لا يمكن حل جيش المهدي لأنه ببساطة ليس له وجود بمعنى الميليشيا على نسق ميشليشيا الأكراد بل هو حركة ميدانية جماهيرية شعبوية. ولكن جيش المهدي له القدرة السريعة على التجمع والسيطرة على المدن وظهر هذا جليا في مقاومة الجيش البريطاني في البصرة عندما سيطر على المدينة خلال ثواني وظهر في الاحداث الاخيرة في سيطرته على بغداد لمدة أربع ساعات كما نقل الإعلام الغربي. في مقاومة الجيش الامريكي أرتكب جيش المهدي أخطاء عسكرية كبيرة كمواجهة الجيش الامريكي وجها لوجه وهذا خطا كبير لأن الجيش الامريكي متفوق آليا على شباب المهدي ولكن لو اتبع طريقة العبوات الناسفة الدقيقة والكمائن العسكرية على طريقة حزب الله لوجدنا الخسائر الامريكية تتزايد وتتكثر خاصة أن شباب المهدي ليسوا قلة بل يناهز عددهم الملايين. أعتقد لو انه توفرت خبرة عسكرية ميدانية لوجدنا أن جيش المهدي هو الجيش العراقي الحقيقي خاصة أن إنتماء هذا التجمع معروفة ويمكن التحدث معها على عكس إرهاب السنة الذي أستهدف الوطن وقتل الأبرياء ولحد الآن لا نعرف من هم القادة لهذه المجاميع الإرهابية.
السنة والامريكان أرعبهم جيش المهدي لأنه لا يستهدف الجيش العراقي ولا يستهدف الاماكن الحكومية و له قيادة واضحة المعالم. وكذلك أرعبهم لأن الحكومة الحالية لن تستهدف هي كذلك هذا الجيش الميداني بسبب الصلة الواضحة ما بين كوادر التيار الصدري والاحزاب المشكلة للحكومة. لذلك وجدنا جماعة حزب طارق والهزاز تتهجم ضد هذا التيار وضد شبابه وتحرض الامريكان ضدهم فلأول مرة نسمع عن حديث سني عن صلة تيار الشهيد الصدر الثاني بإيران يعني هم وضعوا الكل الشيعي في سلة العمالة لإيران بتعبير أكثر وضوحا وضعوا 60% من الشعب العراقي خارج الوطن.
أخيرا نستطيع أن نقول أن احد أسباب الفزع السني من جيش المهدي هو كونه يمثل وصفة رائعة لمقاومة وطنية شريفة فهو يساير الأغلبية العراقية إذا ارادت السلام ولا يستهدف الشعب العراقي بكامل مكوناته وله قيادة واضحة وشفافة لها الصوت العالي في كل شيء. هذه الوصفة تناقض ما يسمى مقاومة السنة والتي هي ميشليشيا طائفية تستهدف أكثر من ستين بالمئة من الشعب العراق وأغلب قياداتها من العرب الاجانب والذين هم مطاردون من دولهم على شكل زرقاوي والذي يطارد بسبب هتكه لعرض فتى أردني.
قال الإمام علي عليه السلام " أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاِْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ."