 |
-
نشر معرفة الاسلام بين المسلمين
اخي الفاضل المسلم اختي الفاضلة المسلمة .
أن المهم في هذه المقالة أن الاحاديث أن تؤخذ لتتحول واقع عملي ، وأن تترجم الى سلوك يومي .. يخطوا بالمسلمين خطوات الى الامام من اجل احدا ث الانطلاقة الاسلامية الحضارية المتفتحة التي تفك المسلمين من واقع التعبية للمستعمر والتي تصنع النموذج الاسلامي ضمن المجتمع الجديد والدولة الجديدة .
قبل ان ندخل بالموضوع ينبغي ان نحدد القصد من المعرفة الاسلامية التي يلزم اشاعتها بين المسلمين ، ويعتمد هذا التحديد على علاقة المسلمين بالمعارف الاسلامية ، وعلى ما يطلب الاسلام من المسلم أن يغرفه ، فما هي هذه العلاقة .
في العصر الهابط الذي عاش فيه المسلمون ويعيشونه ، أو في العقد الاول من القرن الواحد والعشرين او بالتحديد القعيدن الاخيرين .. تقلص ظل الاسلام في حياة المسلمين بشكل لم يسبق له مثيل من قبل ، فقد تميز هذاً العقدا عن سواه من القرون الطويلة بسيطرة الكفار على بلاد المسلمين سيطرة كاملة ، اثرت في حياتهم تأثير كبيراً ، وغيرت مجراها تفيراً شمل نواحي الحياة العامة .
ولولا حيوية العقيدة الاسلامية ونظريتها التي أبقت الجذوة الاسلامية ، او بقية الجذور الاسلامية .. لكنا بحال اسوأ بكثير مما نحن فيه ، فقد كان لعقيدتنا أثرها العظيم في عدم الاستسلام والتحليل وفي المقاومة والثورة في أرجاء العالم الاسلامي .
والناظر الى تاريخ المسلمين الحديث يرى نماذج لقيادات اسلامية فرضت نفسها على الاحداث وغم اعداء الاسلام ، وافظل المثلة بعض الدول الاسلامية ومنها من تحدت قوى الاستعمارية بكل جبروتها .
وكان من نتائج السيطرة القاهرة على بلاد المسلمين وعقولهم أن تقلص فهم المسلمين للاسلام الى حده الادنى ، وانقلب الفهم عند البعض حتى اعتبر الاسلام دينا رجعياً .. يورث التخلف ولا للحياة ، واعتبره البعض الاخر ديناً للعبادة فقط ، بمعنى القيام ببعض الفروض العبادية المعرعينة من معانيها ومقاصدها السامية ، ولم يسلم من تقلص الفهم الا من رحم الله .. حتى اصبح القول بأن الاسلام بشمل الحياة الانسانية بجميع مجالات نشاطها امراً غريباً لدى الكثيرون .
والمسلمون ليسوا على مستوى واحد في معرفة الاسلام ، فهم يتراوحون بين الجهل المطبق بالاسلام ... الى التخصص المتعمق ببعض فروع المعرفة الاسلامية .
والمعرفة الاسلامية ليست على مستوى واحد ولكل واحد فرع من فروعها وابعاد يمكن أن يغوص في أعماق المسلمون بمشيئة الله .
والمعرفة الاسلامية وما يتعلق بها تتسع لتشمل جميع حاجات الانسان الفردية والانسانية ، وتنظيم العلاقات بين الانسان ونفسه ، وبين الانسان وغيره وبين الانسان وربه ، في الامور الاخلاقية والعبادية ، وفي الامور السياسية والاقتصادية والفكرية والثقافية والعلمية .. في دقائق الامور وتفصيلاتها، في أمور الدولة والعلاقات الدولية ، أو في امور الفرد والاسرة والمجتمع ان معرفة الاسلام أوسع من أن تحصى لانها الدين الخالد .
أن هذا لا يعني أن نقف مكتوفي الايدي أمام سعة الموضوع وتشعبه .. وانما يعني ان نبذل ما في الوسع .. ومن الله التوفيق .
ولكن ؟ في اي أتجاه نبذل ما في الوسع ؟ ومن الذي يهتم بهذا الموضوع ؟ في البلاد الاسلامية وعلى اتساع رقعتها مؤسسات كثيرة ومختلفة ، وافراد كثيرون ذوو اختصاص متنوع ، يقومون بنشاطات ثقافية ينشرون من خلالها المعرفة ، ومن هذه المؤسسات .
1_ المؤسسات العلمية كالمجامع العلمية اللغوية الموجودة في مختلف المناظق الاسلامية ، ومهمتها الاشراف وتو جيه البحوث اللغوية وتوسيعها وتنظيمها ونشرها ، وتتميز هذه المجامع ببطء الحركة والاتناج ، وكذلك الجمعيات العلمية المتخصصة بمختلف الاختصاصات العلمية فانها بطيئة الحركة والانتاج ، وعملها غير واضح الاهداف ، وهية تقوم بنشاطات علمية متفرقة ومبتورة .
2_المؤسسات العبادية كالمساجد والحوزات العلمية
3_المؤسسات المهنية كاتحادات الطلبة والمعلمين ، ونقابة العمال والاطباء والمهندسين والمزارعين والاقتصاديون وعمال النفط .... وسواها .
وتكون هذه اما مرتبطة بالسلطة كواجهة من واجهاتها للسيطرة على الناس وكبتهم وظلمهم ، او تكون نقابات غير مرتبطة بالحكومة ، ولها علاقات مع حزب من الاحزاب .
4_ تجمعات المتعاملين مع الكلمة ، كنقابة الضحفيين واتحاد الكتاب والادباء واتحاد الناشرين ونقابة اصحاب المطابع والجمعيات الثقافية .
5_ المؤسسات الثقافية كدور النشر والصحف والمسارح والاذاعاة والتلفزة
6_ المؤسسات التعليمية كالمدارس والمعاهد والجامعات .
7_الاشخاص الذين يعملون في هذه المؤسسات مثل الصحفي والمعلم والعالم والكاتب وعضو الجمعية .
هنا سؤال يطرح نفسه وبقوة .
هل نأمل من هذه المؤسسات وهؤلاء الاشخاص أن يشيعوا المعرفة الاسلامية ، وكل ما يطلبه الاسلام من معارف في العالم الاسلامي بنطاق واسع ؟ !
هل هو دور المشارك الذي يشارك في نشاطات المؤسسة لتكثير عدد العاملين المنتجين فيها ؟
ام يكون المرشد الذي يتعرف على المؤسسات والافراد ثم يرشدهم الى ما ينبغي اعطاؤه ... وكيف يكون ؟
ام يكون دور المجتمع الذي يجمع الطاقات المتفرقة لتصبح كتلة واحدة تعمل في اتجاه واحد وبقوة مضاعفة ليرتفع مستوى التأثير ؟
ام يكون دور المحرك الذي يوجد اجواء مشجعة للعمل ويحرك من لديه امكانيات العمل لتنشيط الراطد وزيادة أنتاج العمل ؟
ام يكون دور المصحح الذي يصحح الفكر الخاطىء للعاملين في مجال أعطاء الثقافة ونشرها ؟
ام يكون دور الموضح الذي يوضح الغامض ، ويوضح الطريق الصحيح للعمل ؟
ان هذه الاطروحات تتوضح في العودة الى القواعد العلمية التي التزم بها المسلمون الرساليون في مسيرتهم الاسلامية على طريق ذات الشوكة ، وسنستعرض هنا فيما يتصل بنشر الثقافة بين المسلمين ومن اضهر هذه القواعد العلمية الملتزمة في العمل بهذا الصدد .
اولا . عمل الرساليين يتسع باتساع النشاطات الحياتية ويكون شاملاً لما شمل الاسلام من احكام وافكار ومفاهيم لان العمل الاسلامي هو لله ولدينه الكامل . (( واليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لك الاسلام دينا )) ، وهو الدين الشامل . (( ما فرطنا في الكتاب من شىء))والخالد ( حلال محمد حلال الى يوم القيمة ، وحرامه حرام الى يوم القيامة ) وعلاقتنا بالمسلمين مبنية على التعارف . (( يا أيها الناس ! انا خلقناكم من ذكر وانثى ... وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا )) ، (( وتعاونوا على البر والتقوى )) .
ولذلك فان الدعاة الى الله عزوجل ينفتحون على جميع المسلمين ، لايجاد علاقة معرفة ، وللتفتيش عن نقاط الاتقاء الفكرية والعلمية المتلائمة من نشر المفاهيم الاسلامية ، وترويج العمل الصالح ، والعمل معهم في هذا السبيل ، وكلما توغل العاملون في عملهم وتأثيرهم في الناس ازداد نقاط الالتقاء ، حتى تتحول الامة بصورة عامة الى كتلة واحدة تعمل في سبيل الله سبحانه وتعالى .
ثانياً _ ان بعض الامور النفسية قد تبعد الانسان عن الانفتاح على الناس للعمل في سبيل الله ، فتجعل لدى الداعية حواجز نفسية وفكرية بيته وبين المسلمين ، وتمتاىء نفسه كبراً من جراء بذل الجهود ومن جراء شرعة الادراك ومن جراء سعة معلوماته ومن جراء القدرة على التغيير .
وكان الانسان الداعية الى الله يستيقظ في نفسه مفهوم غريب يقول مخاطباً المسلمين . ها أنذا اعمل في سبيلكم .... اكد واتعب واجاهد ... وانتم قاعدون ، وذلك عندما يختلط في الذهن العمل في سبيل الله والعمل في سبيل المسلمين .
أن العمل في سبيل الله هو بالنتيجة عمل في سبيل المسلمين ، ولكن النية يجب أن تكون خالصة لله لا شريك له ، وقد نبهنا الله سبحانه وتعالى الى هذا النوع من التفكير عندما خاطب رسوله الكريم ( ص ) في بدء الدعوة الاسلامية المباركة .
ثالثاً _ وقمت جماعات من العاملين للاسلام في مثل هذا المأزق الفكري ، كان من النتائجه أن يقف العاملون موقف المعلم والمرشد ، ويجتهدون لابراز اخطاء الاخرين الفكرية والسلوكية بتحد ٍ واستعلاء .. أن الدعوة الى الله تكون بالطريقة التي رسمها لنا القرأن ، ( فقولا له قولاً لينا ... لعله يذكر او يخشى )) ، (( وادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي احسن )) ، (( وقولوت للناس حسنا )) ... (( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفقظوا من حولك )) .
رابعاً _ أن ما يحتاج اليه العمل في سبيل الله من جهد لا يقاظ الامة وتحريكها لمقاومة العقبات التي تقوم امامها في سبيل تطبيق الشريعة الاسلامية أمبر مما هو متاح للعاملين بالفعل ولولا وعد الله بالنصر وتوفيقه ورعايته لعباده المخلصين لما كان بالامكان _ من ناحية الفكر المنطقي _ أن تقوم عصبة من العاملين لتعديل خط الامة رغم السيطرة الكاسحة لبعض القوة من الخارج والداخل التي تملك من وسائل القوة الضخمة الكبيرة وما لديها من اجهزة ضخمة تعمل معها .
والعامل في سبيل الله تعالى يعمل دائماً لتكثير عدد العاملين في مجالات النشاط المختلفة .
فهو بعمل في مختلف الميادين ، ويمكن أن نجد مسلماً يرغب في عمل ما في هذا المجال ولا يرغب في عمل اخر في مجال ثان ٍ ... فهل نتركه ام نتعاون معه في المجال الذي يرغب في العمل فيه ؟
أن العاملين أذا لم يستطيعوا تجمع الطاقات في مجال واحد .. فلا باس بتجمع البعض لهذا المجال وتجمع البعض الاخر لمجالات اخرى .. وهكذا وبهذه الطريقة في التعاون عبى البر والتقوى يمكن تجديد جهود كبيرة من المسلمين في مختلف مجالات العمل الاسلامي .
خامساً _ أن تجمع الطاقات وتفجير الامكانيات لدى الافراد وتوجيهها الوجهة الصحيحة ، وارشادها الى المجالات التي يمكن أن تنتج فيها أكثر مما تنتج في غيرها ... ومشاركتها فيما يمكن ، ومتابعتها لضمان استمرارها .. وتعديل مسيرتها أذا انحرفت وتصحيح أخطائها التي تؤثر في العمل في المسير ... مع التغاطي عن الاخطاء غير المؤثرة في صميم العمل .. أن ذلك كله يؤدي _ بأذن الله _ الى عدة امور .
أ_ زيادة عدد العاملين
ب_ توسيع رقعة العمل الجغرافياً
ج_ توسيع قاعدة العمل بشرياً
د_ نشر نشر الضباب بوجه اجهزة الضرر القادمة من الخارج والملتحمة معها من الداخل
و _ على العاملين أن يفتشوا عن كل مكمن يمكن فيه حب الخير والصالح العام في الافراد .. ممن لديه عمل نافع أو من يتمكن من عمل نافع في سياق ممارسات العاملين لاعادة المسلمين الى اسلامهم . وعنما يوفق الله سبحانه وتعالى الداعية الى سبيله الى النجاح في جذب أعداد كبيرة للعمل في سبيله في مجال نشر المعرفة بين الناس .. فأنهم قد مهدوا الطريق للعودة الى الاسلام من جديد ...
بسم الله الرحمن الرحيم ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين ) صدق الله العلي العظيم .
وشكراً
السيد ابو جهاد الحسني
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |