تحدّث سماحة السيد السيستاني عن الفساد الاداري و سوء استغلال السلطة فأكّد على ضرورة مكافحة هذا الداء العضال الذي يتسبب في ضياع جملة من موارد الدولة العراقية ، و شدّد على لزوم تمكين القضاء من ممارسة دوره في محاسبة الفاسدين و معاقبتهم في أسرع وقت .
و قال سماحته في معرض حديثه عما ينبغي أن ينتهجه من هم في مواقع المسؤولية : إن المواطنين يتوقعون ـ و هم على حق في ذلك ـ أن يروا أعضاء مجلس النواب و كبار المسؤولين في الحكومة يشاطرونهم في معاناتهم و يشاركونهم في مصاعب الحياة و يتشبّهون في ذلك بالامام علي عليه السلام الذي كان يقول ( أأقنع من نفسي بان يقال أمير المؤمنين و لا أشاركهم في مكاره الدهر أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش ؟ ) .
و أشار سماحته الى الاختلاف الفاحش في سلّم الرواتب ، حيث ينعم البعض برواتب كبيرة في الوقت الذي لا يحصل فيه المعظم على ما يفي بمتطلبات العيش الكريم ، مؤكداً على ضرورة علاج هذا المشكل بما يضمن العدالة الاجتماعية . و فيما يتعلق بالشأن السياسي أشاد سماحته بمبادرة السيد رئيس الوزراء للمصالحة الوطنية مشدّداً على ضرورة تفعيلها على أساس القسط و العدل و نبذ العنف الذي يقصد من ورائه الحصول على مكاسب سياسية ، و احترام ارادة الشعب العراقي المتمثلة في الدستور الدائم للبلاد و نتائج الانتخابات التي انبثقت عنها الحكومة الوطنية الحالية .