 |
-
السيد الحصيني : الفيدرالية وقتها غير موآت وتقحم بطروحات الوسط والجنوب
بغداد/ مازن صاحب
في مكتبه الملحق ببناية قريبة من جامع الرحمن ، وسط حي المنصور الراقي ، كان لموقعنا حوار موسع ، مع "عبد الرحيم احمد " الامين العام لحزب الفضيلة ، الذي تبرز على شخصيته معالم دلالة الارتباط بين منهجية الفلسفة الدينية والبعد السياسي لتحويل هذه الفلسفة الى مفردات عمل سياسي يومية .
دار الحديث عن ثوابت حزبه حول الفيدرالية وحل المليشيات وموقفه من مبادرة المصالحة الوطنية، فكانت اجاباته ، تتصف بالوسطية والابتعاد عن سفك دم الحقيقة على مذبح الخلافات السياسية ، فكان هذا الحوار :
- دعنا نبدأ حوارنا من حديث المصالحة الوطنية، هل تختلفون في تطبيقات هذه المصالحة، ما موقف حزبكم بالتحديد ؟؟
* هناك ظاهرة يراد لها ان تطال العراق لاستيعاب الخصم والبؤر التي تثير المشاكل ، ونتطلع الى واقع عراقي افضل ، فتاتي المصالحة كطريق واسلوب لاحتواء الاخر ، وهذا امر جيد وناضج ، والعملية التغييرية بعد سقوط الصنم تتطلب هكذا عملية استيعابية لكل الاطياف التي تختلف مع الحالة الجديدة .
ا لا اننا نختلف في الاليات التطبيقية لهذه المبادرة ومع بعض النقاط الاساسية فيها، الاولى، ان الجهة التي هي اليوم بؤرة للمشكلة لم تضح لنا كنه شخصيتها الصريحة لكي نتصالح معها ، فالامر يهون حين نعرف هذه الجهة وتدخل الطاقات الاعلامية والسياسية لاستيعابها، ولكن عندما تكون المصالحة عائمة وغير معروف الجهة الي يراد استيعابها ، تكون هناك مشكلة، وبذلك يكون مبدأ المصالحة مجرد حالة اعلامية ، تمتص نقمة الناس ، دون فاعلية حقيقية، لحل مشكلة موجودة اصلا .
من وجهة نظري ، هناك اشكال اخر، فهذه المصالحة، تكون صحيحة، حين تنبع من الذات ،من داخل العراق، والمصلحة الحقيقة لكل العراقيين ، لا ان تاتي المصالحة من الخارج ، عندها تزيد الطين بلة ، ولن تكون اداة لحل المشكلة ، ولن تكون ذات تاثيرفي العملية التغييرية الجديدة المطلوبة .
- هل تجدون المصالحة المطروحة كذلك ؟؟
* ارى ان ظرف المصالحة لم ينضج بعد ، كون هذه الجموع الغفيرة التي اودعت السجون لحل مشكلة الارهاب على سبيل المثال ، حينما نتصالح مع من تلبس بالجرم وهناك شرط يفرض باطلاق سراح هؤلاء ، وهم لم يقتنعوا بعد بالعملية التصالحية ، ولم يبدوا ندمهم على افعالهم السابقة ،او ظهور منفعة لهم من الدخول في حالة المصالحة بتغيير ستراتيجتهم ، عندها لن تكون المصالحة ذات قيمة ، ولن تكون كذلك الا اذا كانت ذات موقع مشترك عند الخصمين ، انا ومن اتصالح معه ، اما ان تكون المصالحة غنيمة له ولن تكون كذلك بالنسبة لي ، حينها تصبح المصالحة مثل السمكة التي تخرج من الماء ثم تعاد اليه وهي حية ، فتبقى على شانها وترجع الى سابق عهدها ، والقاء القبض على الكثير ممن قاموا باعمال ارهابية وتم اطلاق سراحهم مؤخرا بسبب المصالحة يؤكد كل ما تقدم ، ونعتقد ان على المصالحة ان تكون كنسيج متكامل او فقرة من مشروع ، اما كنتوء خارج عن العملية الشاملة لبناء العراق الجديد، والتي لا يعترف بها الخصم الا كغنيمة له، تكون المصالحة بلا جدوى.
* هل لديكم كحزب فضيلة مشاورات او اتصالات مع اطراف اخرى بما فيها جهات مسلحة في سياق تطبيق مشروع المصالحة ؟؟
- بما ان المصالحة لم تكن مبادرة من الفضيلة بشكل مطلق، انما هي مبادرة من الحكومة المتنخبة على اساس الدستور ، فحزبنا يتبنى ويدعم الحكومة، ولكن لا اتصالات لنا مع اية اطراف ولم نفكر في الحزب او مكتبنا السياسي باجراء مثل هذه الاتصالات بل تصلنا المعلومات من الدولة ومن تكتل الائتلاف الذي نحن جزء منه .
* يحدث في مناطق تواجد جمهور حزب الفضيلة عمليات للتهجير القسري ، هل لديكم مليشيات او لجان شعبية تحمي هذا الجمهور ومناطقه ؟؟
- لا توجد لدى حزب الفضيلة اية مليشيات مسلحة، باعتبار الحزب لا يتبنى المواجهة المسلحة مع الاخر، واختط لنفسه مبدأ الحوار، والتزم السلم والعمل السياسي باعتباره منضوي تحت دولة ولا يخالف العملية السياسية .
* اذن كيف تتعاملون مع المليشيات الموجودة على الارض والتي تتهم بتشكيل فرق موت اووجود مليشيات شيعية معلنة ومليشيات ظل سنية واحد موقمات المصالحة المطروحة ، حل هذه المليشيات ، ما تعليقك ؟
- صراحة حزبنا ومرجعيتنا لم تؤسس لاي مليشيا يرجع الشعب اليها في حل مشاكله، لان هذا الرجوع يتجاوز حقيقة وجود الدولة والقانون ، ويعني الفوضى وشريعة الغاب ، من الناحية الاطلاقية ، نحن لسنا مع المليشيات كمرجع لحل القضية، لان هذا يعني خلق مشكلة جديدة والغاء العملية السياسية ، والغاء صوت الشعب وارادته والرجوع الى القبلية والعشائرية وشيوع حالة من الفوضى .
ولكن تحليلنا للحالة يتجه الى ان ثمة مليشيات منظمة تعتمد قضية منهجية، تريد ان تصدر الفوضى للعراق وتجعله بؤرة لاثارة المشاكل ، ونحن ضد هذا التوجه، الذي يبرر القتل تبريرا منهجيا وعقائديا، والتي تطل برؤوسها من شاشات التلفزيون ، او مواقع الانرتنيت ، وتخلق لنفسها انواع من التبرير العقائدي والثقافي ، وهناك نوع من المليشيات تشكل كرد فعل ، يتولدها الظرف، وكأن وجود هذه المليشيات قد ولد مليشيات ظرفية ردا على وجود الاخرى ، وحين نفكك القضية ، بان هناك مليشيات ممنهجة، لها ستراتيجية محددة وهناك مليشيات جاءت كرد فعل عليها ، في الاطار العام كل المليشيات مرفوضة ، والساحة العراقية تحمل كلا النوعين من المليشيات ، واستصال المليشيات يتطلب اولا ان نتخلص من المليشيات التي لها منهج عقائدي معروف ، بان نستاصل منابعها ، اما المليشيات التي جاءت كرد فعل فتنتهي بانتهاء ظرفها المؤقت ، ولابد من البحث عن الايادي التي تحرك المليشيات العقائدية ولاسيما من خارج العراق .
* اتهم حزب الفضيلة بانه انشق عن التيار الصدري ، هل هذا صحيح ؟؟
- هذه القضية من الناحية التاريخية التيار الصدري تيار واحد وهو امتداد للاسلام الاصيل المعتدل ، الذي اصله سلام ورحمة وهداية ، فبدأ التيار الصدري بالتضحية من اجل الانسانية والاطفال واليتامى ، بدأه الصدر الاول "محمد باقر الصدر"، ثم لحقه الصدر الثاني " محمد محمد الصدر "، التي امتدت الى الوان من الاذواق، كل منها له خصوصية تميزه عن النوع الاخر، ولكن من الناحية الاجمالية هناك تيار صدري واحد ، تنضوي تحته الكثير من التيارات الجزئية ، وكل منها يعتبر امتداد للخط الصدري الذي مثله الصدر الاول ، ومرجعيتنا الدينية المتمثلة في اية الله الشيخ اليعقوبي ، تمثل مثل هذا الامتداد .
ولا يوجد من الناحية العقائدية اي خلاف ، فهي واحدة ، وتختلف في الممارسات ، وتبنى الشيخ اليعقوبي نوعا من الاعتدال ، والتعدد لايعني الخلاف والخصومة بل هناك منطلقات واحدة وتعدد في الاساليب .
* انطلاقا من هذا الكلام هل لديكم متبنيات مشتركة مع الكتلة الصدرية داخل البرلمان العراقي ؟؟؟
- احيانا تلتقي المشتركات وان اختلفت المنطلقات ، وربما يلاحظ المراقب من الخارج نوعا من اتحاد المواقف بين اعضاء البرلمان من حزب الفضيلة مع اعضاء الكتلة الصدرية ، في موقف ما ، قد تجسد مثل هذا الموقف المحدد ، الذي تحركه المشتركات مثل الموقف من الحالة اللبنانية .
* بوجود مثل هذه المشتركات ، هناك حديث عن تعديل وزاري ، كيف تنظر الى ذلك ؟؟
- لم يحصل حزب الفضيلة على حقائب وزراية ولكن المفروض ان نحصل على الحقائب الوزراية المخصصة لنا ، وما زلنا نسعى الى الحصول على الحقائب الوزراية الثلاثة اليت خصصت .
* دعني اسال بالمباشر هل سيبقة حزب الفضيلة يطالب بحقيبة وزارة النفط ؟
- كلا ، لا يشترط حزبنا الحصول على هذه الحقيبة، ولم نطرح ذلك كشرط اساسي ، وهناك اكثر من وزارة مثل التجارة والعمل ولاشؤون الاجتماعية ، وما زلنا نطالب بها وربما غيرها ، نبقى نطالب بحصة الفضيلة كوننا مشاركين في تشكيل الحكومة .
* ما معلوماتك عن التغيير الوزراي ؟؟
- الى الان لم يحسم بشكل دقيق ، وربما يطال التغير، ليس الوزارات التي يجري الحديث عنها بضمنها بعض الوزارت الامنية ، كالدفاع مثلا .
*ربما الداخلية ، كيف تجد اداء وزيرها ؟؟
- وزير الداخلية رجل معتدل مخلص عراقي غير منحار، وشفاف، ان الوضع الكلي في الساحةالعراقية والاضطراب الامني ينعكس على اعمال وزارته ، وليس بيده عصا موسى للتغيير المطلوب ، واذا تظافرت الجهود ودعم من الشعب ومختلف تياراته ومن القوات متعددة الجنسيات ، قد ينجح في مهمته ؟؟
* كيف تتصورن الحلول الناجعة للملف الامني ؟؟ هل تجد ان الفيدرالية التي يدعو لها رئيس كتلة الائتلاف السيد عبد العزيز الحكيم هي الحل الانسب ؟؟
- لا اعتقد وهذه مشكلة خطيرة اذا قلنا ان الوضع الامني يحل بالطريقة الفديرالية، ولا هناك اي تلازم او ربط عقلي او تاريخي لمثل هذا الحل ، القضية الامينة لا علاقة لها بالفديرالية ، نعم كمطلب حضاري وقانوني ، يفرضه الوضع العراقي ، يمكن الحديث عن الفيدرالية ، ولكن ان تكون الحل للوضع الامني فلا اعتقد بذلك .
ومن يريد الفدرالية ، كمخطط وسينارويو لتقسيم العراق ، فيكون اثارة الامن في بغداد او غيرها لكي يفكر الاخر بضرورة الجوءالى الفيدرالية للهروب من الوضع الامني الشائك الى الفيدرالية ولا اقصد بذلك الائتلاف او السيد الحكيم ، ولا ارى رابط ما بين الفيدرالية والامن .
* ما حل من وجهة نظرك ؟؟
- ايقاف تدخل الايدي الخارجية التي تلعب في الساحة العراقية ، واعطاء الملف الامني بيد العراقيين ، واذا تخلصنا من الدعم الخارجي للارهاب وعدم الدخول المباشر في التلاعب في الخريطة السياسية للعراق من ايادي خارجية عندها يمكن الحديث عن معالجة هذا الموضوع .
* كيف تجسر الثقة بين الشيعة والسنة لحل الملف الامني ؟؟
- هناك معتدلين من كلا الجانبين ، وحتى المتصدين للعملية السياسية ، وانا عضو في المجلسي السياسي للامن الوطني ، ونجلس كاخوة ، عربا واكراد ، شيعة وسنة ، ونتباصر في الكثير من الامور ، ومن طبيعة الاشياء ان الكل يساهم في حل الملف الامني ، منها على سبيل المثال ، مناقشة زيارة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي الى واشنطن ، والجميع يرغبون بحل هذه المعضلة .
* اذن من يقتل العراقيين يوميا ؟؟
- اوضحت الاجابة على هذا السؤال ، ايقاف تمويل الارهاب من الخارج ، تحل القضية الامنية داخليا 100%
* من يمول الارهاب من الخارج ؟؟
- لا اعرف، اجمع كل هذه الامور في بوتقة واحدة ، قطع التمويل الخارجي عن الارهاب يقطع ايديه عن النيل من العراقيين .
* دعني استوضح منك الموقف الرسمي لحزب الفضيلة من الفيدرالية ؟؟
- صراحة ، الرفض ليس للمبدأ ، كالية مطروحة عامليات في 22 دولة من دول العالم ، نجحت في عدد من هذه البلدان وحلت مشاكل كثيرة مثل الهند الا انها اخفقت في بلدان اخرى ، العراق كما يبدو قد تنجح الفيدرالية فيه لوجود تنوع في الاطيف الاجتماعية ، ولا تتقاطع مع وحدة الوطن ، فحزبنا ومرجعيته الدينية، ترى ان الفيدرالية مطلب طبيعي ولكنها لا تطالب به كمطلب ستراتيجي
ونعتقد بان التوقيت غير مناسب لنطالب بالفيدرالية الان ، من جهة اخرى، طبيعة الارض والمناطق التي تطبيق فيها الفيدرالية، فقد تكون ناحجة في ثلاث محافظات او محافظتين، افضل مما تكون كفيدرالية للوسط والجنوب ، ولكونها اطروحة ادارية وسياسية ، علينا ان لا نقحمها بطرح فيدرالية الوسط والجنوب ،في ان واحد ، بل تطبيقات مؤقتة وتدريجية لضمان نجاح الفيدرالية او فشلها
وما زالت المشكلة مشكلة انسان وبيئة وظرف ، فالظرف الحالي غير مؤات لتكون الفيدرالية هدفا الان ، ويمكن تعديل الدستور في هذا الشان .
* ما موقف حزبك من اعادة انتشار القوات الامريكية في بغداد ؟؟
- نحن نتحفظ ونتخوف من هذا الانتشار الجديد ، ونتحسب من كون الخطة الامنية تكرس عدم الامن ، الا اننا نطمح ان تكون هذه الخطة تعمل بموازنة والكيل بمعيار اواحد وان لا يوظف الطابع الامني لتسويق اهداف واغراض مجهولة حتى الان
وهناك كلام في الاوساط السياسية من تشكيل حكومة انقاذ ، او تمرير جهة على حساب جهة اخرى، ونحن كحزب نمثل جمهورا ، مهما تغيرت الحالة السياسية ، في ظرف سلبي او ايجابي ، نبقى نعمل من اجل مصلحة هذا الجمهور .
http://www.iraqmc.com/interview/in1.htm
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |