 |
-
الحكومة التي تبنى على المحاصصة والتوافق حكومة شلل سياسي
الصفحـــة الرئيسيــة الأخبــار العربيــة علي الاديب : الحكومات التي تبنى على المحاصصة والتوافق حكومات شلل سياسي
علي الاديب : الحكومات التي تبنى على المحاصصة والتوافق حكومات شلل سياسي
المصدر: الصباح
24 / 08 / 06
قال علي الاديب عضو مجلس النواب عن قائمة الائتلاف العراقي الموحد ان الرؤى مختلفة داخل الائتلاف حول مسألة تطبيق الفيدرالية لان هناك من يراها جيدة ومفيدة ويجب ان تكون نظام عمل في العراق وانها ستحدث خللا في التوازن فيما اذا بقيت كردستان فقط تشكل اقليما لوحدها. واضاف الاديب في حوار مع صحيفة (الصباح) على هامش ندوة فينيسيا حول تطبيق الفيدرالية في العراق
ان الظروف التي تحيط بالوضع السياسي والامني هي ظروف متداخلة يحكمها العديد من الشركاء الفاعلين اهمهم القوات المتعددة الجنسية مشيرا الى ان تراكم الاخطاء التي حصلت بعد سقوط النظام السابق لم تمنح حكومة المالكي فرصة للاصلاح.
الانظمة السياسية السابقة كرست مبدأ التمايز والتفرقة
*المواطن العراقي حديث العهد بالكثير من المصطلحات مثل الفيدرالية وغيرها مما شاع بعد التغيير فهل ترون بان الارضية اصبحت صلبة لقبول مثل هذه المصطلحات؟
-لا نستطيع تجاهل هذه الحقيقة وفعلا ثقافة الفيدرالية في العراق غير منتشرة بل هناك سلبية فهم للثقافة الفيدرالية باعتبار ان النظام السابق كرس موضوع الفيدرالية التي طالب بها الاخوة الاكراد في كردستان وجعلها تفهم على اساس التجزئة او الانفصال عن العراق لذلك ثبت في ذهن العراقي ان الفيدرالية دعوة مرحلية للانفصال النهائي او التجزئة لا سيما وان هناك في الجو نوعا من الاعلام القائل ان هناك مخططات تآمرية ضد العراق يراد من خلالها تجزئته الى دول متعددة ارضاء لشهوة الصهاينة في موضوع تجزئة المنطقة وان كان هذا الاحتمال غير مستبعد الا ان الفيدرالية عموما هي علاج للتباينات والتعدديات الموجودة في العراق وبالذات في المجال العرقي والمذهبي ولا ننكر بان الانظمة السياسية السابقة حاولت ان تكرس عملية التمايز والتفريق بين الاكراد والعرب وبين الطائفتين المتآلفتين السنة والشيعة وللاسف فان هذا التكريس ترك اثاره حتى هذه اللحظة وما يحصل الان على الساحة العراقية هو من جراء ذلك الخطاب. لذلك نرى الفيدرالية علاجا للامراض التي ورثها العراق من التطبيقات المنحرفة لمفهوم المواطنة وعليه فنحن بحاجة الى نوع من التماسك الاجتماعي بين المواطنين والغاء فكرة مواطن من الدرجة الاولى واخر من الدرجة الثانية. اننا نحتاج الى ذلك وهذا يحتاج الى علاج وباعتقادي ان الفيدرالية هي وصفة طيبة لمثل هذا الوضع الذي نعيشه.
المحاصصة لا تقدم الاكفاء
*الكثير من التحديات تواجه حكومة المالكي سواء كانت داخلية ام خارجية، كيف تنظرون وتقيمون اداء الحكومة في ظل كل هذه الظروف؟
-الظروف التي تحيط بالوضع السياسي والامني هي ظروف متداخلة وفيها العديد من الشركاء الفاعلين في الساحة العراقية واهم هؤلاء الفاعلين هي القوات المتعددة الجنسية وسفارات تلك الدول، كما ان للاجهزة المخابراتية للدول المجاورة للعراق دورا تعمل من خلاله بالاتجاه الذي يقوض الوضع السياسي داخل العراق ولا نستيطع التغاضي عن مسألة مهمة الا وهي البناء الحكومي الحالي المهيكل على اساس المحاصصة والتوافق وهذان العاملان يشلان عمل الحكومة ويضعفانها لكون المحاصصة لا تقدم الاكفاء وانما تقدم الاكثر انسجاما مع الخط السياسي، وموضوع التوافق يجعل عملية استعمال(الفيتو) قائما في اية لحظة بين المكونات الاساسية لهذه الحكومة ولذلك توصف مثل هذه الحكومات بانها حكومات شلل سياسي لا تستطيع ان تقدم شيئا ولكن ربما يستطيع المسؤولون سواء كانوا داخل مجلس النواب او في مجلس الرئاسة تجاوز نقاط الضعف ادراكا وتداركا للاخفاق في العملية السياسية لانه اخفاق للشعب العراقي ولا اعتقد بان هذا الامر يفرح اي مواطن او اية كتلة سياسية مشاركة في العملية السياسية الحاصلة الان. ومع ذلك فان وجود القوات المتعددة الجنسية سيكون له دور كبير في نجاح العملية السياسية لانها صاحبة اليد الاولى والاعلى في توجيه خارطة الطريق في العراق، وهذا يعني بان التحدي الذي يواجه الوطنية العراقية تحد كبير ويدعو الجميع الى الوقوف مع الحكومة وتلافي الاخطاء التي فرضت عليها.
لا تغيير في جوهر الدستور
*هناك عدة فقرات دستورية لم تنظم بقانون وهناك اكثر من كيان سياسي داخل العملية السياسية يطالب باجراء تغييرات على بعض فقرات الدستور كشرط لمشاركتهم في العملية السياسي، فما هو تعليقكم على هذا؟
-الاشتراط حدث بعد الانتهاء من كتابة مسودة الدستور وكانوا بالفعل لا يوافقون على هذه المسودة ولكن بعد اجراء نوع من التشاور والتفاوض بشان عملية التعديل لاحقا التي ثبتت في المادة 142 من الدستور والتي تجيز لمجلس النواب تشكيل لجنة في غضون اربعة اشهر للنظر في التعديلات لكن جوهر الدستور يجب ان يبقى كما هو ، وفي اعتقادي ان الجو السياسي والامني غير مشجع لتشكيل وعمل تلك اللجنة في الوقت الحاضر باعتبار ان التوترات النفسية والاتفاقات الجهوية ما زالت قائمة وفي خضم هذا الجو المتشنج والمتوتر لا استطيع القول ان بالامكان اجراء تعديلات دستورية موضوعية حتى وان كانت تعديلات نابعة من مقتضيات ارضاء هذه الجهة او تلك.
الرؤى مختلفة حول الفيدرالية داخل قائمة الائتلاف
*الفيدرالية ومسألة تطبيقها من وجهة نظر الائتلاف العراقي الموحد هل هناك رؤى متطابقة ام متباينة؟
-الرؤى مختلفة داخل الائتلاف حول مسألة تطبيق الفيدرالية لان هناك من يراها جيدة ومفيدة وينبغي ان تكون نظام عمل في العراق وسيحدث خلل في التوازن فيما اذا بقيت كردستان فقط تشكل اقليما وبقية العراق لا يتشكل من اقاليم. وهناك من يختلف في موضوع الفيدرالية وبالذات في مفردات تطبيقها وحجمها فهل هي ضمن نطاق حرية المحافظات واي المحافظات تتحد مع بعضها فيما يقول رأي اخر انه يجب ان تكون هناك فيدرالية واحدة تشمل الوسط والجنوب معا لان هناك تخوفات مفادها ان الجنوب لو انقسم الى عدة فيدراليات فسينشأ نوع من الصراعات او التنافسات بين هذه الفيدرالية ما يؤدي الى خلق ظاهرة يمكن تسميتها بالمناطقية والجميع يدرك بان هناك تباينات في اساليب المعايشة والعادات تزيد من هوة الاختلافات ولذلك يؤكد البعض على الدعوة لفيدرالية واحدة هي فيدرالية الوسط والجنوب وهناك من يرى بان الفيدرالية مبدأ جيد ولكن يجب ان نتريث في تحقيقه لحين خروج قوات التحالف من العراق لان الفيدرالية التي تنشأ في ظل الاحتلال ربما تتسبب بشكل من الاشكال في تجزئة العراق او تقسيمه وهذا لا يعني رفضها لكنه يدعو للفيدرالية المؤجلة لحين انتهاء الاحتلال ولكن اعتقد ان الاحداث الاخيرة وبالذات في الجانب الامني جعلت كل تلك الرؤى المتباينة من قبل اطراف الائتلاف العراقي تصل الى حقيقة الادراك بان المصلحة الوطنية تكمن في انشاء الفيدرالية مع العلم بان خارطة الطريق لتشكيل الفيدرالية ونوعها غير واضحة.. ويفترض بمجلس النواب ان يضع قانونا معينا لتطبيق الفيدرالية تلتزم به المحافظات التي لم تنتظم حتى هذه اللحظة في فيدراليات.
تراكم الاخطاء لم
يعط للحكومة فرصة الاصلاح
*اتهامات عديدة توجهها الحكومة العراقية بين الحين والاخر لدول مجاورة لضلوعها في تدهور الوضع الامني ولكنها لم تكن جادة في ايجاد وسائل ردع لمثل تلك التدخلات سواء منها او من قوات متعددة الجنسيات هل لكم رأي تعلقون به في هذا الموضوع؟
-الردع مطلوب لان من يأمن العقاب يسيء الادب والعمليات الجارية الان تحتاج الى تجاوب صارم من قبل الحكومة مع هذه الافعال التي تتجاوز المعقول وبالتالي نستطيع القول بان هناك اجهزة كثيرة في تشكيلة المنظومة الحكومية عاجزة عن اداء دورها لانها فسدت بسبب انتهاجها سياقات النظام السابق فالقضاء عندنا ضعيف بل متهم ولا يمكن مواجهة هذا النوع من التدهور الامني بقضاء ضعيف لذا نحن بحاجة الى اعادة النظر في بناء الكثير من الاجهزة التي تدخل في صلب عملها مسؤولية حفظ الامن، نحن بحاجة للاصلاح ولكن تراكم الاخطاء التي حدثت منذ سقوط النظام وحتى اليوم لم يعط للحكومة فرصة من اجل الاصلاح مع الايمان بان النوايا الصادقة لدى المسؤولين ستساعد على انتشال هذا الواقع وتغييره باتجاه الافضل.
للمناخ والجغرافية تأثير في قبول الرأي والرأي الآخر
*لماذا هذه الندوات والمؤتمرات تعقد خارج العراق في الوقت الذي يحتاج فيه المواطن الى صورة واضحة عن طبيعة المناقشات والحوارات الحاصلة بين الفرقاء السياسيين سواء في موضوع الفيدرالية او غيرها؟
-هذه الندوات والمؤتمرات تنظم اساسا من اجل اقناع النخب السياسية او المثقفة في البلد لان قناعة تلك الجهات دلالة على جدوى هذه الوصفات والتجارب وهذه المنظمات اساسا لها مرجعية معينة وهي مرتبطة بشكل او باخر بمراكز ابحاث دولية وبالتالي هي محاولة منها لانضاج افكار وصور من نمط معين وعادة ما تترسب هذه الافكار في ذهن السياسي او المثقف عبر الحوار وليس عبر القراءة او الاطلاع لذلك نراها وسيلة مثلى لانضاج تلك الافكار من خلال تداولها عبر المفاوضات والاسئلة المضادة كي تقتنع هذه الفئات بجدوى هذه الحلول، وانعقادها في مناطق بعيدة عن العراق قد يكون للمناخ او الجغرافية تأثير في اخذ المعلومة والتفرد بها وما تسعى اليه المنظمات الدولية هو تغيير ثقافة العراقي وتوجهاتها على اسس تختلف عما كانت عليه في ظل النظام السابق . فضلا عن ان السياسيين قد يقتربون الى بعضهم في فهم انماط ثقافية جديدة من المفترض الاندماج بها تحت ظل ثقافة عراقية جديدة.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |