هذ رسالة وصلتني من اقاربي في العراق وقد كتبت يوم 9/5/2003 وهي قد تعكس ما يجول ببال اغلبية اهلنا في العراق مع تسجيل لمعاناتهم اليومية.
لقد تخلصنا من صدام الكافر واعوانه بعد ان كنا نخاف ان نحلم بالخلاص من هذا الطاغوت. لم اكم اتصور ان يأتي هذا اليوم وانا حي أرزق. وان ارى انهزام هذا النظام المتسلط على رقابنا. تعلمون اننا لهذه اللحظة نخاف من ظهوره مرة اخرى والبدء بتصفية هذا الشعب المظلوم لما قام به في الماضي. لقد زرع الخوف وعدم الطمأنينة في قلوبنا من خلال اجهزته الأمنية من اعتقالات وتعذيب جسدي ونفسي وانتم تعلمون بذلك جيداً.
ان الذي حصل هذه المرة مقارنة في سنة 1991 لا يمكن مقارنته. فحرب 91 نسبتها الى هذه الحرب 20% فقط واترك لكم التقدير. فبالأضافة الى القصف الجوي المكثف الذي استهدف القطعات العسكرية التي قام صدام بنشرها في المناطق السكنية الآهلة بالسكان واتخاذ منازل المواطنين لتكون مقرات للفدائيين الذين هم ابعد كل البعد عن معنى الفداء كان هناك هجوم بري للقوات الأمريكية داخل مناطقنا، فبعض المناطق التي تعرفونها مثل السيدية والدورة والبياع اصبحت ارض معركة ومعركة كبيرة جداً. وراح ضحيتها مئات المواطنين العزل وظلت جثثهم متروكة في الشوارع لمدة 10-15 يوم بل اكثر.
لقد سقطت بغداد يوم 9/4/2003 وسقط معها اكبر عنوان للكفر واستبداد وظلم في العالم وفرحنا بظهور واشراق يوم جديد على العراق ولكن هذه الفرحة لم تدم فحل الخراب والنهب والسرقة والقتل محل الحرية والرفاهية فالعراق اليوم في وضع انفلات امني لا يحسد. تصوروا حتى الأطفال مسلحين واقل مشادة كلامية تصبح معركة تستخدم فيها كافة انواع الأسلحة النارية. اطلاق مستمر للعيارات النارية وتسليب في الشوارع وكأن العراق غابة ةالبقاء لأقوى. عدم وجود عمل لأن الدوائر الحكومية عادت بعضها للعمل ولكن دون صرف رواتب. تصوروا انني اذهب يومياً للعمل لأخذ مستحقات ولم احصل على شيئ علماً ان راتبي القديم كان يعادل 100 دولار في الشهر وقرروا صرف 20 دولار بدل عن الراتب ولكن حتى ال 20 دولار لم يصرفوها لنا. اما عن المساعدات الأنسانية التي تتحدث عنها وسائل الأعلام فنحن نراها فقط في التلفزيون. في السابق كنت قد اعطيت سيارتي لأحد الأصدقاء يعمل فيها ولكن في الوقت الحاضر لا يوجد بنزين ومن ناحية اخرى لا يوجد امان فاركنها في البيت. ان الوضع ماساوي ومن سيئ الى أسوأ.
الشيئ الوحيد الذي نحس انه تغير نحو الأفضل هو ذهابنا الى زيارة المراقد المقدسة دون قيد او شرط.