السلام عليكم جميعا ورحمة الله و بركاته
كتبت في 2/4/2001 التعليق التالي تحت عنوان:
اني أشم رائحة الفتنة من هذه الفتوى المزورة
(حول كتاب حسين الموسوي)
ونشرته في عدد من مواقع الحوار ويوجد أيضا في موقعي الخاص على الشبكة ، وهو كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
ايها الأخوة الأعزاء من السنة والشيعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعروف ان هناك عبر التاريخ كثيرا من السنة الذين تحولوا الى شيعة او شيعة امامية ، وكثيرا من الشيعة الذين تحولوا الى سنة او سلفية او وهابية ، ومن الممكن جدا ن يقوم باحث مؤمن بقراءة التاريخ وكتب الحديث فيغير مذهبه على ضوء ذلك وحسب اجتهاده ، وهناك شعوب عديدة في التاريخ الاسلامي تحولت من هذه الطائفة الى تلك تحت ضغط السيف والارهاب الطائفي.
وليس سرا ان الخلاف الطائفي بين المسلمين كان ولا يزال وسيظل مادة بيد أعداء الاسلام لإثارة الاحقاد واستفزاز هذه الطائفة او تلك ليصطرع المسلمون فيما بينهم ويغلبوا خلافاتهم الجزئية او المنقرضة على خلافاتهم الحيوية والمهمة والكبيرة مع الأعداء او مع الحكام الظلمة والطواغيت.
وقد نشر منذ فترة كتاب باسم (كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الاطهار) باسم (السيد حسين الموسوي) ونشرت معه فتوى موقعة باسم السيد حسين أل بحر العلوم.
وكما يبدو فان اسم حسين الموسوي اسم مستعار ، ومن حق اي كاتب يخاف على نفسه ان يكتب بأي اسم . ولا مشكلة في هذا الموضوع ، بالرغم من ان الكتاب ليس فيه ما يستدعي الخوف على الحياة من الشيعة. وبامكان المؤلف ان يختار بلدا آمنا ليقيم فيه اذا كان حقا خائفا على نفسه في بلد معين.
ولكن الناشر يفترض انه لا يزال يعيش في النجف الأشرف ولذلك يخاف على نفسه وهو مرجع كبير وله مقلدون ورسائل عملية . وهذا كلام فيه شيء من التناقض. او انه موجه دعائيا للمسلمين خارج العراق ممن لا يعرفون الحوزة ورجالاتها.
الى هنا والمسالة عادية ، ولكن الأمر غير الاعتيادي والذي يوحي بالفتنة ويحمل في طياته الكثير من التزوير والكذب والبهتان ، يتمثل في الفتوى المرافقة للكتاب والمنسوبة الى أحد علماء النجف الكرام وهو السيد حسين بحر العلوم ، الذي ربما لم يسمع بالكتاب لحد الآن.
تتضمن الفتوى خطابا من رجل يطلق على نفسه اسم نصير عبد الزهرة يسأل المرجع الأعلى زعيم الحوزة العلمية عن أمر السيد حسين الموسوي الذي يقول انه تحول الى التسنن.
وتتضمن جوابا مزعوما من السيد حسين بحر العلوم يقول فيه
" بسمه تعالى
قولنا في المدعو حسين الموسوي انه ضال مضل أعمى الله بصيرته كما أعمى قلبه ، وقد أصبح سببا في فتنة كثير من الناس لعنه الله
وقد قامت زعامة الحوزة باسقاط جميع درجاته العلمية واعتبار جميع احكام المرتدين منطبقة عليه وان رسائله العلمية غير مبرئة للذمة.
وأصدرنا فتوى بتحريم قراءة كتابه المسمى (لله ثم للتاريخ)"
وفي الحقيقة لا نحتاج الى تأمل كبير لندرك اختلاق هذه الفتوى المزعومة ، وذلك
1- لأن السيد حسين بحر العلوم ليس مرجعا وانما هو استاذ ، فضلا عن ان يكون مرجعا أعلى او زعيما للحوزة العلمية ، وهذا لقب اختص به الامام الخوئي ، ولا يطلق على غيره لحد الآن.
2- لا أحد من مراجع الشيعة يعتبر التحول المذهبي من الشيعة الى السنة ارتدادا عن الدين.
3- لا توجد في الحوزة العلمية في النجف او قم درجات علمية تمنح حتى تسقط من مرجع آخر ، وانما هي ألقاب شعبية يتعارف عليها.
4- لا توجد أبدا رسائل عملية للسيد حسين الموسوي
5- لا تسمى الرسائل التي يكتبها العلماء بالعلمية وانما بالعملية ،وهذا ما يدل على ان كاتب الفتوى بعيد أجواء الحوزة تماما.
6- لا يوجد شخص بهذا الاسم (حسين الموسوي) أساسا ، يحتل مرتبة علمية او مرجعية التقليد، مما يدل على انه شخص موهوم.
7- الختم الموجود في ذيل الفتوى ، ليس ختم السيد حسين بحر العلوم ، ولم يعتد المراجع في الحوزة على استعمال هكذا اختام بلاستيكية حديثة وانما لديهم اختام معدنية قديمة.
8- واذا كان اسم (السيد حسين الموسوي) اسم علم معروف ، فمن هو؟ واين يسكن؟ واذا كان مستعارا كما يقول الناشر ، فكيف يتحدث عنه بحر العلوم في الفتوى المزعومة وكأنه اسم معروف وله مقلدون ورسائل عملية فيطالب مقلديه بالعدول عنه؟
9- الخط الذي كتب به السائل والمجيب يتشابه الى حد كبير ، مما يدل على ان كاتبه واحد.
10- السيد حسين بحر العلوم ، لا يكتب اسمه بهذه الطريقة (الحسين).
من ذلك يتضح ان الفتوى المزعومة كاذبة ومزورة ، وهدفها خلق الفتنة واثارة عداء الاخوة السنة ضد الشيعة ، باختلاق كلام متطرف على لسان أحد علمائهم ، وتبرير حملة العنف والكراهية التي يطلقها شيوخ الفتنة ضد الشيعة ، من اجل اشعال لهيب الخلاف بين الطائفتين المسلمتين الكبيرتين.
ومع اعترافنا بوجود كثير من الخرافات والأساطير والنظريات الوهمية والفرضية الفلسفية المتناقضة مع العقل ومع القرآن الكريم في التراث الاسلامي بصورة عامة ، وتأكيدنا على الحاجة للقيام بعملية نقد ذاتي وتصفية للافكار الدخيلة ،فنحن ندعو جميع المسلمين من السنة والشيعة الى تجاوز الخلافات التاريخية المنقرضة والبائدة ، والتوجه نحو بناء المجتمع الاسلامي السليم ، مجتمع العدالة والحرية والشورى والوحدة ، ونحذر الأخوة المؤمنين من الوقوع في براثن الفتنة.
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا
صدق الله العظيم
أخوكم
أحمد الكاتب
أحب في الله من يبغضني في الله