اتاحت لي هذه الشبكة فرصة عظيمة ان ارى بعض الشخصيات كيف تكتب وتتناقش وتتحاور وعندما بدأت احاول ان افهم كيف تفكر هذه الشخصيات توصلت الى تشابه غريب يقترب من التطابق في الأسلوب الذي تتبعه رغم وقوفها على نهايات المسطرة يساراً ويميناً. وسأحاول أن آخذ لري وكوراني كمثال حي ينخر في الواقع الأسلامي والشيعي وسأحاول ان استعرض قيم التشابه بين هذين الفكرين اللذين اراهما كنتاج للخواء والفراغ الذي تعيشه الساحة الأسلامية الشيعية مدعومة بتطور تكنولوجيا الأتصالات والتسويق السريع في زمن كساد الفكر وعقم التجارب.
لاري وكوراني يتشابهان في انهما منتجان ايرانيا محتوى وقالباً. وهما ان صدق ظني يمثلان هذه الشخصية المعقدة التي تكون غالباً غريبة الأطوار تحوي عشرات التناقضات الي لا يبررها سوى انها انتاج أيراني صرف، والأيرانيون –مع احترامي للقلة التي عصمها الله من ذلك- يتميزون بالأنفعالية والتقلب وعدم الثبات والعياذ بالله. وهي ظاهرة اترك تحليلها الى علماء الأجتماع. وربما كانت هناك مصالح اخرى لا نعلم عنها شيئاً تتحرك في زوايا ميتة هنا او هناك.
لري وكوراني يتشابهان في تقلب مرجعياتهما الفكرية بل والفقهية ايضاً. فأحدهما تقلب ما بين حزب الدعوة الأسلامية والثورة الأيرانية وخط منتظري ومهدي هاشمي وبعده خط تبريزي وليس آخراً وحيد خراساني ولا ندري اين تصل به الدروب بعد عمر مديد. اما لاري فقد تقلب ايضا بين خطوط الشيرازي واذرعه المختلفة بالأضافة الى خدمة النظام الأيراني ونهاية المطاف الى ما وصل اليه من وضع لا يحسد عليه. لري وكوراني لم يكونا ليعرفا جماهيرياً لولم تسعفهما ثورة المعلومات والصحون اللاقطة والأنترنت. وهي حالة تذكرني بشعلولة وعدوية ومفكري الشاشات العربية المختلفة.
لري وكوراني يمثلان فكراً متشنجاً لا يستطيع ان يتناقش بهدوء وسعة قلب بحثاً عن الحقيقة او وصولاً اليها وان تظاهر حوارهما احياناً بالهدوء. ولو حمل بعض الأتباع لهذا الفكر حماساً زائداً مع بعض السواطير والقامات وفلتان امني لراينا رؤساً تتطاير في هذه الجهة هنا او تلك الجهة هناك.
لري وكوراني لا يمتلكان ثقافة احترام رأي الآخروهي حالة تمثل انحداراً حضارياً لا يتصل بالأسلام بصلة. فكوراني يكفر ويفسق ويشرعن السباب وينطلق منطلقات تتضارب مع صميم الدين الأسلامي في سبيل تسقيط من يخالفه. اما لاري فلا يمانع ان يسقط عقيدة يؤمن بها الملايين من المسلمين الشيعة ويتهمهم بالتخريف في سبيل ان يبرز نفسه كمفكرلا يجاريه احد.
لري وكوراني لم يستطيعا النقاش كمثقفين متحضرين واصبحا يستعينان بفئة من المهرجين البطالين الذين يهتمون بالتصفيق والتطبيل لهذ او ذاك. ولا ادري هل يستطيع كلاهما ان يعيشا او يستمرا بدون هذين العاملين المهرجين والمصفقين من جهة والساتلايت والانترنت.
لري وكوراني يدعي كلاهما العقلانية في الفكر والنقاش، ولكن كل نقاشهما يتجه بهما ومن يتابع نقاشهما الى هاوية لا تبقي ولا تذر، كل ما لاحظناه هي باب من ابواب جهنم تنفتح باسمهما تثير فتناً وتعصباً وتسقيطاً وتزويراً يلتم حولها الكثير من اهل التهريج والصياح.
انها حالة او لنسمها ظاهرة تدعو للاسف والحزن العميق. أن نرى من يتحدث باسم الأسلام ويعتبر نفسه مفكراً يعتمد على الأسلام يصل في مستوى نقاشه واسلوب حواره اضافة الى شكل تفكيره الى مستوى اقل ما يقال فيه انه غير متحضر.
ولا ادري ان كانت دعوتي هذه ستجدي ولكنها دعوة الى مقاطعة كل تفكير خرف وانتفاعي. وان النقاش مع هذه الأمثال لا يصل بنا الى اية نتيجة سواء التنابذ والخلاف والفرقة. ولا ادري ايضاً ما اذا انتهت رحلة الأبداع والفكر الوقاد في العالم الأسلامي لتجبرنا لنستمع الى كلام يجتر ويبتلع ليجتر مرة اخرى ليبتلع مرة اخرى؟؟