضو الجمهوري ريتشارد لوغر الذي كان قد صوت لصالح قرار يدعو إلى عقد مؤتمر للمانحين بعد وقف إطلاق النار أوضح أنه ينبغي التخطيط للمؤتمر بعناية كبيرة قبل أن تتعهد الولايات المتحدة بتقديم مبالغ مالية كبيرة.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |