 |
-
الحكومة العراقية من منظار المرجعية
الحكومة العراقية من منظار المرجعية
كتابات - احمد جوي اللامي
ليست المرة الاولى التي يظهر فيها ممثل المرجع الديني الاعلى السيد السيستاني سخطه ونقده للحكومة سيما السيد رئيس الوزراء نوري المالكي الذي ينتمي الى كتلة الائتلاف العراقي الموحد اكبر كتلة داخل البرلمان العراقي ذات الاغلبية الاسلامية الشيعية ، وكانت هذه الكتلة قد حظيت بمباركة آية الله السيد السيستاني فكأنه كان يشعر لزاماً عليه – السيستاني- ان يُظهر عدم رضاه وامتعاضه على من اداء الكتلة التي بارك سماحته انتخابها ، فقبل ثلاثة اسابيع تقريباً حذر الشيخ هادي الكربلائي المعتمد الاول للمرجع السيد السيستاني الحكومة من ردود افعال الجماهير فيما لو استمر تردي الخدمات وتفشي الفساد واذا لم يتم التعاطي من قبل الحكومة مع هذين الملفين الأساسيين تعاطياً سريعاً وملحوظاً فأن هذه الجماهير ستفقد ثقتها بقيادتها ، وفي الجمعة المنصرمة دعا الكربلائي اعضاء الحكومة العراقية الى الخروج من مقراتهم وضرورة التواصل مع العراقيين للاطلاع على معاناتهم لانهم يعيشون ظروفاً قاسية ، وقال لهم ان معاناة الشعب لا يوضع لها حد وكل الحكومة تختبئ وراء حصون منيعة .
يبدوا لي أن ثمه خيبة امل اصيب بها ممثلوا المرجعية الدينية وجماهيرها تجاه حكومة منحوها فوق ما تستحق مع تفريطهم بشخصيات اسلامية وليبرالية كان من الممكن ان تلعب دوراً كبيراً في هذه الحقبة الخطيرة والمهمة في تاريخ العراق السياسي المعاصر باعتبار حنكتها السياسية وامتلاكها للكوادر التكنوقراطية القادرة على إدارة الأزمات . الأمر الذي حدا بزعيم الطائفة السيستاني ان ينتقد سفر المسؤولين خارج البلاد هروباً من جو العراق الساخن طقساً وأحداثا واعتبره تنصلاً عن المسؤولية التي ألقاها الشعب على عاتق هؤلاء الهاربين الذين كان يأمل الشعب منهم ان ينقذوه من قساوة الظروف التي عايشوها في زمن الطاغية وما زالو يعيشونها ، بل الادهى والامر من ذلك ان الوضع يزداد سوءاً فبعد ان كان الشعب يعاني من طاغية واحد اسمه صدام فقط وكانوا في راحة من هم الوقود والخدمات الأساسية التي كانوا يحصلون عليها بسهولة ، صار الشعب المظلوم اليوم يعاني من طغاة وجزارين وذبا حين و(حرامية) وميليشيات لا ترحم من يقع بأيديها وفوق ذلك كله لا ماء ولا كهرباء ولا وقود ولا غاز ولا نفط ولا شغل ولا مشغلة وهلم جرا .
إنني ازعم أن هذا الرجل الصالح السيد السيستاني وأنصاره سيتحولون الى معارضة ضد من انتخبوهم وانا متأكد من أن عجز الحكومة عن حل الأزمات سواء كان ذلك بقصد او دون قصد بسبب تسليم الوزارات إلى شخصيات ليست لديها أي خبرات سابقة في ادارة الأزمات وليست متخصصة في عملها بل كل ما في الأمر أن هذا الوزير من الحزب الفلاني وذاك من الطائفة الفلانية سيطيح بهذه الحكومة وان أي انتخابات مقبلة سواء كانت على مستوى مجالس البلدية او على مقاعد البرلمان سوف تغيير خارطة كل انتخابات عام 2005 . فهل ياترى ستكرر المرجعية مباركتها لقائمة معينة ام ستترك الامر للشعب هو يقرر من ينفعه ومن يضره ؟
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |