 |
-
عملية جمع القرآن... إشكالات في المصادر السنية د. محمد عابد الجابري
عملية جمع القرآن... إشكالات في المصادر السنية
د. محمد عابد الجابري
ما ذكرته بعض المصادر السُّنية حول ما "سقط" من القرآن يطرح عدة إشكالات. فإذا تجاوزنا ما قيل بصدد آية أو بضع آيات، مما سبق ذكره (المقال قبل الماضي)، باعتبار أن ذلك من الأمور المقبولة في كل عملية جمع تتم في ظروف مماثلة، فإن ما يلفت الانتباه أمران اثنان:
أولهما: كون ما ذكر أنه "محذوف" ينتمي إلى القرآن الكريم في العهد المدني وحده، ولم يذكر قط أن "الحذف" طال شيئاً ينتمي إلى القرآن في العهد المكي. هذا مع العلم أن إمكانية "سقوط آيات أو سور" كانت أكثر احتمالاً في القرآن المكي منها في المدني، نظراً للظروف القاسية التي عانى منها الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون في مكة قبل الهجرة، ونظراً أيضاً لأن الانتقال بالقرآن المكي إلى المدينة بعد الهجرة، وقبل فتح مكة، كان يتم في ظروف بالغة الصعوبة.
ثانيهما: كون "الحذف" في القرآن المدني قيل إنه طال سورتين فقط هما: سورة الأحزاب وقد نزلت حوالي الخامسة للهجرة وسورة التوبة وقد نزلت في التاسعة.
- أما سورة الأحزاب فتقول عنها بعض الروايات إنها كانت تشتمل على نحو مائتي آية لم يبق منها سوى 73 آية، وهذه الآيات تتوزع (في المصحف). إلى خمس مجموعات: 1) مقدمة من ثلاث آيات تطلب من النبي أن يتبع ما يوحى إليه. 2) أربع آيات تبطل التبني. 3) تسع عشرة آية تتحدث عن غزوة الخندق وما لقي المسلمون فيها من متاعب. 4) اثنتان وأربعون آية (28-69) خاصة بنساء النبي. 5) خاتمة من أربع آيات في موضوع "الأمانة" (إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ...).
- وأما سورة براءة فتقول بعض الروايات إنها كانت تعدِل سورة البقرة أي نحو 286 آية وإنه لم يبق منها إلا 129، وهي تتوزع كما يأتي بدون بسملة ولا مقدمة: 1) خمس عشرة آية تعلن فسخ المعاهدات مع المشركين. 2) تسع آيات فيها تمجيد للذين هاجروا وجاهدوا، وإعلان القطيعة مع الذين بقوا على الشرك بما فيهم الآباء والأبناء. 3) أربع آيات في التذكير بغزوة حنين وفيها لوم وعتاب وتنويه بالمؤمنين الصادقين. 4) تسع آيات في إعلان القطيعة مع أهل الكتاب: الإسلام أو الجزية. 5) تسعون آية تفضح مواقف المتخاذلين والمترددين والمنافقين والأعراب من الاستجابة للتجنيد من أجل غزوة تبوك. ولذلك وصفت هذه السورة بأوصاف ذكر منها الزمخشري: "براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافزة، المثكِلة، المدمدمة، سورة العذاب". ويروي الزمخشري عن حذيفة أنه قال بصدد هذه السورة: "إنكم تسمونها سورة التوبة وإنما هي سورة العذاب، والله ما تركت أحداً إلا نالت منه". 6- خاتمة: آيتان: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ...
وواضح أن ما تشترك فيه السورتان هو ما ورد فيهما من لوم وعتاب للمسلمين بسبب مواقف الذين منهم لم يُظهروا ما يكفي من صدق الاستجابة والاستعداد والصبر أثناء غزوة الخندق وغزوة حنين وحين تجهيز جيش غزوة تبوك. لقد اشتملت السورتان على "نقد داخلي" ومراجعة وحساب و"كشف عورات" -خاصة سورة براءة- مما لم يرد مثله في أية سورة أخرى. ولا نعتقد أن ما سقط منهما من الآيات –لو كان هناك سقوط بالفعل- يتعلق بهذا الموضوع لأن ما احتفظت به السورتان كان عنيفاً وقاسياً إلى درجة يصعب معها –بالنظر إلى أسلوب القرآن في العتاب- تصور ما هو أبعد من ذلك. أما الموضوعات الأخرى فقد ورد ما هو من جنسها في كثير من السور. وكل ما يمكن قوله على –سبيل التخمين لا غير- هو أن يكون الجزء "الساقط" من سورة براءة هو القسم الأول منها، وربما كان يتعلق بذكر المعاهدات التي كانت قد أبرمت مع المشركين. ذلك أن سور القرآن، خاصة الطوال منها، تحتوي عادة على مقدمات تختلف طولاً وقصَراً، مع استطرادات، قبل الانتقال إلى الموضوع أو الموضوعات التي تشكل قوام السورة.
أما سورة الأحزاب فيبدو أن ما زُعم أنه "سقط" منها مبالغ فيه. وحجتنا في ذلك أن عمر بن الخطاب وغيره قد ذكروا آية واحدة كانت فيها وسقطت، وهي آية "الرجم". والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو التالي: لماذا وقع تذكر هذه الآية وحدها دون الباقي المفترض فيه أنه محذوف منها؟ ومما يشكك في كون ما قيل إنه "حذف" من سورة الأحزاب كان أكثر من آية "الرجم" ما نسب إلى عائشة زوج النبي من أنها قالت: إن هذه السورة كانت مكتوبة في صحيفة في بيتها "فأكلتها الداجن، أي الشاة". ونحن نميل مع ابن عاشور في اعتراضه على هذا بقوله: "ووضع هذا الخبري ظاهر مكشوف فإنه لو صدق هذا لكانت هذه الصحيفة قد هلكت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أو بعده والصحابة متوافرون وحُفاظ القرآن كثيرون فلو تَلِفت هذه الصحيفة لم يتلفْ ما فيها من صدور الحفاظ".
وحتى إذا استبعدنا فكرة "الوضع" فإنه من الجائز أن يكون ما اعتبر "محذوفاً" من سورة الأحزاب هو نفسه ما ورد في سور أخرى، كما ذهب إلى ذلك ابن عاشور نفسه حين قال: "وأنا أقول: إن صح عن أبيّ ما نُسب إليه -حول سورة الأحزاب- فما هو إلا أن شيئاً كثيراً من القرآن كان أُبيٌّ يُلْحقه بسورة الأحزاب وهو من سور أخرى من القرآن، مثل كثير من سورة النساء الشبيه ببعض ما في سورة الأحزاب أغراضاً ولهجة مما فيه ذكر المنافقين واليهود، فإن أصحاب رسول الله لم يكونوا على طريقة واحدة في ترتيب آي القرآن، كما ولا في عِدّة سور وتقسيم سوره".
وخلاصة الأمر أنه ليس ثـمة أدلة قاطعة على حدوث زيادة أو نقصان في القرآن كما هو في المصحف بين أيدي الناس، منذ جمعه زمن عثمان. أما قبل ذلك فالقرآن كان مفرقاً في "صحف" وفي صدور الصحابة. ومن المؤكد أن كثيراً مما كان يتوفر عليه هذا الصحابي أو ذاك من القرآن –مكتوباً أو محفوظاً- كان يختلف عما كان عند غيره، كماً وترتيباً. ومن الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه، زمن عثمان أو قبل ذلك، فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين، وقد وقع تدارك بعض النقص كما ذُكر في مصادرنا.
وهذا لا يتعارض مع آية "الحفظ" وهي قوله تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (الحجر 9)، فالقرآن نفسه ينصُّ على إمكانية النسيان والتبديل والحذف والنسخ. ففي إمكانية "النسيان" قال تعالى مخاطباً رسوله الكريم: "سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى، إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ" (الأعلى 3-7)، وفي "التبديل" قال: "وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ" (النحل 101)، وفي نسْخ التمني قال: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ" (الحج 52)، وفي النسخ والنسيان قال: "مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا" (البقرة 106)، وفي المحو قال: "يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ" (الرعد 39).
ومع أن لنا رأياً خاصاً في معنى "الآية" في بعض هذه الآيات، فإن جملتها تؤكد حصول التغير في القرآن وأن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته، (أضف إلى هذا أن ذلك لا يتعارض مع آية "الحفظ". ذلك أن ما حصل من التغيير في القرآن وفق ما نصت عليه الآيات السابقة حدث قبل جمع القرآن الجمْع النهائي في مصحف واحد. أما آية "الحفظ" فهي من سورة الحجر التي نزلت في مكة، ربما في مرحلة مُبكرة، إذ فيها آية: "فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ" (الحجر 94) التي يعتبرها جل المفسرين أنها تدعو النبي عليه الصلاة والسلام إلى الانتقال بالدعوة من السرية إلى العلانية. وقد وردت في سياق الجدل مع المشركين. وباعتبار تاريخ نزول السورة التي فيها قوله تعالى : "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" فإن هذه الآية تكون منسوخة، قد نسختها آيات "النسيان"، "التبديل"، و"التمني" و"النسخ" و"المحو"، لكون هذه الآيات نزلت بعدها وهي مدنية. لكن القول بالنسخ في هذا الموضع لا يستقيم، وبالتالي فلا تعارض بين هذه وتلك، خصوصاً وقوله تعالى "وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" يشعر بأن الأمر يتعلق بالمستقبل، أي أن حفظ القرآن ككل سيتم بعد اكتمال نزوله وجمعه. وهذا ما حصل.
ملاحظة: ما كتبناه هنا ابتداء من فتح القوس الأخير عند قولنا: "أضف... أضفناه على أصل هذه المقالة التي نختم بها المقالات التي نشرنا هنا حول القرآن والتي توجد الآن ضمن كتاب صدر لنا بعنوان "مدخل إلى القرآن الكريم". وابتداء من الأسبوع القادم سننشر مقالات في تحليل النص الكامل لخطاب البابا والرد عليه.
* نقلا عن صحيفة "الاتحاد" الإماراتية
تعليقات
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/10/10/28156.htm
-
غريب على الطريق
شوارع خاليه في منتصف الليل والالم
الجابري والنقد المستقيل للفكر الشيعي
كتابات - عبداللطيف الحرز
اذا ءامنا بان الكلمة تتفاقم خطورتها تبعاً للمنصة المنطلقة منها ,حيث كلمة من بابا الكنيسة هي اخطر من ممارسة مزارع في ضاحية اسبانية تتقوم باحراق دمية تمثل شخصية نبي سماوي (لا اقل بنظر اكثر من مليار من البشر ) , وتصريح من رئيس دولة عظمى بشأن برنامج للتعليم ,هو اخطر من تأييد عاطفي شعبي لدعم برنامج لسلاح نووي . لاحاجة للاطالة بان الكلمة ممكن ان تتحول الى عبوة ناسفة فتيلها بيد اصحاب القرار والمنصات الاعلامية .
والكاتب المغربي محمد عابد الجابري بلا ريب هو ((نجم )) ثقافي استطاع ان ينتزع لنفسه شهرة كمختص في الفكر فاقت شهرت ادباء ومطربين وفنانين وساسة , في زمن تنحى الجانب الفكري وتقلص عن ميدان تسلط الضوء .
وبالطبع انه من الطبيعي ان لكل جواد كبوة , ولاضير من حصول خطأ والتباس حتى عند اكثر الناس دراية واوسعهم اطلاعاً واختصاصاً , لكن ان يكون الخطأ هو القاعدة فهذا مالم نجده الا عند الجابري كممارسة نشطة للكتابة .
وللحق فان المثقفين بذلوا الجهد الجهيد في تنبيه الرجل فربت الكتابات حول اغلاطه اكثر من ثلاثين كتاباً وكانت البداية من صديقه وزميله في تطوير جامعة المغرب الاستاذ طه عبدالرحمن وصديقه (كان صديقه حينذاك) الناقد السوري جورج طرابيشي , وكنا نتمنى من رجل حاز ثقافة مرموقة ومساحة اعلامية واسعة , ان يعيد النظر في نفسه او لا اقل ان يشكك ولو بعض الشك في منهج تفكيره وهو الداعي الى الشك والنقد . لكن الامر تفاقم وبقي الرجل يبني اهراماً نظرية وتفريعات تحليلة جميعها تمثل توسيعاً لدائرة الاتهام .
ونقول ((اتهام )) لكون المطلع على رحلة الجابري من كتابه ((الخطاب العربي المعاصر)) وحتى نقد الاخلاق ثم بحوثه حول القرآن , نجد ان المشروع الكتابي يمتحور حول كليتين :
الاولى\ حول بدوية العقل العربي اللغوية , وهي نتيجة مستند في واقع الامر الى ناقد العقل العربي الاول علي الوردي , عالم الاجتماع العراقي المعروف .
الثانية \ حول جانب الشر والظلامية في هذا العقل والذي يتمثل في المذهب الشيعي , وهو استخلاص يواري الجابري معتمده وسنده في ذلك والذي هو الكاتب المصري الشهير احمد امين , والذي سبق ان طرح جميع ما انتهى اليه الجابري باكثر من عقد من الزمان .
بهذا انتهى مشروع النقد لدى الجابري الى انتكاستين : فبدل الخروج من مراجعة التراث العربي بنهضة لوثرية او كانتية مثلا توحد المتراميات والعدوات التاريخية , الى افق مشروع حضاري , بدل ذلك خرج الجابري بتشديد حول اهمية ترك العلمانية والنقد الدنيوي والعودة الى الدين .
والانتكاسة الثانية هو انتهاء مشروع النقد الى هجاء مذهبي طائفي عابه حتى الذين لاينتمون للدين الاسلامي من اساس امثال المسيحي جورج طرابيشي وغيره .
والان انتهى الجابري من كتابة اول كتاب يمثل ردته الفكرية فعاد اشبه بتلميذ في جامع الزيتونة او الازهر وليس ذلك العالم العلماني المستنير , فكتب ((مدخل الى القرآن الكريم )) حيث انتهى من الجزء الاول وهاهو يباشر نشر مقالات الجزء الثاني قبل تجميعها وطباعتها في كتاب .
وياليت كان الجابري تلميذا ازهرياً او زيتونياً , لكان هان الامر بكثير , اذ لكان اكثر حيطة في اعتماد ما لايعتمد عليه واهمال مالابد منه , فهذه مدارس لها وزنها الكبير في الحذر العلمي عند مقاربة امور التراث , مهما اختلف الجناح الاكاديمي والعلماني معها .
لست بعرض اعادة توزيع اوراق الجابري وتوضيح كيف ان تلمذته على يد مشيل عفلق والمدرسة القومية بشكلها المتطرف , بالاضافة الى الانتماء الى اشد التيارات الاستشراقية تعصباً , اثرت على ذهنية باحث كان يمكن ان يعد بحق نقلة نوعية في مجال الكتابة العربية , وتوضيح كيف انكنست جميع السلبيات في اللغة العربية , من جهة , وتكدست ظلامية العرفان في الفكر , وفكر الغنيمة في السياسة , واخلاق يزدشير , في مذهب واحد هو المذهب الشيعي فكان لدينا مذهب فارسي عرفاني قبلي يمثله ابن سينا , بازاء مذهب عربي عقلاني اندلسي , يمثله ابن ارشد .
طبعاً عليك ان تستقيل من ابداء اين اندهاش كيف يكون ابن سينا لاعقلانياً وهو صاحب موسوعة الشفاء , اكبر موسوعة في الطب والمنهج التجريبي , واكبر موسوعة في الرياضيات ؟!!
قلنا اننا هنا لسنا في عرض اعادة توزيع اواراق الجابري خصوصاً وانها اوارق باتت مهترئة لكثرة ما تناوبت عليها اياد النقاد والباحثين .
مايهمني هنا مقالة الجابري الاخيرة ((المصادر الشيعية والزيادة والنقصان في القرآن )) ولنتوقف وقفات سريعة وبسيطة على كلماته , يقول الجابري:
1_{سنترك جانبا من يعرفون بـ"غلاة الشيعة"، ليس فقط لأنهم قد تجاوزا حدود التحريف في القرآن، ومنهم من ادعى النبوة وتلقي الوحي، بل أيضا لأن أئمة الشيعة الكبار قد تبرؤوا منهم، قديما وحديثا. سنقتصر إذن على ما ورد في المصادر الشيعية الرسمية. }
حقيقة لا نعرف لماذا يكثر الحديث عن فرقة ((الغلاة )) في المذهب الشيعي, حتى ليكاد يظن الظان انها ميزة لمذهب بعينه , في حين انها صفة عامة لاتخلوا منها اي فرقة او مذهب سواء كانت دينية او دنيوية , افلا يؤمن الجابري بان الرئيس الامريكي بوش الابن هو لبرالية مغالية ؟!
ثم مانقول بمن غالى بالامام مالك , والذي هو مذهب عموم المغاربة , الم يقال بانه كتب الموطئ بوصية من النبي ؟!!
هذا بالاضافة الى حشد هائل من الاساطير والخرافات حول ابن حنبل والشافعي وابو حنيفة , وعبد القادر الكيلاني وغيرهم من أئمة المذاهب الاخرى .
الجابري يقول انه سوف يعتمد على ((المصادر الشيعية الرسمية )) فلنرى اذن هذه ((المصادر)) والتي توحي بانه سوف يعتمد ماهو مصدر فقط وليس اي كتاب لمؤلف شيعي , وثانيا انه سوف يرفدنا بسلسلة من الكتب التي تعب الرجل من مراجعتها , وثالثاً انها مصادر ((رسمية )) والتي توحي بانه باحث قدير ومتضلع فهو مطلع وقادر على فرز المصدر الرسمي من الثانوي لهذا المذهب
2_ {كان من جملة ما نسب إلى الشيعة أنهم صرحوا به ادعاءُ بعضهم بوجود مصحف خاص بهم يسمى "مصحف فاطمة" بنت الرسول عليه السلام. غير أن بعض المراجع الشيعية تنفي أن يكون هذا المصحف مصحف قرآن، ويقولون إنه تفسير لبعض الأحكام "أملاه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإمام علي".}
رغم ان بداية الكلام توحي بالانصاف والاعتدال , الانه مايلبث ان يتورط بالخروج عن الجادة , فالباحث يقول (( غير ان بعض المراجع الشيعية )) وهذا يعني ان هناك من يقول بهذا الرأي فعلا , وبتعبير اكلاسيكي قديم : الموجبة الجزئية لاتنفي السالبة الكلية , فالثابت ان هناك بعض يقول بذلك , اما : ماذا يقول عموم علماء الشيعية ؟! فهو امر يسكت عنه الجابري .
هذا فضلا على ان السيد الباحث لم يقل لنا اي مصادر هذه التي تقول خصوصا وانه قال انه سوف يعتمد المصادر الرسمية فقط ؟!!
وعلى اية حال اعتقد ان اطالة الكلام حول قضية مصحف فاطمة , باديت السخف , خصوصا وان لدينا اكثر من ثلثمائة كتاب شيعي يرد فرية هذه السذاجة . ومن لايكتفي فليدخل اي مسجد او حسينية للشيعية وليسمع ماذا يقرأون في رمضان وفي مجالس تعزية شهدائهم وامواتهم , وهو دليل عملي يغني عن اطالة الجدال .
3_ {وفي المقابل تؤكد بعض المراجع الشيعية المعتبرة، كالسيد الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي المتوفى سنة 1320هـ -وهو من علماء النجف- الذي ألف كتابا بعنوان "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب"، يؤكد أن القرآن –كما هو في المصحف الذي بين أدينا- قد زيد فيه ونقص منه. وعندما أنكر عليه بعض علماء الشيعة ذلك رد بكتاب آخر بعنوان "رد بعض الشبهات عن فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب". وقد أورد هذا العالم الشيعي، الذي بقي يحظى بالاعتبار عند أصحابه، نصوصا أثبتها في كتابه }
من قال ان الشيخ النوري شخصية ترتفع الى منزلة المرجع والمصدر المعتبر ؟!
ان من يراجع كبار العلماء الذين اتوا بعد الميزرا النوري مثل آية الله الخميني , سيجد ان الرجل لايؤخذ بكلامه ولايعتد ابداً . فالرجل حسب تعبير الخميني في حاشيته على كتاب كفاية الاصول في مبحث حجية ظواهر الكتاب , وحيث يتم ذكر كلام الشيخ النوري هذا ذاته الذي يذكره الجابري هنا ويعده مصدرا ومرجعاً رئيسياً للشيعية , يقول الخميني :
((أن الذي كتبه صاحب فصل الخطاب (النوري) لا يفيد علما ولا عملا وإنما هو إيراد روايات ضعاف اعرض عنها الأصحاب و تنزه عنها أولو الألباب من قدما أصحابنا كالمحمدين الثلاثة المتقدمين ـ رحمهم الله ـ وهذا حال كتب روايته غالبا كالمستدرك ولا تسال عن سائر كتبه المشحونة بالقصص و الحكايات الغريبة التي غالبها بالهزل أشبه منه بالجد و هوـ رحمه الله ـ شخص صالح متتبع إلا أن اشتياقه لجمع الضعاف و الغرائب والعجائب ومالا يقبلها العقل السليم والرأي المستقيم أكثر من الكلام النافع.))
فالشيخ النوري اذن هو جامع للروايات الضعيفة والتي يعبر عنها الخميني الى درجة تسميتها بـ ((الحكايات الغريبة )) , وهي روايات اعرضها عنها علماء الشيعة منذ القدم وحتى اليوم .
وهنا نصل الى سؤال محرج : اذن مالذي جعل باحث جامعي بمستوى محمد عابد الجابري , ان يهمل الاسماء المعروفة للشيعة مثل الشيخ الجواهري , وكاشف الغطاء , والمظفر ومحسن الحكيم والخمني والخوئي والصدر ومحمد جواد مغنية , وجعفر العسكري , فلا يعتمد الا اسم يحتاج هو ذاته الى بحث وتنقيب حيث انه شخصية مهملة فيتم الاستناد الى الشيخ النوري ورفعه الى القارئ بانه مصدر شيعي رسمي؟!
لا جواب سوى الدافع النفسي المسبق للجابري للعثور على صورة تكرس الصورة النمطية في ذهنة لاخراج المذهب الشيعي بانه المذهب المختلف والشاذ عن العقل العربي , كما هي العادة , فمشروع الجابري اذ يفصح عن كون العقل متورط بالعقبة الشيعية في التكوين والبنية والسياسة والاخلاق , فانه يضمر عن رؤية عقلية المؤامرة , والتي هي مؤامرة تاريخية مستمرة ضد عقيدة الجماعة , لذا يجب التطهير الفكري من المذهب الشاذ الخارج عن عصى الجماعة . امر يوضح لمَ لم يتوقف الجابري في مشروعه الفكري على مسئلة اقفال باب الاجتهاد في المذاهب الاخرى وبقائه مفتوحاً في الشيعي , رغم اعترافه بان الفقه هو العلم العربي المستقل الوحيد والذي يعد مفخرة قانونية ؟!
فلو توقف الجابري على مسئلة اغلاق الاجتهاد من جهة وعرض الفتاوى الغرائبية في المذاهب بدءا من باب الطهارة الى باب الزواج والميراث , لصعب عليه جعل مذهب بعينه يحتكر الاستقالة والظلام .
4_ اما بقية المقال حيث يورد الجباري روايات في كتب الشيعة حول وجود زيادة في القرآن او نقصان , ففي الحقيقة يستطيع الباحث ان يراجع كتاب ((البيان )) للخوئي , او علوم القران لاستاذنا الشهيد محمد باقر الحكيم , بالاضافة الى موسوعات التفاسير الشيعية مثل تفسير الميزان للطباطبائي , ليجد انها روايات لم ياخذ بها الشيعة ابداً .
والجابري هنا في واقع الامر لايذكر ((كتباً )) وانما كتاباً واحداً هو الكافي والذي يول عنه بانه يساوي كتاب البخاري لدى السنه , وهو قياس فضيع كان الاجدر به ان لايقع به خصوصا وان الجابري اطال الحديث في كتابه ((بنية العقل العربي )) حول عيوب وركاكة منهج المقايسات , فحيث ان البخاري يكتب عليه ويعامل بانه (( اصح كتاب بعد كتاب الله )) فان الكافي هو مصدر من مصادر شتى لدى الشيعة , وهو كتاب لايؤخذ باحاديثه الا بميزان نقدي للروات ورجالات الحديث فيه , حيث كل عالم شيعي يؤمن ببعض ويهمل الكثير الباقي لكونه يؤمن بانها احاديث ضعاف او ناقصة السند , وذلك لكون الاجتهاد لم يزل باب مفتوح لدى المذهب الشيعي بخلاف المذاهب الاخرى .
عليه لانخرج من مراجعة المقال الا باسف على بحث مبتدء غير موفق , بحث تجاوزته البحوث في المغرب العربي الشقيق , وانجزت في ميدان الدراسات القرآنية بحوث شيقة ذات جهد نفتخر , وهو ما يسجل على الجابري بانه رجل يجهل شقيقه المشرقي , ويعامل بلا ابالية غريبة الجهد العلمي المبذول في صنوه المغربي . رغم اننا نعد ان تقسيم العقل او الناس الى شيعي وسني او مشرقي ومغربي , مجرد خرافة اذ لاوجود لمذهب خالص ولا لقومية خالصة , لكننا نتمنى ان تكون نيتنا خالصة ذات يوم سواء طاعة لله او خدمة للوطن والامة والانسان .. نتمنى .
.................................................. ...........................
سدني - استراليا
-
مفال رائع..يستحق المناقشه
-
أي المقالين ؟؟
لا شك ولا ريب أن كلام الجابري كفعل حاطب ليل !
فعلى ناقل الموضوع أن يقبل به كله أو يدعه كله !
أما الحقيقة التي أؤمن بها أن ما خطة الجابري ينم عن سذاجة وعجلة في الجملة ، ولذا فأرجح إلا يأبه كثيراً لما كتب ..
أما عبداللطيف الحرز فما صدق ، والروايات التي تقول بتحريف القرآن عند الشيعة قال بها ونقلها أكابر علماء الطائفة الذين أسسوا المذهب ، وليست حكايا غريبة كما وصفها الخميني ..
تموتُ النّفوسُ بأوصابها *** ولم تدرِ عوّادها ما بها
وما أنصفتْ مُهجة ٌ تشتكي *** أذاها إلى غير ِ أحبابها
-
 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أكثم بن صيفي
أما عبداللطيف الحرز فما صدق ، والروايات التي تقول بتحريف القرآن عند الشيعة قال بها ونقلها أكابر علماء الطائفة الذين أسسوا المذهب ، وليست حكايا غريبة كما وصفها الخميني ..
روايات تحريف القرآن لا تختلف في جوهرها عن روايات نسخ التلاوة الشنيعة التي تطعن في القرآن الكريم من أجل إثبات مصداقية البشر لأنهم صحابة .. ولو كنت حريصا على القرآن لسرك ما يقوله الإمام الخميني عليه الرحمة والرضوان .. لكن الوهابية الحاقدة تريد التشنيع على الشيعة فتنتهي الى الطعن في القرآن .. ولم يعرف الطعن في القرآن رواجا الا عندما أشاع الوهابيون ما يزعمونه من إيمان الشيعة بالتحريف .. ولا تلام في هذا الذي تقوله فقد أقسم واحد من علماء الوهابية سلمان العودة في برنامج تلفزيوني ان بين الشيعة اليوم كثيرون من يقولون بتحريف القرآن فإن كان العالم كذابا فما بالك بالرعية .. لقد ناقشنا هذا الموضوع معك سابقا في أكثر من موضع في هذه الشبكة لكنك تأبى الا ان تدس حقدك الذي يأخذك الى الطعن في القرآن المجيد .. ولو توقفت وتساءلت .. أيهما احفظ لكرامة القرآن نفي التحريف ام الاصرار على القول بوجوده عند الشيعة .. ولو حاولت كل ماكينة التشنيع الوهابية في مشارق الأرض ومغاربها ان تجد في مكتبة شيعية او مسجد شيعي او حسينية شيعية او بيت شيعي قرآنا غير هذا القرآن الذي تتعبد به وتحتكم اليه لما استطاعت الى ذلك سبيلا .. أما ما تقوله عن قول أكابر علماء الطائفة الذين اسسوا المذهب بتحريف القرآن .. فأنت كذاب في هذا مع سبق الاصرار .. في شهر فيه الكثير من الكذب من المفطرات ..
خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
nmyours@gmail.com
-
يا أخي الوهابية طبعت القرآن قبل سنوات قليلة بالكويت فيه قطع وإضافات بشكل لا يصدق 172 ألف نسخة بمطبعة أجنبية أعطوها ضعف السعر كي لاتفضحهم ولكن بقيت أسرارهم رهينة المساومة
-
هذه اراء كبار العلماء عند الامامية في القران ليتاملها كل من يظن أن الامامية تقول بالتحريف , ومن المضحك أن البعض قد يقرأها ثم يعود قائلا أنهم يستعملون التقية في اقوالهم هذه وان هناك قران اخر عندهم ! قل لي بربك ما ادراك ان هناك قران اخر عندهم هل قرأته هل رأيته , هل سمعته ؟ يالأعاجيب المنطق المعوج. من يصر على قوله بأن الامامية تقول بالتحريف والزيادة والحذف ليس الا مكابر معاند قد اتخذ مسار ابليس في التكبر والعناد
رأي الشيخ الصدوق :
(إعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وآله هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة، وعندنا أن الضحى وألم نشرح سورة واحدة، ولإيلاف وألم تر كيف سورة واحدة (يعني في الصلاة) ومن نسب إلينا أنا نقول أكثر من ذلك فهو كاذب).
رأي الشيخ المفيد :
(وأما الوجه المجوز فهو أن يزاد فيه الكلمة والكلمتان والحرف والحرفان، وما أشبه ذلك مما لا يبلغ حد الإعجاز، ويكون ملتبساً عند أكثر الفصحاء بكلم القرآن، غير أنه لابد متى وقع ذلك من أن يدل الله عليه، ويوضح لعباده عن الحق فيه. ولست أقطع على كون ذلك، بل أميل الى عدمه وسلامة القرآن عنه).
رأي الشريف المرتضى :
(المحكي أن القرآن كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله مجموعاً مؤلفاً على ما هو عليه الآن، فإن القرآن كان يحفظ ويدرس جميعه في ذلك الزمان، حتى عين على جماعة من الصحابة في حفظهم له، وأنه كان يعرض على النبي صلى الله عليه وآله ويتلى عليه، وأن جماعة من الصحابة مثل عبدالله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي صلى الله عليه وآله عدة ختمات. وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على أنه كان مجموعاً مرتباً غير منثور، ولا مبثوث).
