[align=center]
الزرقاوي في قلوب سعوديين وهابيين[/align]
بواسطة: wahabia ، التاريخ : 2006-08-30 07:50:27 ،


خولة الهاشمي

بعد عملية اغتيال أبو مصعب الزرقاوي في العراق على أيدي القوات الأمريكية ظهرت شعبية الزرقاوي في دولة آل سعود فكانت هناك فئتان أولى تعلن إعجابها المباشر وتشجيعها الضاري له، وثانية تحاول التذاكي بالزعم أنها معه في (جهاده) ضد المحتل فقط وتخالفه في استهداف الأردن أو التحريض ضد آل سعود .

هؤلاء المنضوون تحت الفئتين كانوا يطلقون آراءهم علانية بلا تردد أو جهل بعضهم عبر خطب الجمعة أو كلمات المساجد عقب الصلاة وغيرهم في منتديات الإنترنت وهم معروفون لأجهزة الأمن .

القصة مع جمهور الزرقاوي لا تنتهي جغرافيتها عند حدود العراق بل تبدأ من دولة آل سعود وتعود إليها، هؤلاء يعتقدون أن مجرّد ( جهاد) المحتل كفيل بالمبايعة والتشجيع، رغم صراحة معشوقهم بارتباطه الفكري والتنظيمي بــ(قاعدة) وتبنيه لتفجيرات عمّان وأسوأ مشاهد العنف في العراق تلك غير المرتبطة بالمحتل ونضيف أيضاً: التنسيق المستمر بين ( قاعدتي) البلدين .

التنظيمان في البلدين هما في النهاية كيان واحد أو شركة لديها عدة فروع عالمية ومنتج ما – أمريكي مثلاً – لا يستساغ الاكتفاء بمقاطعته إذا كان يباع في دولة آل سعود ولا يقاطع حين يباع في العراق.

أهل الفئة الأولى يجاهرون في المساجد بتشجيع الزرقاوي وبعد تنبيهات عدة أُوقف الكثير منهم لكن بعضهم انتقل تلقائياً وتذاكياً إلى وصف الفئة الثانية بزعم أن التأييد ينحصر في حدود العراق وما لا يمس المدنيين الأبرياء فقط .

وحين تناقش أحداً من الضالعين في محاولة التذاكي هذه تجده أمام حيرة من الأجوبة المنتهية بأسئلة من نوع: وما العمل مع المحتل ؟.

ما يفعله المتذاكون من انتقائية لمنهج الزرقاوي لا يطبقونه على واقعنا المحلي حين يتناولون وزير العمل غازي القصبي فالأديب نرتبط به كمسؤول حكومي لا علاقة لنا بأدبه ويدير عمله بكل احترافية، ومع ذلك نجد جام غضبهم يصب عليه ويطالبون بإبعاده مستندين في ذلك إلى إنتاجه الأدبي إذن، أين ما طبقوه على الزرقاوي من مسألة القصيبي ؟.

المشكلة مع المتعاطفين لا تنتهي طالما أن أساليب المناورة متوافرة واللاعبين نشطاء على الساحة لا نعتقد أننا كنا في حاجة إلى أن يقتل الزرقاوي كي يخرج هؤلاء ما في جوفهم مما خبؤوه طوال الفترة الماضية، كانوا في السابق لا يرون في الزرقاوي إلا ( مجاهداً صادقاً) وبعد أن وجه بنادقه الإعلامية نحو آل سعود لجأوا إلى أساليب المناورة وخرجوا علينا ً بالتكتيك المشار إليه سلفاً لكن النهاية الطبيعية للزرقاوي أعادتهم إلى ما كانوا عليه دون أن يتناسوا التذكير دائماً بأنهم لا يؤيدونه في رأيه تجاه آل سعود .

قتل المدنيين في العراق هو بذات القيمة الدينية والإنسانية في دولة آل سعود وتفجير الأماكن الدينية لا تختلف قيمته بالجغرافية أيضاً، هذه الحقيقة العلمية لا تأخذ طريقها إلى عقول المتذاكين وجمهور الزرقاوي في بلاد آل سعود لأن التعاطي مع معشوقهم من القلب إلى القلب ولا مكان للعقل فيه .