المرثيات الشيعية الممنوعة في عهد صدام تغزو السوق العراقية
ا.ف.ب : : GMT 05.00 hours + 2003-06-19 - 08:58:09
اكتسحت المرثيات الشيعية التي تعدد خصال ثالث ائمة الشيعة المعصومين الحسين بن علي وتبكيه والتى كانت تعرض سامعها وبائعها ومالكها للسجن في ظل نظام صدام حسين السوق العراقية بشكل لافت لتنافس المقامات والاغاني المصرية والعالمية.
وقال ابو محمد صبري بائع الاقراص المدمجة والاشرطة بالجملة "انها تلقى اقبالا كبيرا ونكاد لا نبيع غيرها".
واضاف "انا اعمل في هذا المجال منذ سنة 1977 ولم اشهد هذه الظاهرة الا مرة واحدة مع ظهور المغني المصري عمرو دياب في منتصف الثمانينات". ويقول ابو محمود وهو يدير الة نسخ اقراص الليزر "اليوم اطاح المؤدي حسين الكربلائي بعمرو دياب وقضت مرثياته على اغاني الحب والمقطوعات ذات الايقاع السريع".
ويطلق اسم المؤدي على من يقدم هذه المرثيات كما يطلق اسم القاريء على مطرب المقامات العراقية.
ويوضح "ان الالة تنتج خمس نسخ كل اربع دقائق ونحن نبيع 10 الاف يوميا لباعة المفرق الذين يقولون انهم يبيعون الفا منها يوميا".
ويضع البائع في واجهة محله "صوت الفن" رسما يمثل الامام علي بن ابي طالب اول ائمة الشيعة.
وقرب الصورة وضعت لافتة سوداء اللون المميز للشيعة تعلن ان المحل يبيع "ردود الحسيني" وهي مرثيات الحسين بن علي الذي قتل بامر من الخليفة الاموي يزيد بن معاوية سنة 680 م.
وتشير كلمة "ردود" الى المرددين وراء المؤدي وهم يرسمون الايقاع من خلال حركات ضرب اليد بقوة على الصدر. ويقوم بعض الشيعة بما يسمى "التطبير" اي ايذاء النفس بالسيف او بسلاسل حديد ترفع ويضرب بها الكتف على ايقاع المرثيات الحزينة وهي غير مجالس العزاء التى تقتصر على ايام عاشوراء العشر الاول من محرم من كل عام تاريخ مقتل الحسين بن علي في موقعة كربلاء.
وكان المؤدي حسين الكربلائي مثل منافسيه وبينهم ابو بشير النجفي فر من العراق بسبب قمع نظام صدام حسين واقام في سوريا قرب ضريح السيدة زينب شقيقة الحسين بن علي في دمشق.
وكان صدام حسين اقام نظامه جزئيا على اساس تمييز لفائدة الاقلية السنية التي ينتمي اليها ومارس القمع على التظاهرات الشيعية خاصة اثر التمرد الذي نفذوه في اعقاب حرب الخليج الثانية سنة 1991.
ويمثل الشيعة اكثر من 60 بالمئة من الشعب العراقي الذي يبلغ تعداده حوالي
25 مليون نسمة.
ويقول احمد صاحب محل محمد الصدر المتخصص في بيع هذه المرثيات قرب نفق الطيران وسط بغداد "ان بيع او امتلاك هذه التسجيلات كان يعاقب عليه بالسجن لسنة ونصف في عهد صدام".
واضاف "بعد قمع استمر 35 سنة نقبل بكثافة على هذه التسجيلات التي اصبحنا نسمعها دون خوف من العقاب".
واضاف احمد "نبيع حوالي الف الى الفي شريط يوميا" مؤكدا ان اغلب الزبائن "شبان تتراوح اعمارهم بين 17 و35 سنة".
وقال ان "المبيعات تتضاعف عشر مرات في المناسبات الشيعية الكبرى مثل عاشوراء" مشيرا الى ان رقم المبيعات وهذه الحرية المستعادة "بركة من عند الله".
وكان مئات الاف من الشيعة تدفقوا اثر سقوط نظام صدام حسين لاول مرة على كربلاء (جنوب) لاحياء ذكرى اربعين الامام الحسين.