رأي الشيخ الطوسى :
(وأما الكلام في زيادته ونقصانه، فمما لا يليق به أيضاً، لأن الزيادة فيه مجمع على بطلانها، والنقصان منه فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا وهو الذي نصره المرتضى رحمه الله وهو الظاهر في الروايات.. ورواياتنا متناصرة بالحث على قراءته، والتمسك بما فيه، ورد ما يرد من اختلاف الأخبار في الفروع إليه. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله رواية لا يدفعها أحد أنه قال إني مخلف فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض وهذا يدل على أنه موجود في كل عصر. لأنه لا يجوز أن يأمر بالتمسك بما لا نقدر على التمسك به. كما أن أهل البيت عليهم السلام ومن يجب اتباع قوله حاصلٌ في كل وقت. وإذا كان الموجود بيننا مجمعاً على صحته، فينبغي أن نتشاغل بتفسيره، وبيان معانيه، ونترك ما سواه).
رأي الشيخ الطبرسي :
(فإن العناية اشتدت، والدواعي توفرت على نقله وحراسته، وبلغت الى حد لم يبلغه فيما ذكرناه، لأن القرآن معجزة النبوة، ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية، حتى عرفوا كل شئ اختلف فيه من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته، فكيف يجوز أن يكون مغيراً، أو منقوصاً مع العناية الصادقة، والضبط الشديد).
رأي الفيض الكاشاني :
(قال الله عزوجل وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وقال إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون، فكيف يتطرق إليه التحريف والتغيير ؟! وأيضاً قد استفاض عن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام حديث عرض الخبر المروي على كتاب الله ليعلم صحته بموافقته له، وفساده بمخالفته، فإذا كان القرآن الذي بأيدينا محرفاً فما فائدة العرض، مع أن خبر التحريف مخالف لكتاب الله، مكذب له، فيجب رده، والحكم بفساده).
رأي الشيخ جعفر الجناجي (بجيمين، كاشف الغطاء):
(لا زيادة فيه من سورة، ولا آية من بسملة وغيرها، لا كلمة ولا حرف. وجميع ما بين الدفتين مما يتلى كلام الله تعالى بالضرورة من المذهب بل الدين، وإجماع المسلمين، وأخبار النبي صلى الله عليه وآله والأئمة الطاهرين عليهم السلام، وإن خالف بعض من لا يعتد به في دخول بعض ما رسم في اسم القرآن... لا ريب في أنه محفوظ من النقصان بحفظ الملك الديان كما دل عليه صريح القرآن، وإجماع العلماء في جميع الأزمان، ولا عبرة بالنادر).
رأي السيد محسن الأمين العاملي :
(ونقول : لا يقول أحد من الإمامية لا قديماً ولا حديثاً إن القرآن مزيد فيه، قليل أو كثير، فضلاً عن كلهم، بل كلهم متفقون على عدم الزيادة، ومن يعتد بقوله من محققيهم متفقون على أنه لم ينقص منه).
رأي الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء :
(وإن الكتاب الموجود في أيدي المسلمين هو الكتاب الذي أنزله الله للإعجاز والتحدي، وتمييز الحلال من الحرام، وأنه لا نقص فيه ولا تحريف ولا زيادة، وعلى هذا إجماعهم).
رأي السيد شرف الدين العاملي :
(والقرآن الحكيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، إنما هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس لا يزيد حرفاً ولا ينقص حرفاً، ولا تبديل فيه لكلمة بكلمة ولا لحرف بحرف، وكل حرف من حروفه متواتر في كل جيل تواتراً قطعياً الى عهد الوحي والنبوة، وكان مجموعاً على ذلك العهد الأقدس مؤلفاً على ما هو عليه الآن، وكان جبرائيل عليه السلام يعارض رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرآن في كل عام مرة، وقد عارضه به عام وفاته مرتين. والصحابة كانوا يعرضونه ويتلونه على النبي صلى الله عليه وآله حتى ختموه عليه صلى الله عليه وآله مراراً عديدة، وهذا كله من الأمور المعلومة الضرورية لدى المحققين من علماء الإمامية... نسب الى الشيعة القول بتحريف القرآن بإسقاط كلمات وآيات إلخ. فأقول : نعوذ بالله من هذا القول، ونبرأ الى الله تعالى من هذا الجهل، وكل من نسب هذا الرأي إلينا جاهل بمذهبنا، أو مفتر علينا، فإن القرآن العظيم والذكر الحكيم متواتر من طرقنا بجميع آياته وكلماته وسائر حروفه وحركاته وسكناته، تواتراً قطعياً عن أئمة الهدى من أهل البيت عليهم السلام، لا يرتاب في ذلك إلا معتوه، وأئمة أهل البيت كلهم أجمعون رفعوه الى جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله عن الله تعالى، وهذا أيضاً مما لا ريب فيه، وظواهر القرآن الحكيم ــ فضلاً عن نصوصه ــ أبلغ حجج الله تعالى، وأقوى أدلة أهل الحق بحكم الضرورة الأولية من مذهب الإمامية، وصحاحهم في ذلك متواترة من طريق العترة الطاهرة، وبذلك تراهم يضربون بظواهر الصحاح المخالفة للقرآن عرض الجدار، ولا يأبهون بها، عملاً بأوامر أئمتهم عليهم السلام).
رأي السيد البروجردي الطباطبائي :
قال الشيخ لطف الله الصافي عن أستاذه آية الله السيد حسين البروجردي (فإنه أفاد في بعض أبحاثه في الأصول كما كتبنا عنه، بطلان القول بالتحريف، وقداسة القرآن عن وقوع الزيادة فيه، وأن الضرورة قائمة على خلافه، وضعف أخبار النقيصة غاية الضعف سنداً ودلالة. وقال : وإن بعض هذه الروايات تشتمل على ما يخالف القطع والضرورة، وما يخالف مصلحة النبوة. وقال في آخر كلامه الشريف : ثم العجب كل العجب من قوم يزعمون أن الأخبار محفوظة في الألسن والكتب في مدة تزيد على ألف وثلاثمائة سنة، وأنه لو حدث فيها نقص لظهر، ومع ذلك يحتملون تطرق النقيصة الى القرآن المجيد).
رأي السيد محسن الحكيم الطباطبائي :
(وبعد، فإن رأي كبار المحققين، وعقيدة علماء الفريقين، ونوع المسلمين من صدر الإسلام الى اليوم على أن القرآن بترتيب الآيات والسور والجمع كما هو المتداول بالأيدي، لم يقل الكبار بتحريفه من قبل، ولا من بعد)
رأي السيد محمد هادي الميلاني :
(الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. أقول بضرس قاطع إن القرآن الكريم لم يقع فيه أي تحريف لابزيادة ولا بنقصان، ولا بتغيير بعض الألفاظ، وإن وردت بعض الروايات في التحريف المقصود منها تغيير المعنى بآراء وتوجيهات وتأويلات باطلة، لا تغيير الألفاظ والعبارات. وإذا اطلع أحد على رواية وظن بصدقها وقع في اشتباه وخطأ، وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً).
رأي السيد محمد رضا الكلبايكاني :
(وقال الشيخ لطف الله الصافي دام ظله : ولنعم ما أفاده العلامة الفقيه والمرجع الديني السيد محمد رضا الكلبايكاني بعد التصريح بأن ما في الدفتين هو القرآن المجيد، ذلك الكتاب لا ريب فيه، والمجموع المرتب في عصر الرسالة بأمر الرسول صلى الله عليه وآله، بلا تحريف ولا تغيير ولا زيادة ولا نقصان، وإقامة البرهان عليه : أن احتمال التغيير زيادة ونقيصة في القرآن كاحتمال تغيير المرسل به، واحتمال كون القبلة غير الكعبة في غاية السقوط لا يقبله العقل، وهو مستقل بامتناعه عادة).
رأي السيد محمد حسين الطباطبائي :
(فقد تبين مما فصلناه أن القرآن الذي أنزله الله على نبيه صلى الله عليه وآله ووصفه بأنه ذكر محفوظ على ما أنزل، مصون بصيانة إلهية عن الزيادة والنقيصة والتغيير كما وعد الله نبيه فيه. وخلاصة الحجة أن القرآن أنزله الله على نبيه ووصفه في آيات كثيرة بأوصاف خاصة لو كان تغيير في شئ من هذه الأوصاف بزيادة أو نقيصة أو تغيير في لفظ أو ترتيب مؤثر، فقد آثار تلك الصفة قطعاً، لكنا نجد القرآن الذي بأيدينا واجداً لآثار تلك الصفات المعدودة على أتم ما يمكن وأحسن ما يكون، فلم يقع فيه تحريف يسلبه شيئاً من صفاته، فالذي بأيدينا منه هو القرآن المنزل على النبي صلى الله عليه وآله بعينه، فلو فرض سقوط شئ منه أو إعراب أو حرف أو ترتيب، وجب أن يكون في أمر لا يؤثر في شئ من أوصافه كالإعجاز وارتفاع الإختلاف، والهداية، والنورية، والذكرية، والهيمنة على سائر الكتب السماوية، الى غير ذلك، وذلك كآية مكررة ساقطة، أو اختلاف في نقطة أو إعراب ونحوها).
رأي السيد أبو القاسم الخوئي :
(... إن حديث تحريف القرآن حديث خرافة وخيال، لا يقول به إلا من ضعف عقله أو من لم يتأمل في أطرافه حق التأمل، أو من ألجأه إليه حب القول به، والحب يعمي ويصم. وأما العقل المنصف المتدبر فلا يشك في بطلانه وخرافته).
رأي الشيخ لطف الله الصافي :
(القرآن معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، قد عجز الفصحاء عن الإتيان بمثله، وبمثل سورةٍ أو آية منه، وحير عقول البلغاء، وفطاحل الأدباء... وقد مر عليه أربعة عشر قرناً، ولم يقدر في طول هذه القرون أحد من البلغاء أن يأتي بمثله، ولن يقدر على ذلك أحد في القرون الآتية والأعصار المستقبلة، ويظهر كل يوم صدق ما أخبر الله تعالى به فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا.. هذا هو القرآن، وهو روح الأمة الإسلامية وحياتها ووجودها وقوامها، ولولا القرآن لما كان لنا كيان. هذا القرآن هو كل ما بين الدفتين ليس فيه شئ من كلام البشر وكل سورة من سوره وكل آية من آياته، متواتر مقطوع به ولا ريب فيه. دلت عليه الضرورة والعقل والنقل القطعي المتواتر. هذا هو القرآن عند الشيعة الإمامية، ليس الى القول فيه بالنقيصة فضلاً عن الزيادة سبيل، ولا يرتاب في ذلك إلا الجاهل، أو المبتلى بالشذوذ الفكري).
-
 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصير المهدي
لقد ناقشنا هذا الموضوع معك سابقا في أكثر من موضع في هذه الشبكة لكنك تأبى الا ان تدس حقدك الذي يأخذك الى الطعن في القرآن المجيد ..
 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصير المهدي
أما ما تقوله عن قول أكابر علماء الطائفة الذين اسسوا المذهب بتحريف القرآن .. فأنت كذاب في هذا مع سبق الاصرار .. في شهر فيه الكثير من الكذب من المفطرات ..
أكثم بن صيفي ليس هو الوحيد الذي اعتاد على الكذب. لقد اصبح الكذب جزء لا يتجزأ من تكوين العقل الوهابي. يكاد يصدق الكاذب اكاذيبه وهو يعلم انه لن يجد ما يدعم مزاعمه وهنا تحديدا قول الشيعة بتحريف القرآن.
-
أنا سأنقل لكم مبحث في هذا الموضوع ، ولكن قبل ذلك أنا أؤكد لكم أني تحققت شخصياً من بعض ما ورد ، وعندي كتاب الكافي وبحار الأنوار وعندي مقدمة الصافي للفيض الكاشاني ..
كما أن الشيخ اللبناني علي الكوراني سمعته بأذني ورأيته بعيني في قناة المستقلة يقول بتحريف القرآن ، حيث قال أن آية التطهير إقحمت بين آيات النساء ، وبالطبع هذا تحريف أدى إلى صرف معنى الآية ..
وأيضاً أؤكد أن كثير ، بل أكثر الشيعة اليوم "عوام الشيعة" لا يقولون بالتحريف ، وربما لم يسمعوا به من قبل ، وهذا أمر طبيعي ومبرر وخاصة أن عوام الشيعة لا يطلعون على تراثهم مباشرة ، بل يجعلون المراجع وسطاء بينهم وبين الدين والتراث ، باعتبار أن المراجع أعلم وأفقه !
إليكم المبحث ..........
الشيعة وتحريف القرآن
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، لا ريب فيه هدى للمتقين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وآله الطاهرين وصحبه المتقين. وبعد:
فإن الله تعالى تكفل بحفظ شريعته وكتابه الكريم من التحريف والزيادة والنقصان منذ أنزله على قلب سيدنا محمد r وحتى قيام الساعة. حيث قال وقوله الحق: )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ(، وقال: )لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ(، وقال: )ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ(. وتوعد سبحانه الأمم من قبلنا ومن فعل فعلهم بكل الوعيد عذاباً أليماً سرمدياً لتجرؤهم على كتبه، وتحريفهم لآياته.
وقد قرأت لبعض مؤلفي الشيعة الإمامية المعاصرين ممن يدعون إلى التقريب بين المذاهب، أن أهل السنة يتهمونهم بالقول بالتحريف والتغيير في كتاب الله الكريم. وأفردوا في ذلك كتباً خاصة، ليدفعوا عن أنفسهم وأهل مذهبهم تهمة القول بالتحريف.
ومن أولئك آية الله العظمى أبو القاسم الخوئي في كتابه البيان في تفسير القرآن، ورسول جعفريان في كتابه أكذوبة التحريف، والكوراني العاملي في كتابه تدوين القرآن. ولقد تجرأوا باتهامهم الصحابة من المهاجرين والأنصار الذين حفظ الله بهم دينه وشريعته، وفتح على أيديهم البلاد وقلوب العباد. فاتهموهم بأنهم غيروا وبدلوا وتآمروا على كتاب الله الكريم. فوجدنا أن هؤلاء قد اضطروا للكشف عن اعتقادهم واعتقاد علمائهم بالتحريف، من حيث أرادوا الإساءة إلى أهل السنة.
وفي هذه السطور الآتية نثبت بعون الله تعالى بأقوال علمائهم من المتقدمين والمتأخرين، اعتقادهم التحريف والنقصان في كتاب الله الكريم، ونبين التلبيس والتدليس الذي سلكوه باتهامهم أهل السنة زوراً وبهتاناً. وتجدر ملاحظة أن ثمة ذريعة يتذرع بها الشيعة عند محاججنهم لنا، وهي أن القول بالتحريف مجرد روايات تحتمل الصدق والكذب. فنقول لهم إن الأمر ليس كذلك. وسنذكر في هذا البحث مَن نقل من علمائهم وكبار أئمتهم الإجماع على التحريف، ومَن اعترف منهم بتواتر الأخبار واستفاضتها على التحريف؛ إذ بلغت ألفي رواية كما يذكر النوري الطبرسي، ونعمة الله الجزائري. حتى قال خاتمة المحدثين عندهم محمد باقر مجلسي: (بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا تقصر عن أخبار الإمامة). مرآة العقول 12/ 525.
وفي المقابل نرى الكوراني العاملي في كتابه تدوين القرآن، وكذا أبو القاسم الخوئي في كتابه البيان وصاحب كتاب التحقيق في نفي التحريف، يحصرون اتهامهم للصحابة وأهل السنة بالروايات سواء الصحيحة منها والضعيفة والموضوعة، من غير أن يذكروا قولاً واحداً لعالم من علماء أهل السنة يبين وقوع التحريف في اللقرآن الكريم.
ونرى مثالاً أخر عند أحد علمائهم الكبار، وهو عبد الحسين شرف الدين الموسوي، في كتابه أبو هريرة، هذا الكتاب الذي ملأه بالسباب والشتائم للصحابي الجليل t؛ نجده قد اكتفى بذكر الروايات من طريقه، وأخذ يستشنع ويستنكر ويكيل بالويلات عليه وعلى أهل السنة، من غير أن يذكر قول عالم من علمائهم في مسألة واحدة. فيسأل: هل يحق لهم الاستشهاد بمجرد الروايات على أهل السنة ويحرم على غيرهم الاحتجاج عليهم بأمثالها؟ وهل تجر باؤهم ولا تجر باء غيرهم؟
ولا ريب أن منشأ القول بالتحريف عندهم هو مسألة الإمامة التي خالفوا فيها غيرهم من المسلمين. وذلك لعدم وجود دليل عقلي ولا نقلي على ما أرادوه من النص على أئمتهم ووجوبها على الله تعالى، ووجوب عصمتهم، وغير ذلك من خرافاتهم، فاضطروا إلى القول بالتحريف لأن ذلك من ضروريات المذهب، كأنهم يقولون إن النصوص كانت موجودة ولكنكم يا أهل السنة تآمرتم علينا وحرفتموها أو حذتموها. فالقول بالتحريف من أكبر مقاصد غصب الخلافة كما صرح أحد علمائهم. فالله تعالى غايتنا، وعليه الاتكال والاعتماد.
المبحث الأول: في قولهم بتواتر واستفاضة روايات التحريف
محمد بن النعمان الملقب بالمفيد:
يقول: (اتفقت الإمامية على وجوب الرجعة... واتفقوا على أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن، وعدلوا فيه بموجب التنزيل وسنة النبي r، وأجمعت المعتزلة والخوارج والزيدية والمرجئة وأصحاب الحديث على خلاف الإمامية). أوائل المقالات ص 52.
وقال في الزيادة والنقصان:
(أقول: إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل النبي r باختلاف القرآن وما أحدثه بعضهم فيه من الحذف والنقصان، فأما القول في التأليف، فالموجود يقضي فيه بتقديم المتأخر وتأخير المتقدم ... وأما النقصان، فإن العقول لا تحيله ولا تمنع من وقوعه، وقد امتحنت مقالة من ادعاه، وكلمت عليه المعتزلة وغيرهم فلم أظفر منهم بحجة اعتمدها في فساده ... وأما الزيادة فيه فمقطوع على فسادها من وجه ويجوز صحتها من وجه ... ولست أقطع على كون ذلك، بل أميل إلى عدمه وسلامة القرآن عنه وهذا المذهب خلاف ما سمعناه من بني نوبخت رحمهم الله من الزيادة في القرآن والنقصان فيه. وقد ذهب إليه جماعة من متكلمي الإمامية وأهل الفقه منهم والاعتبار). أوائل المقالات ص 93
خاتمة المحدثين محمد باقر مجلسي:
يقول: ( لا يخفى أن كثيراً من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره، وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عليها رأساً. بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الإمامة فكيف يثبتونها بالخبر). مرآة العقول 12/ 525.
نعمة الله الجزائري:
يقول: (إن تسليم تواترها -يعني القراءات السبع- عن الوحي الإلهي، وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادة وإعراباً، مع أن أصحابنا رضوان الله عليهم قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها). الأنوار النعمانية 2 / 357.
ويقول أيضاً: ( قد استفاض في الأخبار أن القرآن كما أنزل لم يؤلفه إلا أمير المؤمنين عليه السلام بوصية من النبي، فبقي بعد موته ستة أشهر مشتغلاً بجمعه فلما جمعه كما أنزل أتى به إلى المتخلفين بعد رسول الله فقال لهم: هذا كتاب الله كما أنزل فقال له عمر بن الخطاب: لا حاجة بنا إليك ولا إلى قرآنك، عندنا قرآن كتبه عثمان. فقال لهم علي: لن تروه بعد اليوم ولا يراه أحد حتى يظهر ولدي المهدي عليه السلام. وفي ذلك القرآن زيادات كثيرة وهو خال من التحريف). الأنوار النعمانية 2 / 360 – 362.
العلامة الحجة عدنان البحراني:
يقول بعد ذكره للروايات التي تفيد التحريف: ( الأخبار التي لا تحصى كثيرة وقد تجاوزت حد التواتر، ولا في نقلها كثير فائدة بعد شيوع القول بالتحريف والتغيير بين الفريقين، وكونه من المسلمات عند الصحابة والتابعين، بل وإجماع الفرقة المحقة، وكونه من ضروريات مذهبهم وبه تضافرت أخبارهم). مشارق الشموس الدرية ص 126.
الشيخ يحيى تلميذ الكركي
يقول: (مع إجماع أهل القبلة من الخاص والعام أن هذا القرآن الذي في أيدي الناس ليس القرآن كله، وأنه قد ذهب من القرآن ما ليس في أيدي الناس). نقلاً عن فصل الخطاب ص23. ونقله الطبرسي من كتاب الإمامة ليحي تلميذ الكركي.
المفسر السيد هاشم البحراني:
يقول: ( اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها، أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله r شيء من التغييرات، وأسقط الذين جمعوه كثيراً من الكلمات والآيات، وأن القرآن المحفوظ عما ذكر، الموافق لما أنزله الله تعالى ما جمعه علي عليه السلام وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن عليه السلام، وهكذا إلى أن انتهى إلى القائم عليه السلام، وهو اليوم عنده صلوات الله عليه). البرهان في تفسير القرآن مقدمة ص 36.
وقال أيضاً: (وعندي في وضوح صحة هذا القول بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع، وأنه من أكبر مقاصد غصب الخلافة فتدبر). البرهان ص 49
محمد صالح المازندراني:
يقول: ( وإسقاط بعض القرآن وتحريفه ثبت من طرقنا بالتواتر معنى، كما يظهر لمن تأمل في كتب الأحاديث من أولها إلى آخرها). شرح جامع الكافي11/76.
النوري الطبرسي صاحب كتاب فصل الخطاب:
يقول: ( إن ملاحظة السند في تلك الأخبار الكثيرة يوجب سد باب التواتر المعنوي فيها، بل هو أشبه بالوسواس الذي ينبغي الاستعاذة منه) فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ص 124.
واعلم أن الطبرسي قسم كتابه إلى ثلاثة مقدمات وبابين:
المقدمة الأولى: (في ذكر الأخبار التي وردت في جمع القرآن، وسبب جمعه وكونه في معرض النقص بالنظر إلى كيفية الجمع، وأن تأليفه يخالف تأليف المؤمنين). والمقدمة الثانية: (في بيان أقسام التغيير الممكن حصوله في القرآن والممتنع دخوله فيه). والمقدمة الثالثة: (في ذكر أقوال علمائهم في تغيير القرآن وعدمه). وقال في كتابه عن صفات القرآن: (فصاحته في بعض الفقرات البالغة وتصل حد الأعجاز وسخافة بعضها الآخر). فصل الخطاب ص 211
ونسبة الكتاب لمؤلفه قد ذكرها علماؤهم وإليك بعضهم:
1- العلامة آغا بزرك الطهراني في كتابه نقباء البشر
2- السيد ياسين الموسوي في مقدمة كتاب النجم الثاقب للنوري الطبرسي
3- رسول جعفريان في كتابه أكذوبة التحريف
4- العلامة جعفر مرتضى العاملي في كتابه حقائق هامة
5- السيد علي حسين الميلاني في كتابه التحقيق في نفي التحريف
6- الأستاذ محمد هادي معرفة في كتابه صيانة القرآن من التحريف
7- باقر شريف القرشي في كتابه في رحاب الشيعة
واعلم أن كثيراً من الشيعة المعاصرين ادعوا أن الطبرسي ليس من علماء الشيعة، وليس ممن يعتمد على أقواله وذلك لأنه جمع في كتابه أقوال جميع الفقهاء والعلماء المتقدمين والمتأخرين منهم المصرحين بتحريف القرآن. وسنذكر لك ترجمته من كتب علمائهم أصحاب التراجم بعونه تعالى.
فقد ترجم له كل من:
أغابرزك الطهراني في كتابه أعلام الشيعة 1/ 543
قال: ( الشيخ ميرزا حسين بن الميرزا محمد تقي الدين بن الميرزا علي محمد تقي الدين النوري الطبرسي، إمام أئمة الحديث والرجال في الأعصار المتأخرة، ومن أعظم علماء الشيعة، وكبار رجال الإسلام في هذا القرن ... وكان الشيخ النوري أحد نماذج السلف الصالح التي ندر وجودها في هذا العصر، فقد امتاز بعبقرية فذة، وكان آية من آيات الله العجيبة، كمنت فيه مواهب غريبة، وملكات شريفة أهلته لأن يعد في الطليعة من علماء الشيعة الذين كرسوا حياتهم طوال أعمارهم لخدمة الدين والمذاهب، وحياته صفحة مشرقة من الأعمال الصالحة. ومن تصانيفه فصل الخطاب في مسألة تحريف الكتاب). اهـ
وترجم له محسن الأمين في أعيان الشيعة 6/ 143
قال: ( كان عالماً فاضلاً محدثاً متبحراً في علمي الحديث والرجال عارفاً بالسير والتاريخ، منقباً فاحصاً زاهداً عابداً، لم تفته صلاة الليل، وكان وحيد عصره في الإحاطة، والإطلاع على الأخبار والآثار والكتب). اهـ
وترجم له عباس القمي في كتابه الكنى والألقاب 2/ 405
قال: ( شيخ الإسلام والمسلمين مروج علوم الأنبياء والمرسلين الثقة الجليل والعالم النبيل المتبحر الخبير والمحدث الناقد البصير ناشر الآثار وجامع شمل الأخبار صاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة والعلوم الغزيرة الباهر بالرواية والدراية والرافع لخميس المكارم أعظم راية وهو أشهر من أن يذكر وفوق ما تحوم حوله العبارة). اهـ
وترجم له القمي في فوائد الرضوية في أحوال علماء المذهب الجعفرية ص 148:
قال: (شيخنا الأجل الأعظم وعمادنا الأرفع الأقوم، صفوة المتقدمين والمتأخرين، خاتم الفقهاء والمحدثين سحاب الفضل الهاطل، وبحر العلم الذي ليس له ساحل، مستخرج كنوز الأخبار، ... كنز الفضائل ونهرها الجاري، شيخنا ومولانا العلامة المحدث الثقة النوري، أنار الله تعالى برهانه وأسكنه بحبوحة جنانه). اهـ
وكفى بالنوري الطبرسي أنه صاحب كتاب مستدرك الوسائل، وهو من الكتب الثمانية المعتبرة لدى الشيعة، وأنه خاتمة المحدثين. ومما مضى من الترجمات، بان لك سقوط قول كل جعفري يتبرأ من الطبرسي.
المبحث الثاني: في ذكر من صرح من علماء الشيعة بوقوع التحريف في القرآن
أولاً: علي ابن إبراهيم القمي
ذكر في مقدمة تفسيره أنواع التحريف، وأن منه ما هو حرفٌ مكان حرف، ومنه ما هو على خلاف ما أنزل. فقال: (وأما ما هو على خلاف ما أنزل الله فهو قوله: ) كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ(. فقال أبو عبد الله عليه السلام لقارئ هذه الآية: "خير أمة" يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين ابني علي عليه السلام. فقيل له: وكيف نزلت يا ابن رسول الله؟ فقال: إنما نزلت "كنتم خير أئمة أخرجت للناس ..."). اهـ تفسير القمي ج 1 / 36 ط دار السرور
وقال: (وأما ما هو محرف فهو قوله: "لكن الله يشهد بما أنزل إليك في علي أنزله بعلمه والملائكة يشهدون. وقوله: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي فإن لم تفعل فما بلغت رسالته". وقوله: "إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم"). تفسير القمي ج 1/37
ونرجو من القارئ الكريم أن يتنبه إلى أن ما نضع تحته خط ليس من القرآن الكريم في شيء، ولكنه ما يدعي الشيعة أنه منه، وقد أسقطها الصحابة المتآمرون على القرآن وعلى سيدنا علي كرم الله وجهه.
ثانياً: الفيض الكاشاني
مهد لكتابه تفسير الصافي باثنتي عشرة مقدمة، خصص المقدمة السادسة لإثبات تحريف القرآن. وعنون لها بقوله: (المقدمة السادسة: في نُبَذٍ مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويل ذلك). وبعد ذكر الروايات خرج بالنتيجة التالية، قال:
(والمستفاد من هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد r، بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله ومنه ما هو مغير محرف. وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها اسم علي عليه السلام في كثير من المواضع، ومنها لفظة آل محمد r غير مرة، ومنها أسماء المنافقين في مواضعها ومنها غير ذلك. وأنه ليس أيضاً على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله r) اهـ من تفسير الصافي 1/ 49. منشورات الأعلمي – بيروت
وقال أيضاً: (وأما اعتقاد مشايخنا رضي الله عنهم في ذلك فالظاهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن، لأنه كان روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي ولم يتعرض لقدح فيها مع أنه ذكر في أول الكتاب أنه كان يثق بما رواه فيه. وكذلك أستاذه علي بن إبراهيم القمي t فإن تفسيره مملوء منه، وله غلو فيه. وكذلك الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي t فإنه أيضاً نسج على منوالهما في كتاب الاحتجاج). تفسير الصافي 1/ 52
ثالثاً: أبو منصور الطبرسي
يقول: (لما توفي رسول الله، جمع علي عليه السلام القرآن، وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم، فوثب عمر وقال: يا علي اردده فلا حاجة لنا فيه. فأخذه عليه السلام وانصرف. ثم أحضروا زيد بن ثابت – وكان قارئاً للقرآن – فقال له عمر: إن علياً جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فضيحة وهتكاً للمهاجرين والأنصار، فأجابه زيد إلى ذلك ... فلما استخلف عمر سأل علياً أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم). الاحتجاج 1 / 225
وقال أيضاُ: (ولو شرحت لك كلما أسقط وحرّف وبدل مما يجري هذا المجرى لطال، وظهر ما تحظر التقية إظهاره من مناقب الأولياء ومثالب الأعداء). الاحتجاج 1/ 254
وقال أيضاً: (وليس يسوغ مع عموم التقية التصريح بأسماء المبدلين، ولا الزيادة في آياته ... فحسبك من الجواب عن هذا الموضع ما سمعت، فإن شريعة التقية تحظر التصريح بأكثر منه). الاحتجاج 1/ 371
رابعاً: سلطان محمد بن حيدر الخرساني
قال: (اعلم أنه قد استفاضت الأخبار عن الأئمة الأطهار بوقوع الزيادة والنقيصة والتحريف والتغيير فيه، بحيث لا يكاد يقع شك في صدور بعض منهم، وتأويل الجميع بأن الزيادة والنقيصة والتغيير إنما هي في مدركاتهم من القرآن لا في لفظ القرآن كلغة ...). اهـ من كتابه بيان السعادة في مقامات العبادة 1/ 19/ ط. مؤسسة الأعلى-بيروت
خامساً: العلامة يوسف البحراني
بعد أن ذكر الأخبار الدالة على تحريف القرآن قال: ( لا يخفى ما في هذه الأخبار من الدلالة الصريحة والمقالة الفصيحة على ما اخترناه ووضوح ما قلناه، ولو تطرق إلى هذه الأخبار على كثرتها وانتشارها لأمكن الطعن إلى أخبار الشريعة كلها كما لا يخفى، إذ الأصول واحدة وكذا الطرق والرواة والمشايخ والنقله. ولعمري إن القول بعدم التغيير والتبديل لا يخرج عن حسن الظن بأئمة الجور، وأنهم لم يخونوا في الأمانة الكبرى مع ظهور خيانتهم في الأمانة الأخرى التي هي أشد ضرراً على الدين). اهـ من كتابه الدرر النجفية ص 298 ط. مؤسسة آل البيت لإحياء التراث
سادساً: العلامة المحقق الحاج ميرزا حبيب الله الهاشمي الخوئي
عدّد الأدلة على نقصان القرآن وذكر منها: نقص سورة الولاية، ونقص سورة النورين، ونقص بعض الكلمات من الآيات، ثم قال: ( إن الإمام علياً لم يتمكن من تصحيح القرآن في عهد خلافته بسبب التقية، وأيضاً حتى تكون حجة في يوم القيامة على المحرفين والمغيرين). وقال: ( إن الأئمة لم يتمكنوا من إخراج القرآن الصحيح خوفاً من الاختلاف بين الناس ورجوعهم إلى كفرهم الأصلي). اهـ كتابه منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة مؤسسة الوفاء – بيروت 2 / 214
سابعاً: محمد بن مسعود العياشي صاحب التفسير
نقل في تفسيره: (عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتنا فيه مسمَّيْن). (وعن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص منه ما خفي حقنا على ذي حجى، ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن). اهـ من تفسير عياشي ج 1 / 25 – منشورات الأعلمي– طهران قوله: (قائمنا) يعني المهدي المنتظر. وهو عندهم محمد بن الحسن العسكري الغائب منذ أكثر من ألف ومائة سنة.
ثامناً: محمد بن الحسن الصفار
قال: ( عن أبي جعفر الصادق أنه قال: ما من أحد من الناس يقول: إنه جمع القرآن كله كما أنزله الله إلا كذاب، وما جمعه وما حفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده). وقال: (عن أبي جعفر "ع" أنه قال: ما يستطيع أحد أن يدعي أنه جمع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء). اهـ من كتابه بصائر الدرجات ص 213 – منشورات الأعلمي – طهران
تاسعاً: العلامة الأردبيلي
قال: (إن عثمان قتل عبد الله بن مسعود بعد أن أجبره على ترك المصحف الذي كان عنده وأكرهه على قراءة ذلك المصحف الذي ألفه ورتبه زيد بن ثابت بأمره. وقال البعض إن عثمان أمر مروان بن الحكم وزياد بن سمرة الكاتبين له أن ينقلا من مصحف عبد الله ما يرضيهم ويحذفا منه ما ليس بمرضي عندهم ويغسلا الباقي). اهـ من كتابه حديقة الشيعة ص 118
عاشراً: مرشد الأنام كريم الكرماني
قال: ( إن الإمام المهدي بعد ظهوره يتلو القرآن، فيقول أيها المسلمون هذا والله القرآن الحقيقي الذي أنزله الله على محمد والذي حرف وبدل). اهـ من كتابه إرشاد العوام ص 221 / 3
أحد عشر: السيد دلدار المجتهد الهندي الملقب بآية الله في العالمين
قال: ( وبمقتضى تلك الأخبار أن التحريف في الجملة في هذا القرآن الذي بين أيدينا بحسب زيادة الحروف ونقصانه بل بحسب بعض الألفاظ وبحسب الترتيب في بعض المواقع قد وقع بحيث مما لا شك مع تسليم تلك الأخبار). اهـ من كتابه استقصاء الإفحام 1 /11
إثنا عشر: ملا محمد تقي الكاشاني
قال: ( إن عثمان أمر زيد بن ثابت الذي كان من أصدقائه هو، وعدواً لعلي أن يجمع القرآن ويحذف منه مناقب آل البيت وذم أعدائهم، والقرآن الموجود حالياً في أيدي الناس والمعروف بمصحف عثمان هو نفس القرآن الذي جمعه بأمر عثمان). اهـ من كتابه هداية الطالبين ص 368
ثلاثة عشر: أبو القاسم الخوئي مرجع العصر
يقول: (إن كثرة الروايات تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين عليهم السلام، ولا أقل من الاطمئنان بذلك وفيها ما روي بطريق معتبر). اهـ من كتابه البيان في تفسير القرآن ص 226
وقال مثبتاً التحريف عن علمائهم ص 219: (ثم ذهب جماعة من المحدثين من الشيعة وجمع من علماء السنة إلى وقوع التحريف) اهـ.
واعلم أنه لا الخوئي ولا غيره يمكنه أن ينقل عن واحد علماء أهل السنة أنه قال بالتحريف فضلا عن جمع منهم، وإنما هذه هي الطريقة التافهة المعهودة عند الشيعة التي يوهمون بها الناس بما يريدون. فلم لا ينقل أي شيعي لنا رواية واحدة عن أهل السنة تقول بالتحريف؟
أربعة عشر: علي أصغر بروجردي مرجع معاصر
قال: (الواجب علينا أن نعتقد أن القرآن الأصلي لم يقع فيه تغيير وتبديل مع أنه وقع التحريف والحذف في القرآن الذي ألفه بعض المنافقين، والقرآن الأصلي الحقيقي موجود عند إمام العصر عجل الله فرجه). اهـ من كتابه عقائد الشيعة ص 27
خمسة عشر: روح الله الخميني
يقول عن الصحابة رضوان الله عليهم: ( لقد كان سهلاً عليهم أن يخرجوا هذه الآيات من القرآن، ويتناولوا الكتاب السماوي بالتحريف، ويسدلوا الستار عن القرآن ويغيبوه عن أعين العالمين). اهـ كشف الأسرار ص 114
ستة عشر: كامل سليمان
يقول: ( عن الإمام جعفر الصادق قال: إذا قام القائم عليه السلام قرأ كتاب الله عز وجل على حده وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام). اهـ من كتابه يوم الخلاص ص 373
سبعة عشر: علي بن النقوي الرضوي علامة الشيعة بالهندقال:
(وأما تواتر جميع ما نزل على محمد فمشكل توضيحه، وقد اختلف في وقوع التحريف والنقصان في القرآن، فعن أكثر الإخباريين أنه وقع، وهو الظاهر من كلام الكليني قدس سره، وشيخه علي ابن إبراهيم القمي، والشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي صاحب الاحتجاج ... وقد ذكر السيد العلامة نعمة الله في رسالته منبع الحياة أدلة الأوائل منها الأخبار المستفيضة بل المتواترة ما روي عن أمير المؤمنين لما سئل عن المناسبة بين قوله تعالى: ) وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى( وبين )فَانكِحُوا( فقال:" لقد سقط بينهما أكثر من ثلث القرآن). اهـ من كتابه إسعاف المأمول ص 115
ثمانية عشر: زين العابدين الكرماني قدوة العلماء الربانيين
قال: ( إن كيفية جمع القرآن أثبتت أن التحريف والتصحيف والنقص وقع في القرآن، ولو أن هذا سبب لتذليل المسلمين عند اليهود والنصارى بأن طائفة منا تدعي الإسلام ثم تعمل مثل هذا العمل، ولكنهم كانوا منافقين، الذين فعلوا ما فعلوا. وإن القرآن المحفوظ ليس إلا عند الإمام الغائب). ثم قال بعدها: ( إن الشيعة مجبورون أن يقرؤوا هذا القرآن تقية بأمر آل محمد r).اهـ من كتابه تذييل في الرد على هاشم الشامي ص 13- 23
تسعة عشر: دلدار علي بن محمد معين نصير أبادي تاج العلماء
يقول في كتابه عماد الإسلام في علم الكلام: (وينقدح من ههنا أن مآل السيد المرتضى بعدم تطرق التغير والتحريف في القرآن أصلاً هو ما يكون بحسب الآية أو الآيتين، لا ما يشمل الغير بحسب مفردات الألفاظ أيضاً، وإلا فكلامه صريح ههنا في القرآن كان في زمان رسول الله مختلف النسخ بحسب اختلاف القراءات). ضدبت حيدري 2/ 78.
.................... يتبع ....................
تموتُ النّفوسُ بأوصابها *** ولم تدرِ عوّادها ما بها
وما أنصفتْ مُهجة ٌ تشتكي *** أذاها إلى غير ِ أحبابها
-
عشرون: الكليني مؤلف الكافي أوثق كتب الحديث الشيعية
يقول محمد صادق الصدر عن الكليني وكتابه الكافي:
( أول الكتب الأربعة تأليفاً ومؤلفه ثقة الإسلام محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني أكبر علماء الإمامية في عصره ... ويعتبر كتابه هذا عند الشيعة أوثق الكتب الأربعة لذكره تمام سلسلة السند بينه وبين المعصوم مما لم يوجد نظيره في الكتب الأخرى). اهـ من كتابه الشيعة ص 121
ويقول عبد الحسين الموسوي: (هي الكافي والتهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها والكافي أقدمها وأحسنها وأتقنها). المراجعات ص 113
وقد شهد عليه كبار علماء الشيعة بأنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن، ونعد منهم:
1- الفيض الكاشاني يقول: ( وأما اعتقاد مشايخنا في ذلك فالظاهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن لأنه كان روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي ولم يتعرض للقدح فيها مع أنه ذكر في أول الكتاب أنه كان يثق بما رواه فيه). اهـ تفسير الصافي 1/ 521
2- أبو الحسن العاملي قال:
(اعلم أن الذي يظهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن لأنه روى روايات كثيرة في هذا المعنى في كتابه الكافي الذي صرح في أوله بأنه كان يثق فيما رواه فيه ولم يتعرض لقدحها ولا ذكر معارض لها). اهـ من مقدمة تفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار
3- النوري الطبرسي:
(اعلم أن لهم في ذلك أقوالاً مشهورها اثنان الأول: وقوع التغيير والنقصان فيه، وهو مذهب الشيخ الجليل علي بن إبراهيم القمي شيخ الكليني في تفسيره صرح في أوله وملأ كتابه من أخباره مع التزامه في أوله بأن لا يذكر فيه إلا عن مشايخه وثقاته، ومذهب تلميذه ثقة الإسلام الكليني رحمه الله على ما نسبه إليه جماعة لنقله الأخبار الكثيرة الصريحة في هذا المعنى في كتاب الحجة خصوصاً في باب النكت والنتف من التنزيل. وفي الروضة من غير تعرض لردها أو تأويلها). اهـ فصل الخطاب ص 23
المبحث الثالث: علماؤهم الذين أنكروا التحريف تقية
- ذكر محدث القوم وشيخ الإسلام النوري الطبرسي: (الثاني: عدم وقوع النقص والتغيير فيه، وأن جميع ما نزل على رسول الله r هو الموجود بأيدي الناس فيما بين الدفتين، وإليه ذهب الصدوق في عقائده والسيد المرتضى، وشيخ الطائفة، ولم يعرف من القدماء موافق لهم). اهـ من كتابه فصل الخطاب في ص 32
وهؤلاء العلماء الأربعة في الدور الثاني، وسيأتي بيان ذلك في الخاتمة، إذ لا وجود لهذا القول إلى منتصف القرآن الرابع لأن أئمة القوم كلهم ورواتهم المتقدمين ومحدثيهم ومفسريهم لم يقولوا ولم يصرحوا إلا بعكس ذلك كما ذكروا في مروياتهم. وهؤلاء العلماء لم ينكروا التحريف إلا تقيه وخوفاً من نفرة الناس واطلاعهم على ما أخفوه ونترك لعلمائهم تبيين ذلك:
1) قال السيد نعمة الله الجزائري من أعاظم العلماء المتأخرين وأفاخم الفضلاء المتبحرين: (نعم قد خالف فيها المرتضى والصدوق والشيخ الطبرسي وحكموا بأن ما بين دفتي هذا المصحف هو القرآن المنزل لا غير... والظاهر أن هذا القول إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة، منها سد باب الطعن عليهم بأنه إذا جاز هذا القرآن فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه مع جواز لحوق التحريف به). اهـ الأنوار النعمانية 2/ 357.
2) قال النوري الطبرسي: ( لا يخفى على المتأمل في كتاب التبيان للطوسي أن طريقته فيه على نهاية المداراة والمماشاة مع المخالفين)، ( وما قاله السيد الجليل علي بن طاووس في كتابه سعد السعود إذ قال: ونحن نذكر ما حكاه جدي أبو جعفر الطوسي في كتابه التبيان وحملته التقية على الاقتصاد عليه). اهـ فصل الخطاب ص 38.
3) قال الفيض الكاشاني في تفسيره بعدما ذكر كلام الطبرسي والمرتضى: (لقائل أن يقول: كما أن الدواعي كانت متوفرة على نقل القرآن وحراسته من المؤمنين كذلك كانت متوفرة على تغييره من المنافقين المبدلين للوصية المغيرين للخلافة لتضمنه ما يضاد رأيهم وهواهم… والتغيير فيه إن وقع فإنما وقع قبل انتشاره في البلدان واستقراره على ما هو عليه الآن والضبط الشديد إنما كان بعد ذلك فلا تنافي بينهما). اهـ
وقال في رده على ابن بابوية القمي الصدوق: (يكفي في وجوده في كل عصر وجوده جميعاً كما أنزله الله محفوظاً عند أهله، ووجود ما احتجنا إليه منه عندنا وإن لم نقدر على الباقي، كما أن الإمام عليه السلام كذلك، فإن الثقلين سيان في ذلك، ولعل هذا هو المراد من كلام الشيخ) اهـ
الصافي للفيض الكاشاني ص ج1 / 35-37
4) السيد هاشم البحراني الجامع المتتبع للأخبار بما لم يسبق إليه السابق سوى المجلسي قال في مقدمة تفسيره في الفصل الرابع تحت عنوان بيان خلاصة أقوال علمائنا في تفسير القرآن وعدمه وتزييف استدلال من أنكر التحريف، قال مثبتاً التحريف: (وعندي في وضوح صحة هذا القول بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشييع وأنه من أكبر مفاسد غصب الخلافة فتدبر حتى تعلم توهم الصدوق في هذا المقام حيث قال في اعتقاداته بعد أن قال: "اعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله على نبيه هو ما بين الدفتين وما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك وأن من نسب إلينا أنا نقول إنه أكثر من ذلك فهو كاذب" وتوجيه كون مراده علماء قم فاسد". (وليت شعري كيف يجوز لمثل الشيخ أن يدعي أن عدم النقصان ظاهر الروايات مع أنا لم نظفر على خبر واحد يدل عليه، نعم دلالتها على كون التغيير الذي وقع غير مخل بالمقصود كثيراً كحذف اسم علي وآل محمد r وحذف أسماء المنافقين وحذف بعض الآيات وكتمانه ونحو ذلك). اهـ من البرهان هاشم البحراني المقدمة ص 49 –51.
5) السيد محمد دلدار قال في رده على السيد المرتضى:
(فإن الحق أحق بالاتباع، ولم يكن السيد علم الهدى معصوماً حتى يجب أن يطاع، فلو ثبت أنه يقول بعدم النقيصة مطلقاً لم يلزمنا اتباعه ولا خير منه). اهـ ضبطت حيدري 2/ 81.
ومما يدل على اعتقادهم في التحريف واتقائهم في إنكاره أنهم ذكروا في كتبهم التي ألفوها روايات التحريف، ولم يتعرضوا لها بنفي أو قدح أو إنكار، وسنذكر في بحثنا بعض رواياتهم. فابن بابويه القمي الصدوق الذي يدعي إنكار التحريف:
1. قال في كتابه من لا يحضره الفقيه في كتاب النكاح – باب المتعة: (أحل رسول الله r المتعة ولم يحرمها حتى قبض وقرأ ابن عباس "فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة من الله ") اهـ المعروف أن "إلى أجل مسمى"، وكذلك "من الله" ليستا من القرآن.
2. وأورد في كتابه معاني الأخبار ص 313 – 314:
(عن أبي يونس قال كتبت لعائشة مصحفا فقالت: إذا مررت بآية الصلاة قلا تكتبها حتى أمليها عليك، فلما مررت بها أملتها علي: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر" اهـ وصلاة العصر ليست من القرآن كما هو معلوم.
3. وروي في الخصال 147: (عن أبي الزبير عن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون إلى الله عز وجل المصحف والمسجد والعتره، يقول المصحف: يا رب حرفوني ومزقوني). اهـ
والروايات التي ذكرها الصدوق كثيرة اقتصرنا منها على ما ذكرناه.
المبحث الرابع: إذا كان القرآن محرفاً فأين القرآن الصحيح في نظر الشيعة؟
يجيب عن هذا السؤال كبار علمائهم وروايات أئمتهم:
1. يقول نعمة الله الجزائري: (روي في الأخبار أنهم عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين "ع" فيقرأ ويعمل بأحكامه). اهـ من كتابه الأنوار النعمانية 2/ 360
2. ويقول أبو الحسن العاملي في تفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ص3: ( أن القرآن المحفوظ عما ذكر الموافق لما أنزل الله تعالى ما جمعه علي "ع" وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن وهكذا إلى أن وصل إلى القائم "ع" وهو اليوم عنده صلوات الله عليه). اهـ
3. ويقول محمد بن النعمان الملقب بالمفيد: (إن الخبر قد صح عن أئمتنا عليهم السلام أنهم قد رأوا بقراءة ما بين الدفتين وأن لا نتعداه إلى زيادة فيه ولا إلى نقصان منه إلى أن يقوم القائم "ع" فيقرأ الناس على ما أنزل الله تعالى وجمعه أمير المؤمنين "ع"). اهـ من كتابه المسائل السروية ص78 وهو من ضمن كتاب بحار الأنوار
4. مرشد الأنام كريم الكرماني يقول:
(إن الإمام المهدي بعد ظهوره يتلو القرآن فيقول: أيها المسلمون هذا والله هو القرآن الحقيقي الذي أنزله الله على محمد والذي حرف وبدل). اهـ
في إرشاد العوام 3/ 121
5. علي أصغر بروجردي قال: ( الواجب أن نعتقد أن القرآن الأصلي لم يقع فيه تغيير وتبديل مع أنه وقع التحريف والحذف في القرآن الذي ألفه بعض المنافقين، والقرآن الأصلي الحقيقي موجود عند إمام العصر عجل الله فرجه).اهـ من كتابه عقائد الشيعة ص 27
6. السيد هاشم البحراني قال:
(اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله r شيء من التغييرات، وأسقط الذين جمعوه بعد كثيراً من الكلمات والآيات، وأن القرآن ... المحفوظ عما ذكر الموفق لما أنزله الله تعالى ما جمعه علي عليه السلام وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن عليه السلام وهكذا إلى أن انتهى إلى القائم عليه السلام وهو اليوم عنده صلوات الله عليه). اهـ البرهان في تفسير القرآن ص 36
فصل: في بعض رواياتهم عن الأئمة المصرحة بذلك
1. روى محمد بن الحسن الصفار من أصحاب الإمام الحسن العسكري قال: (عن جعفر قال سمعت أبا جعفر "ع" يقول ما من أحد من الناس يقول إنه جمع القرآن كله كما أنزل الله إلا كذاب، وما جمعه وما حفظه كما أنزل الله إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعد). و(عن عبد الغفار قال سأل رجال أبا جعفر "ع" فقال أبو جعفر ما يستطيع أحد يقول جمع القرآن كله غير الأوصياء). اهـ من بصائر الدرجات ص 193.
2. روى النعماني عن علي عليه السلام قال: كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل، قلت: يا أمير المؤمنين أوليس هو كما أنزل؟ فقال: لا، محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم وما ترك أبو لهب إلا إزراء على رسول الله r لأنه عمه). اهـ الغيبة ص 318
وفي الرواية التي قبلها ( قال أمير المؤمنين " ع": كأني أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة قد ضربوا الفساطيط يعلمون الناس القرآن كما أنزل، أما إن قائمنا إذا قام كسره وسوى قبلته). اهـ
3. وجاء في الاحتجاج 1/256 من حديث أبي ذر الغفاري ( ... فلما استخلف عمر سأل علياً عليه السلام أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم فقال: يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت قد جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه. فقال عليه السلام: هيهات ليس إلى ذلك سبيل إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا ما جئتنا به. إن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي. قال عمر: فهل لإظهاره وقت معلوم؟ فقال عليه السلام: نعم إذا قام القائم من ولدي يظهر ويحمل الناس عليه فتجري السنه به صلوات الله عليه). اهـ
4. وفي تفسير عياشي 1/25:
( عن أبي جعفر عليه السلام قال: لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص منه ما خفي حقنا على ذي حجي ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن). اهـ
5- الكليني في أصول الكافي 2/633 كتاب فضل القرآن:
( عن سالم بن سلمه قال: قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السلام وأنا استمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس، فقال أبو عبد الله "ع": كُفَّ عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم، فإذا قام القائم عليه السلام قرأ كتاب الله عز وجل على حده...). اهـ
والروايات كثيرة في ذلك اقتصرنا على بعضها.
المبحث الخامس: في سبب قولهم بوقوع التحريف في القرآن
إن القارئ والمتمحص في كتبهم ومصادرهم ورواياتهم يجد أن السبب الرئيس في قولهم بالتحريف هو القول الذي تفردوا به عن المسلمين، وهو القول بمسألة الإمامة، وقد صرحت الروايات الكثيرة التي ذكروها في صحاحهم بذلك وأكدها علماؤهم مصرحين بذلك، ونذكر بعض أقوالهم:
- محسن الكاشاني المحدث المحقق قال:
( أقول لقائل أن يقول: كما أن الدواعي كانت متوفرة على نقل القرآن وحراسته من المؤمنين كذلك كانت متوفرة على تغييره من المنافقين المبدلين للوصيه المغيرين للخلافة لتضمنه ما يضاد رأيهم وهواهم). اهـ من تفسيره الصافي 1/35-37
- السيد هاشم البحراني قال:
(وعندي في وضوح صحة هذا القول بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع، وأنه من أكبر مفاسد غصب الخلافة فتدبر). اهـ البرهان في تفسير القرآن ص 49
ونذكر الآن بعض روايات الشيعة التي تتحدث عن الإمامة كيف حرفت على زعمهم والتي بلغت ألفي رواية كما أثبت ذلك النوري الطبرسي في كتابه فصل الخطاب.
1- روى الكليني في الكافي 2/381
( عن جابر قال: نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية على محمد هكذا: "وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا في علي فأتوا بسورة من مثله").
2- الكليني في الكافي 2/38
( عن أبي جعفر "ع" قال: نزل جبرائيل عليه السلام على محمد r بهذه الآية هكذا "بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي بغياً").
3- الكليني في الكافي 2/283
( عن جابر بن أبى جعفر عليه السلام قال: " أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم بولاية علي استكبرتم من آل محمد ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون").
4- تفسير عياشي 1/285
( سمعت أبا جعفر "ع" يقول: نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا "إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم").
5- عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله "ع" في قوله تعالى: ( "ولقد عهدنا إلى آدم من قبل كلمات في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم فنسي". هكذا والله نزلت على محمد r) اهـ من الكافي 2/ 379، المناقب 3/ 320 للمازنداني.
6- ( عن الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل: " كبر على المشركين بولاية علي ما تدعوهم إليه يا محمد من ولاية علي" هكذا في الكتاب محفوظ). المناقب 3/107 الكافي 2/ 283
7- عن أبي بصير عن أبي عبد الله "ع" في قوله تعالى: ("ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي وولاية الأئمة من بعده فقد فاز فوزاً عظيماً" هكذا نزلت). الكافي 2/372.
واعلم دعوى التحريف والنقص في لفظ القرآن وآياته وسوره. وليس في التفسير فقط كما يدعي المتأخرون من الشيعة: والذي يدل على ذلك ادعاؤهم بوجود قرآن صحيح عند الإمام الغائب، وهذا يعني أن القرآن الموجود بين أيدينا ليس بصحيح، وقد نقلنا من عباراتهم بالزيادة والنقص والحذف من القرآن الموجود بما فيه الكفاية.
ومن كتب الشيعة التي ألفت في إثبات التحريف:
1. فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب للنوري الطبرسي.
2. كتاب التحريف للشيخ الثقة أحمد بن خالد البرقي صاحب كتاب المحاسن
3. كتاب التنزيل والتعبير للثقة محمد بن خالد
4. التنزيل من القرآن والتحريف للحسن بن فضال
5. كتاب التحريف والتبديل لمحمد بن الحسن الصيرني
6. ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام
وأبو القاسم الخوئي هذا مرجع من مراجع الشيعة الإمامية المعاصرين، وهو مؤلف كتاب البيان في تفسير القرآن وهذا الكتاب الذي فرح به علماء الشيعة وعامتهم حاول فيه المؤلف نفي التحريف وإنكاره عند الشيعة الإمامية قديماً وحديثاً. واتهم فيه أهل السنة القول بالتحريف. ولما لم يظفر الخوئي بقول واحد عند علماء أهل السنة عمد إلى القول: إن القول بالنسخ في القرآن هو عين التحريف حيث قال في كتابه ص 205: (إن القول بنسخ التلاوة هو بعينه القول بالتحريف والإسقاط). وقال أيضاً: (إن القول بالتحريف هو مذهب أكثر علماء أهل السنة لأنهم يقولون بجواز نسخ التلاوة). وسنذكر بعد قليل الأمثلة التي ذكرها.
بعض أقوال أهل السنه في نفي التحريف:
1- قال القاضي عياض:
(وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين مما جمعه الدفتان من أول "الحمد لله رب العالمين" إلى آخر "قل أعوذ برب الناس" أنه كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد r. وأن جميع ما فيه حق. وأن من نقص منه حرفاً قاصداً لذلك أو بدله بحرف آخر مكانه أو زاد فيه حرفاً مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع على أنه ليس من القرآن عامداً لكل هذا أنه كافر). اهـ من كتاب الشفا ص1102
3- قال الإمام فخر الدين الرازي:
()إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ(. وإنا نحفظ ذلك الذكر من التحريف والزيادة والنقصان ... وإن أحداً لو حاول تغيير حرف أو نقطة لقال أهل الدنيا هذا كذب وتغيير لكلام الله حتى أن الشيخ المهيب لو اتفق له لحن أو هفوة في حرف من كتاب الله تعالى لقال له الصبيان أخطأت أيها الشيخ وصوابه كذا وكذا ... واعلم أنه لم يتفق لشيء من الكتب مثل هذا الحفظ فإنه لا كتاب إلا وقد دخله التصحيف والتحريف والتغيير إما في الكثير منه أو في القليل. وبقاء هذا الكتاب مصوناً من جميع جهات التحريف مع أن دواعي الملاحدة واليهود والنصارى متوفرة على إبطاله وإفساده من أعظم المعجزات). اهـ تفسيره مفاتيح الغيب 19 /160
ولحفظ القرآن عند أهل السنة من الشهرة والتواتر بحيث لا يحتاج إلى إقامة الأدلة والبراهين، أما قول الخوئي إن القول بالنسخ هو عين التحريف، فالجواب عليه من وجهين:
الأول: قول الله تعالى: ) مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(. وقوله تعالى: )يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ(، وقوله تعالى: )وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (فالنسخ ثابت بقول الله تعالى ولا يجوز أن يسمى تحريفاً للقرآن الكريم أبداً.
الثاني: أن كبار علماء الشيعة يقولون بنسخ التلاوة، وسننقل لك أقوالهم مفصلة عند ذكر كل رواية من الروايات التي ساقها الخوئي أمثلة للاستدلال على تحريف أهل السنة للقرآن بحذف الآيات المنسوخة منه.
الرواية الأولى: (عن عمر أنه قال "إن الله عز وجل بعث محمداً بالحق وأنزل معه الكتاب فكان مما أنزل إليه آية الرجم، فرجم رسول الله ورجمنا بعده ...) اهـ ذكرها الخوئي في كتابه البيان ص 203 متهماً فيها أهل السنة بحذف آية الرجم. وقد ذكرها السيوطي في "الإتقان" تحت عنوان (ما نسخ تلاوته دون حكمه) الإتقان 2/ 718.
ومن علماء الشيعة الذين قالوا بنسخها:
1- الفضل الطبرسي قال: ( النسخ في القرآن على ضروب ومنها ما يرتفع اللفظ ويثبت الحكم كآية الرجم) اهـ مجمع البيان في تفسير القرآن 1 / 406
2- أبو جعفر الطوسي:
قال: ( النسخ في القرآن من أقسام ثلاثة: منها ما نسخ لفظه دون حكمه كآية الرجم وهي قوله "والشيخ والشيخة إذا زنيا...) اهـ التبيان في تفسير القرآن 1/ 13
3- العتائقي الحلي قال: ( المنسوخ على ثلاثة ضروب منها ما نسخ خطه وبقي حكمه فما روي من قوله الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة...)اهـ الناسخ والمنسوخ ص 35
4- محمد علي قال: (أنواع المنسوخ ثلاثة منها ما نسخ خطه وبقي حكمه كآية الرجم). اهـ من كتابه لمحات من تاريخ القرآن ص 22
5- محمد باقر مجلسي صحح رواية آية الرجم التي في الكافي قائلاً: (وعدّت هذه الآية مما نسخت تلاوتها دون حكمها) اهـ مرآة العقول 23/267
الرواية الثانية: (عن عائشة أنها قالت: كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن). أوردها السيوطي في باب ما نسخ تلاوته وحكمه معاً. وذكرها الخوئي في البيان ص 204 متهماً أهل السنة بالطعن في القرآن.
وقد اعترف بذلك كبار علماء الشيعة ومنهم:
أبو جعفر الطوسي شيخ الطائفة في كتابه التبيان 1/ 13. قال: (قد نسخ التلاوة والحكم معاً مثل ما روي عن عائشة أنها قالت كان فيما أنزله الله عشر رضعات يحرمن ثم نسخن). اهـ
الرواية الثالثة: ( كنا نقرأ "ولا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم")
ذكرها الخوئي في كتابه البيان ص 203 متهماً أهل السنة بحذفها.
وإليك أقوال بعض علمائهم في إثبات نسخها:
1- الفضل الطبرسي: في كتابه مجمع البيان شرح آية 106 من سورة البقرة
قال: (النسخ في القرآن على ضروب: منها أن يرفع حكم الآية وتلاوتها كما روي عن أبي بكر أنه قال " كنا نقرأ " لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم ") اهـ
2- أبو جعفر الطوسي شيخ الطائفة في التبيان 1/ 394
قال: (كانت أشياء في القرآن ونسخت تلاوتها ومنها "لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم") اهـ
وهكذا في معظم الروايات التي أوردها الخوئي في كتابه البيان في تفسير القرآن، فإنك تجد بعض علماء يقرون بنسخها.
وقال المفيد في المسائل السروية ص 79:
(لا شك أن الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله تعالى وتنزيله وليس فيه شيء من كلام البشر وهو جمهور المنزل، والباقي مما أنزله الله تعالى عند المستحفظ للشريعة المستودع للأحكام لم يضِع منه شيء. وإن كان الذي جمع ما بين الدفتين الآن لم يجعله في جملة ما جمع لأسباب دعته إلى ذلك منها: قصوره عن معرفة بعضه – ومنها شكه فيه وعدم تيقنه ومنها ما تعمد إخراجه منه، وقد جمع أمير المؤمنين "ع" القرآن المنزل من أوله إلى آخره وألفه بحسب ما وجب من تأليفه فقدم المكي على المدني والمنسوخ على الناسخ ووضع كل شيء منه في محله، فلذلك قال جعفر بن محمد الصادق "لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتمونا فيه مسمّين كما سمي من كان قبلنا") اهـ
وتجدر ملاحظة أن النسخ في القرآن الكريم ينكره بعض علماء الشيعة ويثبته البعض، وكذلك التحريف، وإذا كان الأمر كذلك وعلى رأي الخوئي: "إن القول بالنسخ هو عين التحريف" فيكون جميع علماء الشيعة محرفون.
أبو القاسم الخوئي نفسه يقول بالتحريف
حاول الخوئي إنكار القول بالتحريف عن نفسه وعن مذهبه ووقع به في كتابه، والذي يدل على ذلك ما يلي:
1- قال في كتابه البيان ص 226: ( إن كثرة الروايات على وقوع التحريف في القرآن تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين ولا أقل من الاطمئنان لذلك وفيها ما روي بطريق معتبر). اهـ
2- جوابه على بعض الأحاديث الموثقة التي تذكر أن القرآن ناقص مثل:
(ما يستطيع أحد يقول جمع القرآن كله غير الأوصياء)، وكذلك: ( لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتنا مُسّمين). وكذلك: (نزل جبريل بهذه الآية على محمد هكذا: "وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا في علي فأتوا بسورة من مثله"). اعترف الخوئي بثبوت الروايات وأنها تتحدث عن مصحف لعلي t يغاير القرآن الموجود في ترتيب السور وفيه زيادات ليست موجودة في القرآن ومن ضمن هذه الزيادات أسماء الأئمة.
- تصحيح الخوئي روايات تفسير القمي وعدم انتقادها دليل على موافقته لرأي القمي الذي يكثر من روايات التحريف ... وذلك في كتابه معجم رجال الحديث، عند ترجمته علي بن إبراهيم القمي.
- عدم رده على العلماء الذين قالوا بالتحريف.
- توثيقه لدعاء صنمَيْ قريش والذي فيه أن أبا بكر وعمر حرفا كتاب الله
- تعظيمه للعلماء الذين قالوا بالتحريف وتلقيبهم بالآيات والأعلام.
خـــــاتمة
نلخص ما جاء في بحثنا فنقول:
ذكرنا فيما مر أن الشيعة الإمامية كانوا يعتقدون التحريف في القرآن الكريم في الدور الأول إلى منتصف القرن الرابع من أئمة مذهبهم وكبار علمائهم الذين أسسوا المذهب وقعّدوا قواعده، وكان من كبارهم في زمن الأئمة عليهم السلام، وقد نقلنا من أقوالهم في تواتر التحريف والنقص والزيادة، ولم يخالف في ذلك أحد منهم وفي الدور الثاني لم يخالف ذلك إلا أربعة منهم، وكانت مخالفتهم تقية كما بيّن ذلك علماؤهم، لأن القول بالتحريف هو من ضروريات مذهب التشيع.
ثم جاء الدور الثالث وأدرك علماء الشيعة خطر هذا القول وعواقبه الوخيمة على المذهب، لأنه يهدم أساسه، ويورث التشكيك لدى مخالفيهم في أصل مذهبهم، فتظاهروا بإنكار التحريف على دعوتهم وبقاء مذهبهم. ويكاد لا يوجد كتاب يصدر لأحدهم قديماً وحديثاً في أي موضوع كان إلا وتجد فيه دعوى التحريف سواء كان بأقوال علمائهم أو سرد رواياتهم. ونطرح عليهم هنا سؤالاً مهماً: بماذا تجيبون النصارى واليهود عندما يتهمون المسلمين بتحريف القرآن إذا قالوا لكم: إن التوراة والإنجيل والقرآن سيان في ذلك؟
من هذا تعرف خطورة فكرة نزع الثقة من القرآن الكريم بين المسلمين، وخطورة هذا الاعتقاد وتعلم حقيقة القوم، وهذا غيض من فيض، من أفواه علمائهم وروايات أئمتهم. ومع ذلك نقول: إذا اعتقاد الشيعة فعلاً كما يدعون الآن عدم تحريف القرآن، بصرف النظر عما كان عليه الشيعة قديماً، فلمَ لا تجتمع حوزاتهم، وتنشر بياناً في جميع أنحاء العالم تتبرأ فيه من تحريف القرآن الكريم، وتقر بأن ما بين دفتي هذا المصحف المعهود المتداول بين الناس إنما هو ما أنزل من عند الله سبحانه وتعالى، بلا زيادة ولا نقصان. ولماذا لا يقومون بجمع كل الأخبار الواردة في كتبهم بهذا الصدد ويعلنون على الملأ كذبها وافتراءها. ولم لا يقومون يتنقيح هذه الكتب وإخلائها من هذه الأكاذيب في الطبعات الحديثة؟ ألأن إسقاط هذه الأخبار يؤدي إلى هدم أصل الإمامة كما صرح به علماؤهم فيما أوردناه أم ماذا؟
وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تموتُ النّفوسُ بأوصابها *** ولم تدرِ عوّادها ما بها
وما أنصفتْ مُهجة ٌ تشتكي *** أذاها إلى غير ِ أحبابها
-
اسمع اكمه بن صيفي...
الشيعه لايقولون بتحريف القرآن...
واقوال علمائنا دليل على ذلك..
الخوئي والخميني وغيرهم..
اما مقوله الشيخ الكوراني فهي صحيحه..
وهذا لايعني تحريفا..
مجرد تغيير موضع الآيه لايقتضي القول بالتحريف..
ولكن قل لي بربك؟
ماذا عن آيات الحميراء التي اكلتها الشاه؟؟؟
ماذا عن آيه عمر...آيه الرجم؟؟
وغيرهم وغيرهم..
وانا الآن لست بصدد نشر غسيلك السلفي..
لكن انظر الى عيوب قومك اولا..
ولا تتجنى على الشيعه.
-
 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أكثم بن صيفي
أنا سأنقل لكم مبحث في هذا الموضوع ، ولكن قبل ذلك أنا أؤكد لكم أني تحققت شخصياً من بعض ما ورد ، وعندي كتاب الكافي وبحار الأنوار وعندي مقدمة الصافي للفيض الكاشاني ..
كما أن الشيخ اللبناني علي الكوراني سمعته بأذني ورأيته بعيني في قناة المستقلة يقول بتحريف القرآن ، حيث قال أن آية التطهير إقحمت بين آيات النساء ، وبالطبع هذا تحريف أدى إلى صرف معنى الآية ..
وأيضاً أؤكد أن كثير ، بل أكثر الشيعة اليوم "عوام الشيعة" لا يقولون بالتحريف ، وربما لم يسمعوا به من قبل ، وهذا أمر طبيعي ومبرر وخاصة أن عوام الشيعة لا يطلعون على تراثهم مباشرة ، بل يجعلون المراجع وسطاء بينهم وبين الدين والتراث ، باعتبار أن المراجع أعلم وأفقه !
....
نقلك لهذا الموضوع الوهابي المعلب الذي لاكت به الألسن والكيبوردات يدل على أنك مجرد حمال أسفار لا أقل ولا أكثر .. لا تستطيع ان تميز بين الصحيح المعتبر وغير الصحيح .. ولا بين الأصل والتزوير والتحريف والتخريف .. مشكلة عوام الوهابية أنهم يأخذون الوجبات المعلبة التي يعدها علماؤهم دون تمحيص .. لا شك انك لم تطلع على اصول المصادر التي أدرجتها وهذا الموضوع السخيف الذي تفضلت بنقله معروف لكل متابع .. كما انك من الجهل بحيث لا تستطيع ان تميز بين الاصولي والاخباري ممن نقلت عنهم او بالأحرى ممن نقل معد هذه الطبخة المعلبة .. أو هو أراد الخلط حتى يمر الأمر على العوام الجهلة فينقلونه ويتداولونه ولا يعرفون حقيقته .. وجهل آخر فاضح سبق لنا ان ناقشناه معك في موضع آخر حينما علقت بمثل تعليقاتك السقيمة هنا .. وهو انك لا تعرف معنى التحريف الذي يعني وجود زيادة او نقصان ولو بحرف في القرآن الكريم .. وليس الترتيب او التفسير كما يأخذك جهلك بالأمر اليه .. وعلى أية حال لو كان للقرآن كرامة عند الوهابية المنحرفين لما أثاروا هذا الأمر التافه وأصروا على ترديده بما يشكل من إساءة بالغة للقرآن الكريم .. وفاتك أيها الفهيم ان من يريد ان يرد عليك يمكنه ايضا ان يدرج أسماء الملحدين من السنة لترى رأيهم في القرآن بل والرسالة المحمدية بمجملها .. وكل الأسماء التي أوردتها على فرض صحة منقولات شيوخ الوهابية عنهم ليسوا بحجة على أي شيعي حتى تحاسبه بما يقولون او حتى تزعم كاذبا انهم أكابر علماء الشيعة ..
http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=25419
خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
nmyours@gmail.com
-
مع الدكتور محمد عابد الجابري في مقالته حول المصادر الشيعية و(الزيادة) و (والنقص) في القرآن
كتابات - منقذ سليم
كتب الدكتور محمد عابد الجابري يوم الأثنين 2/ أكتوبر/ 2006 في جريدة الأتحاد الإماراتية مقالاً تحت عنوان (المصادر الشيعية و (الزيادة) و (النقصان) في القرآن) وارتكز مقاله على ثلاث محاور:
1ـ مصحف فاطمة
2ـ كتاب المشيخ النوري وسورة الولاية أو النورين
3ـ الكافي ومنزلته عند الشيعة
مصحف فاطمة (ع):
قال الجابري: ((كان من جملة ما نسب إلى الشيعة أهم صرحوا به أدعاءُ بعضهم بوجود مصحف خاص بهم يسمى ((مصحف فاطمة)) بنت الرسول عليه الصلاة والسلام، غير أن بعض المراجع الشيعية تنفي أن يكون هذا ((المصحف)) مصحف قرآن، ويقولون إنه تفسير لبعض الأحكام "أملاه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإمام علي"))
أما الكلام عن مصحف فاطمة (ع) فإنه مفروغ منه ولا يليق ان يثيره في عصر المعلوماتية أي مثقف صغير فضلاً عن مفكر كبير مثل الدكتور الجابري واكتفي هنا بما قاله الكاتب العراقي الكبير الأستاذ عبد اللطيف الحرز في مقاله الذي نشره في صحيفة كتابات الألكترونية بتاريخ 5 تشرين الأول 2006 والموسوم: (الجابري والنقد المستقيل للفكر الشيعي) حيث قال هناك (([و] رغم ان بداية الكلام توحي بالانصاف والاعتدال , الانه مايلبث ان يتورط بالخروج عن الجادة , فالباحث يقول (( غير ان بعض المراجع الشيعية )) وهذا يعني ان هناك من يقول بهذا الرأي فعلا , وبتعبير اكلاسيكي قديم : الموجبة الجزئية لاتنفي السالبة الكلية , فالثابت ان هناك بعض يقول بذلك , اما : ماذا يقول عموم علماء الشيعية ؟! فهو امر يسكت عنه الجابري، هذا فضلا على ان السيد الباحث لم يقل لنا اي مصادر هذه التي تقول خصوصا وانه قال انه سوف يعتمد المصادر الرسمية فقط ؟!!وعلى اية حال اعتقد ان اطالة الكلام حول قضية مصحف فاطمة , باديت السخف , خصوصا وان لدينا اكثر من ثلثمائة كتاب شيعي يرد فرية هذه السذاجة . ومن لايكتفي فليدخل اي مسجد او حسينية للشيعية وليسمع ماذا يقرأون في رمضان وفي مجالس تعزية شهدائهم وامواتهم , وهو دليل عملي يغني عن اطالة الجدال))
كتاب الشيخ النوري وسورة الولاية أو سورة النورين:
قال الجابري: ((تؤكد بعض المراجع الشيعية، كالسيد الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي المتوفي 1320هـ ـ وهو من علماء النجف ـ الذي ألف كتاباً بعنوان: "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب"، يؤكد أن القرآن ـ كما هو في المصحف الذي بين أيدينا ـ قد زيد فيه ونقص منه. وعندما أنكر عليه بعض علماء الشيعة ذلك رد بكتاب آخر بعنوان: "رد بعض الشبهات عن فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب". وقد أورد هذا العالم الشيعي، الذي بقي يحظى بالأعتبار عند أصحابه، نصوصاً أثبتها في كتابه ذاك على أنها من جملة ما ((حذف)) من القرآن، من هذه النصوص "سورة" تحمل أسم "سورة الولاية" تقرر أن علياً بن أبي طالب هو الولي بعد النبي محمد عليه السلام، وأنه الخليفة من بعده. ومن النصوص التي من هذا القبيل نا سمي بـ"سورة النورين".))
[لقد]ألف المحدث الشيخ ميزرا حسين النوري (ره) (ت:1320هـ) كتاب: ((فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب)) وينبغي أولاً البحث عن أسم الكتاب: (التسمية بالتحريف) وعما استهدفه.
أـ التسمية بالتحريف:
جاء في معجم ألفاظ القرآن الكريم:
(حرف الكلام تحريفاً: بدله أو صرفه عن معناه ((...يحرفون الكلم عن مواضعه)) النساء/ 46، أي يصرفونه عن معناه، و((يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلونه)) البقرة/75، أي: يصرفونه عن معناه).
وفي البحوث القرآنية يقصد من التحريف أحياناً نقصلن شيء من القرآن الكريم أو تبديله بغيره ـ معاذ الله ـ فماذا قصد مؤلف فصل الخطاب من التحريف في التسمية؟
تلميذ الشيخ النوري يتحدث عن قصداستاذه من التحريف:
يقول العلامة السيد مرتضى العسكري في مقدمة الجزء الثاني من كتابه (القرآن الكريم وروايات المدرستين): ((جمعتني جلسة مع الشيخ آغا بزرك مؤلف (كتاب الذريعة) وهو أحد مشايخي في رواية الحديث، فسألته عن قصد استاذه الشيخ النوري في تأليفه كتاب فصل الخطاب، فأجابني بأن الشيخ النوري لم يقصد إثبات تحريف القرآن، وإنما الخطأ في التسمية.
وقد كتب (ره) في مادة فصل الخطاب من الذريعة ما موجزه:
((إن الشيخ النوري كتب رسالة بعد نشر كتابه فصل الخطاب قال فيها: لم أقصد من التحريف: التغييؤ والتبديل، بل قصدت خصوص الأسقاط لبعض المحفوظ المنزل عند أهله وإن القرآن الموجود اليوم هو الذي كتبه عثمان لم يزدد عليه ولم ينقص منه وقع الخطأ في التسمية وكان ينبغي أن يسمى الكتاب فصل الخطاب في عدم تحريف الكتاب)
هذا ما نقله صاحب الذريعة عن استاذه الشيخ النوري
أما الشيخ النوري فقد قال في مقدمته الأولى من كتابه:
المقدمة الأولى:
في ذكر الأخبار التي جاءت في جمع القرآن وجامعه وسبب جمعه وكونه في معرض النقص بالنظر إلى الجمع وان تأليفه يخالف المؤلفين.
المقدمة الثانية:
في بيان أقسام التغيير الممكن حصوله في القرآن والممتنع دخوله فيه كما ذكرناه.
المقدمة الثالثة:
في ذكر ما استدلوا به على وقوع التغيير والنقصان في القرآن.(العلامة السيد مرتضى العسكري، القرآن الكريم وروايات المدرستين،ج2ص9وما بعدها)
ماذا قال الإمام الخميني (قده) عن الشيخ النوري:
أما الإمام الخميني ـ تغمده الله برحمته ـ فله كلام بخصوص الميرزا النوري وكتابه فصل الخطاب جاء فيه:
((وثانيهما: مقالة الأخباريين بالنسبة إلى ظواهر الكتاب المجيد، واستدلوا على ذلك بوجوه: منها وقوع التحريف في الكتاب حسب أخبار كثيرة، فلا يمكن التمسك بها لعروض الإجمال بواسطته عليه، وهذا ممنوع بحسب الصغرى والكبرى: أما الأولى، فلمنع وقوع التحريف فيه جداً، كما هو مذهب المحققين من علماء العامة والخاصة، والمعتبرين من الفريقين، وإن شئت شطراً من الكلام في هذا المقام، فارجع الى مقدمة تفسير آلاء الرحمن للعلامة البلاغي المعاصر.
وأزيدك توضيحاً: أنه لو كان الأمر كما توهم صاحب فصل الخطاب الذي كان كتبه لا يفيد علماً ولا عملاً، وإنما هو إيراد روايات ضعاف أعرض عنها الأصحاب، وتنزه عنها أُولو الألباب من قدماء أصحابنا كالمحمدين الثلاثة المتقدمين رحمهم الله.
هذا حال كتب روايته غالباً كالمستدرك، ولا تسأل عن سائر كتبه المشحونة بالقصص والحكايات الغريبة التي غالبها أشبه بالهزل منه بالجد، وهو ـ رحمه الله ـ شخص صالح متتبع، إلا أن اشتيقاقه لجمع الضعاف والغرائب والعجائب وما لا يقبله العقل السليم والرأي المستقيم، أكثرُ من الكلام النافع، والعجب من معاصريه من أهل اليقظة! كيف ذهلوا وغفلوا حتى وقع ما وقع مما بكت عليه السماوات، وكادت تتدكدك على الأرض؟!
وبالجملة: لو كان الأمر كما ذكره هذا و أشباهه، من كون الكتاب الإلهي مشحوناً بذكر أهل البيت وفضلهم، وذكر أمير المؤمنين وإثبات وصايته وإمامته، فَلِمَ لم يحتج بواحد من تلك الآيات النازلة والبراهين القاطعة من الكتاب الإلهي أمير المؤمنين، وفاطمة والحسن والحسين ـ عليه السلام ـ وسلمان، وأبو ذر، ومقداد، وعمار، وسائر الأصحاب الذين لا يزالون يحتجون لخلافته عليه السلام؟!
ولِمَ تشبث ـ عليه السلام ـ بالأحاديث النبوية، والقرآنُ بين أظهرهم؟! ولو كان القرآن مشحوناً بأسم أمير المؤمنين وأولاده المعصومين وفضائلهم وإثبات خلافتهم، فبأي وجه خاف النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ في حجة الوداع مربوطة بالتبليغ، حتى ورد أن ((الله يعصمك من الناس))؟!
ولم احتاج النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ إلى داوة وقلم حين موته للتصريح باسم علي عليه السلام؟!
فهل رأى أن لكلامه أثراً فوق الوحي الإلهي؟!
وبالجملة: ففساد هذا القول الفضيح والرأي الشنيع أوضح من أن يخفى على ذي مسكه، إلاّ أن هذا الفساد قد شاع على رغم علماء الإسلام وحفاظ شريعة سيد الأنام)(العلامة السيد مرتضى العسكري، القرآن الكريم وروايات المدرستين، ج2ص73)
الشيخ النوري وسورة النورين:
[لقد] نقل الميرزا النوري هذه السورة المختلقة من كتاب ((دبستان مذاهب)) فلمن هذا الكتاب؟ وما هي قيمته العلمية؟
1ـ مؤلف الكتاب:
بما أن مؤلف كتاب (دبستان مذاهب) لم يسجل اسمه في تأليفه، اختلف علماء الشرق والمستشرقون في تشخيص مؤلفه، فمنهم من نسبه إلى:
أـ مير ذو الفقار علي الحسيني الأردستاني ـ وعند البعض: آرساساني المتخلص بـ(مؤبد) وعند الآخرين متخلص بـ(هوشيار).
ب ـ الشيخ محسن الكشميري منة علماء السنى المتعصبين وعند البعض: ملا محسن، أو ملا محمد محسن المتخلص بـ(فاني) وعند الآخرين بـ(مؤبد) أو (مؤبد شاه).
ج ـ ثبت لدى العلماء المحققين، ان مؤلفه هو ((كيخسرو بن اسفنديار)) كبير علماء فرقة مجوس في الهند، وكان المحقق الفاضل ((رحيم رضا زاده ملك)) جمع أقوال جميع المستشرقين وقسماً من علماء الشرق المحققين، وبرهن على ان مؤلفه هو كيخسرو، ونشر الكتاب في سنى 1362هش في مجلدين: أورد متن الكتاب في المجلد الأول منه، وتحقيقاته في المجلد الثاني.
2ـ قيمة الكتاب العلمية:
برهن العلماء المحققون ان المؤلف كان داعية لمذهبه ((الزرادشتية)) وفي سبيل الدعوة إلى مذهبه وتفنيد الأديان الأخرى، كتب هذا الكتاب وانه لم يكن أميناً في النقل، ولا يعتمد على نقله في ما نقل.
سند النوري في ما نقل:
استند النوري في نقل هذه السورة السخيفة إلى قول هذا المجوسي مع تصريحه بعد ذلك بأنه لم يجد هذه السورة في أي كتاب من كتب الشيعة. (نفس المصدر السابق، ج3ص173وما بعدها)
الكافي ومنزلته عند الشيعة:
قال الجابري: (( وإلى جانب هذا النوع من "التحريف" الذي ينسب إلى بعض علماء الشيعة والذي يرقى إلى "حذف" سور بكاملها نزلت في علي بن أبي طالب لتؤكد أنه الولي الوصي، والتالي الخليفة بعد النبي، هناك أنواع أخرى من "الحذف" يسجلها هؤلاء وتطال أسم علي. وقد ورد ذكرها في "أصول الكافي" للكليني، ومنزلته عند الشيعة منزلة البخاري عند أهل السنة))
لما قام الكليني (ت:329هـ) بتأليف أشهر موسوعة حديثية بمدرسة أهل البيت، نقل تلك الأحاديث في أبواب موسوعته، وفعل غيره مثله. وأدى تلك بجماعة من العلماء مثل النجاشي (ت:450هـ) والشيخ الطوسي (ت:460هـ) وابن الغضائري الذي كان معاصراً لهما، بتصنيف كتب أسسوا فيها علم معرفة الرجال والمؤلفات.
واستمر عمل العلماء في هذا المجال إلى عصر العلامة الحلي (ت:726هـ) الذي أسس هو واستاذه ابن طاووس (ت:664) بمدرسة أهل البيت علم دراية الحديث. ثم استمر العلماء بدراسة سنة الرسول (ص) المروية عن طرق أئمة أهل البيت (ع) في ضوء العملين المذكورين.
ومن أمثلة تلك الدراسات التي أجراها العلماء على أحاديث الكافي ما يأتي بيانه:
دراسات العلماء لأحاديث الكافي:
شرح الكافي علماء كثيرون، وهم يبدءون في شرح كل حديث بدراسة سنده، ثم يشرحون متنه، وفي ما يأتي مثال واحد لدراسة السند عندهم:
دراسة سند الحديث الثاني من كتاب العقل من أصول الكافي:
((علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان، عن مفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباته، عن علي (ع) ...)) الحديث.
قال في شرحه صدر الدين الشيرازي (ت:1050هـ) ما موجزه:
[علي بن عثمان] ثقة، عين،[عن سهل بن زياد] ضعيف في الحديث، غير معتمد عليه، [عن عمرو بن عثمان] نقي الحديث، صحيح الحكايات، [عن مفضل بن صالح] ضعيف، كذاب، يضع الحديث، [عن سعد بن طريف] من أصحاب الباقر، صحيح الحديث، [عن الأصبغ] مشكور، من خاصة أمير المؤمنين.
وقال محمد صالح المازندراني (ت:1086هـ) في شرحه ما موجزه:
[علي بن محمد] ثقة، ثقة، عين [عن سهل بن زياد] ضعيف في الحديث [عن عمرو بن عثمان] كوفي، نقي الحديث [عن مفضل بن صالح] ضعيف كذاب [عن سعد بن طريف] يعرف وينكر، صحيح الحديث، قال ابن الغضائري: انه ضعيف [عن الأصبغ بن نباته] من خاصة أمير المؤمنين. قال العلامة: انه مشكور. واكتفى المجلسي (ت:1110هـ) في شرحه بكتاب مرآة العقول بقوله: ((ضعيف)). وأطال المظفر دراسة السند في شرحه ((الشافي)) ولا مجال لإيراد دلراسته له.
هكذا يدرس كل واحد منهم أسناد أحاديث الكافي بتفصيل، عدا المجلسي الذي يوجز دراسة السند غالباً، ونتيجة لهذه الدراسات، أحصى جمع من العلماء عدد أنواع الحديث في الكافي من ضعيف وقوي وصحيح مثل:
أـ الشيخ يوسف البحراني (ت:1186هـ) في لؤلوة البحرين.
ب ـ الخونساري (ت:1313هـ) في روضات الجنات.
ج ـ النوري (ت:1320هـ) في مستدرك الوسائل.
د ـ الشيخ آغا بزرك (ت:1390هـ) في الذريعة.
وكان نتيجة الأحصاء كما جاء في خاتمة المستدرك في الفائدة نقلاً عن كتاب اللؤلؤة كالآتي:
5072 حديث صحيح
0144 حديث حسن
8111 حديث موثق
0302 حديث قوي
9485 حديث ضعيف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
16121 المجموع
إن العلماء وان كانوا اختلوا في تعيين العدد المذكورة لكل نوع من الحديث في الكافي، غير أنهم أحصوا الحديث الضعيف في الكافي وعدوها أكثر من ((تسعة آلاف)) حديث ضعيف من مجموع ستة عشر ألف حديث.
وقال أستاذ الفقهاء الخوئي (ره) من باب (المدخل ـ روايات الكتب الأربعة) ما موجزه:
وهذا محمد بن يعقوب بعدما ذكر أنه طلب منه تأليف كتاب كاف يجمع فيه من جميع فنون علم الدين ما يكتفي به المتعلم ويرجع اليه المسترشد، ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل بالآثار الصحيحة عن الصادقين عليهما السلام، قال بعد كلام له:
((فأعلم يا أخي ـ أرشدك الله ـ أنه لا يسمع أحداً تميز شيء مما اختلف الرواية فيه عن العلماء ـ عليهم السلام ـ برأيه إلاّ على ما أطلقه العالم بقوله عليه السلام: اعرضوها على كتاب الله فما وافق كتاب الله عزوجل فخذوه وما خالف كتاب الله فردوه.
وقوله عليه السلام: خذوا بالمجمع عليه، فأن المجمع عليه لا ريب فيه))
ثم ان في الكافي ـ سيما في الروضة ـ روايات لا يسعنا التصديق بصدورها عن المعصوم عليه السلام، ولابد من رد علمها إليهم عليهم السلام والتعرض لها يوجب الخروج عن وضع المقال، لكننا نتعرض لواحدة منها ونحيل الباقي إلى الباحثين.
فقد رولا محمد بن يعقوب باسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ((وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون)) فرسول الله صلى الله عليه وآله الذكر وأهل بيته المسؤولون وهم أهل الذكر))
أقول: لو كان المراد بالذكر في الآية المباركة رسول الله (ص) فمن هو المخاطب، ومن المراد من الضمير في قوله تعالى: ((لك ولقومك)) وكيف الألتزام بصدور مثل هذا الكلام من المعصوم (ع) فضلاً عن دعوى القطع بصدوره.
وقال (ره) في ص83 من المقدمة: ويشهد على ما ذكرناه: أن محمد بن يعقوب روى كثيراً في الكافي عن غير المعصومين أيضاً ولا بأس أن نذكر بعضها:
1ـ ما رواه بسنده عن أبي أيوب النحوي، قال: ((بعث إلي أبو جعفر المنصور في جوف الليل...)) ورواه أيضاً عن علي بن أبراهيم عن أبيه، عن النضر بن سويد.
2ـ ما رواه بسنده عن ادريس بن عبد الله الأودي، قال: ((لما قتل الحسين عليه السلام، أراد القوم أن يطئوه الخيل)).
3ـ ما رواه بسنده عن اليمان بن عبيد الله، قال: ((رأيت يحيى بن أم الطويل وقف بالكناسة..)).
4ـ ما رواه بسنده عن أبراهيم بن أبي البلاد، قال: ((أخذني العباس بن موسى...)).
فأنها ليست باحاديث يرويها، ولو سلم أن محمد بن يعقوب شهد بصحة جميع روايات الكافي فهذه الشهادة غير مسموعة، فانه إن أراد بذلك روايات كتابه في نفسها واجدة لشرائط الحجية ـ فهو مقطوع البطلان، لأن فيها مرسلات وفيها روايات في اسنادها مجاهيل، ومن اشتهر بالوضع والكذب، كأبي البختري وأمثاله.
وقال (ره) في ص 85 منه: (وما يؤكد ما ذكراه من أن جميع روايات الكافي ليست بصحيحة: أن الشيخ الصدوق ـ قدس سره ـ لم يكن يعتقد صحة جميع ما في الكافي.
وكذلك شيخه محمد بن الحسن بن الوليد على ما تقدم من ان الصدوق يتبع شيخه في التصحيح والتضعيف.
والمتحصل أنه لم تثبت صحة جميع روايات الكافي، بل لا شك في أن بعضها ضعيفة، بل أن بعضها يطمأن بعدم صدورها عن المعصوم عليه السلام. والله أعلم ببواطن الأمور).
وقال في ص 91: (وقد تحصل من جميع ما ذكرناه أنه لم تثبت صحة جميع روايات الكتب الأربعة، فلابد من النظر في سند كل رواية منها، فان توفرت فيها شروط الحجية أخذ بها، وإلاّ فلا)(نفس المصدر السابق،ج3،ص35 وما بعدها)
أما بقية الكلام الوارد في مقال الدكتور الجابري فلا أعلق عليه مخافة الأطالة واترك للقارئ ان يراجع ما قاله الكاتب العراقي الكبير عبد اللطيف الحرز في مقاله المشار اليه آنفاً.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |