 |
-
دعوة الى .....الامة الشيعية
دعوة الى ..... الامة الشيعية
باسم البلداوي
bldawy@hotmail.com
انه لمن الحكمة ان نتعامل مع الحقائق باسلوب واقعي علمي عملي ، وانه لمن الواجب الانتهاء عن تغييب الواضحات ، وان علينا نحن شيعة علي عليه السلام ان نتدارس امرنا انطلاقا من احترام الدم الشيعي كانتماء بعيدا عن كل التفاصيل الاخرى من قبيل الالتزام الديني او عدمه او الانتماء الى المدرسة الاخبارية او الاصولية او اتباع الحوزة العربية او الحوزة الفارسية او باقي الانتماءات في داخل هذه الاطر .
ان علينا ان ننادي بالانسان الشيعي بالانتماء اولا لكي نتمكن من الصمود قبال الهجمة الشرسة التي نتعرض لها اليوم والتي هي ليست وليدة الساعة وانما يمتد تاريخها منذ يوم السقيفة المشؤؤم وحتى ساعتنا هذه .
واذا لم يكن لنا الحق في مناقشة مسيرة المرحلة المعصومة من تاريخنا فان علينا ان ندرس مسيرة اسلافنا بعد المرحلة المعصومة لاجل الوقوف على ماهو صحيح وماهو غير صحيح فيها مستندين على حقيقة ان المقدمة الصحيحة لابد ان تؤدي الى نتيجة صحيحة ، وحيث ان النتيجة وكما نراها اليوم هي الاستهانة بالدم الشيعي فقد صار لزاما علينا احتمال ان المقدمات ( ونقصد هنا متبنيات مابعد المرحلة المعصومة ) كانت خاطئة وان تلك المقدمات تتمظهر بامرين هما النظرية والتطبيق اما النظرية فنجد ان مزاحمة غير المعصوم للنظرية المعصومة من خلال اضافة وحذف الكثير تبعا لما يراه المتصدي او محاكات للاخر قد اساءت الى اصل الفكر الشيعي بشكل كبير وليس ادل على ذلك من اعتماد القياس لاستنباط الاحكام الشرعية تحت مسميات جديدة ، لسنا في معرض الحديث عنها الان ، واما التطبيق والذي هو موضوع بحثنا هنا فانا نجد ان الشارع الشيعي قد ترك بدون هوية خاصة واضحة فصار يتقلب بين تيارات واتجاهات ودعاوي مختلفة ففي العصر الحديث لنا في التوجه الشيعي نحو الشيوعية الدليل الواضح على ذلك ثم التوجه العروبي ضمن حزب البعث او التيارات العروبية الاخرى والتي ماتزال دعاواها فاعلة عند البعض حتى الساعة بعد كل التقتيل والتشريد الذي جلبته معها ، والسبب ولا شك هو عدم وجود مثابة يركن اليها الانسان الشيعي في مرحلة احوج مايكون فيها انسان العصر الى التكتل في مجموعات بناءا على مشتركات ايديولوجية نفعية واقعية او عقائدية او مجموعات اقليمية لتبادل المصالح او ربما قومية وهي اضعفها في هذا العصر .
وهنا نود ان نشير الى الدعوى القومية العروبية وما تحويه من خواء فاننا نجد من خلال تتبعنا لهذه الظاهرة ان واضعيها قد احتاروا بادئ الامر في مركتزهم الاساس للدعوى الى غايتهم هذه بين الاعتماد على قرابة الدم باعتبار التحدر من اب واحد كمعيار للانتماء، وهنا تنبهوا باكرا الى ان هذا لايستقيم لهم ولا يوصلهم الى غاياتهم في المنطقة التي يخططون للتحرك عليها لما في هذه المنطقة من تركيبات اجتماعية ملونة والذي ينطبق اولا وبوضوح على حاضنة هذا الفكر اي مصر والتي فيها من الاقباط والنوبة الاعداد الكبيرة والنسب العالية فضلا عن انتماءات اخرى وكذلك الحال في السوداون وما فيها من الشعب النوبي السكان الاصليون لهذه المنطقة عدا عن المسيحيون الافارقة وغيرهم وليس الحال بافضل منها في المغرب والجزائر وما فيها من البربر والامازيغ والطوارق بنسب عالية و كذلك هو الحال في ليبيا وتونس ، واما في الشرق فان في سوريا ولبنان اعداد كبيرة من الكرد والارمن والسريان السكان الاصليين للمنطقة وكذلك الحال بالنسبة للاردن اما منطقة فلسطين فان الامر يحتاج الى الشجاعة الكافية للتعامل مع الكذبة الكبيرة والتي تسببت بسيل من الدماء كان معظمها منا نحن الشيعة ، واما الحال في العراق فاننا مطلعون بشكل واف على مكونات المجتمع العراقي حيث ان نسبة الكرد قد تصل الى قرابة عشرون بالمئة من السكان فضلا عن التركمان والاشريين والكلدان ( السكان الاصليون للمنطقة ) وكذلك الكرد الفيلية ويبدوا ان العروبيين قد تنبهوا لهذه الحقيقة باكرا مما حدى بهم الى الالتفاف على اصل معنى كلمة قومية لغة ليقولوا بان الانتماء الى القومية العربية هو باعتبار التحدث باللغة العربية ولو كان اجبارا وهذا حقا مهزلة كبرى في تاريخ الفكر الانساني اذ انهم اعتمدوا اللغة في تحريف معنى لغوي لتكون اللغة معيارا في الانتماء الى معنى موضوع .
ثم كان ان سار مع هذا الطرح الاعم الاغلب من سكان هذه المناطق بدعاوي مختلفة ، واذا كنا نستطيع تفهم مطاوعة الاقليات لهذا الخط جهارا مع احتفاضهم بخصوصياتهم كنوع من الحنكة السياسية في التعامل مع الاحداث فاننا نجد ان جمهورنا الشيعي قد ضاع في هذا الخضم لنهدد في كثير من ثوابتنا تحت عناوين متعددة ليس اقلها خطرا عناوين الوحدة الاسلامية والتي ، ومع اننا لانشكك في نوايا الداعين اليها ابتداءا ، الا انه علينا ان نتنبه الى النتائج التي اوصلتنا لها هذه الدعوات ولا شك فان هذه النتائج بل ان اصل هذا الطرح يعتمد على الطرف الاخر بقدر اعتماده علينا ، وبما اننا نلاحظ ان الطرف الاخر لايقبلنا بل لايقبل اصلا بوجودنا وليس ادل على ذلك من الاستهداف المنظم لكل ماهو شيعي انسانا كان ام كتاب بل وصل الحال الى استهدف المشاهد والقبور وان هذا الواقع يبين لنا مدى عدم استعداد الاخر لاحترام ان يكون لنا رأي فضلا عن ان يحترم رأينا .
اننا لاندعو الى محاربة الاخر ابتداءا الا ان الدفاع عن النفس ضرورة اكثر من كونها واجب ، واننا لاندعو الى تكوين حزب او كيان سياسي لنغرق في دوامة الوضع الحالي ، اننا ندعو هنا للتثقيف بان الدم الشيعي محترم عندنا مثللما هو دم الاخرين عندهم ، وان مايجمعنا مع الاخر ضمن مسمى المحيط الاسلامي حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من ( من شهد الشهادتين حقن ماله ودمه وعرضه ) ، وان مايجمعنا مع الاخر ضمن المحيط الانساني قول امير المؤمنين عليه السلام ( الناس نوعان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق ) .
نعم علينا ان نتحرك الان بمنظور اننا امة لها خصوصيتها وان اهم مايجمعنا نحن الامة الشيعية الايمان بقضة علي ابن ابي طالب عليه السلام والتي هي السبب الاساس في عداء الاخر لنا .
وان لنا في تجارب الاخرين دليل على امكانية نجاحنا في مسعانا واقرب واوعى مثال لنا في تاريخنا ومنطقتنا هو مثال دولة اسرائيل ، واشير هنا الى عدم منطقية استنكاف التحدث عن التجربة الاسرائيلية التي هي واقع من خلال تذكر حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ( لتسلكن سبل الامم قبلكم حذوا النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لوا دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) ثم ان علينا الاستفادة من تجارب الاخرين وان طلب العلم فريضة ولاباس باخذ العلم ولو من افواه المجانيين شريطة ان نتاكد من نوايانا وغاياتنا .
وعود على التجربة اليهودية الحديثة فاننا نعلم ان اليهود قد هجروا من ديارهم بفعل الاحتلال العربي بادئ الامر تحت عنوان الفتوحات الاسلامية ثم ما جاء بعده من توالي الفرس والاتراك في السيطرة على المنطقة الى الحروب الصليبية وسيطرة الكنيسة على اوربا في القرون الوسطى وما بعدها ، ادى كل هذا الى اضطهاد حقيقي لهذه الفئة من البشر والتي لابد هنا من الاشاره الى انها تجمع ايديولوجي عقيدي وليس قومي في بادئ الامر ، ودليلنا على ذلك التنوع الجيني الذي يحويه المجتمع اليهودي في دولة اسرائيل والتي تحوي من كل الجنسيات بل والقوميات من شرق الارض ومن غربها بل وحتى افارقة لايستقيم وضهم الجيني مع القول بكونهم اسرائيليين صلا .
اننا اذ نقد هذه المقدمة نريد ان نصل الى الدعوة التي اطلقها هرتزل لاقامة وطن قومي لليهود نهاية القرن التاسع عشر ، وهنا لابد من التركيز على كلمة يهود باعتبار ان الانتماء الديني والذي هو عقائدي يعني فكري بالاصل ، اعتبار هذا الانتماء اساسا في التحرك لانتشال اليهود من حالة المعادات التي كانوا فيها بغض النظر عن الاسباب التي ادت الى ذلك والتي جلبت عليهم التشريد والتقتيل وكادت تقضي عليهم لولا تحرك هرتزل الذي تمخض عنه مؤتمر بازل في سويسرا سنة 1897 والذي نجد نتائجه الان واضحة للعيان في تكوين دولة تعد من اقوى الدول في العالم مع قلت عددهم وصغر المساحة التي يسيطرون عليها بشكل مباشر .
وهنا نود ان نوضح في اننا لاندعو الى الى تكوين دولة محاربة عدائية للاخر ولا الى تكوين قوة تفرض ارائها على الاخر لان هذا في حد ذاته يتعارض مع حديث الامام المعصوم عليه السلام ( كونوا لنا دعاة بغير السنتكم ) .
اننا ندعوا الى اعترافنا نحن اولا بخصوصيتنا واحترامنا لمتبنياتنا الاصلية الواردة عن المعصوم لان ذلك لايشكل منطلق خلاف بين مكونات الجسد الشيعي بالانتماء بغض النظر عن مدى الالتزام بالعبادات لان خطاب المعصوم هو خطاب انساني يصلح لكل البشر شريطة الابتعاد عن العبودية . وان هذا المسلك يجبر الاخر على احترام دمائنا .
اننا ندعو الى القول بالامة الشيعية .
بلداوي
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |