 |
-
ادعاء وقوع التحريف في القران وموقف الشيعة منه
ادعاء وقوع التحريف في القران وموقف الشيعة منه
بقلم الشيخ :احمد الوائلي
من علماء النجف الاشرف
هذا موضوع من ادق المواضيع ومن اكثرها اهمية وسوف اتناوله باختصار ووضوح وبقدر ما يسمح لي توفر المصارد عني هنا فأقول :
كل بحث يدور حول القران الكريم لا بد ان يكون بمستوى المسئولية في هذا الوضع ونحن اذ نتحدث اليوم بموضوع هو من اشد المواضيع حساسية فيما له علاقة بالقران : وهو موضوع –دعوة وقوع التحريف بالقران- يبجب ان نلتمس طريقنا في حذر شديد واقسم وانا اكتب هذه الكلمات : ان قلبي لا يطاوعني على مجرد سطر هذا العنوان المذكور وفيما اعتقد ان ذلك شعور كل مسلم يؤمن بالله ورسوله وكتابه ان مجرد افتراض وقوع هذا المعنى في القران الكريم يعتدي على اغلى صورة قدسية في صميم وجدان المسلم ولكن وبرغم ذلك كله دار الحديث والكلام حول وقوع التحريف وعدمه
وقد راق هذا الحديث لكثير من اعداء الاسلام فأغتنموا الفرصة عند حدوث مثل هذا التساؤل ووسعوا الحديث في ذلك واطالوا الوقوف لا للتحقيق بل للفت نظر اكبر عدد من الناس الى وجود هذا الاحتمال ولحاجة في نفوسهم
وقد استغلوا جهل وعصبية بعض المسلمين فحركوا اقلامهم ودفعوها الى الجموح في معارك على مختلف ابعاد العقيدة ومنها هذا البعد فراحت تشتم وتكيل السباب من دون تثبت وبغير ان تتبين مصدر هذا الدفع فسارت في طريقها تحقق لأعداء الاسلام في عملها هذا : أهدافهم ولعل من ابرز أهداف اعداء الاسلام مايلي :
أ- اماتة الحساسية المقدسة في نفوس المسلمين ازاء كل اعتداء على القران الكريم وذلك انه اذا تكررت امثال هذه الدعاوى من وقوع التحريف والشبه الاخرى وكثر الخوض فيها : فأن وقوعها على النفوس يخف وبالتالي ينفتح الباب الى ما هو اوسع مدى وتصبح امثال هذه الامور مألوفة الافتراض لا تسبب أي تشنج عند المسلم
ب- وعند حصول هذه الشبه لا بد من حصول جدل حولها يعملون على توسيعه ودفعه الى اكثر من مجرد جدل فيسفك فيه الدماء ويعتدى فيه على المقدسات وليس ببعيد عنا مشكلة خلق القران وعدم خلقه التي اثيرت ايام المأمون وحدثت بسببها الرزايا والمصائب وأدت الى فجائع دامية لا تزال في قلب كل مسلم
ج- طرح الشك على معطيات الايات الكريمة ومتى حدث ذلك فقد القران حجيته لاننا انما نتمسك بحجية ظواهر القران اعتمادا على انه تام وان الموجود بين ايدينا هو كل القران الكريم فاذا قيل ان بعض القران مفقود فمعنى ذلك انفتاح باب الاحتمال في ان بعض ما فقد قد يكون مخالفا لظهور القران الكريم في معانيه الحالية واحكامه وينهار تعبا لذلك كل البناء لان الاسلام هو القران الكريم بكل ما نزل به من احكام وارشاد وتوجيه
د- ان طرح امثال هذه الامور وخصوصا على المستويات العامة يخلق تيارات مختلفة في الاخذ والرد يلهي الناس ويصرفهم عن التفكير في قضاياهم العامة وعندها يتنسى للجهات المشبوهة ات تصطاد في الماء العكر وتتسلل من الجهات الخلفية لتحقق مصالحها وتغرز خراطيمها في اجسام الشعوب ,تمتص من دمائها وهي لاهية تتقاتل فيما بينها من اجل شبه مخلوقة لاجل هذا الغرض ولاى ان تفتح اعينها على مصدر هذه الحركات يكون الاوان قد فات واقدام المستعمرين س قد رخت رسوخا تتعذر ازالته بسهولة بل لا بد من تضحيات كبيرة وفيما مر بنا من احداث قبيل واثناء معاركنا الكبرى ما يلقي الضوء على ما ذكرت كل ذلك بعض اهداف اعداء الاسلام من وراء هذه المعارك العقائدية والذي كان بامكاننا ان نعالجها بروح موضوعية هادئة ونحصرها بالعلماء فقط لان لهم من ورعهم وشعورهم بالمسئولية ما يبعدهم عن المستويات التهريجية وبالتالي حصر امثال هذه المتفجرات في نطاق ضيق لئلا تنتشر وحتى يتم القضاء على اسبابها وبواعثها
وقد يقول قائل :اذا ما هو الداعي لاثارة امثال هذا البحث في هذا الوقت وبالذات ؟
وهو على حق بذلك : والجواب اننا مع شديد الاسف نسمع اصواتا ترتفع هذه الايام لنبش امثال هذه المواضع وهي بين امرين :
اما ان تكون منبعثة بحسن نية وعلى ترسل وان وصل الى حد البلاهة
واما ان يكون لها حتى وراء ذلك غرض ليس بالنظيف وعلى كلا الحالين ان استعرضنا لهذا الموضوع سيكون القاء الضوء على ما في قلب هذا الظلام الذي يصور بشكل مهول بينما لا يتعدى في واقعه (في كثير من الحالات ) الحرص على سلامة العقيدة من تسرب التشكيك اليها وان اقترن بشيء من العاطفة احيانا اننا نريد ان نوصد الابواب بوجه كل مهول مشبوه ونطرح امام جيلنا المسلم مشاكلنا الفكرية بالروح الموضوعية الهادئة والواعية والتي مهمتها الكشف عن نبل وسلامة مقاصد العلماء عند تعرضهم لمعالجة امثال هذه القضايا فقد يكون كل طرف منهم استند في رايه الى شبة لم يلتفت اليها او الى راوٍ احسن الظن به او الى مقدمات ظنها منتجة وهي ليست كذلك وهكذا وسأعرض للموضوع بتركيز وايضاح نظرا لطوله وغموضه محاولا الوصول الى النتيجة بسهولة
معنى التحريف
للتحريف مان ٍ متعددة : اعتماد المفسرون ان يقسموها لما هو اتٍ :
1- قد تستعمل لفظ التحريف في النقل من مكان الى مكان اخر كما في قوله تعالى :( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ) ومن هذا القبيل كل من فسر القران برايه فقد نقل معناه الصحيح عن لفظه وبالعكس وانت واجد هذا المعنى بكثرة في تفاسير المجسمة والمشبهة واهل البد والتناسخية وقد اتبعت هذا المعنى في كُتَيب اسميته (نحو تفسير علمي للقران)
2- وقد يطلق لفظ التحريف على زيادة حرف او نقصه وزيادة حركة ونقيضها والتحريف بالمعنى الاول موجود بالقران قطعا وادلته موجودة بكثرة في كل ابعاد التفسير سواء كان ذلك بقصد او غير قصد
واما بالمعنى الثاني وهو زيادة ونقيصة حرف او حركة فهو موجود ايضا بناء على عدم تواتر القراءات للقران الكريم كما هو الواقع على رأي المحققين وذلك :
لان القراءات قسمان قسم هو من اجتهاد القراء وقسم منقول الينا بأخبار الاحاد وليس بالتواتر فهو على هذا غير متواتر وبتعبير اخر نقول :
اولا : ان المسلمين اجمعوا على ان ثبوت القران ينحصر طريقة بالتواتر وذلك لتوفر الدواعي الى نقله باعتباره اساس الدين كله ومصد الاحكام للمسلمين فاذا نقل الينا بطريق الاحاد فلا يمكن اعتباره قرانا اولا نعتبره قرانا لانه لو كان قرانا لتوارت نقله ولم يقتصر على احاد
ثانيا: ان القراءت السبع او العشر نقلت الينا بطريق الاحاد كما اثبت ذلك المحققون ومن اظهر الادلة على كون القراءات منقولة بطريقة الاحاد :
أ- ان كل قارى من القراء العشر يذهب هو الى صحة قراءته ويعرض عن قراءة غيره ويستدل على صحة قرائته بترك القراءات الاخرى وذلك دليل على ان القرءات اجتهادية ولو كانت متواترة عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) لما احتجنا الى الاستدلال على صحتها كما انه لا يبقى وجه احداهما دون الاخريات
ب- ان جملة من المحققين نفوا كون القراءات متوترتة وانكروا عليها ولو كانت القراءات متوارتة لما صح انكارها عليها ومن هؤلاء ابن جرير الطبري فقد انكر قراءة ابن عامر وطعن في كثير من القراءات غيرها
وقد انكر قراة ابن حمزة كل من الامام احمد بن حنبل وعبد الرحمن بن مهدي الذي يقول فيه الشافعي لا اعرف له نظير في الدنيا ,الخ.
ج- ان كثيرا من العلماء انكروا تواتر القراءات التي لا يظهر لها وجه في اللغة العربية ضرورة ان القران بلغة العرب فاذا لم يوجد له وجه في لغة العرب فلا بد ان لا يكون قرانا وفي ذلك يقول ابن الجزري : ((كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ووافت احد المصاحف العثمانية ولو احتمالا وصح سندها فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحل انكارها بل هي من الاحرف السبعة التي نزل بها القران ووجب على الناس قبولها سواء كانت عن الائمة السبعة ام عن العشرة ام عن غيرهم من الائمة المقبولين ومتى اختل ركن من هذه الاركان الثلاة اطلق عليها ضعيفة او شاذة او باطلة سواء كانت عن السبعة او عمن هو اكبر منهم هذا هو الصحيح عند ائمة التحقيق من السلف والخلف الخ ))
ومن الجدير بالذكر انه لا ملازمة بين عدم توارت القراءات وعدم تواتر القران فان القران متواتر والقراءات غير متواترة كما ذكرنا ذلك مثل ذلك مثل الخلاف في النطق بكلمة مع تواتر نقلها والى عدم هذا التلازم ذهب كل من الزرقاني في مناهل العرفان والسيوطي في الاتقان ذهب الى تواترها عن القراء لا عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) ومعنى ذلك انها اجتهادية منهم
كما أن القرأت السبع ليست هي الاحرف السبعة ومن تصور ذلك فهو واهم كما نصوا على ذلك يقول السيوطي في الاتقان ان القراءات السبع هي لهجات سبع وليست الحروف السبعة وعلى كل حال فقد انتهينا من جميع ما ذكرناه الى عدم تواتر القراءات اما اصل القران كما انزل فهو محفوظ من التحريف لانه يطابق احدى القراءات المذكورة والجامعة لشروط الصحة
3- وقد يراد من التحريف زيادة او نقيصة كلمة وذلك يتصور في الفترة التي سبقت احراق المصاحف اذ احرقها الخليفة الثالث وجمع الناس على نصحف واحد ولولا وجود ما يخالف مصحفه لما كان لاحراقها وجه ولذلك ضبط عبد الله بن ابي داود الجستاني موارد الاختلاف بين تلك المصاحف في كتاب سماه كتاب المصاحف
هذه الاقسام التي افترض وجودها بالمصاحف ونص عليها المسلمون باختلاف مذاهبهم
4- زيادة بعض ما بالمصحف الذي بايدينا وانه ليس من القران المنزل وهذا المعنى من التحريف اجمع المسلمون على عدمه
5- التحريف بمعنى النقيصة او ان المصحف الذي بايدي المسلمين لا يشتمل على جميع القران لان بعضة ضاع وهذا القسم يذهب جمهور المسلمين الى عدمه وان من ادعاه فهو خطا وشياتي برهانهم على خطا هذا القول الا انه ذهب بعض المسلمين الى وجود هذا القسم الخامس كما سنذكره فيما يلي : -
1_ الشيعة الامامية :
ان من التسالم عليه عند الشيعة والذي عليه جمهور مجتهديهم هو عدم وقوع التحريف بالقران وان القران الموجود بايدي المسلمين فعلا هو جميع القران الذي نزل به جبريل على النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) وقد صرح بذلك فطاحل علماء الامامية ومنهم من ذكرهم السيد الخوئي في كتابه البيان وهم :-
أ- الشيخ الصدوق محمد بن بابويه القمي الذي اعتبر عدم التحريف من معتقدات الامامية
ب- الشيخ الطوسي في تفسيره البيان وقد ذهب الى عدم التحريف وذكر ان ذلك هو راي استاذه السيد الشريف المرتضى الذي بالغ في الدفاع عن هذا الرأي
ج- شيخ الفقهاء_كا يسمونه_ الشيخ جعفر كاشف الغطاء الذي ذهب الى ان الشيعة اجماعهم على عدم التحريف مؤكد
د- الطبرسي في تفسيره مجمع البيان فقد ذهب الى عدم التحريف ودلل عليه
ﻫ- الشهنهاني في في كتابه العروة الوثقى والملا محسن الفيض في علم اليقين والشيخ جواد اليلاغي في الاء الرحمن حشدوا البراهين على عدم وقوع التحريف بالقران
و- ونقل ان ذلك راي الشيخ المفيد والشيخ البهائي والقاضي نور الله هؤلاء كلهم عكسوا لنا رأي الامامية في عدم وقوع التحريف بالقران واستدلوا على ذلك بأدلتهم المذكورة في مواطنها
2- جماعة من الشيعة واعلام السنة :
ذهب هؤلاء الى وقوع التحريف بالمعنى الخامس بالقران الكريم اما الشيعة منهم فقد استدلوا بأدلة فندها المحققون في الشيعة وسيأتي ذكر بعضها اما السنة فسأذكر لك رواياتهم فيما يلي بعد الاستشهاد بنقطة للرافعي في كتابه اعجاز القران قال :
(ذهب جماعة من اهل الكلام ممن لاصناعة لهم الا الظن والتأويل واستخراج الاساليب الجدلية في كل حكم وكل قول الى جواز ان يكون قد سقط عنهم في القران شيء حملا على ما وصفوه عن كيفية جمعه ) ولنستمع الى بعض الروايات في ذلك
1- فقد روي مسلم في صحيحه والبخاري بسنديهما عن ابن عباس ان عمرا قال وهو على المنبر ان الله بعث محمدا بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان ما أنزل اليه اية الرجم فقراناها وعقلناها ووعيناها فلذا رجم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) ورجمنا بعده فأخشى ان طال بالناس زمان ان يقول قائل والله ما نجد اية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة انزلها الله والرجم في كتاب الله حق من زنى اذا اخص من الرجال ثم انا كنا نقرا فيما نقرا من كتاب الله تعالى :
(ان لا ترغبوا عن ابائكم فانه كفر بكم ان ترغبوا عن ابائكم ) كما روي ذلك عن الامام احمد في مسنده
(صلى الله عليه واله وسلم )
2- ويقول ابن اشته في كتابه المصاحف عن الليث بن سعد :ان اول من جمع القران ابو بكر وكتبه زيد وان عمر اتى باية الرجم فلم يكتبها له لانه كان وحده ذكر ذلك عن ابن اشته صاحب صاحب الاتقان
اما اية الرجم التي جاء بها عمر ولم يكتبها زيد فهي هكذا :( اذا زنى الشيخ والشيخة فأرجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم ))
3- وذكر السيوطي عن عروة بن الزبير عن عائشة انها قالت كانت سورة الاحزاب تقرر في زمن النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) مائتي اية فلما كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها الا ما هو الان
4- وروي صاحب منتخب كنز العمال بسنده عن زرعي ابن بني كعب انه قال بازر كاني –أي كم – تقرأ سورة الاحزاب قلت ثلاث وسبعين اية فقال ان كانت لتضاهي سورة البقرة او هي اطول من سورة البقرة
وهذا جزء من عشرات الروايات الواردة عن اعلام السنة في وقوع التحريف بالقران بهذا المعنى وقد حملوا هذه الروايات التي تنص على سقوط بعض ايات القران على ما نسخت تلاوته وهو امر لم يثبت وذلك لان هذا النسخ متى كان وقوعه هل كان وقوعه في زمن النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) وهو امر يحتاج الى اثبات وقد اتفق العلماء على عدم نسخ الكتاب بخبر الواحد بل ذهب الشافعي واصحابه واكثر اهل الظاهر الى امتناع نسخ الكتاب حتى بالسنة المتواترة كما يذهب الى عدم نسخه المتواترة الامام احمد بن حنبل في احدى الروايتين عنه فكيف يصح نسخ الكتا بهذه الروايات التي ذكرناها قسما منها وهي اخبار احاد اما اذا قلنا ان نسخ التلاوة وقع بعد النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) فهذا هو عين القول بوقوع التحريف فنخلص من ذلك ان الذين يذهبون الى القول بنسخ تلاوة بعض ايات القران هم القائلون بالتحريف كما ذكرنا
اما الشيعة فكما اسلفت ان بعضهم استند في ذلك الى روايات ضعيفة في سندها ودلالاتها ومعارضته بما هو اقوى سندا ودلالة وبعضها ساقط على شرط من رواها كما هو الحال في روايات الكليني في الكافي والتي توهم انه يتبنى هذا الرأي (القول بالتحريف) مع انه اشتراط في كتابه المذكور ان الرواية اذا خالفت كتاب الله وسنة نبيه فهي مطروحة بناء على منهجة ولا يؤخذ بها فكيف يصح مع هذا نسبة القول بالتحريف الى الكليني واليك أدلة الشيعة بعدم وقوع التحرف بالقران :
1- الدليل الاول :
قوله تعالى )): انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )) الاية 15 في السورة ؟
دلت هذه الاية على حفظ القران من التحريف ومن وقوع التلاعب فيه وقد ادعى بعضهم ان معنى ذلك حفظ القران بالجملة دون الاقرار والجزئيات وهي دعوة باطلة لانه لو كان ذلك لكفى ان يكون القران محفوظا في اللوح المحفوظ وانما المراد حفظ القران بين الناس لان في عدم حفظه هدم الدين من اساسه كما ذكرت في المقدمة
2- الدليل الثاني :
قوله تعالى : (( وانه لكتاب عزيز لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد )) 41/41 دلت هذه الاية على نفي كل باطل عن القران الكريم وذلك ان النفي اذا وقع على الطبيعة افاد العموم ولما كان التحريف من الباطل فهو نفي بالقران الكريم
3- الدليل الثالث :
قوله (صلى الله عليه واله وسلم ) اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترة اهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض وهذا الحديث من الاحاديث التي تظافر الفريقان على روايتهما وقد دل على وجوب التمسك بالكتاب والسنة ولو كان شيء من الكتاب ضائعا لما امكن التمسك به لاحتمال ان يكون بعض هذا الضائع فيه قرينة على خلاف ظواهر القران فلا يكون القران حجة ولكن وجوب التمسك باق الى يوم القيامة فدل هذا على ان القران كامل لم يسقط منه شيء ولم يضع منه شيء
اقتصر من ادلتهم على هذه الثلاثة ومن اراد التوسع فبامكانه الرجوع الى المصادر التي سأذكرها في نهاية البحث
بقي هناك شيء وهو وجود الروايات التي يفهم منها التحريف عن الشيعة ومن ذلك :
أ- الروايات التي تذهب الى ان عليا عليه السلام عنده مصحف غير المصحف المتداول بأيدي المسلمين لأنه مشتمل على ما ليس في هذا المصحف الموجود بين ايدينا
والجواب : ان الزيادة المذكورة في مصحف علي عليه السلام :الشروح والتفاسير التي كان يسمعها من النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) فثبتها عقب الايات التي يسمعها والتي يلخصها واما القول بأن فيه زيادة قرانية فهو باطل قطعا كما مر عليك في ارائهم وادلتهم
ب- روايات اخرى كثيرة وردت عن اهل البيت تذهب الى التحريف والجواب عنها ات التحريف المقصود من قبيل حرف بعض معاني الايات وتحويلها من مكانها الى مكان اخر وحتى الادلة على ذلك مارواه الكليني بسنده عن ابن بصير قال سألت الامام الصادق عن قوله تعالى ((اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم )) من هم اولو الامر فقال نزلت في علي والحسن والحسين عليهم السلام فقلت له ان الناس يقولون فما له لم يسم عليا واهل بيته في كتاب الله فقال الصادق قولوا لهم ان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) نزلت علية الصلاة ولم يسم الله تعالى ثلاثا او اربعا حتى كان النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) هو الذي فسر لهم ذلك
ومثل محاولة بعض المفسرين حرف مفاد الاية الكريمة وهي قوله تعالى (( انما وليكم الله ورسوله والذين امنو الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكوة وهم راكعون ))
عن علي عليه السلام وذلك لان لسان الاية لسان عموم مع ان القران الكريم يستعمل ميم الجمع للمفرد جريا على عادة العرب للتعظيم هذا بالاضافة الى ان الروايات التي تبحث عن اسباب النزول تنص على ان المقصود به علي ابن ابي طالب عليه السلام كما ذكر ذلك جمهور المفسرين
وعلى كل فان هذه الروايات في التحريف تحمل على هذا المعنى وهو حرف بعض معاني الايات الى غير موضعها واكرر مرة ثانية ان المتسالم عليه عند الشيعة ان القران الكريم الموجود بايدي المسلمين اليوم هو كل ما نزل على النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) وكل قول عدا ذلك نقيصة وزيادة كما صورناه بلطل عندهم
الشيخ احمد الوائلي
القاهرة 27/8/1972
مع تحياتي
محمد المترفي
واهدي تنضيدي هذا لبحث الشيخ اليه نفسه واقول هذه بضاعتكم قد وصلت اليكم
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |