 |
-
حصانة التفخيخ
حصانة التفخيخ
ونحن نغالب سطوة هذه الايام الشديدة الوطاة التي تزامنت مع حلول شهر رمضان المبارك الذي كان يجب ان يكون شهرا للمصالحة مع الذات اولا ومع الاخر ثانيا . الا اننا نرى خلافا الى ذلك جملة من الافرازات ( الصديدة ) التي افرزتها تراكمات كبيرة ادت الى مثل هذا الظهور السريع الذي بات منذرا بالهلاك وبالضياع .. لكل فردا في العراق الذي يريده البعض امارة للقتل والتهميش والفناء
لا امارة اسلامية وحسب .
والمجتمع العراقي الذي لا احسبه سيرحب بهذه الامارة التي بعثت من وراء الحدود وجاءت الينا عبر (صبيان القاعدة ) من همج ورعاع العرب كان والى وقت قريب لا يتميز عن اقرانه الدول العربية الا باختلافين او نقيضين لا ثالث لهما وعلى كل الاصعدة فقد شطره صدام الى شطرين بمفهومه البعثي والشوفيني وهما ؛
اما متمردا وخائنا وخارج عن ملة العرب .. يتبع ملة العجم التي اخذها من (اخواله الفرس ) .
او قوميا عربيا . ثم عراقيا .
ثم تعدى ذلك الى ايجاد فئتين منه فئة تتمتع بمصالح عليا .. لاتمس . كطبقة المنتفعين والضباط والحرس والامن وكل ماله علاقة بدعم واستمرارية هذا النظام وفئة اخرى لها غالبية الشعب العراقي بلا فخر لاتتمتع باي شى عدا (الازدراء )
المهم ان هذا التقسيم لم يعد معمولا به ولله الحمد في وقت الاحتلال الامريكي الذي اطاح بالتلميذ النجيب (صدام حسين ) وجاء بدلا منه بكل (اهماش الارض ) ونكراتها وبؤها من جديد على رقاب المساكين .
وعذرا .. هنالك من الرموز الوطنية ما لا ينطبق عليه مثل هذا القول ... لانها رموز لها جذور تاريخية عميقة من النضال العراقي الوطني الصرف ضد الدكتاتور الجرذ .... وانما هذه الهوامش والاشباه .. خرجت فجاة كما ياجوج وماجوج . ولا اعرف من اين واين كانت ؟ ففي غفلة من الزمن ظهرت لنا هذه الاسماء الرنانة التي لم يسمع بها العراقي قبلا .. ولم يرى طلعتها الغير بهية ...
كشخصية عدنان الدليمي . تلك الشخصية الغريبة التي برزت فجاة وبلا سابق عهد كرئيس لقائمة التوافق ..... هذا الشخص الغريب الاطوار في كل شى لم يعهدة الشعب العراقي البسيط في لبسة وسدارته التي عفا عليها الزمن وبصقها مع فضلاته الرديئة . وفي عمره الرذل ... وفي سلاطة لسانه الذي لا يعرف المعروف .... وفي مشيته المتحاملة على الشعب العراقي الكسيح , من ضربات اشباهه تحت جلودهم وفوق عظامهم ... بحيث انه لم يسلم من لدغات السنة العراقيين
الذين ميزوا فيه هذه الغرابة
... فلم يتقبلوه بل اشبعوه هزوا .. (ونكاتا ) ووصفوه بكل الصفات القبيحة .. ترى هل كانوا محقين ؟ فالشعب العراقي شعب فطن تاريخيا وهو في رفضه لشخص الدليمي انما هو رافضا لطروحاته التي ابداها في سبيل ان تتبوا قائمته الصدارة في الانتخابات الماضية علاوة على انه لم يكن شخصا ودودا في تعامله مع الاخرين .. فهو شخص استعلائي ويتكلم بمنطق القوة التي استمدها من الجماعات المسلحة التي انظوت تحت غطاء حمايته والتي لم تنظوي . بحيث انه لم يخفي مثل هذه العلاقة بل تفاخر علنا بجهود هذه المقاومة في دعم قائمته مما حدى به الى شكرها واضفاء صفة البنوة عليها واصفا تلك الجماعات (بابنائي )
هذا الشخص لم يسمع به من قبل السقوط ولا بعده لكنه عندما شكل قائمته التوافق ظهر على الملا وكانه قارون متبخترا بين حرسه وكلابه البوليسية
فاين كان كل هذا ؟ ومن اين اتى بكل هذا المال ؟ حتى يملك حزبا وقائمة وحرسا وجماعات مسلحة وسطوة وحظ من اين كل هذا ؟ما هو تاريخه ؟ اليس من حق الشعب العراقي عامة والطائفة التي يمثلها الدليمي خاصة ان يعرف تاريخ هذا الرجل .. وهل كان في داخل العراق ام خارجه فهذا الغموض الذي احاط به هو الذي جعل منه (اضحوكة ) للشعب العراقي فهو رجل كبير .. ومسن وبالكاد يسيطر على مخارج كلماته ومع هذا فصوته اعلى من الجميع .
وهو شخص متطرف في كل شى ... ويرى في بغداد عاصمة للخلافة العباسية فقط ويتناسى غزوا المغول . فلقد صدمته الحقيقة الديموغرافية لجغرافية بغداد ابان الانتخابات التي اظهرت له وللواهمين من امثاله ممن لا يقرون باحقية الطوائف الاخرى في الامتلاك في مناطق بغداد وخاصة الغربية منها مما اخرجه ذلك عن طوره وافلت عقال لسانه بان بغداد لن تكون لغير السنة فقط
والمتتبع للاحداث التي اعقبت الانتخابات تلك .. واحداث سامراء من تهجير و وقتل طائفي على الهوية . يرى بوضوح لا لبس فيه ان ذلك من اجل ان تخلوا بغداد .. الا من السنة حتى تعود عاصمة للخلافة العباسية ..... ما اصغر ما يملكون من عقول فبغداد ماتت منذ زمن بعيد .... منذ اول غزوا للتتار واستباحت حتى اخر رمق فلم تعد تتنفس الحياة كما باقي المدن لانها عرضة للهتك والاستباحة من ذلك الحين و حتى غزوا الامريكان فلقد سقطت الف مرة عندما اغتيل ابنائها بيد حفنة من الطغاة والجبابرة ممن ملكوا رقاب الخلق وعاثوا في خراب ديارها فعن أي بغداد يبكون ؟ عن عاصمة الرشيد الذي كان يصرف خراج الغيم في السماء على قيانه وجواريه ومحظياته . ام عن أي بغداد يتحدثون . فبغداد التي نعرفها (ساعة توقف عندها الزمن ) ورجعت عقاربها الى الوراء .
فماذا يريد الدليمي من ابناء بغداد ومن ناسها .. ام يحسب اننا غافلون عن مخططه الاجرامي في تغريبها وفي تهجير ساكنيها وللاسف فلقد افلح في مسعاه وهو الرجل المعاق عندما شل حركة الحياة فيها وجعلها تمشي بنصف رجل ... وهذا الرجل ليس طبيعيا ولا سويا . فهو يتباكى على الدم العراقي , الذي سفحه هو وعصاباته المسلحة في كل محغل ويكيل التهم جزافا للا تلاف تارة وللمليشيا تارة اخرى . وكانه الحمل الوديع وسط الذئاب الجائعة , وبالامس كشفت القوات الامريكية عن معمل للتفخيخ في دارته الكبيرة التي تتمتع بحصانة . كونه عضوا في البرلمان . و قبض على حارسه الشخصي بتهمة الانتماء الى القاعدة وتهمة تفخيخ السيارات بغية تفجيرها في المنطقة الخضراء .
ترى ما سيكون موقف الحكومة من شخص الدليمي ومن قائمته .بعد هذه الاحداث الجسام التي تطبق على الفرد العراقي بحيث يذهب ضحيتها سدا والدليمي ما زال يتمتع بحصانة البرلمان . والقوات الامريكية التي قبضت على حارسه فقط وتركته طليقا مع الاعتذار .؟ ومتى ستعمل حكومتنا (المؤقرة ) على تفعيل قانون مكافحة الارهاب . الذي لم يطبق حتى الان الا على ظعاف الخلق الذين لا يتحامون ولا يستندون من جهات عليا تصل الى مرتبة الدول العظمى والصغرى و التحالفات التي تتحكم بمصير العراق وثرواته
فكيف سيكون مصير العراق وفيه رجال ديدنهم اما الظعف والخنوع والمجاملة على حساب الدم العراقي او ديدنهم الاجرام والقتل وشهوة الدم التي لا تنتهي .
كيف سيكون ؟
karimashami@yahoo.com
:Iraq:من بريد شبكة العراق الثقافية:Iraq:
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |