 |
-
ان تكون سنيا !
يعيش الحكومة
GMT 14:30:00 2006 الأحد 20 أغسطس
علاء الزيدي
--------------------------------------------------------------------------------
"الحكومة عارفة كل حاجة ".
يؤكد " سرحان عبد البصير " في مسرحية عادل إمام الشهيرة " شاهد مشافش حاجة ". من هنا، فليس أمام المواطنين الصالحين، من خيار، ولا بطيخ، سوى التصفيق المتواصل.
إذا قالت الحكومة، إن المعارضة مرتبطة بالأجنبي، وإن الحزب الفلاني أو المجموعة العلانية أو المركز الكذائي يقبضون من السفارات الأجنبية مباشرة، نقدا ً وعدا ً، فلامفر من التصديق والمصادقة، والانطلاق في مظاهرات مليونية تجوب الشوارع المتربة أو غير المعبدة تأييدا ً للحكومة.
وإذا قالت الحكومة، إنها تعارض المغامرات غير المحسوبة، وإن دخلت هي نفسها في مهاترات محسوبة على أصعدة أخرى سابقا ً وربما لاحقا ً، فيتعين على المواطن الصالح أن ينضم سريعا إلى عاصفة التصفيق. وعليه هنا أن ينتقي، كما يـُنتقى الخيار الجيد أو الطماطم الطازجة، فهذه مغامرة غير محسوبة عليه إلقاؤها بعيدا ً ً، وهذه مهاترة ضرورية عليه إضافتها إلى السلة، و بكلمة : عليه أن " يمـَشـّي " حاله يا أخي بشكل أو بآخر مع تصرفات الحكومة. فلاوقت لديها للشرح والتفصيل، والجرح والتعديل!
وإذا قالت الحكومة، إن ثمة مؤامرة في الأفق، أو أخرى قد حصلت بالفعل، فيتوجب على المواطن الصالح أن يقتنع بالأمر دون نقاش، ثم يجهش بالبكاء تضامنا ً مع الحكومة المظلومة، و لا يدع لوساوس الشيطان سبيلا ً إلى نفسه، من قبيل أن الحكومة عندها أمر تريد تمشيته على الدهماء أي الجماهير، وكان لابد من فبركة بيضاء، على غرار الكذبة البيضاء المحللة شرعا ً – كما يدعي بعض الفقهاء – للزوج على زوجته. لقد " شبكتنا " الحكومة و تزوجتنا وعلينا إطاعتها وانتهى الأمر.
وإذا أسمت الحكومة إرهابا ً هنا مقاومة، ومقاومة هنا إرهابا ً، وشهيدا ً هنا قتيلا ً، وقتيلا ً هنا شهيدا ً، فلا مناص من تصديقها وتمشية مصطلحاتها ووضعها على الراس والعين وأعضاء أخرى من الجسم. أنفهم نحن أحسن من الحكومة ؟ لقد قال الله : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم. والحكومة وفقهاء الحكومة قالوا إن أولي الأمر منا هي الحكومة، فلم النقاش الفارغ إذن !
إذا عينت الحكومة جميع أقاربها في السلطة. وإذا لم تجد لأقارب آخرين لها أو جيران سابقين لزعاماتها وظائف شاغرة فاستحدثت لهم مثلها، أو عينتهم مستشارين لشؤون أي شيء بغية تخصيص مرتب دولاري ضخم. مستشارا ً لشؤون الحقائب الجلدية، وآخر لشؤون النسكافيه، وثالثاً لشؤون الحمام، ورابعا ً لشؤون العلاقات المنزلية والمجتمع المحلـّبي وغير ذلك، فلايستحسن لوم الحكومة، فهي تعرف كل الحاجات والضرورات والاعتبارات، ونحن لانعرف أي شي ء، وإلا قل لي بحق الحكومة عليك، هل يستوي الذين يعرفون والذين لايعرفون ؟
في كل زمان ومكان، تجد الحكومة، أية حكومة، دونما عناء أو متاعب، مصفقين مجانيين وآخرين بثمن. المصفقون التجاريون قليلو الخطورة ومعلومو الحال. إياك ثم إياك من المصفقين المجانيين، فقد تكون دوافعهم المجهولة أخطر من وجودهم ذاته !
عيون الكلام: الرئيس المصري الأسبق محمد نجيب : أحسست أن القراءة هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يهرب إليه الإنسان إذا كانت الحياة سخيفة.
علاء الزيدي
alaalzeidi@hotmail.com
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |