لبن أربيل في نيويورك



كتابات - فضولي البغدادي



بعد قرار حكومة أقليم كردستان بمشاركة منسق تلك الحكومة (واحد من آل زيباري) في إجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة..تكون تلك الحكومة قد خطت خطوة اكبر من خطوة نيل ارمسترونغ على سطح القمر.. وأعتقد أن ذاك الشخص المنسق سيصرخ في نيويورك بالقول( إنها خطوة صغيرة لي.. ولكنها خطوة عملاقة لبني الكرد).. فتلك المشاركة ستكون تأريخية بالمقاييس الكارثية كلها..وعملاقة للأكراد في طريق تنفيذ مخطط تقسيم العراق.. وألبسوها هم انها مشاركة لتعزيز الفيدرالية التي لم تصفق لها سوى أيادي الخونة بالشمال وبائعي الوطن في الجنوب ..وظنهم أنهم حين يجملون مصطلح الفيدرالية بتشبيهها بالتجربة السويسرية مرة.. وبالإماراتية مرة أخرى.. أو الألمانية مرات كثيرة.. ظنهم أن ذلك سيجعل البسطاء من أبناء الشعب البائسين يصفقون لتلك الأحلام.. ولم يشبهوها أبدا بالفيدرالية السوفيتية التي أدت إلى إنهيار دولة كبرى.. أو الفيدرالية اليوغسلافية التي أنتجت حربا اهلية كبرى في القارة الأوروبية.. فهم يختارون النماذج على مقاسهم.. ما هو ضمانكم من أنكم ستتصرفون كالسويسريين او الألمان أو حتى الإماراتيين..إنكم بئس الخليقة.. فأولاء لم يخونوا أوطانهم وحين قاموا بخطوتهم الفيدرالية كانوا بلادا مشتتة أو إمارات ضعيفة ضائعة في الخليج فأستقووا بالفيدرالية.. ولكن العراق تأريخا.. أرض واحدة وبلد واحد وشعب واحد رغم انف الشوفينيين الأكراد أو أبناء الفرس ممن لبسوا العمامة السوداء ويرطنون باللكنة الفارسية حين الكلام بالحروف العربية.

وأسفا أن لنا برلمان يتكلم رئيسه بلغة القندرة..وهو لا يدري ما يجري.. فلو كان شخصاً مناسبا لدعا أعضاء البرلمان إلى إجتماع لمناقشة قرار مشاركة منسق الاكراد في اجتماع الأمم المتحدة.. فالفيدرالية لم تقر إلى الآن.. فكيف بهذه الخطوة تمثل العراق الفيدرالي.. وحين يقوم الأكراد بهذه الخطوة.. أعتقد أن الخطوة القادمة ستكون بإرسال مجالس الشعب والبلديات لكل محافظة للإجتماع في نيويورك.. وستكون مبنى الأمم المتحدة هي المقر العام لعموم مجالس محافظات العراق..

الزحف الكردي جارف.. بمساندة من أطراف لها مصلحة في فصل الشمال عن العراق.. وعلى الوطنيين الأحرار من أعضاء البرلمان.. فتح قنوات إتصال مع تركيا.. لسيت حبا في تركيا ولكنها المصلحة العامة تفرض ذلك.. فالوطن صار خان جغان ولا عيب في أن نتعاون مع تركيا في ضرب التوجهات الإنفصالية للأكراد.. وحين يهدد طالباني بانه سيثير مشاكل مع دول الجوار في حال تدخلها في أمور العراق.. فذلك يعني أن طالباني خائف من التحرك التركي الآخير لكبح المخطط الكردي.. فحين يقول طالباني دول الجوار فهو يقصد فقط تركيا.. وحين يقول مصلحة العراق فهو يقصد تحديدا اللأكراد.. لأن كاكا جلال لا يرى في العراق إلا الكرد والبقية لتأكلهم نار المليشيات التي تغذيها أموال أغنياء وأثرياء الأكراد في بغداد.

يلله شباب.. أعضاء مجالس المحافظات.. الإجتماع القادم في نيويورك.. بس ديروا بالكم لا تتكلموا بلغة القندرة ولا تحاولوا بيع لبن أربيل هناك .



fuzoolialbaghdadi@yahoo.com